أهلا وسهلا بكم في ملتقى الغرباء يشرفنا انضمامكم الينا..

e shtunë, 16 qershor 2007

Tunisnews_Arabic 16/06/2007

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie
Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

السنة الثامنة، العدد 2580 بتاريخ 16 جوان 2007


الموقع: www.tunisnews.net

للمراسلة: redaction@tunisnews.net


أنت مشترك بقائمة المراسلة لتونس نيوز باللغة العربية بواسطة هذا العنوان: infotunis1.newsar@blogger.com


لإيقاف اشتراكك يرجى إرسال رسالة فارغة إلى: unsubscribe_tunisnews_arabic@tunisnews.net


"الموت البطيء": شريط يوثق مأساة المساجين السياسيين بتونس


بمناسبة اليوم التضامنى مع السجين السياسى بتونس أصدرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين شريط تحت عنوان "الموت البطيء".
للمشاهدة اضغط على الرابط التالي:
http://www.nahdha.info/mcgallerypro/show.php?start=0&id=12&video=1
(المصدر: موقع نهضة إنفو – مارس 2007)
 عريضة - أوقفوا التعذيب في تونس
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس: المجتمع المدني تحت الحصار
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: خبـر عـاجل
الإتحاد العام التونسي للشغل -الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي: بـــــــلاغ صحفي
جمعية الصحافيين التونسيين: لائـــحة
سليم بوخذير و سهام بن سدرين على قناة "الحرّة"
الحياة: وزارات الداخلية العربية تتبادل أسماء عناصر «القاعدة»
كلمة: دهاليز
كلمة: المعتقلون التونسيّون في غوانتنامو:بين جحيم الاحتجاز ومخاطر التحرير
أم زياد: "العبدان" و"أنصار المصالحة"
عبد الحميد الغربي: الأفضل إخراج الاسلام من دائرة الجدل والصراع السياسي
مرسل الكسيبي: محاضن المشروع الوسطي توجب علينا الوفاء لرجال تونس الغد
صـابـر التونسي: سواك حار (34)
محمد العروسي الهاني: للمتقاعد حقوق وواجبات و العناية بهذه الشريحة واجبة
جمال الدين أحمد الفرحاوي: سأعلن عشقي
توفيق المديني: السلام المسلح في قمة الثماني
عادل الحامدي :الاسلام فوق الجميع ولو كره الواقع
د. رجاء بن سلامة: تاريخ لم يكتب وعنف لم يوصف
 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


 

أوقفوا التعذيب في تونس

 

         يشجب المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا الاعتداءات المتكررة التي تمارسها السلطات التونسية على المواطنين الأبرياء ومؤسسات المجتمع المدني. و يدين بشدة كل أساليب التعذيب

 و الممارسات اللاانسانية في حق المعتقلين والمناضلين،حيث تسببت في قتل العديد والاضرار بالباقي ، شأن المعتقل السياسي وليد العويني الذي اختلت مداركه العقلية جراء التعذيب الوحشي.

أمام هذا الوضع الحقوقي المتدهورفي تونس فان المكتب يطالب السلطات بوضع حد لهذه اللانتهاكات ويساند كل المبادرات الداعية لوقف سياسة التعذيب والهرسلة وعمليات الاختطاف التي ضلعت فيها المؤسسة الأمنية التونسية. وبمناسبة احياء ذكرى اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب بتاريخ 27 جوان 2007  والذي يتزامن مع اليوم الدولي للمطالبة بالعفو التشريعي العام في تونس فان المكتب يضع بين أيديكم هذه العريضة لجمع الامضاءات و تسليمها للأمم المتحدة يوم الجمعة 22 جوان 2007 حيث سينظم   تجمع في ساحة مقرها في جينيف

    نؤكد مطالبتنا بـ:

1- اطلاق سراح السجين السياسي وليد العويني وكافة سجناء الرأي في تونس.

2-  وقف كل أشكال التعذيب التي يمتهنها النظام التونسي ضد المواطنين الأبرياء.

3- عدم مضايقة المناضلين من حقوقيين واعلاميين والكف عن انتهاك حرماتهم المعنوية و المادية.

( ملاحظة :الرجاء ارسال الامضاءات على العنوان الالكتروني للمكتب: z_militants@yahoo.fr  )

 

القائمة الأولية للممضين على  عريضة المساندة

1.     محمد طنيش - ألمانيا

2.     ادارة موقع تونس أون لاين/www.tunis-online.net

3.     عبدالناصرآيت لمام AVTT  Genève

4.     زهير تريمش - سويسرا

5.     مرسل الكسيبي : كاتب وصحفي تونسي (رئيس ) تحريرموقع الوسط التونسية:   www.tunisalwasat.com

6.     رضا قادري (ايطاليا)

7.     حسين الدويري( المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا)

8.     اميرة الدويري - سويسرا

9.     سمية همامي    - سويسرا     

10.لسعد بن علي الزيتوني ( لاجئ سياسي، باريس)

11.جمال السلامي - سويسرا

12.فائزة السلامي - سويسرا

13.سمية البدوي الكوت - سويسرا

14.فـتحي الحاج بالقاسم- سويسرا

15.المحامي عبد الوهاب معطر (محكمة الاستئناف، صفاقس، تونس)

16.شكري يعقوب - سويسرا

17.عبد الباقي خليفة (صحافي،فرنسا)

18.طاهر قلعي- سويسرا

19.شامخ بن شامخ- سويسرا

20.محسن شريف

21.العربي القاسمي ( رئيس جمعية الزيتونة- سويسرا)

22.حسن الدريدي - سويسرا

23. ابراهيم نوارٍ( سجين سياسي سابق )

24.محمد حجاج- سويسرا

25.محمد المنصف قارة ( زوريخ - سويسرا)

26.عبد الهادي التيمومي ( ميونيخ- ألمانيا)

27. نبيل محمد - سويسرا

28.انور مديمغ - سويسرا

29.عبد الرحمان  الحامدي - سويسرا

30.بوكثير بن عمر- سويسرا

31.قيس دغري- باريس    

32.لزهر مقداد- سويسرا

33. محسن شنيتر- سويسرا

34.بشير بوشيبة- سويسرا

35.حمزة الشادلي- سويسرا

36.ادارة موقع الحوار.نت (www.alhiwar.net) للاتصال (info@alhiwar.net)

37.   محسن جندوبي- RIESENGEBIRGS STR.6 (53119.BONN)

38.اسماعيل الكوت ( المكتب الحقوقي والاعلامي لجمعية الزيتونة بسويسرا)

39.عبد الرحمان الخلادي- سجين سياسي سابق وأحد ضحايا التعذيب في تونس

40.عايدة جونيت

41.نبيل السعداوي/ ألمانيا

42.لسعد الحامي/ ألمانيا

43.عبد الستار ونيس/ ألمانيا

44.محمد علي بلقاسم- ألمانيا

45.القادري زروقي/ ألمانيا

46.نصر الدين سويلمي/ ألمانيا

47.عمر بوعزة/ ألمانيا

48.نور الدين العبيدي/ ألمانيا

49.الهاشمي بن حامد/ ألمانيا

50.الهادي بريك/ ألمانيا

51.لويزة توسكان ( فرنسا)

52.كمال العيفي ( فرنسا)

53.رياض الحجلاوي (دكتور في الفيزياء، فرنسا )

54.محمد الحجلاوي ( فرنسا )

55.عبد الحميد العداسي (الدنمارك )

56.محسن الذهيبي

57.فخر الدين مالوش

58.مليكة بوعلاقي

59.محسن الذهيبي

60.عصام الهمامي

61.كريم مسعودي

62.الطاهر العبيدي ( صحافي، فرنسا)

63.زياد الشادلي - سويسرا

64.توفيق النفزي - سويسرا

65.لمياء الطويل  - سويسرا

66.طاهر بوصفة

67.منصف مقدود

68.عبد الله نوري- ألمانيا

69.آمنة عبدالرحيم - ألمانيا

70.محمد قاسم – كردي سوري

71.محمد الصالح محفوظ

72.عمار هداجي - سويسرا

73.رضا الشادلي - سويسرا

74.ابراهيم الشادلي - سويسرا

75.بشير بن مسعود - سويسرا

76.صادق الكبسي - سويسرا

77.بو بكر مصدق - سويسرا

78.جلال مسروحي - سويسرا

79.محمد علي عمدوني - سويسرا

80.عبد العزيز بوسنينة- سويسرا

81.علي فلفول - سويسرا

82.مصطفى اليحياوي - سويسرا

83.الهاشمي الطاهر - سويسرا

84.عبد المنعم بالطيفة - سويسرا

85.رضا الضحاك - سويسرا

86. عبد الحميد الفياش - سويسرا

87.نجاة نفيسي  - سويسرا

88.فرج منصور- سويسرا

89. لزهر قريرة - سويسرا

90.عمر القايدي - سويسرا

91.نورالدين الفرجاني - سويسرا

92.رضا الرجيبي – فرنسا

93.محمد علي البدوي - ) -ASPP سويسرا(

94.الطاهر بوبحري    فرنسا

95.محمد بن سالم       فرنسا

96.عادل الحمزاوي   فرنسا

97.سمير الدريدي     فرنسا

98.ساسي الحميدي    فرسنا

99.فتحي الفرخ        فرنسا

100.   رياض بالطيب فرنسا

 


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
International Campaign for Human Rights in Tunisia

icfhrt@yahoo.com

 

المجتمع المدني تحت الحصار

 

 بعد محاصرة مقر كل من المجلس الوطني للحريات و مقر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، ومقرات فروع الرابطة في الجهات، ومنع انعقاد الجلسة السنوية العامة لفرع تونس لمنظمة العفو الدولية، أقدم أعوان البوليس السياسي اليوم السبت، على محاصرة المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، بإغلاق جميع المنافذ المؤدية اليه بحواجز حديدية، وعدد كبير من اعوان البوليس.

 

و ان الحملة الدولية لحقوق الانسان، اذ تعبر عن مساندتها الكاملة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في هذه الحملة المتواصلة ضدها من قبل السلطة، بهدف عرقلتها عن القيام بدورها في الدفاع عن حقوق الانسان في تونس، تؤكد أن هذه المضايقات والملاحقات تأتي في سياق سياسة ثابتة للسلطة، تقوم على التضييق والحصار لكل الجمعيات والمنظمات التي تصر على المحافظة على استقلاليتها، وترفض الهيمنة والوصاية على قرارها.

 

 وتطالب الحملة الدولية لحقوق الإنسان، بالوقف الفوري لهذه السياسة العدوانية، ضد الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، وكل المنظمات الحقوقية، لأنها لن تؤدي الا الى مزيد من الاحتقان والتأزم، لعجزها عن معالجة القضايا الحقيقية التي ترفعها قوى المجتمع المدني.

 

عن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

علي بن عرفة

لندن  في 16 جوان 2007  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
 خبـر عـاجل  
للسبت الرابع على التوالي يضرب حصار امني مشدّد حول مقرّ الرابطة االتونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بتونس (نهج بودلير - العمران) دون أن يكون هناك أيّ نشاط مبرمج في هذا المقرّ.

وكانت قوّت الأمن حاصرت المقرّ يوم السبت 26 ماي لمنع انعقاد الندوة التي كانت مقرّرة حول المتدى الإجتماعي التونسي كما حاصرته يومي 02 و 09 جوان دون أيّ سبب واضح وهاهي تعود اليوم لتضرب نفس الحصار حيث تمّ غلق جميع المنافذ المؤدّية إليه بحواجز حديديّة فيما رابط عدد كبير من أعوان الأمن بتلك الأنهج وقرب مدخل المقر لمنع كلّ زائر من غير أعضاء الهيئة المديرة من الوصول.

 


الإتحاد العام التونسي للشغل
الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي

تونس في 12 جوان 2007
بـــــــلاغ صحفي


بعد تعطل المفاوضات مع سلطة الإشراف منذ 20 فيفري 2007 مما أدى إلى إضراب 5 أفريل والتحركات الإحتجاجية خلال شهري ماي وجوان 2007 وإثر مراسلة الجامعة العامّة إلى وزير التعليم العالي المتعلقة باستئناف المفاوضات حول مطالب الجامعيين، انعقد لقاء بين وفد من الجامعة العامة وممثلي وزارة التعليم العالي يوم 11 جوان 2007 بمقر الوزارة.


وباقتراح من الجامعة العامة تمّ إدراج النقاط التالية في جدول الأعمال : منهجية ونسق ومواضيع التفاوض، العودة الجامعية والقانون الإطاري وتجاوزات مسؤولين في بعض المؤسسات الجامعية.


وفي البداية عبر وفد الجامعة العامة عن استيائه من بطئ المفاوضات وشكلها وعدم إفضائها إلى الاستجابة إلى المطالب الأولوية كما طالب بتشكيل ثلاث لجان تعنى الأولى بالمطالب المادية والثانية بالمطالب المعنوية وفي مقدمتها القانون الإطاري والقوانين الأساسية لمختلف الأسلاك والثالثة بمنظومة الإصلاح الجامعي "نضامي إمد والجودة"، وذلك من أجل الرفع من نسق المفاوضات وإكسابها النجاعة المرجوّّة.


إلا أن الوفد الوزاري إعترض على هذه المنهجية مقترحا مناقشة هذه المسائل في إطار جلسات تجمع الوفدين وليس في إطار لجان نظرا - حسب رأيه - لضرورة مشاركة مسؤولي الوزارة في كل الجلسات. ولقد عبرت الجامعة العامة عن تمسكها بضرورة البدء بالتفاوض في المطالب المادية الأولوية والعاجلة التي تهم كل الجامعيين بمختلف رتبهم وأسلاكهم في حين تشبث الوفد الوزاري بضرورة إدراجها ضمن المفاوضات الجماعية وأعرب عن استعداده لمناقشة آليات تطبيق الحوافز المعلن عنها. ووقع الإتفاق على تنظيم لقاء يُحدّد قريبا بعد أن تتسلّم الوزارة مقترحات الجامعة العامة حول تنقيح القانون الإطاري كما ستناقش في هذا اللقاء أيضا آليات تطبيق الحوافز المذكورة أعلاه.


ثمّ تولى الوفد النقابي تسليم الوفد الوزاري مراسلة مصحوبة بملف إلى السيد وزير التعليم العالي تتعلق بالتقاعد وبالنُقل وبتجاوزات مسؤولين ببعض المؤسسات. وأكد الوفد النقابي على ضرورة معاملة الزملاء على قدم المساواة في مسألة التمديد في سن الإحالة على التقاعد وعَرَضَ وضعيات بعض الجامعيين الذين وقع استثناؤهم من التمديد بدون مبرر، كما طالب الوفد النقابي بضرورة الإحتكام إلى رأي المجالس العلمية في مسألة النُقَل داعيا إلى تسهيل نُقلة الزملاء لا سيما الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية.


وفي باب التجاوزات رصدت وعرضت الجامعة العامة عديد الحالات مؤكدة على ضرورة أن تتحمل الوزارة مسؤولياتها في ردع بعض المسؤولين المخالفين للقوانين والأعراف الجامعية. ووعد الوفد الوزاري بتقديم ردود للجامعة العامة حول كل النقاط الواردة بهذا الملف بعد مراجعتها مع السيد الوزير.


وفي مسألة العودة الجامعية، أعرب الطرف النقابي عن شديد انشغال الجامعيين بما يشاع حول تقديم إنطلاق الدروس إلى الأسبوع الأول من سبتمبر 2007 بحجة تطبيق نظام إمد القاضي بتوزيع الدروس على 14 أسبوعا عوض 13 سابقا، ورفضهم لاختصار عطلتهم الصيفية لا سيما وأن جلّهم يشتغل إلى نهاية شهر جويلية، فضلا عَما يمثله ذلك من تجاوز لما ينص عليه الأمر عـ1174ـدد لسنة 1987 القاضي بافتتاح السنة الجامعية بداية من 15 سبتمبر لكل سنة. وأكد الطرف الوزاري في هذا الصدد أن الوزارة لم توجه أيّة تعليمات في هذا الإتجاه للمؤسسات الجامعية وأن افتتاح السنة الجامعية وانطلاق الدروس يبقيان محكومين بالنصوص القانونية الجاري بها العمل.


 الكاتب العام
سامي العوادي

جمعية الصحافيين التونسيين

لائـــحة

تونس في 15 جوان 2007
 إن الصحافيين التونسيين المجتمعين في الجلسة العامة العادية بتاريخ 15 جوان 2007 بمقرّ الجمعية، وبعد استعراضهم لنشاطها وتدارس الإشكاليات والمشاغل المتعلقة بالصحافيين، يسجلون ما يلي :
- ارتياحهم لعودة جمعية الصحافيين التونسيين إلى موقعها الطبيعي بالاتحاد الدولي للصحفيين. ويجدّدون تمسكهم بالجمعية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لعموم الصحافيين التونسيين.
وإذ يؤكدون على تمسك عموم الصحافيين بمطلبهم الاستراتيجي ببعث اتحاد الصحافيين التونسيين، فهم يطالبون بالاستجابة السريعة لمطلب الجمعية بإعادة تصنيفها وإقرارها جمعية مهنية ذات طابع نقابي خاضعة لأحكام مجلة الشغل.

- انشغالهم العميق لما آلت إليه أوضاع الصحافيين على الصعيدين المادي والمعنوي، ووضعية حرية الصحافة والتعبير، واستياءهم لاستمرار تردي الأوضاع المادية والمعنوية للصحافيين في جلّ المؤسسات الإعلامية، وخصوصا الزميلات والزملاء المطرودين في عدد من مؤسسات الصحافة المكتوبة وكذلك الذين لم تسوّ أوضاعهم في مؤسسة الإذاعة والتلفزة.
ويدعون الهيئة المديرة إلى تكثيف تحركها بغاية التوصل إلى تسوية عاجلة وناجعة للوضعيات المطروحة.

- تطلعهم إلى الاحتفال بعيدهم السنوي الشهر المقبل وقد تمت تسوية جميع الوضعيات المهنية والاجتماعية، ويناشدون سيادة رئيس الدولة التدخل لفائدة الصحافيين والإذن بتسوية كل الوضعيات العالقة.                                                                

- ضرورة التصدي لظاهرة التشغيل العرضي للصحافيين، والعمل على مراجعة ما ورد قانونا حول تشغيل المتعاونين باتجاه منع أصحاب المؤسسات الصحفية من انتداب المتعاونين )بيجيست(، ووقف التعامل بهذه الصيغة مستقبلا. مع التنصيص على تسوية وضعيات الزملاء المتعاونين المتفرغين للعمل الصحفي نهائيا بداية من غرة جانفي 2008، على أن لا يتم الانتداب بعد هذا التاريخ إلا بصيغة التعاقد الكتابي القانوني الملزم للطرفين. ويدعون إلى إلغاء الفصل 7 مكرر من الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة خلال المفاوضات الاجتماعية القادمة نظرا لتعارضه مع طبيعة العمل الصحفي.

- دعوتهم إلى وضع نظام قانوني موحد للمهنة الصحفية يشمل كل الصحافيين العاملين في القطاع السمعي البصري وفي الصحافة المكتوبة والالكترونية وصحافة الوكالة.
- تأكيدهم على اعتبار المشروع السكني الجديد مطلبا أساسيا من شأنه أن يحفظ كرامة الصحفي واستقراره، ويوصون بالإسراع بانجازه.
- دعوتهم للإسراع بتنفيذ قرار رئيس الدولة ببعث صندوق تآزر الصحافيين بشكل يضمن له موارد قارّة تساهم في توفير خدمات اجتماعية لفائدة الصحافيين.
- وقوفهم إلى جانب حركات التحرر الوطني في العالم وانحيازهم إلى صف المقاومة في العراق وفلسطين. ويناشدون الفرقاء في فلسطين الوقف الفوري للاقتتال والتوحد حول المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني. كما يدعون الفصائل المتناحرة إلى وقف تدمير المؤسسات الإعلامية واستهداف الصحافيين. 
عاشت نضالات الصحافيين التونسيين...
عاشت جمعية الصحافيين التونسيين حرّة، مستقلّة ومناضلة.
                            عـن الجلسة العامـة
                             رئيس الجمعية
                                                    فوزي بوزيان        

سليم بوخذير و سهام بن سدرين على قناة "الحرّة" في هذه الأوقات:

 إستضافت قناة "الحرة" ضمن برنامج "عين على الديمقراطية" لهذا الأسبوع ، الكاتبة والناشطة الحقوقية التونسية سهام بن سدرين من ألمانيا و الصحفي و الحقوقي التونسي سليم بوخذير من تونس ليتحدّثا عن موضوع الحريات المقموعة في تونس و ما تعرّض له السيد بوخذير من إعتداءات على خلفية نشره أخبار فساد أصهار بن علي ، و تبثّ "الحرّة" الحلقة مساء الإثنين 18 جوان على الساعة التاسعة و 10 دقائق بتوقيت تونس .

  برنامج "عين الديمقراطية" الذي يقدّمه محمد اليحائي يفتح ملفات عديدة ويُسلّط الضوء على رهانات التحوّل إلى الديموقراطية في العالم العربي وتحديات الإصلاح السياسي و إنتهاكات حقوق الإنسان .

  و يُعاد بثّ البرنامج على قناة "الحرّة"حسب ما ورد في موقع القناة على شبكة الأنترنت ، مساء الإثنين على الساعة الواحدة صباحا بتوقيت تونس ، فيما  يُعاد بثّ البرنامج 4 مرات يوم الثلاثاء 19 جوان وذلك على الساعة الخامسة صباحا بتوقيت تونس وعلى الساعة التاسعة صباحا و 10 دقائق و الواحدة ظهرا والرابعة بعد الزوال و 10 دقائق .

  أمّا على قناة "الحرّة عراق" فيبث البرنامج في الأوقات التالية بتوقيت تونس :

 مساء الإثنين : على الساعة العاشرة و 10 دقائق بتوقيت تونس .

يوم الثلاثاء : - على الساعة الرابعة صباحا بتوقيت تونس (إعادة) .

              - على الساعة الحادية عشرة صباحا و 10 دقائق .

              - على الساعة الثالثة و 10 دقائق بعد الزوال .

  يُشار إلى أنّ قناة "الحرّة" و قناة "الحرّة عراق" كلتاهما تبثّان برامجهما على أكثر من قمر من ذلك "نايل سات" و "هودبارد" .


وزارات الداخلية العربية تتبادل أسماء عناصر «القاعدة»


تونس    
قرر مسؤولو أجهزة مكافحة الإرهاب في وزارات الداخلية العربية تبادل لوائح بأسماء قيادات تنظيم «القاعدة» وعناصره والتنظيمات المرتبطة به، وتعميمها «لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيالهم».
وأفاد بيان لمجلس وزراء الداخلية العرب (تونس) في ختام اجتماعات المسؤولين عن أجهزة مكافحة الإرهاب، أن البلدان العربية التزمت اغلاق «المواقع التي تبث مواد متعلقة بتصنيع المتفجرات أو استخدام الأسلحة والتدريب عليها، وكذلك المواقع التي تروج للأفكار والايديولوجيات المتشددة». وحذر من «الفتاوى المنحرفة»، وطلب تجريمها بوصفها من أعمال التحريض على الإرهاب.

(المصدر: صحيفة " الحياة " (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جوان 2007)
 


مهرجانات تونس: المشاركة المحلية 60 في المئة

تونس     
تشهد مهرجانات تونس سنوياً، مشاركة ألمع الفنانين والمطربين العرب والمحليين. ويبقى مهرجان قرطاج الدولي أشهرها وأكبرها يليه مهرجان الحمامات وبنزرت وصفاقس والمنستير وسوسة وقابس وعدد من المهرجانات المتخصصة كالمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية والمهرجان الدولي للجاز في طبرقة والمهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي يلتئم كل سنتين في مدينة المنستير في الساحل التونسي.
وكُرّس بعض مهرجانات هذا الصيف للعروض التونسية بعد القرار الذي أصدرته سلطة الإشراف بتخصيص نسبة 60 في المئة الى العروض التونسية.
وستتضمن حفلة افتتاح مهرجان قرطاج الذي سيـــــنطلق في 14 تموز (يوليو) المــــقبل تكريماً للفنون الشعبية إذ ستنظم سهرة كبرى للفن الشعبي من المــــتوقع أن يشـــــارك فيها ألمع الفرق الشعــــبية التونسية.
وتشارك فنانات تونس هذا العام في شكل لافت ومنهم لطيفة العرفاوي وصوفية صادق وأمينة فاخت إلى جانب صابر الرباعي وزياد غرسة.
وبالنسبة الى العروض العربية، تأكدت مشاركة كل من الفنانين فضل شاكر وحسين الجسمي وشـــيرين عبدالوهاب بالتنسيق بين شركة «روتانا» وادارة المهرجان. وسيختتم الفنان العراقي كاظم الساهر المهرجان.

(المصدر: صحيفة " الحياة " (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 جوان 2007)
دهاليز
لطفي حيدوري

تونس تستقبل مواطنيها كرها

يصل خلال الأسبوع الجاري معتقلان تونسيان قضيا 5 سنوات في معتقل غوانتنامو دون أن توجه إليهم أيّة تهمة. ويهمّ الأمر كل من عبد الله بن عمر الحاجي (51 سنة) أصيل ولاية باجة وتقطن عائلته حاليا في أحد الأحياء الشعبية غرب العاصمة تونس. وكان قد حسم أمر إطلاق سراحه منذ عدة أشهر غير أنّ المفاوضات مع الحكومة التونسية تأخّرت نظرا لكونها لم تبد أيّ استعداد للدفاع عن مواطنيها. كما سيطلق سراح المعتقل لطفي بن علي (43 سنة) المعروف باسم محمد عبد الرحمن. لكنّ محاميا الرجلين يسعيان لتأجيل إجراءات تحرير المعتقلين لاستكمال المساعي لضمان سلامتهما وتجنيبهما الشرّ الذي ينتظرهما في بلادهما خاصة وهما محاكمان في السابق، الأوّل في محاكمة رأي والثاني بتهمة الإرهاب. وتشمل مساعي المدافعين عن معتقلي غوانتنامو إثبات الخطر على السلامة الجسدية باعتبار ما يحصل من ممارسات تعذيب منظمة وموثّقة في وطنهم خاصة ضد المتهمين بالانضمام إلى مجموعات جهادية. كما يتطلّب ذلك بيان غياب المحاكمة العادلة وظروفها.
وتردّد السلطات التونسية انتقادات شديدة اللهجة للخارجية الأمريكية كلما صدر تقريرها عن حالة حقوق الإنسان في تونس أو وجّهت اللوم لبعض الانتهاكات الحاصلة فيها. وترتكز ردود الحكومة التونسية بالأساس على ازدواجية المعايير الأمريكية والاستدلال بمعتقل غوانتنامو. لكنّها لا تشير إلى انتهاك الحكومة الأمريكية لحقوق مواطنين تونسيّين.

اعتقال مسؤولين أمنيّين كبار بتهمة الإرهاب
 
أوقف في نهاية شهر أفريل الماضي 3 مسؤولين أمنيّين كبار برتبة ملازم بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ويهمّ الأمر كل من سهيل القزاح (32 سنة) رئيس مركز الحرس الوطني بالمحمدية جنوب العاصمة ومساعده السابق الملازم فوزي عليمي (26 سنة) الذي كان قد أقيل في شهر ديسمبر 2006 "من أجل عدم إرضاء الإدارة من حيث السيرة والسلوك طيلة فترة التربص". وهو متخرج سنة 2006 من المدرسة الوطنيّة لضباط الشرطة ببروكسال. كما أوقف الملازم بقوات السجون والإصلاح بسجن برج العامري سامي بلحاج عيسى (32 سنة). وشملت الإيقافات في هذه القضية شخصا آخر تدرب في مدرسة ضباط الشرطة البلجيكية وانقطع عن التدريب خلال تواجده في بلجيكا.
وقد وجّهت إليهم التهم أساسا بسبب تلقيهم مضمونا عقائديا "سلفيا" وحيازتهم كتبا دينية وأقراصا مضغوطة. وكذلك بسبب ما ذكر من كونهم مكّنوا عناصر مطلوبة أمنيّا من بعض المعلومات عن الإيقافات والتدابير الأمنية في إطار الحملات التي تشنّها مصالح وزارة الداخلية على الشباب المتديّن.
وهذه أوّل مرة يتم فيها إيقاف مسؤولين أمنيين بهذا المستوى بتهم سياسية منذ الحملة الأمنية التي شنتها السلطات التونسية على أتباع حركة النهضة في بداية التسعينات وشملت ضباطا من وزارة الداخلية وعسكريين من بينهم عقيد حوكموا أمام المحكمة العسكرية بتونس.
ومنذ بضعة أشهر أوقف في قبلّي بالجنوب التونسي جندي برتبة رقيب بموجب قانون مكافحة الإرهاب، اتهم بكونه خطط لمجموعة من الشبان المدنيّين طريقة مهاجمة ثكنة عسكرية بالهراوات والسكاكين للاستيلاء على السلاح !!

مساجين غير متساوين في الحقوق

ورد في أرقام صادرة عن وزارة التربية والتكوين عن امتحان الباكالوريا لدورة جوان 2007 أنّ 12 تلميذا سجينا اجتاز الامتحان وهم من مساجين الحق العام تعلقت ببعضهم قضايا مخدرات. ولا يذكر منذ 1987 أن اجتاز تلميذ أو طالب أو باحث جامعي من المسجونين في قضايا سياسية امتحانا أو واصل دراسته من داخل السجن. بل إنّهم محرومون حتى من تلقي الكتب الفكرية والمدرسية، وفي بعض الفترات حظر عليهم حتى استعمال أدوات الكتابة وحرموا بعد مغادرة السجن من مواصلة الدراسة.

مندوبية السياحة والأنشطة الحقوقية

ألغت ثلاثة فنادق سياحية حجوزات وفد حقوقي وصل إلى تونس من 18 إلى 25 ماي المنقضي. في حين تراجع نزل سياحي بضاحية قمرت عن تمكين منظمة "الخط الأمامي" من قاعة اجتماعات لإجراء دورة تدريبية على السلامة المعلوماتية واكتفى باستضافة المشاركين في غرف الإقامة.
وفي حين أنكرت إدارة أحد النزل تأكيدها حجوزات 3 مشاركين تابعين لبعثة تقصي عن منظمتي "الخط الأمامي" و"حقوق الإنسان أوّلا"، اعتذرت إدارة نزل آخر. أمّا أحد الفنادق من فئة 3 نجوم فقد ألغى حجوزات البعثة مرّتين.
وتبيّن أنّ المندوب الجهوي للسياحة بتونس قد أشرف شخصيا على تحذير فنادق وسط العاصمة من استقبال هذا الوفد، فيما يعدّ أشدّ الضغوط المسلطة على النزل إضافة إلى المضايقات الأمنية وتوظيف عملة النزل للتجسس على النزلاء الأجانب من الناشطين وتقديم المعلومات عنهم.
 
(المصدر: مجلة "كلمة" (اليكترونية شهرية – تونس)، العدد 54 لشهر جوان 2007)

المعتقلون التونسيّون في غوانتنامو
بين جحيم الاحتجاز ومخاطر التحرير
 

لطفي حيدوري

يبذل محامون أمريكيون متطوّعون جهودا كبيرة لتفادي تسليم معتقلين تونسيين في غوانتنامو إلى بلادهم. ويُخشى على مصير كلّ من عبد الله بن عمر الحاجي المحاكم غيابيّا في تونس بأحكام قد تصل مدتها إلى 24 سنة ضمن المحاكمات التي شملت أتباع حركة النهضة المحظورة في بداية التسعينات، والمعتقل لطفي بن علي المعروف باسم محمد عبد الرحمن في معتقل غوانتنامو والمحكوم غيابيا بـ20
سنة سجنا في جانفي 2005 من قبل المحكمة العسكرية الدائمة بتونس. وقد اعتقل كلاهما في باكستان في إطار صفقات تسليم بين المخابرات المركزية الأمريكية والأجهزة الباكستانية وتتراوح بين 2 مليون دولار و5 ملايين دولار.
لقد وجد عدد من العرب والمسلمين من جنسيات مختلفة أنفسهم بين فكّي كمّاشة بعد سقوط حكم طالبان في نهاية سنة 2001 على يد قوّات المجموعات الأفغانية المدعومة من الجيش الأمريكي. كان من بين أولئك الأجانب مقاتلون التحقوا بتنظيم القاعدة ومدنيّون اختاروا العيش تحت حكم "الإمارة الإسلامية" وآخرون دخلوا أفغانستان منذ أيام الاحتلال الروسي وفضّلوا بعد اندحاره الاندماج في الوطن الجديد.
وبعد الاجتياح الأمريكي لأفغانستان أصبح العربيّ مشبوها هناك. وقد اعتقل مئات من الأشخاص على يد القوات الأمريكية وقوّات تحالف الشمال. وكثير من المعتقلين وقع "بيعهم" مقابل مكافآت بملايين الدولارات على الأراضي الأفغانية والباكستانية، ومنهم من سلّمته دول مجاورة كإيران ثم نقلوا إلى خليج غوانتنامو.

12 تونسيا في معتقل غوانتنامو

بلغ عدد التونسيين المعتقلين في غوانتنامو 12 شخصا وهم هشام السليطي وعادل الحكيمي ورفيق الحامي وعادل بن مبروك وعبد الله بن عمر والهادي الهمامي وسيف بن عبد الله ورياض الناصري ولطفي لاغة ورضا اليزيدي وعبد الله الورغي ولطفي بن علي. وكان قد أطلق سراح فرنسيّين من أصول تونسية منذ ثلاث سنوات ورحّلوا دون متابعات تذكر في فرنسا.
ويتصل هؤلاء المعتقلون بعائلاتهم عن طريق منظمة الصليب الأحمر التي تنقل الرسائل بين الطرفين. ويشترط في تلك الرسائل أن تتعلق "بأخبار عائلية فقط" كما هو منصوص عليه في الأوراق المخصصة لكتابة الرسائل.
وقد أثارت منظمة ريبريف Reprieve ومقرّها في لندن قضيّة المعتقلين التونسيين في غوانتنامو. وزار محاميان ناشطان في المنظمة تونس من 3 إلى 8 مارس 2007 وقاما بالتعاون مع المجلس الوطني للحريات بتونس بالاتصال بأسر المعتقلين ( هشام السليطي وعادل الحكيمي ورفيق الحامي وعادل بن مبروك) وجمع معلومات عن سيرتهم قد تفيد في الدفاع عنهم ونقل رسائل وصور عائلية إليهم. وتعمل ريبريف كذلك من أجل إنهاء عمليات التسليم الاستثنائي إلى مناطق غير آمنة. ويتولى فريق محامين بالمنظمة الدفاع عن 36 من السجناء الحاليين في سجن غوانتانامو. وقد أسّسها عام 1999 المحامي الأمريكي كلايف ستافورد سميث الناشط الحقوقي في جنوب الولايات المتحدة من أجل إلغاء عقوبة الإعدام.
وتسعى المنظمة إلى بناء تحالف يضم أكثر من 500 محام يمثلون سجناء في سجن خليج غوانتانامو تمثيلاً تطوعيّاً. وقد ساعد تحركها على إطلاق سراح نحو 400 سجين من غوانتانامو وذلك من خلال رفع دعاوى وغيرها من أشكال الدفاع الأخرى.
وقد استكمل كريس شانغ وكوري كريدر الحصول على تفويضات من عائلات المعتقلين الهادي بن الهذيلي الهمامي وعبد الله بن عمر الحاجي وعادل بن مبروك للقيام بالإجراءات القضائية اللازمة لفائدتهم، في حين لا يزال رضا اليزيدي ورياض نصري ولطفي لاغة بدون محامي وقد تعذر الاتصال بهم.

المحاكم التونسية تحسم أمر معتقلي غوانتنامو قبل السلطات الأمريكية

جميع المعتقلين التونسيين في غوانتنامو حوكموا غيابيا في المحكمة العسكرية والجنائية التونسية. وقد جرى تتبّعهم بعد إيقاف عدد من التونسيين العائدين من الخارج أو الذين جرى تسليمهم من قبل أجهزة أمنية غربية وعربية (إيطاليا وفرنسا والليكسنبورغ وتركيا والجزائر وسوريا...).
وفي محاضر الاستنطاق للمحاكمين في تونس ذكروا أسماء لأشخاص قيل إنّهم انتموا لتنظيمات جهادية على الأراضي الأوروبية والأفغانية. وذكرت وقائع عن تواجد تونسيين بمعسكرات تدريب تحت إمرة تنظيم القاعدة ومنهم ( سيف الله بن حسين وعماد الجمالي وسامي الفتيتي ومحمد إبراهيم ومحمد الفخفاخ وهم مسجونون في تونس) وكمال الهمامي ومهدي كمّون وعبد الوهاب حميد ومختار بوشوشة وعادل بن سلطان والأزهر التليلي وشهاب العياري وعزالدين سلام ومحمد العواني ونبيل المخلوفي وعمر السليطي وفاكر بوصرّة وعبد الرؤوف الجدي وسامي الصيد المحاكم في إيطاليا ولاعب الكرة المعروف نزار الطرابلسي وطارق المعروفي الذين حوكما وسجنا في بلجيكا.
ولا يعرف مصير بقية التونسيين الذين تواجدوا بأفغانستان وفي صورة ما إذا لم يكونوا أحرارا فربّما يعتقلون في سجون الولايات المتحدة السرية. إذ تحدثت تقارير دولية عن آلاف المسلمين المعتقلين في سجون سرّية متفرقة عبر العالم بعضها في سفن تجوب المحيطات.
ويخشى محامو المعتقلين التونسيين من أن يسلّموا إلى تونس حيث سيتعرضون للتعذيب والاعتقال التعسفي. وقد نقلوا هذا الموقف إلى عائلاتهم التي تجاوبت معهم وحثّت منظمة ريبريف على أن تبذل وسعها لتجنّب مخاطر الترحيل إلى تونس. ويقول ممثلو المنظمة إنّ حلّ هذه القضية يكون بالسعي إلى توفير ملاذ آمن لهؤلاء المعتقلين بالحصول على لجوء في أي دولة تسمح لهم بذلك، غير أنّه إلى حدّ الآن لم تتح هذه الإمكانية إلاّ مع ألبانيا التي رضيت باستقبال معتقلين مسلمين صينيّين أطلق سراحهم من غوانتنامو.

هشام السليتي

أصيل ضاحية "بير الباي" جنوب العاصمة تونس. درس حتى السنة الثانية من التعليم الثانوي ثم تلقى تكوينا مهنيا في الميكانيك بثكنة باب سعدون ثم التحق بالحماية الدنية أين تلقى تربصا تخرج منه مسعفا بحريا وعمل في شواطئ حمام الأنف ورادس. ولم يكن متديّنا.
سافر إلى إيطاليا للعمل سنة 1995 بوثائق قانونية ثم عاد في ديسمبر 1997 ثم سافر من جديد إلى إيطاليا في بداية سنة 1998. تورط في قضية مخدرات وسجن غير أنّه فرّ من حبسه وتوجه إلى بلجيكا بمساعدة أحد أقربائه المقيمين هناك المدعو "عمر السليطي". لم تكن إقامته مريحة في ضيافة عمر فقد وصفه في اتصال مع عائلته بأنّه متشدد دينيّ لم يستضفه في منزله بل آواه في مكان غير لائق. بعد عامين انقطعت أخباره.
وقد علمت العائلة عن طريق فرقة أمن الدولة بأنّه موجود في غوانتنامو ولكن لم يعلموها بأنّه متابع عدليا في تونس. وتصل رسائل هشام عن طريق الصليب الأحمر الدولي. وتتلقى العائلة زيارات من حين لآخر من موظفي أمن الدولة. يأتون لأخذ نسخ من الرسائل ثم صاروا يصادرون الرسائل بعد اطلاع العائلة عليها.
وقد حوكم هشام السليتي المولود في 11 فيفري 1966 بـ40 سنة سجنا من محكمة تونس ضمن قانون مكافحة الإرهاب سنة 2005.

عادل الحكيمي

ولد في بن عروس جنوب العاصمة سنة 1965 ودرس حتى السادسة ثانوي ثم بقي عاطلا عن العمل لسنوات. وكان مثل رفاقه العاطلين في حيّه غير متديّن.
سافر إلى إيطاليا سنة 1989 وحصل على الإقامة وكان يزور عائلته في مناسبات عديدة وبدا أنّه لم يتغيّر عن سلوكه عندما كان في تونس. ومنذ 1994 توقفت زياراته وصار يتصل بالهاتف. وقد تزوج في إيطاليا من تونسية من أب تونسي وأم بلغارية. وعمل في أحد النزل. وكان من هواة الرسم. وقد عاش في جلال أباد ويقدّر أنّه تدرب في معسكرات للقاعدة. وقد حوكم غيابيا بـ20 سنة سجنا في جانفي 2005.

عبد الله بن عمر الحاجي 51 سنة

ألقي عليه القبض في منزله في لاهور في 4 افريل 2002 هو وصهره الهادي الهذيلي من قبل السلطات الباكستانية. ولد في 28 ماي 1956 بمستوتة من ولاية باجة (غرب تونس) واصل تعليمه حتى السنة السادسة ثانوي عمل ميكانيكيا في الشركة التونسية للسكك الحديدية كان يقيم في تونس في حي التضامن.
غادر تونس نحو السعودية سنة 1989 وفي نفس السنة توجه إلى الباكستان. ثم عاد إلى تونس سنة 1990 وأخذ معه زوجته وله 8 أبناء. ابنته متزوّجة من الهادي بن محمد الهذيلي المعتقل الآن في غوانتنامو.
أقام في بيشاور ثم انتقل إلى لاهور في باكستان التي لم يغادرها. عمل في تجارة الأقمشة في باكستان.
وتقول عائلته إنّه محاكم غيابيّا في بداية التسعينات ضمن محاكمات حركة النهضة الإسلامية المحظورة بأحكام قد تصل 23 سنة سجنا. وكان قد تقدم بمطلب للجوء السياسي في باكستان، وقع رفضه.
عادت زوجته إلى تونس في 2003 بعد أن لجأت للسفارة التونسية في باكستان التي ساعدتها على العودة.

الهادي الهمامي37 سنة

أصيل منطقة قبلاّط من ولاية باجة رحل إلى إيطاليا سنة 1987 وحصل على وثائق الإقامة وعاد إلى تونس عدة مرات لزيارة عائلته وفي سنة 2000 توجه إلى باكستان حيث تعرف إلى عائلة عبد الله بن عمر وتزوّج ابنته عائشة وعمل معه في تجارة الأقمشة إلى أن تم إيقافهما معا في منزلهما في لاهور. لم نعثر على معلومات تفيد بكونه نشط في صفوف مجموعات جهادية أو كونه محل متابعة قضائية في تونس.

رفيق الحامي 40 سنة

كان رفيق الحامي معتقلا في إيران إلى أن تم تسليمه للسلطات الأمريكية نهاية سنة 2001. وقد احتجز لمدة سنة في كابول حيث وقع تعذيبه. واتهم بكونه تلقى تدريبا عسكريا في معسكر تابع لنظام طالبان. ينوبه المحامي الأمريكي مارك دنبو.
حوكم غيابيا في تونس بـ20 سنة سجنا سنة 2005.

لطفي بن علي ويكنّى محمد عبد الرحمن

ولد في تونس سنة 1964، وقد دخل التراب الأفغاني في نهاية التسعينات بعد أن عمل لسنوات في إيطاليا.
ينوبه المحامي الأمريكي مارك دنبو الذي يقول إنّه وقعت مقايضته بمكافأة مالية مع سماسرة حرب باكستانيين. وكانت له علاقة بأحد المقاتلين السابقين في القاعدة. يقول محاميه إنّ السلطات الأمريكية لا تعرف ماذا تصنع بمحمد عبد الرحمن )لطفي بن علي( فهو ليس من المقاتلين الأعداء. غير أنّ حكما بالسجن لعشرين عاما صلدر عن المحكمة العسكرية في جانفي 2005 ينتظره في تونس.

عادل بن مبروك 37 سنة

نشأ في تونس بحي الزهور القريب من العاصمة. ودرس حتى مستوى السادسة ابتدائي واشتغل بالحلاقة. غادر تونس سنة 1999 نحو إيطاليا بشكل قانوني. عاد في تلك السنة إلى تونس ثم سافر من جديد إلى إيطاليا ومنها تحوّل إلى بريطانيا. ثم انقطعت أخباره. وفي سنة 2003 أبلغ أعوان أمن الدولة العائلة بوجود ابنهم في معتقل غوانتنامو. وقد حوكم غيابيا في جانفي 2002 بـ20 سنة سجنا من قبل المحكمة العسكرية.

رضا اليزيدي 42 سنة

حوكم غيابيا من قبل المحكمة العسكرية مرتين بـ40 سنة سجنا في الجملة سنة 2002 وسنة2005. أدين في تونس بتهمة التدرب في معسكرات للقاعدة بأفغانستان.

رياض ناصري 41 سنة

ولد في مدينة قفصة 350 كلم جنوب العاصمة. اعتقل في أفغانستان. وقد ذكر في تقارير أمنية تونسية إنّه كان يتدرب في معسكر خلدن بأفغانستان. وقد قضت المحكمة العسكرية غيابيا في شأنه سنة 2005 بـ20 سنة سجنا. وهو متزوّج من يمنيّة.

حقيقة التعاون الاستخباري التونسي الأمريكي

تم منذ سنة 2001 إيقاف عدد من التونسيين في الخارج أو وقع تسليمهم لبلادهم وحوكموا بتهمة الانضمام إلى تنظيمات "إرهابية". وبالرجوع إلى ملفات المتهمين المحاكمين في تونس بحالة إيقاف أو الذين حوكموا غيابيا نجد معطيات كبيرة عن نشاطات التونسيين الذين اختاروا مساندة التنظيمات الجهادية أو الانتماء إليها.
لقد برزت أسماء تونسيّة ضمن المجموعات المسلحة خاصة بأوروبا وأشهرها عبد الستار دحمان خريج معهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس الذي نفّذ برفقة مواطنه رشيد الواعر عملية اغتيال القائد العسكري الأفغاني أحمد شاه مسعود. وكذلك طارق المعروفي الذي ساعد دحمان في بلجيكا والمحكوم هناك بـ6 سنوات سجنا وعمر السليتي التونسي الأصل المولود بالجزائر والحاصل على الجنسية البلجيكية والمحاكم أيضا ضمن خلية بروكسال سنة 2003 بـ5 سنوات سجنا. ولاعب كرة القدم المشهور أصيل مدينة صفاقس نزار الطرابلسي المسجون في بلجيكا بتهمة التخطيط لهجمات على قاعدة عسكرية للناتو في بلجيكا وحكم عليه بـ10 سنوات سجنا. وسامي الصيد المحاكم في إيطاليا.
وكانت السلطات التونسية قد أوقفت في 2001 كل من منير غيث وبشير زايد وعبد الباسط الدالي (وقع تسليم هذين الأخيرين) ثم تم تسليم جابر الطرابلسي وسيف الله بن حسين وعماد الجمالي ومحمد إبراهم وسامي الفتيتي وآخرين.
لاشك أنّ المعلومات الواردة في محاضر استنطاق المتهمين تعد هامة لتضمنها معلومات عن أشخاص تونسيين وغير تونسيين ووقائع بالخارج. بل إنّه منذ سنة 2001 حصلت الأجهزة التونسية عن معلومات تخص تحركات العناصر التي دخل جزء منها التراب التونسي في السنة الفارطة ودخلت في مواجهات دامية مع القوات الحكومية في الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس.
ولا تخلو التقارير السنوية للخارجية الأمريكية عن "الحرب على الإرهاب" من إشادة بالتعاون التونسي في هذا المجال. وإنّ اعترافات واردة ببعض المحاضر في تونس كافية للإبقاء على بعض المعتقلين التونسيين في السجون الأمريكية، إذ تتوفر التقارير الأمنية التونسية على الأماكن التي تواجد بها التونسيون الناشطون بالعمل المسلح على الأراضي الأوروبية وفي أفغانستان وحتى في السودان. بل توجد حتى الأسماء المستعارة المستخدمة !!!
ولكن هل ستسقط الدعاوى المرفوعة في المحاكم التونسية ضد مواطنيها المعتقلين في غوانتنامو في حال ما إذا لم توجه إليهم تهمة هناك ورحّلوا إلى تونس (1) . الحكومة التونسية ستجد نفسها في موقف محرج لأنّ الدولة القائدة "للحرب على الإرهاب" تبرّئ أشخاصا تدينهم دولة تدّعي "المشاركة" في المجهود الولي لمكافحة الإرهاب بتهمة القيام بأعمال ضدّ الدولة "القائدة". مفارقة
مثيرة للسخرية لكنّ القضاء التونسي يواصل الالتزام بالتقارير الأمنيّة.

_____________________________
ينصّ الفصل 58 من القانون عدد 75 المؤرخ في 10 ديسمبر 2003 بتونس على أنّه " لا يجوز إثارة الدعوى العمومية، ضد مرتكبي الجرائم الإرهابية، إذا أثبتوا اتصال القضاء بها في الخارج".

 
(المصدر: مجلة "كلمة" (اليكترونية شهرية – تونس)، العدد 54 لشهر جوان 2007)
 

 
"العبدان" و"أنصار المصالحة"
 

كلمة أم زياد

في شهر واحد تتفتق ملكة إبداع الشر لدى النظام القائم عن ابتكارين تقشعرّ منهما أبدان الكرام... وحتى طائفة واسعة من اللئام: والمعنيان بهذا الشر المبدع هما "العبدان"، عبد الله الزواري وعبد الرؤوف العيادي... رجلان من خيرة رجال تونس وأكرمهم خلقا وأوفرهم مروءة وشرفا وخاصة من أشدّهم صلابة في رفض الاستبداد والتمسك بالمواطنة.
عبد الله الزواري عرف المحاكمات الظالمة وجاب السجون التونسية الرهيبة على مدى أكثر من عشر سنوات ... ثم سلط عليه حكم المراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات عاشها منفيّا في بلاده بعيدا عن أهل بيته وأولاده... ولمّا قرب الفرج وأشرف أجل نفيه على النهاية أخبرته السلط البوليسية بأنّه وقع التمديد في مدة إبعاده 26 شهرا آخر.
أمّا عبد الرؤوف العيادي محامي المظلومين والمدافع الاستثنائي عن الحقوق والحريات فقد دفع ثمن التزامه النبيل باهظا من صحّته... من رزقه... من أمنه واستقراره. ولكنّ كلّ ذلك بدا للنظام دون ما يستحقّه عبد الرؤوف العيادي من تنكيل وانتقام فأضاف إليه اليوم عملا انتقاميا خسيسا ممّا لا تقدر عليه إلاّ الأجهزة البوليسية التونسية التي وضعت أيديها الآثمة في صندوق بريد رؤوف صورا مركّبة فاضحة الغاية منها محاولة النيل من شرف أهله وتقويض حياته الأسرية.
كلّ ذي فضل مبتلى، خاصة في هذا الزمن المجنون، والعاقل لا يتأثّر بسفاهة السفهاء وليس عندي شكّ في أنّ عبد الله سيواجه الغدر الذي كان ضحيته بصبره المعهود المثاب عليه إن شاء الله وفي أنّ شرف عبد الرؤوف وعفّة ونظافة أهل بيته فوق خسّة الأخسّاء وقذارة ما يدبّرون.
في ذات الوقت الذي ترتكب فيه هذه الفظاعات يدور حوار على الانترنت حول المصالحة مع السلطة، وأنا لا أريد المشاركة في هذا الحوار الذي أراه غير ذي موضوع، ولا أريد مناقشة دعاة المصالحة ولا التحامل عليهم. ولكنّي أسألهم: ماهو رأيهم فيما وقع لعبد الله الزواري وعبد الرؤوف العيادي وهل يرونه متوافقا مع ما يدعون إليه من صلح وغفران وطيّ لصفحة الماضي الذي ما يزال يكرّر نفسه كل يوم ؟ ألا يرون مانعا من استجداء المصالحة الجماعية مع نظام يقطع أرحام مواطنيه ويحاول تلويث أعراضهم النظيفة أصلا ؟
طبعا يبقى لكلّ الحق في عقد صلح فرديّ مع من يشاء ولكن دون أن يدّعي أنّه هو الوحيد الذي اكتشف فضيلة الصلح وأنّ الصامدين في وجه الفساد أشرار حاقدون
 
(المصدر: مجلة "كلمة" (اليكترونية شهرية – تونس)، العدد 54 لشهر جوان 2007)

 

السيد الفاضل محمد الهاشمي الحامدي

الأفضل إخراج الاسلام من دائرة الجدل والصراع السياسي

عبد الحميد الغربي

سيكون كلامي متسما بالموضوعية والبحث عن الحق والحقيقة ومتصفا بالأدب وبالكلمة الطيبة، وإن كان الأدب والكلمة الطيبة يتضمنان بالنسبة لي معاني قيمية عميقة لا بد من إحترامها. فلا يكفي أن يُكتب المقال بكلمات مهذبة ومؤدبة ليُعتبر أنه احترم الآداب وأحترم حقوقها القيمية. إن الأدب الحقيقي يتمثل في احترام إرادات الناس واختياراتهم وعدم بخسهم حقوقهم. فاحترام المظلوم والأدب معه يعني في المقام الأول الاعتراف بالظلم الذي تعرض له والإقرار بحقوقه المصادرة. والأدب معه يعني كذلك أن يسترد حقوقه كاملة وأن يحافظ على إختياراته وتصوراته ومناهجه ما دامت لا تصادر حرية الآخرين ولا تتعدى على حقوقهم ولا تمثل تصورا خاطئا لا لبس فيه للاسلام.

بدأت بهذه المقدمة لأبين أن عدم احترام الآخرين والتعدي عليهم أو على حقوقهم لا يكون بالكلمة اللامهذبة فقط بل يمكن أن يكون هذا التجاوز عندما نسلبهم حقوقهم أو نقف ونساند من سلبهم حقوقهم أو نعتبرهم مسؤولون عن المحن والابتلاءات التي تعرضوا لها لأنهم مارسوا قناعاتهم الشخصية بالشكل الذي آمنوا به وبدون أن يلحقوا ضررا ماديا وملموسا يمكن أن يحاسبهم عليه القانون المعمول بها في بلدنا العزيز. أن يكون المسلك الذي سلكوه تنقصه الحنكة السياسية والمرونة وعقد التحالفات فذلك شيء آخر ولكن ذلك لا يمكن أن يبرر ما تعرضوا له أو يعطي الحق للسلطة السياسية القائمة.

السيد الفاضل الحامدي، لقد أطّرت أنت في وقت سابق الشباب الاسلامي على نفس هذه المبادئ أو التصورات التي تتبناها حركة النهضة والتي تنتقدها الآن. لك الحق أن تتراجع عنها عندما يتبين لك خطئها ولكن لابد من التأكيد على أن هذا التراجع حصل نتيجة الهجمة الشرسة التي تعرضت لها حركة النهضة. فلو وقع الاعتراف القانوني بهذه الحركة ربما اختلف موقفك ولربما واصلت على نفس منهجك السابق. بعبارة أخرى رفضت هذا المنهج لحجم التضحيات الهائل الذي يتطلبه وليس لأنه منهج مخالف لشرع الله عزوجل.

من المعروف أنك كنت من أكثر القيادات الطلابية الإسلامية اندفاعا والسيد الفاضل عبد الكريم الهاروني مثلا لم يكن معروفا بذلك. لقد دفع الطلبة الإسلاميون ثمنا باهظا لذلك الاندفاع عموما مهما كان مصدره: طرد من الدراسة، نتائج دراسية سلبية لكثرة الاضرابات والتحركات. وفي المقابل كان هناك عدد كبير من الطلبة الإسلاميين الذين يتصفون بالتعقل وكان يبدون تحفظاتهم على كثير من المسائل وكانوا يرون غير المسلك الذي سلكتموه. لقد سمحت لك الظروف الموضوعية بالقيام بالمراجعات اللازمة فلماذا لا تترك لغيرك هذه الفرصة؟ وإن تركت لهم الفرصة ولم يقوموا بالمراجعات الكافية فهم أحرار ولكل فرد الحرية المطلقة والكافية لبناء حياته بالشكل الذي يرتضيه ما لم يتعدى على حرية الآخرين وعلى حقوقهم. ولكن لتبقى حريصا، لأنك تريد أن تلعب دورا بارز في المصالحة، على نجدتهم لا أن تتركهم وشأنهم وتدعوهم إلى الإعتذار وإلى التشرذم وإلى التسول على أعتاب الأحزاب الأخرى، علهم يقبلون بهم أعضاء تائبين لاعنين ماضيهم وتضحياتهم 

إن الحقيقة لا تقرأ من جانب واحد بل تقرأ من جوانب متعددة لكي لا يخفى جانب أو يُخفي جانب جوانب أخرى. بهذا المعنى، كان عليك عندما تقوم بمراجعة معينة أن تتبين الجوانب السلبية ولكن لا بد أن تذكر كذلك الجوانب الايجابية. وعندما ترى إيجابيات واقع معين لابد أن لا تنسى السلبيات لأن ذلك يعتبر حيادا عن الحق، والحق هو الله عز وجل. فالحركة الإسلامية لها سلبيات بالتأكيد في كيفية تفاعلها مع الواقع ولكن لها إيجابيات تتمثل في عودة آلاف الأفراد إلى تعاليم دينهم السمحة.

السيد الفاضل الحامدي، أمر الآن لأعبر عن رأيي فيما يخص بعث أو إنشاء تيار إسلامي جديد معتدل. أنا شخصيا أفضل إخراج الاسلام من دائرة الجدل والصراع السياسي لعدة إعتبارات أذكر عددا منها:

1ـ لقد طالبت أنت بحل حركة النهضة على أن يذهب أعضائها إلى التجمع الدستوري الديمقراطي إن قبل بذلك أو فرادى إلى بقية الأحزاب. لقد إعتبرت أنا شخصيا هذا الطلب عاديا في البداية وذلك تمهيدا طبيعيا لإطلاق سراح المساجين وعودة المغتربين ورد الحقوق إلى أصحابها. وأعتبرته كذلك عاديا لأن السلطة في الوقت الراهن غير قابلة بأي تواجد إسلامي أو بأي تنظيم ينطلق من الإسلام لبناء إختيارات أو تصورات.

أما أن تنادي بحل النهضة على أن تبني أنت تيارك الإسلامي المعتدل فهذا يدعو إلى الإستغراب. ويدعو إلى التساؤل عن الذي سيميزه عن حركة النهضة من حيث الانطلاق من الإسلام كمرجعية عقائدية وفكرية وثقافية. فقناعتي الخاصة أن الإسلام أرضية مشتركة لكافة التونسيين لا يجب إقحامه في المعارك السياسية سواء كان هذا التوظيف من طرف تيار إسلامي معتدل كالذي تدعو إليه أو من طرف حركة النهضة التي تعتبر نفسها كذلك معتدلة. فلنخرج الإسلام من دائرة الصراع السياسي و لنجعله أرضية الإلتقاء عند الإختلاف وأرضية التصالح عند التنازع وأرضية التحابب عند التباعد والتنافر.

كوّن تيارا وطنيا لا تيارا إسلاميا واجعله مفتوحا للجميع بقطع النظر عن عقائد الفرد الذاتية ولا تجعله تيارا للإسلاميين الحاليين أو لمن خرج عن النهضة أو رفض نهجها. اجعله ساحة التقاء لا ساحة تشتيت، ساحة للتقارب لا ساحة للتباغض. لك أن تعتمد الإسلام كمرجعية لبرامجك ولكن لا تجعله الأرضية التي يقف عليها المنتسبين لتيارك.

2 ـ لقد عبت على حركة النهضة لجوئها للمساجد لاستقطاب المتعاطفين وتوظيف الإسلام لأهداف سياسية. وأنا أوافقك الرأي أن هناك تداخل واضح بين الديني و السياسي. الديني بمعناه المقدس وصلوحيته لكل زمان ومكان والسياسي بمعناه المتغير والمواكب للتحولات والمتغيرات. فالدين ثابت غير متغير وحق لا لبس فيه. بينما السياسي هو نتاج تفكير بشري يعتريه النقصان ويتصف بعدم الكمال. لقد كان من الأفضل أن يقوم العلماء والدعاة بالتعريف بالإسلام والدعوة إليه دون إنتماءات سياسية. ولمن يريد تكوين حزب سياسي واتخاذ الإسلام كمرجعية لبرامجه السياسية والإقتصادية فله ذلك. ولكن لا بد من التأكيد عند ذلك أنه لا يمكن إضفاء صفة القدسية على برامجه ويمكن أن يعتريها الخطأ أو الضحالة لقلة الاطلاع والبحث او لفقدان الجدية والحرص. كما يمكن أن تتقدم أطراف أخرى ببرامج مغايرة ويكون الصواب من جانبها.  و من ناحيتي أعتبر فعلا أن حركة النهضة تمثل تنظيم ديني يعتمد الإسلام كأرضية، يمكن أن يؤوله البعض توظيفا لهذا الدين، وليست تنظيما سياسيا بالمفهوم المتعارف عليه في علم الاجتماع السياسي وذلك للأسباب التالية :

أ ـ  المنتمون لهذه الحركة كلهم ملتزمون بالتعاليم الإسلامية. ولا أعلم أن هذه الحركة تقبل في تنظيمها أشخاص لا يقومون بأداء واجباتهم الدينية،

ب ـ تداخل واضح بين المجال الدعوي والمجال السياسي. فنفس الأشخاص الذين يقومون بالدعوة يستقطبون الموالين ويقومون بتأطيرهم في المجال السياسي، أو أن نفس المؤسسات التي تعد وتقر البرامج السياسية هي نفسها التي تعد البرامج الدعوية والدينية،

ج ـ  استعمال الآيات والأحاديث للتأثير والإقناع في جوانب سياسية يمكن قراءتها بأشكال مختلفة، وليس اعتماد البرامج والرؤى السياسية والتدليل عقليا على صلاحيتها وملائمتها للظروف والأوضاع،

د ـ للوصول إلى مراتب عليا في التنظيم وتحمل مسؤوليات كبرى يتوجب على الفرد إلتزام ديني عالي،

ه ـ التداخل في التحاليل بين السياسي والديني بشكل يجعل رفضك لقراءة سياسية معينة يمثل حسب البعض رفضا للنص الديني الذي صاحبه.

إن رفضك للتوظيف السياسي للاسلام يوجب عليك عدم سلوك نفس المنهج. وإلا فما هو الفرق إذا بين هذه الحركة وبين تيارك الإسلامي المقترح بعثه؟ إنك تستند إلى الأرضية الإسلامية وتدعو المنسحبين من النهضة إلى تـأييد مشروعك، فحسب تقديري الخاص لن يكون هناك أي فارق بين تيارك الجديد وحركة النهضة إلا إذا إعتبرت أنك ستكون أفضل تمثيل منها للإسلام. كون تيارا وطنيا وركز على المعاني التي تريدها ولكن لتترك الإسلام للدعاة والعلماء ليقوموا بدورهم ويؤدوا رسالتهم تجاهه. فللبيت رب يحميه. وعندما يتحرر الإسلام من التوظيف من أي طرف كان، عند ذلك سيتقدم العلماء والدعاة للقيام بدورهم لأنهم سيكونون متيقنين بأن عملهم محايد ولن يؤول من طرف السلطة مهما كانت بأنه مناوئ لها أو مصبا في خانة المناوئين لها أو أنه سيوظف توظيفا مباشرا من طرف الحركات الإسلامية.

ثم لماذا لم تتحدث عن توظيف الدين في الوقت الحاضر من طرف السلطة؟ وعن مضمون خطب الجمعة الذي لا يحيدون عليه و يتلقونه من المصالح المختصة. إن الموضوعية تتطلب إذا عبنا سلوكا معينا أن نعيب جميع من قام به لا أن نقدح في طرف ونتغافل عن سلوكيات الطرف الآخر.

3 ـ في تقديري الخاص، إن بعث أي حزب أو تيار وطني جديد لا بد أن يكون تعبيرا عن حاجة أو إستجابة لرغبة شعبية. حاجة إلى الرقي و التقدم، حاجة إلى الحرية والديمقراطية، حاجة إلى المبادئ والقيم والعقائد. بعبارة أخرى، إن التيار الجديد يكون معبرا عن نقص محدد في مجال معين أو في عدة مجالات. أما إذا إعتبرت أنت شخصيا أن السلطة القائمة حققت إنجازات عظيمة ولم تذكر أنت شخصيا أي نقص أو تقصير أو إهمال في أدائها، فيكون من العبث تكوين تيار جديد. فالحكمة تقتضي الإنضمام للتجمع الدستوري الدسمقراطي لا تكوين تيار جديد. لأن الحكمة تقتضي كذلك عدم تشتيت الجهود وعدم إهدار الطاقات.

تعرف على وضعية بلادك بدقة و ماذا تتطلبه في المرحلة الراهنة ليكون تشخيصك مصيبا، فتتحدد الأهداف على غرار ذلك و أنت متأكد بأنك ستقدم خدمة جليلة لبلدك وشعبك. أما أن تكثر المديح و في المقابل، تدعو لبعث تيار جديد فأنا أتسائل عن الأهداف الحقيقية وراء هذا المشروع. إن بعث تيار جديد الآن يكون إستجابة لحاجة غير متحققة في الوقت الحاضر.

4 ـ لقد قلت في العديد من مقالاتك وآخرها الذي كتبته بعد انعقاد مؤتمر حركة النهضة بأن هذه الحركة ماضية في طريقها ومحافظة على توجهاتها العدائية تجاه السلطة السياسية القائمة في البلاد.

أنا متفق معك بأن حركة النهضة أخطأت في كيفية تعاملها مع السلطة وكان من الأفضل أن تنتهج منهج الاصلاح والصبر والتتغيير الاجتماعي والثقافي لا أن تطلب السلطة و المراكز السياسية. وكان عليها أن تهيء المجتمع وتدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة لا أن تجعل الحضور السياسي أول همومها.

كان عليها أن تستمع إلى أصوات العديد من العقلاء من داخلها الذين كانوا يدعون إلى التعامل الإيجابي مع السلطة القائمة، ولو استمعت لهم لأمكن لها تجنب وتفادي هذه المواجهات المدمرة والتي خسرت من جرائها البلاد قدرات كثيرة. ولكن في المرحلة الراهنة، ما هو الموقف الواجب اتخاذه؟

هناك الموقف التي عبرت أنت عنه، والمتمثل في التعبير عن الندم واعتبار السلطة القائمة على حق وحل النهضة والالتحاق ببقية الأحزاب لمن أراد مواصلة العمل السياسي.

وهناك موقف آخر نبحث عن تضاريسه وإن لم تتوضح معالمه بعد أو لنقل صانعوه. موقف يحفظ الكرامة والشرف ويبتعد عن الإهانة و الذل. موقف يعترف أن حركة النهضة أخطأت وأساءت التقدير وكان عليها أن تسلك بأبنائها طرقا آمنة. كان عليها أن تشارك إلى جانب الآخرين وإلى جاتب السلطة من أجل مصلحة العباد. فهي ليست أكثر وطنية من الآخرين وليست أكثر ذكاء. بل إنها طرف كبقية الأطراف، لا تمتلك الحقيقة المطلقة وأفرادها ليسوا معصومين من الخطأ. كان عليها أن تتعامل مع العناصر الخيرة الموجودة داخل بقية التيارات السياسية أو الوطنيين المستقلين وتعتبر أن نهضة البلاد مسؤولية الجميع وليس حكرا على طرف دون غيره. كان عليها أن تحترم مؤسسات الدولة ـ رئاسة، مؤسسات دستورية، هيئات ـ لا أن تهينها. لأن عدم احترام هذه المؤسسات يبرر المسلك الذي تنتهجه السلطة في التعامل معها.

ولكن في نفس الوقت، يعترف هذا الموقف المبحوث عنه أن السلطة ما كان لها أن تواجه هذه الحركة بمثل هذه الشراسة. كان عليها أن تتعامل معها وفق مقتضيات القانون لا أن تحاسبهم على نواياهم. كان عليها أن تتعامل مع العقلاء من أبناء هذه الحركة لتفادي ذلك الصدام المدمر الذي حصل. كان عليها أن تحصر الخلاف في نطاق الأفراد لا أن يتجاوزهم إلى أفراد عائلاتهم.

موقف لا حقد فيه ولا ضغينة ولكن إعتراف بالأخطاء من أجل التجاوز ومن أجل مصلحة البلاد. موقف تتصافح فيه الأيدي وتصفو فيه القلوب بلا إهانة و بحفظ الكرامة. موقف يعتبر أن سنوات السجن والتشريد وما أصاب العائلات والأفراد من مصائب ومحن، يحتسب أجرها عند الله،ضريبة على درب الحرية والمواطنة الحقة وشرف لم ينله إلا الصادقون الثابتون.

فعندما يتقدم وطنيون صادقون للمصالحة بمثل هذه الأسس ثم تتمسك حركة النهضة بمواقفها العدائية عند ذلك يقع إدانتها وتحميلها مسؤولية تأبيد وضعية المساجين وعدم بذل ما في الوسع لإطلاق سراحهم أو لتخفيف معاناتهم. وإن كان موقفي الشخصي يعتبر أن حركة النهضة لم تحسن إدارة عمليات الصلح ولم تبذل كل ما في وسعها للوصول إلى هذا المبتغى.

أما أن يُطلب من هذه الحركة كما طلبت أنت الخنوع والركوع والتنكب عن الطريق الذي تعتبره حقا وتضحي بما تعتبره هي إنجازات وإلا فإنها ماضية في مسلك معاداتها للسلطة إن لم تقبل يهذه الشروط فإن ذلك عين الخطأ. ومن ناحية أخلاقية، لأنك تؤكد على هذه المسألة، فإن ذلك يعتبر تعديا على حقوق الآخرين وقلة إحترام لتضحياتهم ولصبرهم ولمواقفهم. فمن شروط الاحترام أن لا تبخس الناس أشيائهم، وافقتهم في رؤاهم وتصوراتهم أم لم توافقهم.

فمن المفترض أن تدافع عن حرية هؤلاء مع ترك الحرية كاملة لهم في المحافظة على تصوراتهم ورؤاهم ما لم تلحق ضررا بالآخرين. أما أن تقول أنه يتوجب عليهم تحمل مسؤولياتهم في مواجهة السلطة. فحسب الظاهر أنهم يتحملونها كاملة وما حملوها لأحد، وما طلبوا من الجميع أن يتدخل للمصالحة. ولكن إن قيض شخص نفسه للقيام بدول المصلح وللعب دور في المصالحة فإن ذلك يقتضي العدل. وليس من العدل أن تجرم الضحية أو تلقي بالمسؤولية على طرف واحد. ولتنجح المصالحة لا بد من توفر استعداد من الجانبين لتجاوز مخلفات أليمة لحقبة تاريخية حان الوقت لطيها.

فكيف تريد إنشاء تيار جديد، وأنت تعتبر في قرارة نفسك أن وضعية أفراد عديدين من حركة النهضة نتيجة طبيعية لمعارضتهم للسلطة وعليهم تحمل مسؤوليتها. إن عدم اعترافك بالضيم الذي تعرضوا له يفرض تساؤلات حقيقية وجدية حول دفاعكم في المستقبل عن حقوق المظلومين مهما كان الطرف الذي يُمارس عليهم الظلم. إن شعبنا في حاجة إلى مزيد من أصحاب المبادئ لا إلى من يدعم ويشرع إلى هضم الحقوق والتعدي على الحريات. إن إختلاف العديد من الأشخاص مع حركة النهضة يتمحور حول كيفية تعاملها مع السلطة وكيفية أدائها أثناء المواجهة و لكن لا يختلفون معها في مدى الظلم الذي تعرضت له.

5 ـ لقد عبت على حركة النهضة توظيفها للإسلام ولكنك تريد أن تسلك نفس الطريق وإن كان بشكل آخر. فلا تجعل من الإسلام تيارا يدين الضحايا ويعتبر أن المكاسب المادية مسبقة على كرامة المواطن وإنسانيته، لأنك تحدثت على هذه الإنجازات ولم تدن مصادر الظلم. فلماذا تتحدث بأريحية مطلقة عن أخطاء حركة النهضة ولا تنطق بكلمة واحدة عن نقائص السلطة؟ هل تعتبر أن الكمال لله عز وجل أم أنك تعزوه لغيره من البشر؟ إنك تقول دائما بأن للمجتهد المخطئ أجر واحد، فهل لمن اتبع طريق الظلم وهو مدرك لذلك أجر أم أجران؟

هل سيُبعث تيار إسلامي قد جرم قبل أن يولد من له تصور غير تصوراته، التي هي في طور البلورة، ويحمل الأفراد والجماعات مسؤولية إختياراتها إن كانت في تناقض مع توجهات السلطة السياسية القائمة؟

هل يريد هذا التيار أن يكون إضافة للتخلف الذي نعيشه على مستوى الحريات وصوتا إضافيا للسلطة بمسحة إسلامية دينية أم يريد أن يلتحم بقضايا شعبه وأمته مع اتباع منهج الحق وبدون مصادمات مع السلطة ولكن بدون هضم حقوق المظلومين كذلك. فالاحترام الحقيقي للشعب والتأدب معه لا يتمثل في اختيار الكلمات المهذبة لأن ذلك مطلوب وبديهي ولكن في الاقرار بحقوقه والاعتراف بها. وعند ذلك يقع بعث تيار وطني لا تيار إسلامي ليخرج الإسلام نهائيا من دائرة التوظيف والصراع السياسي.

6 ـ إن الإعتدال والتطرف مفهومان يتصفان بالنسبية. فما تعتبره أنت معتدلا يمكن أن يراه غيرك تطرفا. فلنترك الإسلام أرضية مشتركة لجميع التونسيين. لمن أراد التعامل معه لبناء تصورات أو برامج فله ذلك. ولكن لن يعني ذلك أن برامجه هي الإسلام ومن خرج عنها فقد خرج عن الإسلام. فكفانا إقحاما للإسلام في دوائر الصراع هذه. ومن اعتبر نفسه قادرا على خدمة بلده في المجال السياسي فليقتحم هذا المجال ببرامج ورؤى وتصورات ترتقي بواقع الناس على مستوى السكن وبقية المشاكل اليومية التي تعاني منها شرائح عديدة من المجتمع. ومن له رؤى أخرى لدور الإسلام فليعبر عنها في المجال الفكري والنظري ولكن لا يقحم الإسلام من جديد في الصراعات السياسية.

فالإسلام أرضية الإشتراك بين جميع التونسيين، و من معينه يمكن أن يأخذ كل تيار ولو كان شيوعيا باعتبار منبته في أرض إسلامية. أليست مجلة الأحوال الشخصية معتبرة الآن ضمن دائرة الاجتهاد الاسلامي وهي من إنتاج السلطة السياسية السابقة؟ فلنترك للجميع الحرية في كيفية تفاعله مع الإسلام ولكن دون توظيف أو استقطاب أو إقصاء. وليدرك وليتقن الجميع بأن للبيت رب يحميه، وللدين رب يحفظه.

السيد الفاضل الحامدي، لهذه الاعتبارات أرى أنه من الأفضل إخراج الإسلام من دائرة الصراع والجدل السياسي والتفكير في بعث تيار مفتوح على الجميع. ولكن تبقى هذه الآراء اجتهادات فكر، أتمنى أن تكون فيها إضافة للنقاش الدائر حاليا حول المصالحة وبعث تيار أسلامي معتدل. مع دعائي بالتوفيق للجميع.

(المصدر: موقع "الحوار.نت" (ألمانيا) بتاريخ 16جوان 2007)


 
محاضن المشروع الوسطي توجب علينا الوفاء لرجال تونس الغد

مرسل الكسيبي*-صحف عربية وشبكات اخبارية:

لاأخفي على القراء وعلى محبي العدالة وأنصار الحرية وأعمدة الحق في كل ربوع المنطقة وخاصة ربوع تونس الخضراء , مدى فرحتي وشعوري بالاعتزاز كما ركوني في لحظات التعبد المحض تشكرا وتحميدا لله تعالى على توفقي الى استلهام مجموعة من المواقف والكتابات التي حاولت فيها التصافي مع محاضن التربية الأولى أكثر من محاولتي فيها استعمال منطق القفازين في التعامل مع الأشخاص أو الأحزاب والهيئات , ولو أنني أعلم جيدا بأن الأسلوب الثاني قد يكون أحيانا من مقتضيات العمل السياسي وأسس المخاطبة الديبلوماسية التي قد تدفع بها المفاسد أو تجلب بها المصالح ...

تخاصمت قطعا في أكثر من مرة مع النفس والذات تجاه كتابات ديبلوماسية صرفة وأخرى سياسية محضة,  أردت من خلالها أن أرى نتائج خيار الوفاق والديبلوماسية من الطرف المقابل على الضفة الأخرى ..., غير أن الطرف الاخر ممثلا في السلطة لم يبد من لباقة العبارة وشرف الكلمة وتحول الممارسة الا أحلاما وأوهاما لن أضيع العمر وراءها لهثا وراء طلب السراب ...

من هذا المنطلق كنت صابرا على النفس بضعة أشهر حتى أفصح لشركائي في هذه المحاولة السياسية بأن ركوب سفن الوضوح والشجاعة والاقدام في توازن وصدق واخلاص للأفكار الوسطية هو أقرب وأسرع  وأجمل الطرق السيارة الموصلة الى طريق الاصلاح العام .

وقد وفقني الله تعالى الى أن أكون من الصابرين على ماتلقيته من حجارة استهدفني بها بعض الاخوان ظانين بي تنكرا لمحاضن التربية الأولى , ايقانا مني بأنني سأعلن يوما ما انتهاء المحاولة السياسية ,بعد أن بذلت مع مجموعة من الاخوان قصارى ما في الوسع من أجل حلحلة أبرز الملفات الحقوقية والسياسية العالقة بين السلطة ومكونات مجتمعنا المدني .

لم نكن فيما أقدمنا عليه من تجربة سياسية غافلين عن ضرورة استحضار معاني الحل الوطني والجماعي واستبعاد كل أشكال ومسميات الحلول الفردية والذاتية التي تهدف الى الترويض والاخراج من الحقل الوطني عبر نظام المكافئة الشخصية , ولقد وفقنا الله تعالى الى تسفيه أحلام من أراد التلاعب بطموحاتنا الوطنية المشروعة حين دق أبواب الاختبار الشخصي فوجد نفسه مع رؤية متماسكة لاتبيع ولاتشتري في موضوعات حرية معتقلي الرأي وتسوية وضع المفرج عنهم وملف عودة المنفيين وماأسميناه في كل كتاباتنا السابقة بالاصلاح الجاد والشامل ...

حاول البعض ولاحاجة في هذا الموضع الى ذكر اسمه وفصله استدراجنا كورقة يعزز بها موقعه التفاوضي مع السلطة ويتزعم بها ماأسماه تيارا تصالحيا اصلاحيا أنانيا نرجسيا لايخرج عن اطار تقديس الذات وتنزيهها على حساب حقوق الاخوان والبسطاء وعذاباتهم داخل وخارج تراب الوطن , ولقد وفقنا الله تعالى الى أن نبرهن له ولغيره بأننا أكبر من الأحلام الشخصية والأهواء الذاتية التي تضرب ثوابتنا الاسلامية والوطنية والانسانية في مقتل عظيم ...

وعلى الضفة الأخرى حاول طرف معارض بارز أن يمسحنا بجرة قلم مستفز فأرسلنا له رسائل حية في الثبات على المبادئ والطروحات , وهو ماجعلنا نصمد في وجه محاولات للتوظيف والتسخير لدى هذا الطرف أو ذاك , مبرهنين بفضل من الله تعالى على أن المدرسة التي تربينا فيها هي أعظم بكثير من أن يتخذنا كل من هب ودب مركبا لمشاريعه وطموحاته الشخصية سواء باسم شعار المصالحة أو باسم ماتضاد معها من رؤى وتصورات ...

المشروع الوسطي والاسلامي والانساني المستوعب لعلوم العصر وتحدياته ثم متطلباته , مع مايستتبع ذلك من روح الأمانة والخلق الرفيع والمسؤولية العظيمة تجاه شعبنا وووطننا ومنطقتنا  وأمتنا وهذه القرية الكونية التي أحببناها من منطلق أنها سفينة يركبها الجميع ويتوجب الحفاظ على سلامة ونماء مركبها وركابها ..., هذا المشروع لم نبدل فيه أو نغير ومازلنا له أوفياء حتى نلقى الله تعالى بمشيئته وهو راض عنا  .

المشروع الذي أحببناه الى درجة التهجير والحرمان من الوقوف على تراب الوطن أو الحرمان من استنشاق هوائه العليل , سيظل ديدننا في توازن واعتدال ووفاء للفسيفساء الكوني الذي جبل الله عليه كل ذرة من خلقه , ومن ثمة فاننا نطمئن أصدقاءنا وأحباءنا بأننا يد واحدة في السراء والضراء حتى نرى تونس تسلك طريقها باتجاه دولة الحق والقانون والحكم الرشيد , وماذلك على الله بعزيز ,ماظلت قلوبنا تخفق ودماؤنا تجري وأنفسنا مطمئنة بما قسم الله لنا من عطاء وأرزاق ومقادير .

كانت هذه  تذكرة وتحية تجولنا فيها بين محطات لم نرد توضيح معالمها في تفصيل وأشخاصها في تدقيق ,من باب ايماننا بأننا لانريد الان الدخول في شهادة حاسمة على العصر , أو ادانة نستهدف بها واحدا من أشقائنا في تونس المحروسة -رعاها الله وحمى شعبها  بغير ماأراد لها البعض من أساليب الجلد والقمع ...

انها تونس التي نريدها للجميع دون تعالي أو تكبر أو نرجسية أو أنانية أو احتقار للشباب الصاعد الذي يرى فيه بعض القادة مجرد طاقات للتعبئة أو أرقام للتوظيف , أو سلم للارتقاء  على حساب مالايقل عن ستين بالمائة من التركيبة السكانية للمجتمع التونسي ...

هذه تونس التي عشقناها وتمردنا من أجلها ودفعنا من أجل مهر حريتها تفاصيل حياتية لانسمح للنفس بالخوض فيها مدخرين عناءنا وشقاءنا وعذابنا الى يوم تشخص فيه القلوب والأبصار ...

...هذه هديتنا الى من راسلنا أو كالمنا محييا ومكبرا مااتخذناه من مواقف جريئة,وأخص بالذكر الاخوة والأساتذة : رافع القارصي , الهادي بريك , مهاجر محمد , نور الدين ختروشي , فتحي نصري , محسن الجندوبي ,محمد طه الصابري, أبو أنس , الحبيب أبو وليد المكني , منجي الفطناسي , عبد الحميد العداسي,سيف بن سالم , الحبيب أبو عجيلة , ماهر .ك , د. أحمد القديدي , البروفسور د.منصف بن سالم ... واخرين نعتذر عن ذكر أسمائهم لتزاحم الأفكار وكثرة الواجبات ...

هذه هي تونس الجميلة التي نريد لها ذكرا وسموا بين الأمم والشعوب , تونس الانسان , تونس الكرامة , تونس الوفاء , تونس الصدق والصفاء , تونس الأخوة والتعاون والارتفاع عن الضغائن والأحقاد وتصفية الحسابات , تونس التراحم والبناء والدفع بالتي هي أحسن , حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ...

في الختام أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا الى صفاء السريرة وسلامة القلب , وأن يهدي من أخطأ في حق هذا الوطن أو من أزاغه بهرج الحياة الدنيا عن منظر عذابات ضعفائها ومظلوميها الى قول كلمة الحق والى سواء السبيل - امين .

حرر بتاريخ 15 جوان 2007-30 جمادى الأولى 1428 ه ..

*كاتب واعلامي تونسي- رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de  
(المصدر: صحيفة "الوسط التونسية" (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 15 جوان 2007)

 

سواك حار (34)

 

جاء ذلك فيما ارتفع عدد ضحايا اقتتال حركتي فتح وحماس المستعر منذ أمس الاثنين (10 جوان 2007) في القطاع إلى 17 قتيلا، ونحو 60 جريحا. (إسلام أون لاين)
دماء الأشقّاء يسيرة شهية ودماء الغزاة عصية أبية !!
لقد تحولت النقابات والأحزاب في الدول الديمقراطية من موقع الصراع وتطبيق مقولاتالصراع الاجتماعي والتناقض الطبقي إلى لعب أدوار تكاملية وشراكة حقيقية همها مصلحةالوطن من خلال تقديم الأفضل له وحسن إدارة الدفاع عن المصالح الفئوية وصهرها ضمنالمصالح الوطنية الكبرى والتضحية بالمصلحة الفئوية إذا تحققت مصلحة وطنية كبرى. (لزهر مقداد)
قد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي !!
ولا تكن كأحد الإخوة الذين تحدثوا عن المصالحة في حوار صحفي نشر في اليومين الماضيين. لقيته في لندن قبل سنوات على مائدة عشاء، فقال لي إنه نذر نفسه لمواجهة منهج الشيخ راشد وهزيمته داخل الحركة. فقلت له: يا عزيزي: الدنيا أثمن واقصر من أن تقضيها معارضا للنظام التونسي ومعارضا للشيخ راشد الغنوشي داخل الحركة. (الهاشمي الحامدي)
قال سادتنا العلماء أن الكذب لإصلاح ذات البين جائز وما علمت أن أحدا منهم قال بجواز الصدق عند النميمة!! ... وأقول تبا لخلاف سياسي يبرّر للناس هذا المسعى !!
إن إطالة هذه المأساة – مأساة المساجين و مأساة المغتربين-لا يعود إلى تصلب قيادة الحركة و تصعيدها بل يعود في الأساس إلى تخلف عدد من الطاقات و الجهود و الأقلام و الأموال و تقصيرها في التعريف بالمظلمة المسلطة و في العمل من أجل محاصرة الاستبداد و دحره من كل المحافل... (عبد الله الزواري)
عجيب أمر "هذا" الزواري ينعم بالأمن والأمان ويبيت خالي البال من "صداع" الزوجة والعيال، ثم ينكر "المنّة" ويدعوا لمواجهة من "أحسن" إليه!!!!!!!!
أما إذا لم يكن من خيار إلا بين الهروب إلى الأمام أو الهروب إلى الخلف فليكن هروبي إلى الأمام، أما النكوص و الركون إلى الظلمة فدونه النفس و النفيس لا انتصارا لنفس نالها من العذاب و الاضطهاد ما نالها لكن انتصارا لدين تحارب شعائره و تدنس مقدساته و انتصارا لمجتمع مسخت هويته و انتصارا لقيم الإنسان المكرم عند ربه و انتصارا لحقوق المواطنة...(عبد الله الزواري)
ولمن فقد لياقته ـ مثلي ـ ولم يعد به قدرة على الهروب إلى الأمام مع سي عبد الله فأنصحه بالصبر والمراوحة مكانه حتى يطلع الفجر أو يدركه الطلب!!
في إطار التأكيد على التواصل بين أجياله وعلى دور المؤسسين يشرف السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية على حفل تكريم على شرف المناضلين الذين تمت محاكمتهم في 13 جوان 1977 بسبب الانتماء للوحدة الشعبية. وسيتم في نفس السياق تكريم عدد من المحامين الذين تولوا الدفاع في هذه المحاكمة(هشام الحاجي)
أرجو أن لا تقتدي النهضة في مقبلات أيامها بالوحدة الشعبية لأنها إن فعلت تكون قد كلفت نفسها ما لا تطيق!!
أحيل حارس إحدى المؤسسات الجامعية ...على أنظار ...المحكمة الإبتدائية بتونس بتهمة سرقة مجردة كان ضحيتها طالب تعرض لسرقة هاتفه الجوال و اتهم فيها الحارس المذكور الذي حامت حوله الشكوك منذ مدة على إثر افتقاد العديد من الطلبة لأغراضهم الشخصية و لم يجد محامي المتهم مفرا - بسبب ثبوت التهمة - من طلب التخفيف عن منوبه و قد قررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة(طلبة تونس)
صورة مصغرة ومتكررة ... كالعادة ... حاميها حراميها!!
تلك مرارة لم يجدها إلا من عايشها ومازالت غصّة في حلقه إلى اليوم...لقدعصرت القبضة الحديدية كل الأغصان الحية حتى بلغت الروح الحلقوم وذوت وجوهالمبدعين كما لو أنهم من الأجداث قادمون ترهقهم قترة يخشون أن تتخطفهمأياد سرية حين يضبطون متلبسين بالكتابة او الإنشاد او ربما التفكير السري!(بحري العرفاوي)
عاش من عرف قدره ووقف دونه ... والعصا لمن عصى ... والعصا هي الدواء!!
سيتبرأ كثيرون من أنفسهم وسيحلفون جهد أيمانهم أنهم ليسوا شعراء ولاأدباء ولا حتى عقلاء ولا أسوياء أصلا.. سيمارسون سرا وعلانية ما لا يليقبمن يحترم نفسه تأكيدا لحسن الاستعداد للانهيار ولصدق العزم على الكذبالثقافي والانخراط في ورشة تصنيع الزيف والوهم والسخف وتضليل عصافيرالوطن عن أغصانها وعيون ماء الحياة.(بحري العرفاوي)
ما دام للكلمة "بوليس" يحرسها فلا بد لها من جوقة تعزف وطبالين يطبلون ... ولا بأس أن يكونوا من "قدماء المحاربين"... فهم أقدر!!
سينخرط الكثيرون في خساسة دق الطبول للسلطة وسوف يقدمون من التبريرات مالا ينسجم مع وظيفة المثقف وسينحدر آخرون إلى درك أسفل من السخف والطيشتبرأً من لحظات وعي سابقة او نصوص قديمة تصم صاحبها بتهمة التحريض علىصنع الحياة.(بحري العرفاوي)
(أترك لكم التعليق على هذه الفقرة!!)


صـابـر التونسي


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

تونس في 15/06/2007

الرسالة 249

على موقع الانترنات تونس نيوز

للمتقاعد حقوق وواجبات و العناية بهذه الشريحة واجبة

على بركة الله تعالى و عونه. أخصص مقالي 249 على موقع تونس نيوز حول موضوع شريحة هامة من المواطنين الذين ضحوا طيلة 4 عقود كاملة أو اقل بقليل بكل صحتهم و شبابهم و سواعدهم و راحتهم و أحيانا بالنفس و النفيس من أجل الوطن و خدمة المجموعة الوطنية بصدق و إخلاص مقابل شئ متواضع من المال لسدّ رمق العيش خاصة جيل الإستقلال و بناء الدولة

وقد كان لهم دور هام و مشاركة فاعلة و مساهمة بارزة و ضحوا بأوقاتهم و راحتهم و شبابهم و منهم من إشتغل بالمهنة و نسي الأبناء و الزوجة و الأهل و منهم من ضحى بكل عزيز و غال من اجل الوطن.

و منهم من ساهم في معارك الشرف و التحرير و السيادة في ساحات الوغى في معركة رمادة عام 1958 و في حوادث ساقية سيدي يوسف و في ( معركة الجلاء عن قاعدة ببنزرت) و في معارك أخرى في بداية الإستقلال و ضحوا بالنفس و النفيس سواء في أسلاك الأمن الوطني أو الحرس الوطني و الديوانة و في أسلاك أخرى خاصة سلك الولاة و المعتمدين.

و ساهموا جميعا في تركيز الدولة العصرية و تطويرها و ناضلوا طيلة عقود من أجل الوطن لا يعرفون الراحة و لا الترفيه و لا حياة المتعة ناضلوا حتى النخاع لم يهتموا بمتاع الدنيا و بهرجة الحياة و نعيم الدار الفانية و لم يفكروا في شراء  المساكن و بنائها و تشييد المساكن الفخمة و لم يجروا وراء إمتلاك الضيعات الفلاحية أو إمتلاك الشركات و المؤسسات و لم يفكروا في شراء الأراضي الصالحة للسكن.

و أفضلهم شارك في مسكن شعبي عن طريق الشركة القومية العقارية

أو المشاركة في مسكن عن طريق الإدخار السكني بمجهوداتهم و عدد هام منهم عاش على هامش الكراء كل عامين في مسكن على اساس التسويغ بإعتبار عملية النقلة كل عامين في مدينة أو قرية و بعضهم و هو نسبيا محظوظ ظفر بمسكن تابع لديوان السكن التابع للاسلاك المذكورة ... و بعد تسويغ المسكن لمدة 12 سنة في حالة البقاء في العمل قبل الإحالة على المعاش فهذا العون أو الموظف يكلت بعرق الجبين لتسديد الكراء و لقمة العيش.

و بعد التقاعد و بلوغ السنّ القانونية يجبر على الخروج من المسكن

في سنّ الشيخوخة والكبر و المدخول المتواضع طبعا المرتب يطرح منه 20 بالمائة و هذا العون له طموحات و مشاغل الحياة تنوعت و الأبناء أصبحوا كبار منهم الذي يزاول التعليم العالي أو نهاية التعليم الثانوي و منهم من له إبن وجب عليه الزواج والده ينتظر بفارغ الصبر مشاهدة إبنه يوم زفافه و كذلك البنت التي تتطلب مصاريف أكثر للجهاز كما هو معروف في عادتنا و تقاليدنا والدهم كان موظف في مراكز السيادة ... و بعضهم يطمح لآداء فريضة الحج أو آداء مناسك العمرة لغسل الذنوب التي لا بد ان تكون مصحوبة في حياة البشر إلا من رحم ربك قلت هذه الشريحة هي شريحة المتقاعدين المساكين لا بد من رعايتها و تقدير ظروفها و الأخذ بأيديها و مساعدتها و تكريمها عند الكبر و مساندتها و مراعات ظروفها الإجتماعية برحمة و رعاية و شفقة و تقدير و إكبار و إحترام و إعتراف بدورها و خدماتها خاصة الاسلاك التي عملت ليلا نهارا و لم تتحصل على منافع و بعضهم لحدّ الآن متسوغ لمحل سكنى من ديوان السكن التابع لوزارة السيادة ... هؤلاء يطالبون بالبقاء في محلات السكنى على وجه التسويغ و إعتبارهم أعوان مباشرين و اعتقد أنّ سيادة الرئيس يرعى شريحة المتقاعدين و كل الشرائح الأخرى و لا يريد إلا تحسين الوضع الإجتماعي و المناخ السليم و اتذكر أنه في عام 1986 وقعت مظلمة لموظف بسلك عتيد نتيجة خلاف مع رئيسه وحرم من الترقية و عندما بلغ إلى علم سيادة الرئيس الذي كان عام 1986 كاتب دولة للأمن و اعلمه رجل في مركز هام في الديوانة آنذاك بأنّ الموظف مظلوم و رجاء السيد كاتب الدولة للأمن رفع المظلمة ماذا قال السيد زين العابدين بن علي عام 1986 لصديقه قل للعون حالا يأتي لمقابلتي و عندما جاء العون و جد البرقية صدرت و الترقية حصلت و الطموح تحقق و الأمنية تجسمت هذه حقيقة أسوقها حتى يفهم الجميع ما معاني عناية الرئيس .

قال الله تعالى: يا ايها الذين آمنوا إتقوا الله و قولوا قولا سديدا. صدق الله العظيم

وفي حديثي عن الموظف الذي أنصفه السيد كاتب الدولة للأمن و لبى طلبه و حقق طموحه. هذا الموظف المتقاعد له 3 بنات في مستوى عالي في حالة بطالة مستمرة وقد اسعفه الحظ لمقابلة مدير عام صندوق إجتماعي حديث طالبا من سامي جنابه إمكانية تشغيل نجلته المجازة الشهادة العليا فأجابه المعذرة ياأخي لكن الموظف المتقاعد الذي عمل في سلك عتيد و يعرف الأمور معرفة دقيقة قال يا حضرة السيد المدير العام علمت أنّ نجل فلان المسؤول دخل إلى مؤسستكم مؤخرا إبتسم المدير العام و قال له هذه تعليمات السيد الوزير ... فهم صاحبنا الطرح و هو الذي قضى 37 سنة في سلك عتيد ...و بدون تعليق و كم من شخص دخل العمل بهذه الطريقة و كم من مجاز عاطل عن العمل حتى من ابناء الذي ضحوا بالنفس و النفيس فهل هذا الرجل و غيره من ابناء السلك المشار إليه من المتقاعدين لهم الحق في البقاء في السكن و تشغيل ابنائهم و مساعدتهم  و قبولهم و التحاور معه و فتح الابواب أمامهم و من الواجب الإصغاء إليهم و حل مشاكلهم بقدر المستطاع و إجراء بحث إجتماعي في بعض الحالات التي تستدعي البقاء في مساكن ديوان السكن إذا ثبت أنهم غير مالكين و ليس لهم موارد أخرى و جلهم من هذا الصنف لا موارد لهم و لا أملاك و على المسؤولين فتح مكاتبهم للإصغاء إلى شريحة المتقاعدين و قد اعطى سيادة الرئيس دروسا بليغة و خاصة درس يوم 11 جوان 2007 عند ما زار مدينة حلق الوادي بمناسبة يوم النظافة الوطني ... ووضع حدّا لعدم الشعور بالمسؤولية و هو على كامل اليقضة و الحزم لزيارة أي موقع و أي إدارة أو مؤسسة أو بلدية أو جهة ما لزيارتها و معالجة الخلل الحاصل حتى فيما يخص التشغيل و الرئيس قادر على معرفة الامور بكل دقة ووضوح و نتمنى زيارات فجئية قريبة لأنّ كل زيارة جديدة تأتي بالنتائج لفائدة الشعب التونسي المتعطش لمزيد القرارات الرئاسية و أنّ الزيارات المفاجئة تصلح الأوضاع و العقليات حتى تكون الإنتدابات شفافة قولا و عملا و سلوكا.

والعناية برسائل المواطنين و هذا واجب ليس هدية

و ابواب المسؤولين مفتوحة مستقبلا لا مغلقة و الهواتف مغلقة إلى متى هذه الحالة.

الله يفرجها حتى تفتح الأبواب.  

محمد العروسي الهاني

مناظل دستوري
 


سأعلن عشقي

سأعلن إني
أحب التواجد
في كل أمكنة
المستحيل
وأني أعشق
رفضي
وعكس تميل
الرياح أميل
وأني أعشق
حبرا على
ضفحات الزمان
أسيل
سأعلن أني
أحب الكتاب
ورب الكتاب
وصاحب هذا
الكتاب الأصيل
وأني سواه
أنا ما اتخذت
دليل
سأعلن عشقي
لطه الحبيب
ورفضي لكل
الذين سواه
وأن المدارات
عندي جميعا
تدور إلى حيث
دارت رحاه
وأني بعشقه
أمسي قريبا
وأني غريب
بعيد بلاه
سأعلن أني
أحب الرسول
وأني أحب
العظيم الإلاه
وأني لغيره
لا ما خضعت
وأن له يا
يا تخر الجباه
وأني به أستطيب
الكتابه
وإني له تائه
في علاه
وأني بعشق
إليه أصلي
وعشقا أقول
أيا رباه
سأعلن أني
أحب الحروف
وفيها أسافر
عبر المعاني
وفيها أضمخ
روحي بعطر
وعبرها أقطف
ورد الأماني
وأرشف منها
رحيق الحياة
وأبصرها
حينما لا تراني

جمال الدين أحمد الفرحاوي
باريس في 10/06/2007
farhaoui jamel eddine ahmed

السلام المسلح في قمة الثماني

توفيق المديني

اختتم زعماء مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى رسمياً قمتهم في هيليغندام بشمال شرق ألمانيا الأسبوع الماضي، بتحقيق اتفاق بشأن قضايا إيران والعراق وأفغانستان ولبنان وإقليم دارفور السوداني، التي أخذت نصيبها من الاهتمام. بينما استمرت نقاط التوتر بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية الدرع المضادة للصواريخ، وبين موسكو والدول الغربية في شأن مصير إقليم كوسوفو الصربي، إذ تعارض روسيا الحليف الأكبر لصربيا معارضة شديدة وتهدد باستخدام فيتو ضد مشروع قرار تدعمه أمريكا وأوروبا سيبحثه مجلس الأمن قريبا، وينص على منح هذا الإقليم المتشظي عن يوغسلافيا استقلالا تحت إشراف دولي في مرحلة أولى.

وحذرت روسيا قمة الثماني أن منح كوسوفو استقلاله سينشر الظاهرة إلى مناطق أخرى ويشجع الحركات الانفصالية، ولاسيما في جورجيا ومولدافيا المواليتين لموسكو، ومعروف أن كوسوفو تتولى إدارته اليوم الأمم المتحدة ويطالب بالانفصال عن صربيا منذ الحملة الأطلسية بقيادة أمريكا ضد ما كان يسمى يوغسلافيا في مايو عام 1999.
وكان اللقاء الذي حصل بين الرئيسين الأمريكي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة هو أهم ما في قمة هيلينغدام، بصرف النظر عن طبيعة البيان الختامي للقمة ككل. واقترح بوتين على نظيره الأمريكي إقامة قاعدة رادار مشتركة لرصد الصواريخ في أذربيجان، كحل للأزمة بين البلدين حول الدرع الصاروخية. وقال بوتين إنه تحدث مع رئيس أذربيجان إلهام علييف الذي وافق على إقامة قاعدة في بلاده يمكن استخدامها من قبل روسيا والولايات المتحدة. ورد بوش على اقتراح الرئيس الروسي بأنه اقتراح "مثير للاهتمام"، ونقل مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي عن بوش قوله "لتطرح هذه الخيارات للنقاش وندعو الخبراء لدراستها".
ليس من شك أن الدرع المضادة للصواريخ التي تريد الولايات المتحدة أن تنشرها شكلت أزمة جيوبوليتيكة كبيرة في بداية هذا القرن، وسمح لروسيا بالعودة لاعباً دولياً أساسياً على الساحة الدولية، بأدوات مشابهة لتلك التي كانت تستخدم أيام الحرب الباردة مثل سباق التسلح، وحرب الجواسيس، إلى الصراع على النفوذ، إلى العودة مجدداً إلى استخدام مفردات كانت تستخدم أيام الاستقطاب الدولي الحاد الذي أعقب الحرب العالمية الثانية.

ويهدف المشروع الأمريكي إلى إقامة محطة رادارات قوية على أراضي جمهورية التشيك في قاعدة عسكرية كانت تستخدم في السابق من قبل القوات السوفييتية، ونصب عشرة صواريخ في بولندا قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، حيث تقول الولايات المتحدة إن نشر هذه المنظومة يستهدف حماية أراضيها وأراضي حلفائها من أي هجوم إيراني أو كوري شمالي محتمل.

وتحولت قضية الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا إلى مادة سجالية بين واشنطن وموسكو، إذ ردت هذه الأخيرة بالقول إن القدرات الصاروخية لدول مثل ايران وكوريا الشمالية لا تشكل تهديداً جدياً لأمريكا، وبالتالي فإن نشر "الدرع الصاروخية" الأمريكية على مقربة من حدود روسيا سيكون موجهاً ضد روسيا ذاتها.

وفي الوقت الذي دافعت بولندا وتشيكيا عن الخطة الأمريكية لنشر عناصر من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في أراضيهما، باعتبارها غير موجهة ضد روسيا الاتحادية، صعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام من انعقاد قمة مجموعة دول الثماني في خطابه السياسي والإيديولوجي عبر استخدام المفردات الإيديولوجية التي كانت تستخدم في مرحلة الحرب الباردة، مثل استخدام عبارة "الإمبريالية" عندما كانت روسيا تريد أن تندد بالسياسة الأمريكية لفرض سيطرتها على هذا الجزء أو ذاك من العالم. ولم يجد بوتين ما هو أصلح من العودة إلى استخدام عبارة "الإمبريالية" "للتعبير عن رفضه للدرع الصاروخية الأمريكية التي تنوي أمريكا نشرها في أوروبا.

واعتراض بوتين لا يقف عند حدود الكلام، بل تعداه إلى الأفعال، فكانت تجربة صاروخ "آر اس 24" العابر للقارات والمتعدد الرؤوس لإفهام واشنطن أن الدرع الصاروخية المنوي نشرها في أوروبا غير قادرة على الرد على مثل هذا النوع من الصواريخ. وقبل ذلك دشنت روسيا الغواصة النووية الأولى من الجيل الرابع والتي في إمكانها حمل 16 صاروخاً بالستياً والغوص على عمق 450 متراً. كما أن الطائرة العسكرية الاولى من الجيل الخامس ستقوم بتحليق تجريبي في نهاية 2008.

وينبع الخوف والمعارضة من جانب روسيا لتعديل معاهدة حظر الصواريخ المضادة، الموقعة بين الزعيمين الراحلين بريجنيف ونيكسون في عام ،1972 من أن يؤدي أي تغيير أو إلغاء للمعاهدة إلى إفساد قدرة روسيا على توجيه الضربة الثانية الانتقامية ضد الولايات المتحدة في حال نشوب حرب بين الدولتين، فضلاً عن أن روسيا أصبحت عاجزة تكنولوجياً ومالياً على مجاراة الولايات المتحدة في سباق تسلح في الفضاء.

وبالمقابل ينبع الخوف الأمريكي من أية هجمات صاروخية مفاجئة سواء كانت نووية أو جرثومية تستهدف الأراضي الأمريكية، من تنامي القدرات الصاروخية البالستية لدى دول أخرى، تصفها بالمتمردة على النظام الدولي الجديد، أو الخارجة على القانون.

وإذا كانت العلاقات الأمريكية  الروسية لن تخرج من المرحلة الصعبة التي تمر بها منذ عشر سنوات بسبب إصرار واشنطن على فرض إملاءاتها على موسكو، سواء لجهة الضغط المكشوف على موسكو بهدف إجبارها على التخلي عن تعاونها مع إيران في المجال العسكري التكنولوجي، وفي مجال القدرة النووية لأهداف سلمية، أو الضغط على مواقف روسيا من مسائل إقليمية أخرى، فإن المستهدف من نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي هو الصين أيضا.

(المصدر: صحيفة " الخليج " الصادرة يوم 16 جوان 2007)
 

 
الاسلام فوق الجميع ولو كره الواقع
 

عادل الحامدي

لولا مهنة الصحافة التي علمتني الانصاف والموضوعية والصدق وحسن الادب في معاملة الآخرين لقلت ان رئيس قسم الحديث في الجامع الازهر يعاني من الكبت الجنسي، ومعذرة عن سوء الأدب مع هذا الشيخ الذي قاده فقهه الي فتوي لا يكاد يستسيغها عاقل، اذ يتوجب عليّ مهنيا ان اقول كلمة حق وان لم اكن ندا من الناحية العلمية لهذا الشيخ، فقد تعطلت مداركي وكل قلمي ولم افلح طيلة ايام في فهــــم هذه الفتوي التي تتحدي مشاعر المسلمين ولا تنم عن حد ادني من المسؤولية تجاه هذا الدين العظيم، اذ كيف تشبع الحرة بعرض ثدييها علي اربعة صعاليك، بل وارضاعهم في مكتب مغلق، كل ذلك من اجل الخبز كما لو ان مصر وحكومة مصر تبيع الخبز بصدور النساء!

ولم تشغلني هذه الفتوي الشاذة عن الحيرة امام التقارير الحقوقية التي تتوالي قبل ايام عن الانتهاكات الصارخة لقوات الاحتلال الامريكية ـ البريطانية المرابطة في الجبهة العراقية منذ ايام سجن ابو غريب سيئ الصيت، حيث تمت ممارسة ابشع انواع التعذيب بحق من يرونه يستحق التعذيب من العراقيين.. ولكي لا اظل حبيس الاعلام الغربي المنحاز في ما يتعلق بكل ما هو اسلامي، ولكي اخرج من قوالبه التي لا تتطرق لاكثر من تعدد الزوجات وضرب المرأة، كما لو ان المسلمين هم اكثر الناس من يضربون النساء، متجاهلين بذلك اكبر دين علم الناس كيفية الدخول الي بيت الخلاء كما علمهم كيف يرتبطون بالسماء خمس مرات في اليوم ماسحا ما بين ابواب السماء وما بين دور الخلاء كل مناحي النشاط البشري، حتي الزوجين في الفراش. لقد أتي علي المكتبة العربية والاسلامية زمن من التكرار واجترار معارك ولي زمنها وانقضي، حتي لكان العقل العربي الذي انتج علوما انسانية ورياضية وفلكية اشرأبت لها الاعناق من كل الاتجاهات استحال الي كتلة من العجز امام اسئلة العصر الراهـــن، وحالت دونه لاءات السياسة وممنوعات الحكم وخطوط الاعلام الحمراء التي تحكمها سياسة الاعلانات والمدفوعات من وراء الستار، واصــــبح من باب الاجتهاد وحرية الرأي والتعبير، بل ومن شروط الحداثة الحفر في الماضي والطعن في المسلمات من باب المراجعة والتطوير، لكنها مراجعة لا تخلو من همز يصل حد التسفيه لعقيدة اجمع خصومها قبل دعاتها انها مفتاح لكثير من مآسي العالم، واجوبة لاسئلة عزت الاجابة عنها بعقل مادي رافض لكل ما هو غيبي.

لكن التجربة العربية لدولة ما بعد الاستقلال وتجارب التنمية الليبرالية والقومية واليسارية التي توالت علي حكم بلداننا العربية، وبعضا من دول عالمنا الاسلامي، وما آلت اليها نتائج هذه السياسات من نتائج سلبية ليس اقلها تعميق الشرخ بين العوام من البسطاء والفقراء والكادحين من اجل لقمة عيش تسد الرمق، وبين حكام اغرتهم مفاتن السلطة وانستهم قصورها اطروحات نضالية باسم الفقراء والمحبطين من العوام، وهو شرخ انجب الصحوة الاسلامية التي عمد رموزها الي ملء هذا الفراغ من خلال ايجاد رقيب عقائدي يحكم مسيرة الحكام والمحكومين معا... لكن باسم الواقع الآسن والمتعفن للمسلمين والمحكوم عليه بالجمود الاجباري مع الاشغال الشاقة التي تمارسها علي الاسلام حتي في صورته الاشد اعتدالا انظمة ترتعد عروشها لمجرد امكانية هزيمة الحليف الاكبر في حرب ظالمة وغير متكافئة، او بمجرد شهود اسراب من الشباب تتسلل في الهزيع الاخير من الليل لتقصد بيوت الله وليس بين صدورها الا قلوب متعطشة الي التعرض الي نفحات مثل هذه الاوقات التي لا يعرف عذوبتها الا من ارتوي من نهر الاسلام العظيم الذي اتفق الجميع علي طميه ولو احب الناس جميعا، فحاجة انسان هذا العصر الي الاسلام علي وجه الخصوص بما انه الدين الوحيد الذي لم تتدخل الايدي البشرية في تغيير ولو لفظة واحدة من آية الذي لو اجتمعت الانس والجن ما افلحت بالاتيان ولو بسورة واحدة من مثل سوره النورانية.

وما احوج اخواننا في الشرق والغرب لو اذعنوا تحت قباب الامم المتحدة وفي ردهاتها الكبيرة الي الاستفادة من هذا الدين العدو فيستلهموا منه كيفية ادارة حروبهم وفق مبادئه الجامعة لكل ما هو صالح لا يبلي، فستظل البشرية بذلك اربعة اشهر حرما لا يرفع فيها سلاح علي خصم ولو كان الخصم غازيا امريكيا كشفت السنوات الخمس الاخيرة، ان امريكا العظمي قد انتحرت علي اسوار بابل صاغرة مختارة لهذه الحرب المخالفة لكل الدساتير الغربية ولكل لوائح قوانينها منذ البداية، وليس اليوم بعد ان ثبت ماديا ان الحق كان دائما وسيبقي فوق القوة حتي عندما يضعف السياسيون وتحيط بهم مطامعهم فيتنكروا لكل المبــــادئ التي لا تستثني ما جاء في المســـــيحية من محبة وما جاء في خاتـــــم الاديان الذي جمـــــع فأوعي فكفي، والذي يقول، بل يهتف ببني الانسان هــــذا الدين فيقول من نزله عز وجل: يا عبادي اني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم حراما فلا تظــــالموا ، ولو من اجل البترول، ولو من اجل ان تبقي اسرائيل دولة دون توأم يـــــقابلها اصبح اليوم يتحداها ويتحدي كل سكان الشرق الاوسط والعالم اجمعين بذلك العدد الديمغرافي الذي جاوز عدد الاسرائيليين انفسهم.

ان التاريخ البشري ليس صحراء الربع الخالي لا يعرف تخومها الا الجمالة السعوديون او الطائرات الامريكية العبارة لكل الاجواء، قلت ان التاريخ المعاصر علي الاقل لا يستطيع ان يتنكر لما كتب عليه الغرب المتفوق طوال القرنين الماضيين، حيث لم يبق بلد اسلامي واحد او افريقي الا واكتوي بنار الاستعمار الذي صفي خلال ستينات القرن الماضي وخلناه قد ادبر الي غير رجعة، ولكن التاريخ علمنا ان القوانين الاجتماعية لا تقل حدية وصرامة عن مثيلتها في الميدان الفزيولوجي والكيمياوي فما ان وقع انخرام في توزيع السلطة علي المستوي العالمي وجمعت القوة والغنيمة بالايدي الامريكية حتي تاقت نفس اليمين المنبعث توا من مغاور التاريخ الي مغارة تضرر منها العراقيون وتضررت اكثر دولة عظمي اسمها امريكا، حيث طلقت نفسها بنفسها علي هذه الوثيقة العراقية القذرة، من كل المبادئ حتي انني استحضر ان احد زملائي من الصحافيين البريطانيين قد كتب يوما ان العصر الامريكي قد انتهي، ولكني اقول ان العصر الاسلامي لا ينتهي، وانه الدواء الذي سيبقي معروضا علي البشرية كلها بأيد محــــمدية فاما ان نغرف منه جميعا مستأنسين بما سبقه من رسالات والا فان الغرب فشل بكل معاني الفشل في الانضباط الي اخلاقيات جامعة بين الناس جميعا، وتزعم الغرب رفع هذه الشعارات الا انه واقول ذلك بمرارة عميقة، رأينا رؤيا حق كيف انه اول من يتنكر الي هذه القيم الخالدة كلما عنت له مصالح حتي ولو كانت هذه المصالح لا تنال الا علي الدماء وكلا لعذابات الــــتي تتبع مثل هذه المظالم والاخطاء التي يعز علي البشـــرية ولو اجتمعت معالجتها، فالعراق ضاع بلدا وهوية وكيانا سياسيا مستقلا منذ قرون.

وقد تساوق نسق المقال مع ما صدر عن مسؤول ايراني مؤخرا حيث خاطب شباب هذا البلد الكبير واعدا اياه بان الحكومة ستنظر بجدية الي السماح الي شرائح من الشباب الايراني ـ واتمني ان يكون ذلك من موقع الحرص علي الخلق القويم لهذا الشباب وليس ارضاء ولا طمعا فيما عند الغرب من اوهام ـ بالترخيص له في ما يعرف عند اهل السنة والشيعة بزواج المتعة. ولئن لم اكن فقـــــيها فانني اتفهم تماما بل اقدر مثل هذه الفتاوي من داخل العالم الاسلامي عند توفر النوايا الحسنة حتي يبقي الاسلام ملاذا لكل ملهوف فتبدو الحقيقة ولكل من يبحث عن الحقيقة، فالمجتــــمع الاسلامي كلما ارتبط بقيم هذا الدين كلما اكتشــــف انســــان هذا العصر ان الاسلام يملك القدرة الكاملة علي الاستجابة لكل المطالب الاجتماعية والروحية في آن واحد الي ما يفي باحتياجات انسان هذا العصر الذي تكدست عليه التحديات من كل صوب وحدب.

ولا شك ان المتربصين من اولي الرأي والمشورة والحمقي من مشائخ المسلمين سيتهجمون علي قلمي هجمة رجل واحد مستكثرين علي هذا الدين ان تكون له كل هذه العبقرية وكل هذه الامكانات، والبشري لهم فالحق معهم، كيف لا وحرب البسوس الازلية وابطالها الاشاوس من سنة وشيعة يرقعون الرايات السوداء مقسمين بأغلظ الايمان، ان ما كنت اكتب لا يمت للاسلام بصلة، وانما ذلك النبع الصافي من كتاب الله الذي لم اجد فيه آية يتيمة تتحدث عن السنة اوالشيعة، هذا الكتاب المبين الذي اشترك معهم شراكة حميمة في انه من عند الله يحاكم وتتم ادانته علي مرأي ومسمع من رب العالمين، وذلك امتثالا وتأليها وزلفي الي مشائخ الفرقة وخصوم محمد بن عبدالله (صلي الله عليه وسلم) يوم يقوم الناس لرب العالمين، ويومئذ يفرح امثالي من البسطاء والمتواضعين من عامة الناس بان الاسلام يرفض الاقتتال ويرفض الحرب التي هي من واقع الناس، ولأجل هذا لم يترك هذا الفيروس الفتاك بلا حدود وروابط، بل لان هذا الدين هو تنزيل من عند الله فقد شرع لمعالجة الحروب واسبابها، بل وضع لها احكاما وضوابط، فان بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء الي امر الله ، السنة والشيعة اللتان لم يكن لهما وجود ايام التنزيل، ولكن المنزل كان ولا زال وسيبقي هو الله رب العالمين ولو كره غلاة السنة والشيعة.
كاتب واعلامي تونسي مقيم في بريطانيا

(المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 جوان 2007)

 

تاريخ لم يكتب وعنف لم يوصف  

د. رجاء بن سلامة    

 لم تحرق النّساء في العالم الإسلاميّ كما أحرقن في أوروبّا بتهمة السّحر والتّحالف مع الشيطان، لا لأنّ الإسلام يحرّم حرق الأجساد ويجعله حكرا على الله فحسب، بل لأنّ مؤسّسة الحجاب مثّلت جدارا عازلا حدّ من حضور النّساء في الفضاءات العموميّة، ووفّرت جهازا ناجعا نسبيّا للتّحكّم في أجسادهنّ ومراقبة أنشطتهنّ. وفي الوقت نفسه، مثّل الحجاب تطويقا لفتنة النّساء، إذا فهمنا الفتنة بمعنى السّحر، وإذا اعتبرناها الصّيغة الإسلاميّة لتحالف النّساء المفترض مع الشّيطان الذي يسمّى في العربيّة "فتّانا"، أي مع المتعة الجسديّة والمحرّم. الفتنة في رأيي هي السّحر الحلال الذي اتّهمت النّساء به، ولكنّ هذا السّحر لا يكون حلالا إلاّ إذا أسدل عليه حجاب من حجارة أو قماش، وقنّنته كوكبة الممنوعات التي نعرفها، من منع الخلوة المحرّمة إلى منع التّبرّج والمصافحة والخروج بدون إذن.

ومع ذلك لم تتكفّل حواجز الحجاب وحدها بقمع النّساء، لأنّ النّساء كنّ يخرجن إلى الأسواق والمقابر والحمّامات، ولم يكنّ جميعا من ربّات الخدور المترفات، بل كانت الكثيرات منهنّ إماء يكلّفن بالخروج لقضاء الحاجات، وكانت الكثيرات منهنّ يمتهنّ حرفا نسائيّة. وتعجّ كتب التّراث بالأخبار التي تتحدّث عن قرار أصحاب السّلطة منع النّساء من الخروج إلى الحمّامات والمقابر من حين لآخر، وضرب أولياء الأمر والمحتسبين إيّاهنّ بالسّياط. فقد كان عمر بن الخطّاب يؤدّي بنفسه وظيفة المحتسب، ويدور بسوطه في الأسواق، محاولا تطهير المدينة من ظلال الشّيطان : "روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع نائحة فأتاها فضربها بالدرة حتى وقع خمارها عن رأسها. فقيل: يا أمير المؤمنين, المرأة المرأة! قد وقع خمارها. فقال: إنها لا حرمة لها. أسند جميعه الثعلبي رحمه الله." (تفسير القرطبيّ)

ويفيدنا ابن تغري بردي في كتابه "النّجوم الزّاهرة في ملوك مصر والقاهرة" بشيء من أخبار الحملات "البوليسيّة" الدّينيّة على النّساء. ففي عهد الملك الأشرف برسباي (القرن الخامس عشر م)، كان محتسب القاهرة دولات خجا "يتتبّع النّسوة ويردعهنّ بالعذاب والنّكال، حتّى إنّه ظفر مرّة بامرأة وأراد أن يضربها فذهب عقلها من الخوف، وحملت إلى بيتها مجنونة، وتمّ بها ذلك أشهرا، وامرأة أخرى أرادت أن تخرج خلف جنازة ولدها، فمنعت من ذلك فرمت بنفسها من أعلى الدّار فماتت."
ولم نكتب إلى اليوم تاريخ قمع النّساء كما كتب الأوروبّيون منذ القرن التّاسع عشر تاريخ محاصرة السّاحرات وحرقهنّ، وإعدام أوائل المطالبات بحقوق النّساء إبّان الثّورة الفرنسيّة وبعدها. لا يعود ذلك في رأيي إلى فقر في الكتابات التّاريخيّة العربيّة التي تهتمّ بالحياة اليوميّة وبفئات اجتماعيّة غير الطّبقات الحاكمة، وفقر في الدّراسات النّسائيّة التي لا تكتفي بالحديث الورديّ المبستر عن رائدات النّهضة النّسائيّة. بل يعود هذا النّقص إلى أنّ هذا الماضي الذي يجب أن نكتب تاريخه لم يمض بعد، وإلى أنّ اللّحظة الحداثيّة التي تجعل علاقتنا بالتّقليد إشكاليّة لم تنتج تراكما معرفيّا كافيا، ولم تنجح في إحداث تغيير جذريّ في الأنظمة الاجتماعيّة والعقليّات السّائدة في الكثير من البلدان العربيّة.

لقد خرجنا من التّقليد، بل أُلقي بنا خارجه بالأحرى، ولكنّنا بقينا معلّقين بتلابيبه واقفين على أعتابه، وبقيت بعض أجهزته القمعيّة متواصلة في أكثر الدّول ثراء ونفوذا إعلاميّا، وبقيت متجلّية كأحسن ما يكون في مؤسّسة الحسبة القائمة على مبدإ "الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر". وأبرز دليل على أنّنا خرجنا من التّقليد دون أن نخرج منه هو عجزنا عن إيجاد علاقة تأويليّة بالآيات القرآنيّة التي تكرّس العنف ضدّ النّساء في شكله القانونيّ المنظّم أوفي شكله الفرديّ الاستثنائيّ. فقد أقرّ القرآن بأفضليّة الرّجل على المرأة من خلال الآية : "ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف، وللرّجال عليهنّ درجة، واللّه عزيز حكيم" (البقرة/228)، ومن خلال الآية : "الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل اللّه بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم." (النّساء/34). وفي هذه الآية نفسها، ونتيجة للأفضليّة المعلن عنها، والتي لا يمكن أن ينكرها اليوم إلاّ سفسطائيّ أو مؤسطر للماضي، أباح للزّوج معاقبة زوجته عقابا يمكن أن يصل إلى الضّرب: "... فالصّالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اللّه، واللاّتي تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا."

وليس المقصود بإيجاد علاقة تأويليّة بهذه النّصوص المقدّسة التّحايل في سبل تطبيقها، وفي تلطيف عنفها، كما يفعل أهل الإفتاء "المعتدلين" اليوم، وكما فعل متولّي شعراوي مثلا عندما أفتى بأنّ ضرب النّساء النّاشزات يجب أن يكون "ضربا مشوبا بحنان". إنّما المقصود هو إيجاد مسافة تفصلنا عنها، انطلاقا من موقع تأويليّ مختلف، بوضعها في سياقها التّاريخيّ واعتبار أحكامها غير ملزمة لنا. فانعدام العلاقة التّأويليّة غير ممكن، لأنّه يعني إقصاء العنف ونسيانه وجعله في حكم المكبوت الذي لا بدّ أن يعود. والاجتهاد البائس الذي يطلع به علينا المفتون والفقهاء لم يعد ممكنا أيضا لأنّه يؤبّد العنف وإن حاول تلطيفه، وينتج حلولا مضحكة متناقضة.

بدل أن ينتج المسلمون هذه العلاقة التّأويليّة الجذريّة أنتجوا الخطاب الإنكاري المردّد لـ"الإسلام كرّم المرأة." وتضخّم هذا الخطاب الذي يصرّ على تسمية العنف تكريما، وازدادت أهمّيته بازدياد تفكّك المنظومات التّقليديّة وتعرّي تعارضها مع مطامح المساواة والحرّيّة في المنابر القليلة المنفلتة من رقابة الدّول النّفطيّة الرّاعية للشّريعة وللسّلفيّة السّنّيّة، أو الرّاعية للسّلفيّة الشّيعيّة.

هذا في ما يخصّ واجب الذّاكرة، واجب الاعتراف بالعنف السّابق وواجب كتابة تاريخه، وإيجاد علاقة تأويليّة بالنّصوص المقدّسة التي تبرّره وتبيحه. ولكن يوجد واجب آخر هو ملاحظة أشكال العنف الذي لم يسمّ بعد عنفا، والحديث عنها وطرحها للنّقاش، واقتراح صيغ لتطوير منظومة حقوق الإنسان في اتّجاه مناهضتها. فمن طبيعة العنف أنّه لا يسمّي نفسه عنفا، ومن طبيعة حقوق الإنسان أنّها ليست منزّلة ولا مقدّسة، بل قابلة للتّطوّر، وللاكتشاف المستمرّ لمناطق اللاّمساواة واللاّكرامة.

العنف الذي أقصده ليس مصنّفا ضمن أنواع العنف "اللّفظيّ والمادّيّ والنّفسيّ"، ولا يكاد يتحدّث عنه النّاشطون في مجال حقوق النّساء، ولا يذكره المنشّطون للدّورات التّدريبيّة عن العنف ضدّ النّساء لكثرة مظاهر العنف والتّمييز في المنظومات القانونيّة العربيّة عموما. وهو لا يسمّى عنفا لدى الفريقين: المدافعين عن الشّريعة والمدافعين عن حقوق الإنسان. المدافعون عن الشّريعة يسمّونه ثوابت وخصوصيّات ثقافيّة، والمدافعون عن حقوق الإنسان يسمّونه "حرّيّة شخصيّة"، بل وكثيرا ما تمتزج الحجّتان في الخطاب الواحد، لنزعة تيّارات الإسلام السّياسيّ إلى الأخذ بالنّموذج الدّيمقراطيّ، ونزعة بعض المدافعين عن حقوق الإنسان إلى تجنّب خدش "المشاعر الدّينيّة" والابتعاد عن المواضيع المحرجة. إنّه عنف الحجاب عندما يجعل المرأة بلا وجه ولا صوت. عنف الوصمة والبصمة التي تحوّل المرأة إلى كائن لااجتماعيّ أسود لا يكاد يظهر ولا يكاد يتكلّم، لأنّ التي يكون كامل جسدها عورة، تكون حركاتها عورة، ويكون صوتها عورة، ويكون ظهورها في حدّ ذاته فضيحة لا بدّ من مداراتها.

فسواء أكرهت المرأة على النّقاب أم اختارته لشعورها بالإثم أو لرغبتها في الاحتجاج السّياسيّ أو الهوويّ على هذا النّحو، لا يمثّل النّقاب سوى انتزاع لبشريّة المرأة، ولكينونتها الاجتماعيّة. هذا الانتزاع تنكشف لك الأدلّة عليه من حين لآخر. تنكشف لك مثلا عندما ترى في المطاعم أو المقاهي منقّبات يصحبن أزواجهنّ، وتراهنّ عندما يشرعن في الأكل والشّرب يطئطئن رؤوسهنّ، ويزحن كمامة الفم ليأكلن. ففي هذه الحركة تشبه المرأة الحيوان مرّتين: بالكمامة التي تضعها على فمها كما تكمّم الكلاب الشّرسة، وبطأطأة الرّأس كما تفعل الحيوانات، لأنّ الدّوابّ باستثناء القردة لم تقدر على الانتصاب للمشي والأكل.

هذه بعض تفاصيل الواقع الحيّ المعيش التي لا نقرأها في الكتب وليست موضوع حلال وحرام، ونحن لا نوردها قصد التّهكّم من المنقّبات والتّعريض بهنّ، لأنّ السّخرية من الضّحايا لا تجوز. إنّما نوردها لأنّنا يجب أن نشهد على العنف وأن نتحدّث عنه ، ولأنّ العدوّ الألدّ للعنف هو الكلام والوصف وتسمية اللاّمسمّى واللاّبشريّ.
للإنسان الحقّ في الاسم والجنسيّة والعمل والصّحّة والمسكن اللاّئق وغير ذلك، ولكن له الحقّ في الوجه والصّوت وحرّيّة الحركة. والنّقاب اعتداء على هذه الحقوق التي لم تخطر على بال محرّري الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان في منتصف القرن الماضي، ربّما لأنّ المنقّبات آنذاك لم يخرجن بعد من جدران الحجاب، ولم يفرض حضورهنّ في الأماكن العامّة الأسئلة التي يفرضها اليوم. ربّما لأنّ هؤلاء المحرّرين لم يدر في خلدهم أنّ حرّيّة اللّباس يمكن أن تكون غطاء لتمرير أشكال جديدة قديمة من امتهان النّساء.

تحضرني صورة السّاحرة ذات الشّال الأسود، كلّما رأيت ذوات النّقاب الأسود. كلتاهما متّهمة بالتّحالف مع الشّيطان. كلتاهما غارقة في السّواد والعزلة الاجتماعيّةّ. تقول فرجينيا وولف عن ساحرات أوروبّا في كتابها عن "الغرفة المنفردة": "الأكيد أنّ كلّ امرأة ولدت ولها موهبة في القرن السّادس عشر أصبحت مجنونة أو قتلت نفسها أو أنهت أيّامها في كوخ على أطراف القرية، وهي نصف ساحرة نصف مشعوذة، وهي مصدر خوف وعرضة للسّخرية."
السّاحرة سلط عليها عقاب العزل والحرق في ماض طويت صفحته، والمنقّبة يسلّط عليها إلى اليوم عقاب الصمت والامّحاء واللاّهويّة واللاّتحدّد، وعقاب التّحوّل إلى حيوان أليف مكمّم في الأماكن العامّة.
وتحضرني العبارة التّوراتيّة التي توعّدت المرأة بآلام الولادة: "سوف تلدين في الألم"، ولكنّها لا تحضرني كلّما رأيت امرأة حاملا، بل كلّما رأيت محجّبات ومنقّبات ينؤن تحت وطأة أغطيتهنّ وأكمامهنّ وقفّازاتهنّ.
ذلك أنّ الإله التّوحيديّ في صيغته الإسلاميّة لم يمنع الشّهوة ولم ينزل اللّعنة على الجسد البشريّ، بل أنزل لعنته على النّساء، وكأنّ لسان حاله: "سوف تتحجّبين في الألم."

نشر في الأوان:
http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=762&Itemid=4

 

للاشتراك في أحد قائمتي المراسلة لتونس نيوز، يرجى إرسال رسالة فارغة إلى:

 tunisnews_arabic-subscribe@googlegroups.com القائمة العربية:  

 

القائمة الفرنسية (وبقية اللغات الأوروبية):  tunisnews_french-subscribe@googlegroups.com

Nuk ka komente: