أهلا وسهلا بكم في ملتقى الغرباء يشرفنا انضمامكم الينا..

e mërkurë, 20 qershor 2007

Tunisnews_Arabic 20/06/2007

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie
Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

السنة الثامنة، العدد 2584 بتاريخ 20 جوان 2007


الموقع: www.tunisnews.net

للمراسلة: redaction@tunisnews.net


أنت مشترك بقائمة المراسلة لتونس نيوز باللغة العربية بواسطة هذا العنوان: infotunis1.newsar@blogger.com


لإيقاف اشتراكك يرجى إرسال رسالة فارغة إلى: unsubscribe_tunisnews_arabic@tunisnews.net


"الموت البطيء": شريط يوثق مأساة المساجين السياسيين بتونس


بمناسبة اليوم التضامنى مع السجين السياسى بتونس أصدرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين شريط تحت عنوان "الموت البطيء".
للمشاهدة اضغط على الرابط التالي:
http://www.nahdha.info/mcgallerypro/show.php?start=0&id=12&video=1
(المصدر: موقع نهضة إنفو – مارس 2007)
 
عائلات ضحايا قانون الإرهاب:عريضة مساندة
منظمة ريبريف: بيان صحفي:الولايات المتحدة تعيد سجناء من غوانتامو الي تونس رغم مخاوف سؤء المعاملة والتعذيب
الحوارنت: سايسة القتل البطيئ متواصلة ضد المساجين السياسيين التونسيين
موقع الجزيرة.نت :واشنطن تسلم معتقلين من غوانتانامو إلى تونس واليمن  
أخبارمكتوب: الولايات المتحدة الأمريكية ترحل معتقليْن تونسييْن من غوانتنامو
القدس العربي: عُـشـر البنات (10%) في تونس لا يعترضن على علاقة جنسية قبل الزواج
ميدل ايست اونلاين:عبدة الشيطان يظهرون في تونس
وات: رئيس الدولة يستقبل رئيس مجموعة بريتش غاز: تعهد بانجاز استثمارات بقيمة 3ر1 مليار دولار
وات: المؤسسات الفرنسية مدعوة إلى الاستثمار في مشاريع البنية الاساسية
علي رمزي بالطيبي:سجن سرّي تابع للمخابرات المركزية الأمريكية في ضواحي مدينة بنزرت
عبدالله الـزواري: حول "مأساة السجن الكبير"
الشاذليّ بن عليّ العيّادي:رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة مقر الأمم المتحدة بنويورك
فــــوزي  المـصـفار:رسالة إلى محمد شعبان الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بضفاقس
عامر عياد:تلميذ وحيد يحتفل بسبعينية مدرسته
صابر التونسي:القديد المالح (9)
محمد العروسي الهاني :يوم 23 جوان 1956 سيبقى علامة بارزة و مضيئة: في تاريخ تونس و التاريخ
المعاصر
الحبيب أبو وليد المكني:حرب على القضية في فلسطين:اختلط فيها الحق و الباطل...
مرسل الكسيبي: انقلاب حماس على فتح : فزع رسمي عربي و انهيار للثوابت الوطنية الفلسطينية ...
الامجد الباجي:العاصفة تحمل  الامريكان الى حيث لا عودة: على الامريكان ان يعدوا انفسهم للخروج من ديارنا
خالد إبراهيم العمراوي:أَأَبو دُجَانَةَ قدوتكم أمْ رَامْبُو...؟
الحياة :فضيحة جديدة في العراق: أيتام عراة وجوعى ثيابهم وأغذيتهم تباع في الأسواق
الحياة :"تباعد كبير" في مفاوضات الصحراء ... المغرب لا يعرض سوى الحكم الذاتي و«بوليساريو» لا تقبل سوى الاستفتاء
الحياة :جولة ثانية من المفاوضات حول الصحراء وسط تباعد في مواقف الطرفين...المغرب يعتبر الحكم الذاتي أفضل حل وبوليساريو تتمسك بتقرير المصير
موقع الجزيرة.نت :معرض الكتاب المغاربي تعويض لإخفاقات السياسيين  
الجزيرة.نت :ساركوزي وحنين الإمبراطور
يحيي أبو زكريا: الغرب والحوار مع الحركات الإسلامية
محمد الرميحي: المكوَّن المفقود في الشرق الأوسط
خالد الحروب :سقوط حل الدولتين في فلسطين وقيام الدول الثلاث!

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


بعد موقع "اللقاء الديمقراطي" موقع الحزب الديمقراطي التقدمي يتعرض مجددا لعملية قرصنة
نعتذر لقراء رسالة الموقع و زواره لتعطل النشر نظرا لعملية قرصنة جديدة لموقع الحزب الديمقراطي التقدمي. نرجو إعادة ترتيب الموقع و إعادة إرسال الأخبار في أقرب وقت إن شاء الله.
المسؤول على الموقع

تعليق "تونس نيوز"
هيئة تحرير "تونس نيوز" تندد بهذه المحاولات القروسطية والمتخلفة والرجعية الساعية بدون جدوى إلى تكميم الأفواه وكسر الأقلام وحجب الحقائق وتعطيل ممارسة حرية التفكير والتعبير المضمونة دوليا وقانونيا وحقوقيا عن التونسيين والتونسيات وتؤكد مرة أخرى مساندتها وتأييدها للزملاء في شتى المواقع التونسية المناضلة والمستقلة ولحق كل التونسيين والتونسيات في التعبير عن آرائهم بأمان وحرية.

 
تونس في 20/6/2007
عريضة مساندة
 

إنّنا عائلات ضحايا قانون الإرهاب، ونحن نشهد إغلاق ومحاصرة مقر المجلس الوطني للحريات بتونس ومنعنا من مواصلة متابعة الملفات الحقوقية والإنسانية لأبنائنا لدى هذه المنظمة التي لم تقصّر جهدا في الوقوف معنا في محنتنا ومساندة مطالبنا.
نطالب كل المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية وكل وسائل الإعلام، التدخل لدى السلطة التونسية من أجل:
1- رفع محاصرة مقر المجلس الوطني للحريات.
2-إطلاق سراح أبنائنا المحاكمين بمقتضى قانون غير دستوري في محاكمات غير عادلة
3- إلغاء قانون الإرهاب.
لجنة أمهات ضحايا قانون مكافحة الإرهاب

عن العائلات
مريم الزغبي والدة محجوب الزياني
يمينة العياري والدة محفوظ العياري
مليحة الهمامي والدة ضحية الظلم والاستبداد السجين نضال بولعابي
أحمد الغزواني والد غيث الغزواني
فطيمة بوراوي والدة خالد ووليد العيوني
زينب الشبلي والدة خالد العرفاوي
جميلة عياد والدة ماهر بزيوش
فوزية بن معتوق والدة أنيس الهذيلي
فتحية لطيف والدة محمد الفراح
بيّة الهمامي والدة حسني وحسّان وعقبة الناصري
فاطمة الزياني والدة رمزي بن سعيد
حدّة الفزعي والدة رضوان الفزعي
نعيمة الفضيلي والدة أيمن الدريدي
فاطمة الهمامي والدة طارق الهمامي
مبروكة الظاهري والدة عبد الوهاب العياري
زينة ذويب أم السجين عبد الوهاب العياري
منّة مصباحي زوجة السجين حمدي زروق
منى بنت عمار الجميعي زوجة السجين جاسم الماكني
شعبان عروة والد عبد الحليم عروة
فاطمة بوشعير والدة نادر الفرشيشي
ناجية مروكي والدة نور الحق بن الشيخ
الحاج علي بن محمد والد السجين محمد بن محمد
سنية الجميلي والدة أحمد الفوشالي
الهاشمي الشريقي والد محمد أمين الهذلي

 

 

منظمة ريبريف
بيان صحفي
للنشر الفوري – 20 يونيو 2007
الولايات المتحدة تعيد سجناء من غوانتامو الي تونس رغم مخاوف سؤء المعاملة والتعذيب
 

تشجب منظمة ريبريف ما كشف عنه من ترحيل اثنين من وكلائها التونسيين – عبد الله بن عمر ولطفي بناغا - من سجن غوانتانامو الي  تونس. وتم ترحيل الرجلين الي تونس يوم الأحد 17 يونيو 2007. و نسبة لادانته في محاكمة غيابية لصلته بحزب النهضة المعارض، فان السيد بن عمر يواجه خطر سؤء المعاملة و التعذيب.
 
ففي بداية التسعينات أدين السيد بن عمر غيابيا من قبل السلطات التونسية و حكم عليه بالسجن عشرين عاما  نسبة لصلته بحزب النهضة الاسلامى المعارض وهو تنظيم سياسي معتدل لا يجنح للعنف. ففي تلك الفترة كان  السيد بن عمر قد عاش لمدة عامين في باكستان. و بالطبع لم يكن حاضرا في محاكمته و لم يكن بوسعه الدفاع عن نفسه.  و عليه فان هذه الادانة و كون السيد بن عمر كان مسجونا في غوانتانامو يجعلانه معرضا لخطر الاعتقال  الطويل و سؤء المعاملة و التعذيب.

و يصرح المستشار الأول لمنظمة ريبريف زاكري كاتسنيلسون "تمت تخلية عبد الله بن عمرمن قبل الولايات المتحدة – و أتضح أنه لايشكل خطرا ولايملك معلومات حول الارهاب. و رغم ذلك لم تقم الولايات المتحدة بالاعتذار او اطلاق سراحه بعد خمس سنوات من السجن في غوانتانامو. و بدلا عن ذلك رحل الي تونس حيث سيكون في انتظاره  سوء المعاملة و ربما التعذيب. ماذا يحدث للعدالة الامريكية؟ كيف بامكاننا أن نكون أكثر أمنا عن طريق الترحيل في جنح الليل  لأشخاص تمت تخليتهم الي أنظمة سيئة الصيت؟"

و نسبة لتصرفات الولايات المتحدة فان منظمة ريبريف لم تستطع مقابلة موكلها عبد الله بن عمر الا مرة واحدة طوال فترة تصل الخمس سنوات من السجن. ففي لقائه في 1 مايو 2007 بالمستشار الأول لمنظمة ريبريف زاكري كاتسنيلسون، عبر السيد بن عمر عن مخاوفه البالغة حيال اعادته الي تونس، فالسلطات هناك يمكن أن تقوم بتعذيبه لاجباره على الاعتراف أو العمل كمخبر(للحكومة). و عندما علمت منظمة ريبريف مؤخرا بالحكم الغيابي في حق السيد بن عمر – و هو حكم ربما لايعلم به السيد بن عمر – كررت منظمة ريبريف مرارا الطلب لزيارات اضافية لموكلها. و فشلت الولايات المتحدة في الرد على اي من هذه الطلبات.

و يقول المستشار الأول لمنظمة ريبريف زاكري كاتسنيلسون "اليوم أصبح عبدالله بن عمر لعبة في تجربة دبلوماسية مقيتة. فالولايات المتحدة تجد نفسها في وضع حرج لترحيل السجناء من خليج غوانتانامو، وهي مستعدة في هذا الاطار لتجاهل سجل تونس المرعب في مجال حقوق الانسان. ولهذا فان نظر العالم  يجب أن يتحه الان صوب تونس. وأمام تونس خيار بسيط: هل سيقومون بعمل ما هو صحيح و يظهروا للعالم أنهم يدعمون حقوق الانسان، أم سيعودون لماضيهم المظلم؟ اننا في حالة ترقب."

ولد عبد الله بن عمر في شمال شرق تونس. وعمل ميكانيكيا في مؤسسة السكة حديد بعد تخرجه من المدرسة. و في العام 1989 سافر الي السعودية و بعد ذلك بقليل تحرك الي باكستان، هربا من تونس بسبب الاضهاد الديني.

أثناء اقامة السيد بن عمر في  باكستان، حكم عليه من قبل محكمة في تونس بالسجن 25 عاما. وفي عام 2001 اعتقل بن عمر من منزله بواسطة عملاء باكستانيين.  و يورد بن عمر انه بيع للامريكان مقابل 5000 دولار أمريكي. ظل بن عمر مسجونا في غوانتانامو منذ 5 اغسطس 2002. و هو متزوج وله ثمانية اطفال يعيشون في تونس.

لمزيد المعلومات يمكنكم اللاتصال ب:
زاكري كاتسنيلسون على الهاتف 00447838383149
أو أوردسى حمد  على الهاتف  7932268192 0044
سايسة القتل البطيئ متواصلة ضد المساجين السياسيين التونسيين
 
 
الحوارنت : بلغنا من مصدر موثوق بأن السجين السياسي كريم الهاروني الأمين العام الأسبق للإتحاد العام التونسي للطلبة ( معتقل منذ عام 1991) منع مرة أخرى من إستلام قفته التي جهزته له عائلته بناءا على متطلبات حالته الصحية المتدهورة من جراء سوء التغذية في السجن تبعا لسياسة السلطة التونسية لقتل أكبر عدد من السجناء السياسيين فيما عرف بخطة الموت البطيء التي أودت بحياة عشرات من سجناء الرأي من مثل الشهيد سحنون الجوهري والشيخ الزرن.
رفض السجان في آخر مرة إستلام القفة بناءا على أوامر صدرت له من رئيسه كما قال ولما توجهت العائلة إلى مدير السجن رفض إستقبالها وبعد ساعات طويلة من الإنتظار تمكنت العائلة من الإلتقاء بمدير السجن في ممشى غير بعيد عن مكتبه ولكن لم يسفر اللقاء عن حل للقفة المعلقة.
كما أكد السجين الهاروني بأن إدارة السجن تتخذ مثل تلك الإجراءات لإرغام السجناء على إقتناء حاجياتهم من مغازة السجن التي لا تستجيب للشروط الصحية المطلوبة على حد قوله.
كما أكد المهندس الهاروني ( محاكم أمام المحكمة العسكرية ـ محكمة إستثنائية غير دستورية ـ ضمن محاكمة قيادة حركة النهضة التونسية ) بأن حقه في الزيارة كثيرا ما يقع دوسه من لدن إدارة السجن إما بتمديد الفترة الفاصلة بين الزيارتين أو بإختصار الزمن المحدد للزيارة فضلا عن الشروط المجحفة التعجيزية التي تفرضها إدارة السجن على عائلته.
كما أفاد بأن إدارة السجن تتذرع من وراء تلك المضايقات بخصوص منع القفة بإحتواء المأكولات التي تجلبها بعض العائلات لمساجينها على مواد غذائية ممنوعة وهو الأمر الذي لم يحصل ولو مرة واحدة بحسب ما ذكر المناضل القيادي الهاروني في شأن سجناء الرأي والمساجين السياسيين على مدى عقدين كاملين.
كما علمت الحوار.نت من المصدر الموثوق ذاته بأن السجين السياسي فرج الجامي لم يأذن له طبيب السجن بعيادة المستشفى لإجراء فحوصات طبية ضرورية وذلك منذ شهور طويلة ( سبق للحوار.نت أن أخبرت عن حالة السجين الجامي قبل شهور ) ومعلوم أن طبيب السجن يخضع لإرادة مدير السجن المطلوب منه تنفيذ سياسة التنكيل والتشفي والموت البطيء ضد مساجين حركة النهضة الإسلامية.
وبهذه المناسبة فإن الحوار.نت تدعو الأحرار في تونس وخارجها إلى تبني قضية المهندس الهاروني وقضية السجين السياسي فرج الجامي الذي قد يقع عليه الموت في كل لحظة أسوة بمن سبقه بسبب الإهمال المتعمد.
(المصدر: موقع الحوارنت بتاريخ 19 جوان 2007 )

 
واشنطن تسلم معتقلين من غوانتانامو إلى تونس واليمن  
 
سلمت الولايات المتحدة سجينين من معتقل غوانتانامو إلى تونس وأربعة آخرين إلى اليمن.
وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه بعد تسليم هؤلاء المعتقلين الستة انخفض عددهم في قاعدة غوانتانامو إلى "حوالي375 سجينا".
ونددت منظمة حقوقية أميركية بتسليم المعتقلين إلى تونس، معربة عن خشيتها من تعرضهما للتعذيب.
وجاء في بيان للمجلس من أجل الحقوق الدستورية وهو منظمة أميركية تضم محامين يمثلون معظم معتقلي غوانتانامو "نندد بتسليم السجين في غوانتانامو عبد الله بن عمر إلى تونس في يوم الأحد 17 يونيو/حزيران حيث يخشى أن يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة".
وأوضح نفس المصدر أن حكما غيابيا بالسجن لمدة 23 عاما صدر بحق عبد الله بن عمر مطلع التسعينيات في تونس "بتهمة الانتماء إلى حزب النهضة الإسلامي المعتدل".
وأضاف أنه غادر تونس عام 1989 إلى السعودية ومنها إلى  باكستان لأنه "تعرض للاضطهاد الديني". ثم اعتقل من طرف عملاء باكستانيين عام 2001 في منزله وأرسل إلى غوانتانامو. ولا تزال زوجته وأولاده الثمانية يعيشون في باكستان.
ولا يزال حوالي 80 معتقلا بغوانتانامو ينتظرون تسليمهم إلى بلدانهم الأصلية إما ليطلق سراحهم أو يقضوا عقوبة السجن هناك. وسيمثل ما بين 60 و80 من المعتقلين أمام محكمة خاصة.
ولم يتحدد أي شيء بالنسبة لأكثر من 200 آخرين لم تقرر الولايات المتحدة حتى الآن توجيه التهم إليهم ولا الإفراج عنهم.
وأثار احتجاز واشنطن المئات من السجناء الأجانب والعرب في غوانتانامو دون محاكمة أو توجيه اتهامات لهم، منذ نقلهم إلى سجن القاعدة البحرية الأميركية عقب غزو أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول 2001 والإطاحة بنظام طالبان، انتقادات واسعة في العالم.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 19 جوان 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)

الولايات المتحدة الأمريكية ترحل معتقليْن تونسييْن من غوانتنامو

تونس- سفيان الشورابي
قامت الإدارة الأميركية مؤخرا بإرسال سجينيْن كانا معتقليْن بقاعدة غوانتنامو (كوبا) إلى السلطات التونسية صبيحة يوم الأحد 17 جوان الفارط. ففي خبر أوردته وكالة فرانس برس للأنباء نقلا عن تصريح صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية يوم أمس الثلاثاء، سفّرت هذه الأخيرة المعتقليْن و أحدهما يدعى عبد الله بن عمر إضافة إلى أربع يمنيين إلى بلدانهم على اعتبار انتفاء تهم الانتماء إلى القاعدة عنهم.
و في بلاغ لها، ندد مركز الحقوق الدستورية (منظمة أمريكية غير حكومية تضم في عضويتها جميع المحامين الذين تكفلوا بالترافع في قضايا سجناء المعتقل) بعملية إرسال السجين عبد الله بن عمر إلى السلطات التونسية، و ذلك خشية تعرضه لتعذيب و لسوء معاملة محتملة.
وذكرت المنظمة أن السجين بن عمر محكوم عليه سنة 1990 بالسجن لمدة 23 سنة بتهمة الانتماء إلى حركة النهضة الإسلامية. و منذ ذلك الحين، فر إلى الباكستان أين كان يقيم إلى حدود سنة 2001، حينما قامت قوات الأمن الباكستانية باعتقاله بمنزله و تسليمه إلى السلطات الأمريكية التي زجت به في معتقل غوانتانامو، تاركا ورائه زوجته و أبنائه الثماني.
و تحتج العديد من الهياكل المدنية على وجود سجن غوانتنامو الذي أصبح يرمز إلى درجة الاستخفاف بالجنس البشري و الحط من الكرامة الإنسانية. و لمواجهة موجات الانتقاد، تقوم الإدارة الأمريكية من حين إلى آخر، بإطلاق سراح عدد من الموقوفين و إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية. و تتخوف منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان من إصدار أحكام قاسية ضد المسرحين و استعمال التعذيب الوحشي بصورة منهجية، خصوصا لدى الدول التي لا تحترم المعاهدات الدولية و القوانين ذات الصلة على غرار تونس.
 
(المصدر: موقع أخبار مكتوب بتاريخ 19 جوان 2007 )

 
عُـشـر البنات (10%) في تونس لا يعترضن على علاقة جنسية قبل الزواج
 
تونس ـ رويترز: قالت دراسة نشرت نتائجها امس الثلاثاء (19 جوان 2007) ان بنتا واحدة من بين كل عشر شابات في تونس لا تعارض اقامة علاقة جنسية قبل الزواج مقابل اربعة من بين كل عشرة شبان.
واشارت دراسة اجراها ديوان الاسرة والعمران الي ان بنتا واحدة من بين كل عشر في تونس لا تعارض اقامة علاقة جنسية قبل الزواج.
ونشرت صحيفة الصباح نتائج الدراسة امس وتتناول موقف وسلوكيات الشباب وقالت ان اربعة من بين كل عشرة ذكور وواحدة من كل عشر اناث لايعارضون ان تكون للشبان والشابات علاقة جنسية قبل الزواج.

(المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)


عبدة الشيطان يظهرون في تونس
 
صحيفة اسبوعية تونسية تكشف عن شبكة سرية لعبادة الشيطان من طلبة جامعات ومدارس للمرة الأولى في البلاد.
تونس ـ كشف تقرير إخباري الأربعاء عن وجود طائفة لعبدة الشيطان في تونس مكونة من نحو 70 شاباً أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية.
وقالت جريدة "الوطن" الأسبوعية إن أغلب أفراد هذه الطائفة يقطنون العاصمة تونس ويحيطون "نشاطهم" بسرية تامة.
وذكرت الصحيفة أنهم"يجتمعون بثلاثة فضاءات سرية بالعاصمة لممارسة (طقوسهم) المتمثلة في الرقص على أنغام موسيقى الهارد روك الصاخبة، وذبح كلاب وقطط سوداء وشرب دمائها وممارسة الشذوذ الجنسي الجماعي".
وأضافت أن أتباع هذه الطائفة يميزون أنفسهم بوضع عصابة سوداء عريضة على معصم اليد اليمنى وارتداء ملابس وقبعات سوداء عليها صور لجماجم بشرية وحمل حقائب وإكسسوارات تحتوي على اللونين المفضلين لعبدة الشيطان وهما الأحمر والأسود.
وأوضحت الصحيفة أن الإناث من عبدة الشيطان يطلين أظافرهن باللون الأسود ويضعن كميات كبيرة من الكحل على العينين ما يجعلها شديدة السواد.
وذكر التقرير أنهم يستعملون فيما بينهم أسماء غريبة وأن أحد الأعضاء غير اسمه من "محمد" إلى "عزرائيل".
يذكر أن هذه أول مرة تتحدث فيها صحيفة محلية عن وجود طائفة لعبدة الشيطان بتونس المعروفة بانفتاحها الكبير على الغرب.

(المصدر: موقع "ميدل ايست اونلاين" (بريطانيا) بتاريخ 20 جوان 2007)
الرابط: http://www.meo.tv/?id=49360
 
رئيس الدولة يستقبل رئيس مجموعة بريتش غاز:
تعهد بانجاز استثمارات بقيمة 3ر1 مليار دولار
 

قرطاج 20 جوان 2007 ( وات ) - كانت المشاريع الاستثمارية لمجموعة بريتش غاز في تونس محور استقبال الرئيس زين العابدين بن علي يوم الاربعاء لرئيس هذه المجموعة السيد روبار ولسن الذى عبر عن تشرفه وسعادته بالفرصة التي أتيحت له للالتقاء برئيس الدولة واطلاعه على تقدم مشاريع بريتش غاز .

وبعد أن أشار الى أن المجموعة كانت قد تعهدت بانجاز استثمارات بقيمة 3ر1 مليار دولار أبرز السيد روبار ولسن أهمية البرامج الاستثمارية لمجموعته سواء في ما يتعلق بتمديد استغلال حقل ميسكار أو فيما يخص المشروع المشترك مع الموءسسة التونسية للانشطة البترولية لاستغلال حقل صدربعل .

وبين أن هذه البرامج توءكد قناعة مجموعة بريتش غاز بتوفر مناخ ممتاز للاستثمار الخارجي في تونس معبرا عن تقديره لما لقيته المجموعة من مساعدة بما يسر انجاز كافة جوانب المشروع ووطد علاقة الشراكة بين الطرفين . وجرى اللقاء بحضور وزير الصناعة والطاقة والموءسسات الصغرى والمتوسطة .

(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 20 جوان 2007)


المؤسسات الفرنسية مدعوة إلى الاستثمار في مشاريع البنية الاساسية
 

تونس 19 جوان 2007 (وات) على المؤسسات التونسية والفرنسية تنويع تعاونها حتى تطور قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي وتحافظ على حصصها في الاسواق وتساهم في نجاح الاندماج على المستوى الاقليمي.

ذلك ما اكده المشاركون في المنتدى الاقتصادى التونسي الفرنسي الذى انتظم اليوم الثلاثاء بتونس ببادرة من الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ومنظمة الاعراف الفرنسية والغرفة التونسية الفرنسية للتجارة والصناعة والبعثة الاقتصادية التابعة لسفارة فرنسا بتونس.

ودعا السيد الهادى الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية خلال هذا اللقاء المستثمرين الفرنسيين الى المشاركة في انجاز المشاريع الكبرى للبنى الاساسية المدرجة ضمن المخطط الحادى عشر للتنمية 2007/2011 ولا سيما المتعلقة منها بالتزود بمعدات البناء والخدمات المتصلة بالاستثمار العقاري.

وتوفر تونس التي تستقطب صنفا جديدا من المستثمرين على غرار الخليجيين فرصا هامة على المستثمرين الفرنسيين استغلالها للانفتاح على اسواق اخرى وشركاء جدد سواء كانوا عربا او افارقة.

وتحدث السيد جون بيرال رئيس منظمة الاعراف الفرنسية من جهته عن الاندماج الاقليمي والشراكة المربحة لكل الاطراف مبرزا ان تونس التي تبقى الوجهة الاولى للمؤسسات الفرنسية عليها الاضطلاع بدور هام في النهوض بالتعاون بين ضفتي المتوسط وفي ارساء منطقة كبرى للتبادل الحر الاورمتوسطي.

ودعا المستثمرين تونسيين وفرنسيين الى العمل معا في اطار المقاربة الجديدة للشراكة حتى يكونوا قادرين على مواجهة منافسة التكتلات الاقليمية الاخرى ولا سيما منها الاسيوية.

واكد السيد فؤاد الاخوة رئيس الغرفة التونسية الفرنسية للتجارة والصناعة من جهته انه رغم الموقع المتميز لفرنسا في السوق التونسية فان المؤسسات الفرنسية تظل غائبة في قطاعات الطاقة وفي عمليات الخوصصة داعيا هذه المؤسسات الى الاستثمار في هذه المجالات والاستفادة من الامتيازات التي توفرها اتفاقية اغادير للتبادل الحر.

واضاف ان ملتقى /ميداليا/ الذى ستحتضنه تونس يومي 28 و29 فيفرى 2008 سيوفر الاطار الملائم لتشخيص فرص الشراكة بين المؤسسات الفرنسية ومؤسسات اخرى من منطقة المغرب العربي والمتوسط مشيرا الى ان الملتقى سيشهد مشاركة 200 مؤسسة فرنسية و200 مؤسسة تونسية و100 مؤسسة من الجزائر والمغرب والاردن ومصر وليبيا.

وتطرق السيد ايريك حياة رئيس اللجنة التونسية في منظمة الاعراف الفرنسية الى ضرورة النهوض بصورة مناخ الاعمال في تونس اى "تونس المؤسسات" في الخارج موضحا ان لجنة تونس في منظمته ستركز جهودها المستقبلية على الترويج لتونس كبلد للنمو المطرد وموطن للذكاء/.

وابرز السيد طارق شريف رئيس لجنة فرنسا بالاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وجود فرصا هامة للنهوض بالشراكة التونسية الفرنسية مشيرا الى انه سيتم التركيز على الشراكة القطاعية والاقليمة.

وبين السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة لدى اشرافه على اختتام اشغال هذه التظاهرة ان تونس بصدد وضع استراتجية طموحة في مجال الاقطاب المتخصصة في مجالات مختلفة مثل الصناعات الغذائية والنسيج والصناعات الميكانيكية والكهربائية والتكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصالات.

وبين ان هذه الاقطاب تعد الاطار الملائم لارساء شراكة ناجعة بين المؤسسات التونسية والفرنسية مشيرا الى ان بعض هذه الاقطاب قد ابرمت اتفاقيات شراكة مع اقطاب فرنسية.

ودعا الوزير الشركاء الفرنسين الى استغلال فرص الاستثمار المتوفرة في اطار تجسيم الاهداف الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة للفترة القادمة مشيرا الى انها تتعلق اساسا بمشاريع وبرامج تنموية في مختلف القطاعات المرتبطة بالبنى الاساسية /طرقات وموانىء ومطارات ومناطق صناعية واقطاب تكنولوجية واعلامية واتصالات/.

وفي اشارة منه الى ديمومة منظومة الانتاج الاورومتوسطية اكد الوزير ان هذا الهدف يتطلب مقاربة حقيقية ترتكز على التنمية المشتركة وتتجاوز الحوار بين المساندين والرافضين لاعادة الانتصاب مشيرا الى انه على مناصرى هذه المقاربة /التنمية المشتركة/ العمل سويا للمحافظة على المكاسب مع ضمان الانخراط في عولمة السوق المفروضة على الكل.

(المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 19 جوان 2007)

أخبار الصباح
 
 
انتخاب قاضية تونسية في اللجنة العربية لحقوق الانسان

تم انتخاب القاضية التونسية السيدة منية عمار عضوا باللجنة الفرعية لحقوق الانسان التابعة لجامعة الدول العربية وذلك خلال انعقاد الدورة 23 للجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان بمقر الامانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة من 18 الى 21 جوان الجاري.

وبهذه العضوية تكون ممثلة تونس هي المرأة الوحيدة في اللجنة الفرعية العربية لحقوق الانسان التي تضم سبعة اعضاء. وللتذكير فان هذا الهيكل يضم ذوي الخبرة والكفاءة العالية في مجال حقوق الانسان ويتولى دراسة التقارير المتعلقة بمختلف اوضاع حقوق الانسان ورفعها الى الامانة العامة للجامعة العربية.
 
العطلة الصيفية

في استبيان أجراه المرصد الوطني للشباب على موقعه على شبكة الأنترنات حول المكان المفضل لقضاء العطلة الصيفية لدى المبحرين في هذا الموقع.. تبيّن أن 50 بالمائة من المشاركين في الاستبيان يحبذون قضاء العطلة مع العائلة و29 بالمائة منهم مع الأصدقاء.. في حين يحبذ البقية قضاءها في الجمعيات والرحلات والمنظمات.


حيرة سكان عمارات «سبرولس»

حيرة وتساؤلات في أوساط متساكني عمارات «سبرولس» في كل من المرسى والمنزه الثامن والمنار وحي الرمانة تجاه استثناء مساكنهم من قرار التفويت الذي شمل كل المساكن التابعة لـ«سبرولس» خاصة وأن أغلبيتهم من المستقرين في هذه العمارات منذ عشرات السنين.

المتساكنون أمضوا عديد العرائض الموجهة للجهات المختصة يطالبون فيها برفع الاستثناء في قرار البيع عنهم معربين عن أملهم في تدخل سام لإرجاع الأمل  لنفوسهم خاصة أن الأمر يتعلق باستقرار عائلات عديدة بقيت إلى الآن محرومة من حقّها في امتلاك منزلها الخاص.

الحصة الواحدة في العمل الإداري

مع مستهل شهر جويلية القادم ينطلق العمل بالحصة الواحدة في العمل الاداري ، وهي عادة دأبت عيها الادارة التونسية منذ عشرات السنين . وعملا على توفير الخدمات للمواطنين بشكل مسترسل بادرت بعض الادارات منذ سنوات بفتح جزء من مكاتب اداراتها لمواصلة العمل بعد الظهر ولو بشكل جزئي ، وفي مقدمة هذا نجد البريد، وبعض الفروع البنكية وخدمات الكهرباء والغاز والمياه والنقل ا، وبعض المؤسسات الخاصة ذات الطابع الخدماتي. فهل تنسج بعض المؤسسات الاخرى على منوال هذه المؤسسات وتبادر بتقديم خدمات ولو جزئية للمواطنين الذين يجدون انفسهم بين متطلبات العمل من ناحية وغلق الادارات ظهرا مما يؤدي الى تعطل مصالحهم.

مظاهر مخالفة لحفظ الصحة

يعمد الكثير من باعة السمك الى سكب المياه داخل الاوعية المحتوية لانواع السمك وذلك لاضفاء مظاهر خلابة حولها وازالة ما يتسرب منها من دماء. وهو عمل خاطئ ومخالف للتراتيب التي يجري بها العمل لحفظ الصحة ، حيث ان السمك لابد ان يكون مغموسا في الثلوج فقط للحفاظ عن سلامته . ويحصل هذا الصنيع في كل الاسواق اليومية لبيع السمك دون استثناء ، لكن مع البعض من الباعة فقط. فهل تتولى فرق المراقبة الاقتصادية وحفظ الصحة الاهتمام بهذه الظاهرة وتطويقها؟

شاحنات الوزن الثقيل

حددت مجلة الطرقات اوقاتا معينة لانطلاق سير الشاحنات الكبرى على الطرقات العمومية وذلك بداية من الساعة التاسعة صباحا. الا ان الملاحظ ان العديد من اصحاب هذه الشاحنات، وخاصة منها التي تشتغل في نقل مواد البناء مثل الآجر والحديد وحجارة المقاطع والرمال لا تكترث بهذا القانون ، بل تمارس نشاطها في كل الاوقات وخاصة عند الذروة الصباحية. وهو امر مخالف للقانون ويمثل خطرا على اصحاب السيارات، علاوة على ما تسببه هذه الشاحنات من ارباك لحركة المرور في العاصمة والمدن والكبرى

(المصدر: جريدة "الصباح" (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 جوان 2007)
 

 
سجن سرّي تابع للمخابرات المركزية الأمريكية في ضواحي مدينة بنزرت
 

هذا بلاغ من داخل السجن المدني ببنزرت ودعوة لانقاذي من خطر يهدد سلامتي. لقد نقلت في نهاية شهر أفريل الماضي إلى معتقل يوجد على بعد ربع ساعة تقريبا عن السجن المدني ببنزرت. كانت المفاجأة مذهلة إذ وجدت نفسي في معتقل سري للمخابرات الأمريكية يسجن فيه أشخاص داخل حاويات. وقد حقق معي هناك شخص يستعمل اللغة الفرنسية عن علاقتي بالجماعات الجهادية في العراقية عبر الانترنت وقد ذكرت له ان معلوماته غالطة وانا سجين رأي تحدثت عني منظمات عالمية منها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية. وقد تفاجأ الأمريكي بذلك وصاح في الاعوان التونسيين. وقد اعتدوا علي بالعنف وهددوني بتلفيق محاولة فرار لي من السجن أو نقلي إلى السجن السري في صورة ابلاغ عائلتي بما رأيت.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد عادوا إليّ بعد أسبوعين من ذلك داخل زنزانتي بعد ان قيدني اعوان من امن الدولة وسألني ضابط أمريكي كان معهم عن دوري في مؤسسة "سحاب" الذراع الاعلامي لتنظيم القاعدة كما سألني عن موقع شبكة الاخلاص ومنتدى الانصار. وقد خيروني بين وثيقتين واحدة تتضمن شهادة وفاتي وواحدة شهادة سراح. كما هددوني بإيذاء شقيقي .
أنا لم أعد احتمل ما يحصل لي مرة يعتدي علي اعوان امن الدولة وهذه المرة وصل الامر إلى أعوان المخابرات الأمريكية والسجون السرية
اللهم اشهد انّ مصيري في خطر انقذوا المعتقلين في ذلك السجن الامريكي لقد سمعت أن منهم السعودي سعيد الغامدي والتونسي ابو عمر التونسي...
ابحثوا عن هذا السجن إنه لايبعد كثيرا عن بنزرت وربما هو في ثكنة عسكرية حسب ما فهمت من المكان.
اللهم إنّي مغلوب فانصر
علي رمزي بالطيبي
سجن بنزرت المدينة

20 جوان2007


حول "مأساة السجن الكبير"
 

ملاحظة:نشرت "تونس نيوز" يوم 5 جوان 2007 مقالا للأخ خالد طراولي فكتبت هذا معقبا على ما كتب..

أخي خالد، إخواني هنا وهناك

قرأت ما كتبت" مساندة مطلقة" و "مساهمة رمزية" "لرفع مظلمة" و "لإتهاء مأساة"
 و أنا إذ أشكر لك سعيك و جهدك، فإني استسمحك في إبداء بعض ملاحظات...
- كدحنا متواصل و معركتنا لم نتنته بل هي متواصلة أبدا و إن هي إلا جولة تعقبها جولات، و حسب المرء فيها أنه لم يتنكر للبيت الذي بنى و للرجال الذين مهدوا  و أسسوا و  للشباب الذين دفعوا من ارواحهم و من أجسادهم فداء لما آمنوا به تحريرا للإنسان و إرساء للعدل و إقامة للمساواة... و إننا لم و لن نخرج من الحلبة – و هذا يا أخي ما غاضهم مني- و استمع إلى قوله تعالى " قل موتوا بغيظكم" فإن نحن متنا فشهادة أما هم فغيظا، أما " المنتصر فمن هو يا ترى؟؟ الذي ينام قرير العين مطمئن البال و إن كانت المعدة خاوية و الريح و المطر تكادان تعصفان بأركان البيت أم ذلك الذي يحسب كل صيحة عليه و هو في قصور مشيدة يرفل في أفخر الثياب... الذي انفض عنه الرجال من حوله أم الذي انفض إليه الرجال – و الرجال في الموضعين قليل-... و لعلك تذكر و ما بالعهد من قدم، من كان مستعدفا قبل عشرين سنة و من أصبح الأن مستهدفا؟؟ أما رمي المنديل فدونه السم الزعاف و لعلك قرأت ما فاضت به قريحة شاعر القطرين:                               

شــــرٌٌدوا أخيارها بحرا و بــرٌا     و اقتلوا أحرارها حــرٌا فحــرٌا
إنٌما الصٌالح يبقى صالحـــــا     آخر الدٌهر و يبقى الشٌرٌ شـــرٌا
كسٌروا الأقلام, هل تكسيرها     يـمنع الأيدي أن تنقـش صخــــرا
قطٌعوا الأيدي, هل تقطيعـــها     يمنع الأعين أن تنظـــر شـــــزرا
أطفئوا الأعين, هل إطــفاؤها     يمنع الأنفاس أن تصعد زفــــــرا
أخمدوا الأنفاس, هذا جهدكم     به منجاتنا منكم...فشكـــــــــرا


إننا لم ندخل هذه "الحلبة" ترفا أو حب اطلاع أو جهلا أو غرورا  أو تغريرا بل دخلناها على علم بالمكاره التي تحيط بها و المشاق التي تتهددنا و الأذى الذي ينتظرنا و .... نعم اخترنا هذه " الحلبة " و اخترنا دخولها،  لذلك لم نفاجأ بكل ما وقع و يقع... من منا لم يقرأ عن سمية و عمار و بلال و مصعب ، من منا لم بقرأ عن أصحاب الأخدود و حواري المسيح عليه السلام... من منا لم يقرأ"أيام من حياتي"     و " رسالة في ليلة التنفيذ"...قد يكون البعض قرأ كل ذلك لكنه كان بحدث نفسه بأن ما وقع لهؤلاء الأبطال لن يقع له... نعم كنت أقرأ ما ذكرت لكني كنت أردد في نفسي بأن ما وقع لهؤلاْء، و هم من هم علما و ورعا و وعيا ...، يمكن أن يقع لي و أنا من أنا  بضاعة ضحلة و سلعة غثة و ...،
نعم هو الخوف يا أخي، هو الخوف بعينه، بل هو الجبن في أجلى صوره، أرأيت فرعون موسى، أرأيت نزاهته و مروءته، أرأيت "عظمته" و "وطنيته"، ألم تر إليه وهو يسرع  في استحضار حججه و أدلته و لم يستنكف من مطالبة موسى(عليه السلام) في ان يجعل بينهما "موعدا" لا يخلف و "مكانا سوى" يتناظران فيه أمام الشعب بحيث لا بيقى لهما من أسباب القوة المتعارف عليها(ثروة، إعلام، سلاح) إلا قوة الحجة و الدليل.... لم يستنكف فرعون من هذه المناظرة بل دعا إليها وهو من هو جندا و ثروة و حاشية و إعلاما و إنجازات.... هل رأيت دكتاتورا مستبدا بعد فرعون قبل الاحتكام للشعب، فلم يزور انتخابات بل وفر لها ما توفرفي مناظرة فرعون مع موسى –ص-  من تساوي المتناظرين (المرشحين) أمام استغلال المرافق العامة  و المصالح العامة و المال العام...قد تكون العبرة الوحيدة التي اتعظ بها الطغاة عبر التاريخ الطويل هي أن كل منافسة نزيهة  و كل مناظرة شفافة لا يمكن ان يكون الفوز فيها لصالحهم، لذلك تراهم في مشارق الأرض و مغاربها لا لغة للحوار مع من يعارضهم إلا التشويه و التعذيب ثم السجون و المنافي و التشريد و الاستئصال المعنوي أو المادي... نعم هو الخوف من هذا "الميت الحي"... تعم هو ميت من حيث قد ماتت لديه زينة الدنيا و شهواتها و زخرفها فلم يجعلها غاية له يسرج جواده من أجلها، و هو حي من حيث يقظة الضمير و رهافة الإحساس وحياة القيم و الإنسانية    و حب الأوطان...فما مات عنده نما و تضخم عند غيره و مات عندغيره أخرج شطأه و استغلظ و استوى على سوقه لديه يعجب الأصدقاء و الأحبة ليغيظ به الذين كفروا بالإنسان... و هو إن خرج من السجن الصغير إلى ظلمات التغيير فهو لا يزال مصرا على مواصلة المشوار اهتماما بالشأن العام و مشاركة في العمل السياسي، و كيف لا يهتم بالشأن العام و قد حفظ منذ عقود " من أصبح و لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" ، كيف لا يهتم بالشأن العام؟؟ أيتركه للظلمة الذين أفسدوا الحرث و النسل؟؟؟
نعم نريد مواطنة كاملة، غير منقوصة، ككل مواطن آخر، فإن كان من حق الآخرين تأسيس ما شاؤوا من الجمعيات أفلا يحق للإسلامي أن يكوّن ما يراه من أطر خدمة للللاد و لمصلحتها العليا.... و كما نريد مواطنة كاملة نرفض أي وصاية مهما كان نوعها على إرادة الشعب، فلا وجود للزعيم الملهم و لا القائد الفذ و لا البطل.. و لا غيرها من الشعارت البالية التي ملأت قاموس الأقزام الذين يضفون على المستبدين من صفات الأنبياء و الرسل و الحكماء ما هم منها براء...
لذلك كتبنا عن الأيام الخوالي و عما يقع وراء القضبان كما كتبنا عن عذابات الحاضر،،، و لا زلنا و سنواصل.... أما محاسبة الظلمة فآتية و إن طال الزمن، و مراجعة التاريخ فجهد جماعي لن أتردد في المساهمة فيه..
أخي عجبت لك إذ تقول " لماذا تغيب الرحمة عن قلوب البعض؟"، هذه قلوب لم تعرف الرحمة يوما حتى تغيب عنها.... هذه قلوب ران عليها ما كسبت، و هل كسبت غير الظلم و الفساد و الإفساد؟؟؟
أما رسالتك إلي و إلى كل مظلوم فيكفي أن أردد ما قاله الفاروق يوما " اللهم اجعلني خيرا مما يقولون و اغفر لي ما لا يعلمون"...
و أختم بالدعاء لإخواننا الذي" أخطؤوا المعركة" وخاضوا- و لا يزالون – "صراعات هامشية" و راهنوا – و لا يزالون- على "السراب"، و ليعلموا أن محنة إخوانهم الذين يقبعون وراء القضبان لن تنفرج و هم يلعبون "في  الوقت الضائع..."، و أن كل يوم إضافي يقضيه إخواننا "وراء الشمس" فلهم فيه نصيب...

جرجيس في 12 جوان 2007

عبدالله الــــــــــــزواري
abzouari@hotmail.com

 
بســـــم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة
إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة
مقر الأمم المتحدة بنويورك
 

بيروت، في 19.6.2007

سيدي الأمين العام،

اتقدم إلى موقعكم الإداري المرموق و إلى مكانتكم الإنسانيّة السامية راجيا من سيادتكم محاولة مد يد المساعدة بما ترونه صالحا لحالتي و بما تسمح به قوانين و لوائح إدارتكم الموقرة.

بعد وصولي بايام قليلة إلى منفاي الجديد طَلَبَت منّي جهة معينة من مركزية صنع القرار بالسويد ان اكون احد مستشاريها و محللها في القسم العربي للجنة إعلاميّة مرتبطة باحد فروع البرلمان السويدي و خُصص لي  إمكانيات تقنيّة عالية في ميدان الصحافة وعلوم الأخبارو راتبا يعادل راتب موظف سامي بالدولة مع بعض الكماليات اللازمة و غير اللازمة الشئ الذي جعلني اتوجس في عديد الأشياء. بعد ان نبّهت كافة افراد اللجنة مجتمعة بعدم دخول جهة شرق اوسطية على الخط. قررت مسايرتهم من اجل معرفة ما كانوا يصبون إليه، مع العلم انه قد أحاطوني علما اثناء لقائي بالوفد السويدي المتكون من عناصرمن مصالح الهجرة و مركزيّة الأمن العام بمقرمكتب المفوضية بدمشق يوم 25/4/2006 اني مرشح للعمل في مؤسسة للدراسات الإستراتيجية بالسويد. فأعلمت بالموضوع الآنسة المحترمة رشا كمال من قسم التوطين و كذلك سعادة الدكتورأسعد أبو صالح من مكتب المفوضيّة بدمشق و سعادة الدكتورمحمد ناصر الفرجاني من الأمم المتحدة.

كان لي إجتماع اسبوعي مع اعضاء اللجنة في مدينة ستوكهولم نتبادل فيه اطراف الحديث و نناقش تحاليل كل أحداث الشرق الأوسط و بعض دول آسيا الوسطى وغيرها الحاضنة لمنظمة القاعدة وخطورة الموجة التكفيريّة و تعصب بعض اهل الكتاب على كل أصقاع العالم.
و بعد العديد من السفريات إلى بعض بلدان أوروبا إستغليتها في تقديم دراسات تصب للصالح الدولي في العامة و لقضايا امتي و مركزياتها في الخاصة ،حاولت المركزيّة الأمنيّة لمملكة السويد عن طريق المدعو  Max Knutsson ،احد اعمدة إدارة الأمن الخارجي فيها و عنصر بارز في اللوبي الصهيوني العالمي، تجنيدي للعمل ليس لمصلحة السويد بل لصالح قوة عنصرية مزروعة في قلب منطقة الشرق الأوسط  شديدة الإجرام بل جمعت بين الرغبة في إمتصاص الدماء وسادية في معاملة ضحاياها.
بعد ظن هذا الأخير ان أمرطيب العيش و كبر المقام و الكمال المادي قد اخذ مني مأخذ الجد،   طلب منّي أشياء غريبة بإسم السلام العالمي وأشياء تساعد في تدمير بعض دول المواجهة وتجعلني ألحق الأدران بالوطن، ومن العار لجنسيتي السامية الشئ الكثير.
رفضت لُبوس ذلك بالتهرب و المراوغة تارة وبالقطع في آخر المطاف عندما استفحل الأمر إلى درجة  تجميد معاملة لمّ شمل أسرتي كما ينص به القانون و بوضع عراقيل إداريّة لعدم التداوي من مرض عضوي مزمن اصبت به في السابق من جراء التعذيب ، علاوة على اصابتي بفتق اسفل البطن من جراء إعتداء سافرفي مدينة هارنوسند من اجل عدم الإستجابة لرغبات المدعو Max Knutsson ،كما رفضت لزامًا و لبوساً في الأيام الخوالي الإنضمام إلى منظمة القاعدة إبّان إنطلاقها سنة 1998 من القرن المنصرم  دون خيانة او بيع من تمّ إرساله من طرفهم لإقناعي بموضوع إنضمامي إليهم بترأس المنظمة في منطقة المغرب العربي الكبير ثمّ تقديم قضيّة عدليّة في تاريخ الحال الى القضاء التونسي في ذات الوكيل العام للجمهوريّة لدى محكمة الإستئناف بتونس و السيدّ المفقد العام لوزارة العدل و نشر الموضوع في الإعلام الإلكتروني بعد إعلام دولة الفاتيكان وبعض الشخصيات السياسيّة و الأمنيّة و الإعلاميّة ذات  التوجه القومي و على رأسهم أخي الأكبر السيّد حسيب بن عمار ثمّ تباعاً كل المنظمات الحقوقيّة في ضفتيّ البحر الأبيض المتوسط .

هنا، أسرد موضوعا واحدا على سبيل المثال لا الحصر وهو كشفي إبان الأسابع الأولى من وجودي في السويد  ضمن هذه اللجنة لعمليّة كبيرة كانت ستنفّذ في بعض مطارات العالم الحرّ من طرف شبكة لا تمتّ بالعروبيّة بأيّة صلة.
الشئّ الذي أدى بمركزية صنع القرار بمملكة السويد إرسال إلى جل بلدان اوروبا الغربيّة تحذيرا من عمليات تفجيريّة في بعض مطارات تلك الدول عن طريق آلات إلكترونية محمولة ،الشئ الذي جعل من بريطانيا تتخذ عملا وقائيا دقيقا إنتهى إلى كشف شبكة غير عربيّة معدة لهذا الغرض و بالتالي فرض تمرير كل أنواع الأجهزة المحمولة منذ ذلك التاريخ ضمن الكاشف الإشعاعي رغم انه يضر الذاكرة المركزية لهذه الأجهزة.

اشيد بالحق هنا أن النفسيّة الوطنيّة السويدية في العامة نقيّة و محترمة إلى ابعد الحدود و مسالمة إلى حد منقطع النظير والشخصيّة السويديّة تمقت كل اشكال و صنوف العنف اللفظي و الفعلي و كذلك التسلط و الفكر الإمبريالي، و لولا تربع اللوبي الصهيوني على مراكز القرار لجل ميادين الدولة وخاصة في الشهور التي تلت احداث ايلول الأجراميّة لصارت السويد احسن دولة يطيب فيها العيش بكل كرامة و عزّة نفس في العالم بأسره.

سيــــــدي،
بإسم الإنسانيّة اتوجه إلى صفاء شخصكم و أمميّة رسالتكم طالبا في حدود المعقول إعانتي في محاولة تمكيني من سُؤلي بل إنقاذي بالآتي ادناه:

ـ مساعدة من إدارتكم الموقرة إذا أمكن ذلك للمثول امام القضاء السويدي وفتح بحث جدّي من طرف احد اقلام التحقيق و التحري و ذلك لما المّ بي من ضرر معنوي و جسدي و مادي من طرف المجتمع الأمني السويدي في ذات المذكور اعلاه، كي يتسنى لي محاولة إتمام ما تبقى لي من العمر في كنف نصيب من كرامة ضمن ضياء الإنسانيّة و تحت نور المحبّة و أنا أعانق أرذل العمرفي آخر ايام حياتي هذه.
مع العلم انه بحوزتي اكثر من برهان و دليل مادي رسمي وسمعي بصري يدل على صحّة إدعائي ضد السيّد MAX Knutsson بالإسم و الصفة.

سيــــــدي،
مهما كان ردكم ومهما كان نوع صنيعكم نحوي كحالة إنسانيّة،لكم منّي اسمى ما في الإحترام من مراتب و ارقى ما في الإنسانيّة من معاني مجتمعة وجمع ما في الكُتُب السماوية من آيات المحبّة و العرفان بالجميل.


لسيادتكم حسن الرأي و سديد النظر
الشاذليّ بن عليّ العيّادي
ـــــــــــــــــــــــــــ

للإعلام و التصرف:
نظير إلى وزارة العدل السويديّة
نظير إلى محكمة الإستئناف في هارنوسند/السويد
نظير إلى مصالح الهجرة في السويد
نظير إلى المفوضية السامية  للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
نظير إلى وزارة العدل و حقوق الإنسان التونسيّة
نظير إلى وزارة الداخليّة التونسية

رسالة إلى محمد شعبان الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بضفاقس
 
صفاقس في،31/05/2007
التعاضدية البحرية للإستهلاك " كوبماك "
نهج حفوز عدد 130 صفاقس
السجل التجاري 172941997
المعرف الجبائي   3756


إلى محمد شعبان شهر الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بضفاقس والذي تتخذ منه أسياده " زكرة " كما يتخذون من بعض العمال المغرربهم " طبل " لكي يتم تشكيل فرقة فلكلورية تغني حسب الوتر المطلوب لصالحهم .

لقد أردت أن أذكرك بأن للحديث بقية وأنه لا مجال لنسيان ماحدث لعمال التعاضدية البحرية للإستهلاك "كوبماك " من جراء ما أقترفت أيدي أسيادك وخاصة بعد ماوقع للسجين اللص محمد الناجي عبودة كما أن المجموعة التي شاركته سوف لن تفلت من التتبعات ولابد من إرجاع أموال الخمر التي نهبوها من التعاضدية " كوبماك " حيث أرسلوا جزء منها إلى أبنائهم المقيمين خارج حدود الوطن ويظنون أنهم مانعتهم حصونهم المتمثلة في الإرث الذي ورثوه وهو المنظمة الشغيلة التي يفرضون أنفسهم عليها منذ عقود وكما قلت لك بأن للحديث بقية بل لانزال في بداية الطريق .

كما أن تحركات الخبير في مادة الحسابات عبد الرؤوف غربال وهو أحد أفراد شبكة الفساد التي تديرونها والتي قام بها ضدي بإيعاز منك منذ واقعة 1 أفريل 2006 " المشهورة " بنزل أميلكارقصد ترهيبي وتخويفي فهذا أمر لايحرك مني ساكنا وستظهر لك وله الأيام إن شاء الله من الذي سيباع منزله في المستقبل القريب كما العمولة التي تسلمها منكم مقابل المماطلة التي مارسها في ملف التعاضدية "كوبماك " كما فعل بغيرها باتت معروفة وملموسة وظاهرة للعيان وعدم الإدلاء بالرقم الصحيح ( الرقم الذي صرح به في تقريره الأول قيمته 103.863.009 ديناراثم بعد التشكي لدى وكالة الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس ورسمت تحت عدد 7/44908 تعهد بتقديم تقرير تكميلي وأصبح المبلغ المستولى عليه والمصرح به قيمته  1.1630374.855 دينارا وهذا الرقم كذلك غير صحيح بالمرة وهو عبارة عن ذر الرماد على العيون ولدينا إثباتات ومؤيدات تؤكد صحة أقوالنا  ) ونحن متأكدين بأن الخبير عبد الرؤوف غربال يعلم علم اليقين الرقم الصحيح الذي وقع الإستيلاء عليه من طرف أسيادكم كما أننا نعرف كل كبيرة وصغيرة عن التلاعب والطريقة التي تقومون بها للسطو على أموال الشعب وأملاك الأجانب من بينها عملية شركة " سيفاكس لصنع الملابس الجاهزة " أي شركة وينان البرجي سابقا " القضية عـــدد 73 وشركة " ويبوتاكس " القضية عــدد 87 والتي تم تكليف الخبير عبد الرؤوف غربال أحد أفراد شبكة الفساد بدراسة الوضع الإقتصادي والمالي للشركتين وبيان كيفية مساعدتها والوسائل الكفيلة بإنقاذها منذ 5 جوان 2000 ولدينا إثباتات في ذلك وسيقع الكشف عنها لمن يهمه الأمر وهو ما يؤكد تواجدكم معا في مثل هاته الملفات حيث المستثمر الأجنبي لايسلم من أعمالكم الدنيئة كما يجب أن تعرفوا بأنكم " المافيا " القومية والتي إنكشفت بفضل ملف تعاضدية " كوبماك " .
كما أن شبكة الفساد التي تشكلونها بالجهة سيتم القضاء عليها نهائيا بإذن الله وبعونه وللحديث بقية .

الإمــــــضـــــاء
العامل بالتعاضدية " كوبماك " وممثلها القانوني
فـــــــوزي  المـــصـــفار
 

 
بسم الله الرحمان الرحيم
تلميذ وحيد يحتفل بسبعينية مدرسته
 
بقلم :عامر عياد
تمر هذه الأيام الذكرى 70 لتأسيس مدرسة ابن خلدون بخنيس  من ولاية المنستير..هذه المدرسة التي تخرجت من بين أحضانها ابرز رجالات المدينة المنتشرين في كامل أرجاء الوطن العزيز مساهمين بالفكر و الساعد من اجل المساهمة في بناء حاضر و مستقبل هذه الأرض الطيبة.
منذ سنة 1937 تاريخ وضع اللبنة الأولى لهذه المدرسة الأم ، المعطاء ،وهي فاتحة ذراعيها لكل أبناء المنطقة لانتشالهم من براثن وظلمات الجهل و الولوج بهم إلى عالم النور و المعرفة..وبلغ منها العمر عتيا وأخذت منها السنون كل مأخذ..تصدع بنيانها، وبدأت جدرانها بالانهيار..لم تتوسع ولم تواكب دروب الحداثة..بقيت منكمشة على ذاتها ..تنتظر لحظة الموت بعد أن تنكر لها أبناؤها ..ولم يعيروها اهتماما لحظة الحاجة إليهم..قابلوها بالعقوق ساعة انتظرت رد الجميل حتى تواصل أداء رسالتها بكل أمانة وصمود..انتظرت لحظة ألوفاء والعرفان حتى تعود إلى العطاء اللامتناهي وتساهم في نهضة هذه البلاد بتكوين الناشئة  و زرع بذور المعرفة وبالتالي تحقيق أهداف الرسالة الخالدة اوليس بالمعرفة نحارب الجهل؟ اوليس العلم أولى درجات الإيمان بالله؟ الم يقل عز وجل "إنما يخاف الله من عباده العلماء"؟
تمر السنون والمناسبات..تمر اليوم سبعون سنة من عمر هذه الأم الحنون ويخرج من غياهب العقوق احد الأبناء معترفا بفضلها   وعطفها و مقدرا ما تبذله من اجل الإنسان  الفرد ..من اجل تأصيل الكيان و تجذير الهوية..زارها يوما احد أبناءها..، السيد الصادق ألقربي، كان رئيسا لجامعة الوسط لحظة تكريمه..بكى الابن، لا فرحا بهذا التكريم، إنما تأثرا وإحساسا بالتقصير لما أصاب أمه الحنون من انهيار و شيخوخة أتت على ما تبقى منها ..أحس بان في انهيار هذا الصرح انهيار لمستقبل هذه المدينة لان بالمعرفة والعلم وحده يكون الإنسان ..لذلك قرر أن ينذر نفسه لإنقاذها و الأخذ بها حثيثا على دروب الحداثة و الرقي حتى تعود للعطاء من جديد بنفس جديد و متواصل بدون كلل ..لم تغره رفعة المناصب التي تقلدها..لم ينسه الجاه و المجد والتاريخ أمه الحنون..ولحظة أن جاءت الفرصة قرر الاحتفاء بالسبعينية وحيدا ، مثبتا أن العرفان والخير والبر لا يمكن أن تكون قيما بالية في عصر غلبت فيه قيم الانتهازية والنفعية والعقوق و حب الذات..
مدفوعا بقيم الخير بدا الابن بالإنجاز محفزا جموع أهل الخير والبر و متقدما عليهم في العطاء السخي.. فخرجت بمناسبة السبعينية مدرسة ابن خلدون شابة يافعة ترفل في حلة العروس يدفعها وفاء البعض من أبناءها إلى مزيد العطاء والبذل في سبيل رقي الإنسان و رفعته .. فكانت لحظات العطاء، لحظات اعتراف بالجميل لمن اخذ بدون حساب..لحظات العطاء هذه نادرة في حياتنا ندرة قيم الجمال والحب والمثاليات الأفلاطونية..لحظات العطاء هي ارقي درجات البر والتواضع والسمو.
إن الاعتناء بهذا الصرح بكل رمزيته التاريخية و المعرفية و الجمالية خصوصا من طرف أنجب أبناءه لهو في قيمة التأسيس، بل يفوق قيمة الوجود ذاته انتشال الموجود.
و زيادة في التكريم و التواضع قرر ان تكون هذه المؤسسة الصغيرة في مساحتها ، العظيمة في عطاءها –حاضنة لمناسبة يوم العلم الذي اخذ قيمة استثنائية في عهد وزير التربية والتكوين الحالي السيد الصادق ألقربي.
اشدد يديك بمن بلوت وفاءه
إن الوفاء من الرجال عزيز
 
القديد المالح (9)
 
ملح: صابر التونسي
عبد الله الزواري عرف المحاكمات الظالمة وجاب السجون التونسية الرهيبة على مدى أكثر من عشر سنوات ... ثم سلط عليه حكم المراقبة الإدارية لمدة خمس سنوات عاشها منفيّا في بلاده بعيدا عن أهل بيته وأولاده... ولمّا قرب الفرج وأشرف أجل نفيه على النهاية أخبرته السلط البوليسية بأنّه وقع التمديد في مدة إبعاده 26 شهرا آخر. (كلمة: أم زياد)
قلنا من زمان بأن الأمر ليس نفيا كما يتوهم البعض ولكن الأمر جيولوجي بحت يتمثل في توزيع الجبال على كامل أراضي الوطن حتى تثبت الأرض ولا تميد ويقينا الله شر الزلازل "وجعلنا الجبال أوتادا"

ولكنّ كلّ ذلك بدا للنظام دون ما يستحقّه عبد الرؤوف العيادي من تنكيل وانتقام فأضاف إليه اليوم عملا انتقاميا خسيسا ممّا لا تقدر عليه إلاّ الأجهزة البوليسية التونسية التي وضعت أيديها الآثمة في صندوق بريد رؤوف صورا مركّبة فاضحة الغاية منها محاولة النيل من شرف أهله وتقويض حياته الأسرية. (كلمة: أم زياد)
كل إناء بما فيه ينضح ... هل رأى أحدكم "سفشا" يستغني عن غازاته النتنة ويستعمل مخالبه وأسنانه في معاركه؟؟!!

طبعا يبقى لكلّ الحق في عقد صلح فرديّ مع من يشاء ولكن دون أن يدّعي أنّه هو الوحيد الذي اكتشف فضيلة الصلح وأنّ الصامدين في وجه الفساد أشرار حاقدون. (كلمة أم زياد)
أنتِ كذلك حتى تلعني اليوم الذي فكرت فيه بأن يكون لك موقف من الفساد والقمع والإستبداد وما لا يدرك بالمغالبة والمقاومة السلمية يدرك بلعن الذات والماضي والتوسل والإستجداء وعاش من عرف قدره وسطوة عدوه!!
ورد في أرقام صادرة عن وزارة التربية والتكوين عن امتحان الباكالوريا لدورة جوان 2007 أنّ 12 تلميذا سجينا اجتاز الامتحان وهم من مساجين الحق العام تعلقت ببعضهم قضايا مخدرات. ولا يذكر منذ 1987 أن اجتاز تلميذ أو طالب أو باحث جامعي من المسجونين في قضايا سياسية امتحانا أو واصل دراسته من داخل السجن (كلمة: لطفي حيدورى)
المقارنة بين الفئتين ظالمة فتاجر المخدرات لا ينافس "النظام" إلا في السوق، وللسوق قوانينه النزيهة للمنافسة وأما السياسي فمنافسته غير نزيهة وأساليبه ملتوية وعينه على ما "يملك" غيره (كرسي الحكم)!!

ولكن هل ستسقط الدعاوى المرفوعة في المحاكم التونسية ضد مواطنيها المعتقلين في غوانتنامو في حال ما إذا لم توجه إليهم تهمة هناك ورحّلوا إلى تونس. الحكومة التونسية ستجد نفسها في موقف محرج لأنّ الدولة القائدة "للحرب على الإرهاب" تبرّئ أشخاصا تدينهم دولة تدّعي "المشاركة" في المجهود الموالي لمكافحة الإرهاب بتهمة القيام بأعمال ضدّ الدولة "القائدة". (كلمة: لطفي حيدورى)
كل "دولة" وحساباتها... و"دولتنا" لا تتلقى دروسا من أحد "وإلي عندو شهوة يعملها في مواطنيه" !!

على هامش تنظيم مسابقة في الحلاقة في جهة بن عروس تم تعليق لافتة على سور بلدية المروج حملت شعارا مخجلا أراد أصحابه مزيد التملق فتمّت إزالتها بعد 24 ساعة. كتب على اللوحة "الحلاقون والحلاقات وفاء دائم لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي ويناشدونه الترشح لانتخابات 2009". (كلمة: لطفي حيدوري)
بصفتي حلاق هاوي تعلم الحلاقة في رؤوس "المختفين" و"المهجرين" أعلن تأييدي لللافتة المذكورة وأضم صوتي لصوت إخواني الحلاقين وأخواتي الحلاقات خاصة بعد التكريم الذي حظي به قطاعنا والمصاهرة "الكريمة" مع سيادة الرئيس ... "وما ينكر أصله كان ..."

بن علي ملك الأقفال والمفاتيح لا يحبّ الأبواب التي يمكن أن يأتيه منها الريح، ولهذا أقفلها جميعا منذ تولّيه الحكم وصنع من مفاتيحها قلادته الجمهورية، (كلمة: أم زياد)
تقتلع الريح أحيانا الأبواب الموصدة والشبابيك المغلقة إن لم تجد منفذا ... والعاقل من يغير وجهتها ولا يقف في طريقها!!

من خاصيات المجتمعات الحية تدافع مكوناتها الفكرية والثقافية والسياسية وتجدد ملامحها باستمرار تساوقا مع حركة الواقع والوقائع الداخلية والخارجية. وان مراجعة المثقفين والسياسيين لمواقفهم – بناء على قراءة موضوعية للواقع- هي علامة صحية في الغالب لا تنال من تاريخ وتجارب أصحابها. (الحوار نت: بحري عرفاوي)
الآن فقط فهمت حرص سيادته على تنويع "المكونات" الأمنية وتشجيعها على التدافع وتجديد ملامحها باستمرار تساوقا مع ما تقتضيه الضرورة "الوطنية"!!

قام ليلة البارحة حوالي الساعة الثالثة فجرا عناصر مجهولة بالإعتداء على سيارة المناضل لسعد الجوهري في محاولة لسرقتها بإيعاز من رئيس المنطقة المدعو صابر عبد الله. (الحوار نت)
ما دام راس المال لا باس، الحديد مخلوف!!

" ما أجمل أن تبتسم حين يظن الآخرون أنك سوف تبكي" (الحوار نت:عبد الله الزواري)
إني هنا الراسي
جبلا
قدمي في الطين راسخة
ومرفوع في المدى راسي (....)
إني هنا الراسي
عنيدا
تخر إلى قدمي الحكومات
وينتحر على بوابة أضلعي
من همّ بإنكاسي (....)

(بحري العرفاوي)

بسم الله الرحمان الرحيم 
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
الذاكرة الوطنية – تتذكر يوم 23 جوان 1956
تونسة الإدارة الجهوية –سلك الولاة والمعتمدين
 
تونس في 17/06/2006
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري
 
في مثل هذا الشهر جوان 1956- وعلى وجه التحديد يوم 23 -06-1956 قرر الرئيس الحبيب بورقيبة رئيس الحكومة الوطنية الاستقلالية إلغاء نظام سلك المراقبين والقياد والخلوفات  وإبدال هذا السلك بسلك الولاة والمعتمدين في إطار تونسة إدارة الأمن الوطني في 18 أفريل 1956 وقد أقرت الحكومة تقسيم البلاد  إلى 13 ولاية وتم تعيين الولاة من الوطنيين الدستوريين المخلصين الذين قدموا للوطن أسمى التضحيات وفي هذا الإطار تم تقسيم البلاد الى96 مندوبية ترابية وسمي 96 معتمدا على رأس المعتمديات الترابية وتوحيد القيادات والخلوفات والكواهي وأصبحت الخطة موحده خطة معتمد وتم تعيين المعتمدين في خيرة مناضلي الحزب الحر الدستوري التونسي وبعضهم من رؤساء الجامعات الدستورية ومن أعضاء المجلس الملي المنتخب في مؤتمر صفاقس – ثم تطور العدد من 96 في عهد الاستقلال إلى 266 حاليا ومن 13 ولاية إلى 24 حاليا وقد توج 16 واليا في عهد حكومة بورقيبة  الى رتبة وزير وكاتب دولة وسفير على النحو التالي في عهد الاستقلال : السادة الهادي البكوش –المنجي الكحلي – حسيب بن عمار – عبد الرزاق الكافي – زكريا بن مصطفى – محمد الناصر- منصور السخيري – المازري شقير : اصبحوا وزراء .
اما كتاب الدولة فهم :عبد العزيز بن الطيف واحمد بنور وعامر غديره , والسفراء هم قاسم بوسنينة – الهادي المبروك –عباس محسن –محسن نويرة وعمر شاشية.
في العهد الجديد
اما في العهد الجديد فارتقى من رتبة واليا الى رتبة وزير السادة الشاذلي النفاتي – عبد الرحيم الزواري – علي الشاوش – محمد بن رجب عبد الله الكعبي - رفيق الحاج قاسم – محمد سعد الحبيب الحداد , المبروك البحري ورافع دخيل                                   
والى رتبة كاتب دولة  كمال ساسي وقاسم بوسنينة و والسفراء الحبيب براهم –عبد العزيز شعبان –محمد الصحبي البصلي محمد الغرياني و حمادي الخويني رحمه الله.
ومن معتمد إلى كاتب دولة السيد المنجي شوشان ومن رتبة كاتب عام ولاية  إلى رتبة وزير وهو الأستاذ محمد جغام.
تكريما للسلك وفي 23 جوان 2006 يمر على ذكرى تونسة الإدارة الجهوية نصف قرن يوما بيوم ولحظة بلحظة وقد قام هذا الجهاز بواجبه الوطني وساهم بقسط وافر في تركيز دواليب الدولة والمؤسسات الدستورية وشارك في بناء الدولة العصرية والنظام الجمهوري وساهم في نجاح التشريعات الاجتماعية .
والنهضة الاقتصادية الشاملة والثورة ضد التخلف والجهل والخصاصة والحرمان وبناء المدارس ونشر العلم والتعليم وقبلها المشاركة في تصفية الاستعمار الفرنسي واستكمال البناء السياسي والجلاء العسكري والزراعي وتخليص  البلاد من بقايا الاستعمار الفرنسي كل هذا تم بفضل هذا السلك العتيد  سلك الولاة والمعتمدين الذين ابلوا البلاء الحسن وناضلوا في مختلف المراحل وكانوا عند حسن الظن.
حظوظه اقل من ما يتصوره الناس
في احد المناسبات قال لي الأصدقاء الأوفياء  انتم محظوظين في هذا السلك ومرتباتكم عالية ولكم امتيازات كبرى كان يتصور ذلك وفي كل مناسبة يعيد لي الملاحظة ليعرف حقيقة المرتب ولكن الأخلاق الإسلامية والروح الوطنية تأبي إباحة السر ... وحتى إن احدهم كان يعتقد إن أداء مناسك العمرة كان على نفقات الحكومة ولكن عندما عرف الحقيقة قال لي ارجوك أن تسامحني لأني أخطأت في حقك وفي حق زملائك ...
السلك على الصعيدين الجهوي والمحلي يقترح الأجدر والأنفع .
وبعض المقترحين من المواطنين للمهام والمسؤوليات السامية في المؤسسات الدستورية وغيرها يتقاضون مرتبات ومنح أعلى من صاحب القرار الجهوي والمحلي وأكثر حظوظا وكذلك أصحاب المشاريع والشركات تسند لهم الرخص بدعم من السلطة الجهوية والمحلية بدعم كبيرو أن مراقب التذاكر بالرتل يتقاضى مرتبا يفوق مرتب المعتمد الممثل في جهته لرئيس الدولة ، و العون بالشركة الوطنية للسكك الحديدية عندما يحصل على التقاعد المبكر قبل عامين أو أعوام يقبض من الشركة منحة تفوق 12 ألاف دينار تعويض و كذالك في أي شركة أخرى ...، أما الذي يخرج من السلك في التقاعد المبكر لأي سبب فهو يدفع 12 أ لاف دينار مقابل الفرق بين مساهمة الصناديق الاجتماعية و مقابل ضم الخدمات و يبقى أعوام دون خلاص و حصل هدا فعلا . و اليوم هناك معتمد بلغ يوم 24 ماي المنصرم سن السبعين و بدون جراية التقاعد . ووجد صعوبة في إثبات الخدمات . نرجوا مستقبلا توحيد الأجور . و توحيد القوانين و توحيد القلوب أهم و أنفع للبشر.
نادرة حصلت لمناضل في السلك
نتيجة و شاية مغرضة . وقع إيقافه عن العمل و حرمانه من الجراية. وبعد أعوام ظهرت الحقيقة للعيان و تبين ان المناضل بري من التهمة و علم الرئيس بورقيبة بذالك القضية .فأذن حالا بإعادة المناضل إلى منصبه و أمر بدفع جراية من ليوم ايقافه عن العمل و ابتسم الحظ للسيد حمادي بلوزه المناضل المعروف بفضل حرص دولة القانون و المؤوسسات و تشبث الزعيم الحبيب بورقيبة بالقانون و هو فعلا رجل قانون . و تبقى قصة بلوزه عبرة للأجيال
عناصر تحملوا المسؤوليات والأمانة في سلك الولاة والمعتمدين
وخرجوا من السلك دون مكاسب ومنافع شخصية
بعضهم غادر السلك دون أن يكسب مسكنا وبعضهم غادر السلك دون إن يملك سيارة أو حتى دراجة نارية أو حتى عادية ... وبعضهم أبنائه لم يجدوا شغلا قارا لحد اليوم  هذا هو السلك النظيف الذي يعتبره بعضهم أنه محظوظا .
الزيادة في الأجور
منذ سنوات عديدة قامت الحكومة والمنظمات المعنية بالأمر الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد الوطني للصناعة والتجارة .
وطيلة أعوام وقعت الزيادة في الأجور نتيجة الارتفاع في الأجور  نتيجة الارتفاع في الأسعار باستمرار ودون انقطاع –ولكن ارتفاع الأسعار ولهيبها في الأعوام الأخيرة لم يواكبه زيادة في الأجور سلك الولاة والمعتمدين بالخصوص منذ أعوام .
اخر زيادة كانت عام 2000
و بعد هذا المقال بشهرين أذن سيادة الرئيس بالترفيع في أجور السلك ابتداء من سبتمبر 2006 و إن أخر زيادة لسلك الولاة والمعتمدين تمت في نوفمبر سنة 2000 ومنذ ذلك التاريخ لم يقع أي زيادة لهذا السلك العتيد ووقع التغافل والنسيان أو الحرمان .
إما الزيادة في الأسعار ولهيبها فهي مستهم وشملتهم وذاقوا متعتها ولذتها وإذا كان احدهم له سيارة او حتى دراجة نارية فهو محظوظ بارتفاع أسعار النفط وعليه واجب الدفع والطاعة وفعلا هو من صنف الطاعة ويموت من اجل الطاعة ويذوب في الطاعة ولكن اذا استمر الوضع على هذا الحال فبعضهم يقول والله اللفتة واجبه ...والعناية واجبة ... والاهتمام واجب وكما كان الواجب على أبناء السلك في أحلك الظروف وأصعبها وأشدها فان واجب العناية والرعاية من الاوكد والأجدر وللحديث بقية اذا كان في العمر عشية...ان شاء الله.
رجال عاهدوا الله وأخلصوا للوطن
لا ننسى في هذه الذكرى الخالدة مرور نصف قرن على تونسة الإدارة الجهوية دور المناضل عبد الحق الاسود الوالي السابق الصالح الذي جمع بين التدين والتقوى والوطنية الخالصة هذا الرجل المصلح اشترى من ماله الخاص خروفا وذبحه في عيد الأضحى بنفسه وأهداه الى أسرة فقيرة بقابس وأمأ بالناس في المسجد أعني صلى بهم وكذلك الشأن بالنسبة للمناضل الشيخ الحاج محمد زخامة معتمد المزونة في عهد الاستقلال الذي صلى بالناس وكان إمامهم ومعتمدهم في الآن نفسه اقتداءا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهناك معتمد في عهد التغيير شغل نفسه ليلا نهارا ببناء المساجد والمدارس بجهة محلية نائية بالشمال الغربي وأنجز في هذه المعتمدية في ظرف سنتين 7 مساجد وتوسعت جامعين وبناء 5 مدارس ابتدائية ومستوصف وتعبيد 2كلم بالجهود المحلية وانجز قاعة كبرى بالمعتمدية في اطار العمل الاجتماعي لمعاضدة جهود الدولة وتم ذلك في احسن الضروف وبحماس أهالي الجهة ومناضليها .
طرائف في السلك لن تنسى
تعلقت رغبة والي وطني ان يقترح معتمدا يعمل معه فس سلك الولاة وهذا المعتمد ناشط وكشاف قديم وقائد الكشافة والوالي كان على اتصال بالرئيس بورقيبة وله علاقة حميمة معه وأبدا الوالي رغبته في تتويج المعتمد ليصبح واليا لكن الرئيس بورقيبة قال للسيد الوالي "هذا المعتمد الذي تقترحه هو قصير القامة وأنا من عادتي اختار الولاة ذات القامة الطويلة والاناقة في كل شيء" ، فصمت الوالي وعاد الى مركز الولاية واخبر المعتمد بملاحظة رئيس الدولة ، فقال المعتمد الصريح "محسوب الرئيس طويل القامة ما هو قصير مثلي" فابتسم الوالي ، وفي مناسبة أخرى تذكر بورقيبة ما قاله الوالي حول تعيين المعتمد واليا فقال السيد الوالي مبتسما أريد أن أصارحكم يا سيادة الرئيس بأمانة إن المعتمد قال لي الكلام الذي ذكرته سلفا فابتسم الرئيس وقال "والله هذا المعتمد الشجاع يستحق ان يكون واليا نظرا لجرئته وشجاعته وانأ أحب الوالي الشجاع" وفعلا تمت تسميته واليا في حركة الولاة وناضل في السلك طويلا بفضل شجاعته وحنكته هذا هو القائد محمد التريكي .
ومن النوادر والطرائف الأخرى
إن عمدة بجهة توزر اقترح إن تصبح عمادته معتمدية ترابية نظرا لقربها من الحدود التونسية الجزائرية وهي منطقة نائية ريفية وبعد أسبوع إمضاء رئيس بورقيبة أمر بإحداث المعتمدية التي اقترحها العمدة وعين على رئسها السيد العمدة الذي اصبح معتمدا بمنطقته تقديرا لخدماته الجليلة وتضحيته وشجاعته .
وفي مناسبة أخرى علم الرئيس بورقيبة بوفاة نجل معتمد القطار بلسعة عقرب عفانا وعفاكم الله ، وقرر المعتمد مغادرة الجهة نهائيا واعلم وزير الداخلية السيد الطيب المهيري رحمه الله باستقالته من السلك وبدوره اعلم وزير الداخلية رئيس الدولة بأمر الاستقالة فأذن الرئيس حالا بإحداث معتمدية بشربان ولاية سوسة المنطقة التي ينتمي اليها المعتمد المناضل الحاج بشير بن مصباح رحمه الله وعينه على رأس المعتمدية المحدثة تكريما لنضالاته ومواسات في فقدان نجله في القطار رحمه الله.
اطول فترة قضاها الولاة في المسؤولية
كان السيد عمر شاشية الذي عين الرئيس بورقيبة في عام 1956 واليا على القيروان ثم اسند إليه ولايتي سوسة ونابل وكان في سن 29 ويعتبر أقدم واليا قضى 13 سنة في السلك من 1956 الى 1969 وكذلك السادة عبد السلام غديرة والي قفصة ومنصف بالخيرية والي الكاف وصالح البحوري والي مدنين الذي بقى في مركز ولاية مدنين حوالي 8 أعوام واحمد بللونة المناضل الوطني الذي بقى فترة طويلة بقابس وسوسة .
 
الولاة الذين تحملوا مسؤولية خطة مدير عام آمر الحرس والوطني
هم السادة مصطفى بدر الدين الذي قضى 9 أعوام وشهر على رأس الإدارة العامة للحرس الوطني من افريل 1988 الى 12 ماي 1997 ويليه عامر غديرة الذي عمل فترة بالإدارة العامة للحرس الوطني وأخيرا عبد الرحمان الإمام الذي سمي يوم 6 جوان 2006 وكان واليا بسوسة .
اما الوالي الذي عذب واضطهد في عهد الاستعمار الفرنسي أكثر من غيره حتى فقد اعز ما يتصف به الإنسان وناضل اكثر من غيره هو المرحوم صالح عياش الذي سمي واليا في عهد الاستقلال على راس ولاية نابل ومن النوادر التي يذكرها السيد مصطفى البوغازلي الذي عين بعد التغيير واليا على نابل انه يقول ان اول واليا في عهد الاستقلال هو المرحوم صالح عياش رحمه الله وأول واليا في عهد التغيير المتحدث تلك هي مرحلة من مرحلة النضال أسوقها في الحلقة الأولى في ذكرى تونسة الإدارة الجهوية عسى ان تكون حافزا لمزيد دعم هذا السلك العتيد و العناية به و إعطاءه ما يستحق من رعاية و دعم معنوي و مادي و أدبي و عناية بمشاغل أبنائهم و بناتهم فهل تعرف وزارة الداخلية كم من مجاز من أبناء المعتمدين في حالة بطالة و هل فكرت وزارتنا في حفل تكريم لأبناء السلك و هل فكرت في دعم ودادية تجمع شمل السلك و هللا فكرت في الاجتماع بالمتقاعدين الذين هم على قيد الحياة قبل وفاتهم و هل فكرت في الإصغاء إليهم مرة في كل سنة في عيدهم الموافق ل 23 جوان 1956 و هل فكرت في تكريم عدد منهم بوسام الاستقلال أو وسام الجمهورية خاصة وعيد الجمهورية على الأبواب وهي الذكرى الخمسين لعيد الجمهورية ، هذه أسئلة لا يطرقها إلا شجاع لا يخشى في الحق لومة لائم و الله أكبر.
قالى الله تعالى :"وهل جزاء الاحسان الا الاحسان" .صدق الله العظيم 
 


بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين 
الرسالة رقم 252
يوم 23 جوان 1956 سيبقى علامة بارزة و مضيئة
في تاريخ تونس و التاريخ المعاصر
 
          تونس في 20/06/2007                                                        
 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري

تعميما للفائدة و تقديرا و إكبارا للتاريخ و تعميما للحوار الإعلامي . وتمجيدا لنضالات شريحة عاهدت الله  و الوطن على التضحية و التفاني و خدمة الشعب و تعزيزا للجانب التاريخي المعاصر لتونس.و حبا و برا للشعب التونسي الوفي الكريم و تكريما لكل من ضحى في سبيل الوطن وتكريسا لمبدأ النظام الجمهوري و رجالاته و تجسيما لإحياء أعيادنا الوطنية و الذكريات الجميلة لرجالات بررة أمثال الزعيم المرحوم  الطيب المهيري ، هذا الرجل الوطني من الطراز الرفيع و الأبطال الأحرار الذين واكبوا الحركة الوطنية في سن مبكرة و ساندوها بكل قوة و محبة و وفاء و إخلاص لحزب التحرير و انظم إلى صفوفه و هو مازال طالبا في الحقوق بباريس و ناضل في صفوف الطلبة الدستوريين  .
و بعد الحصول على شهادة عليا في الحقوق في مهنة المحاماة ناضل في صفوف الحزب الحر الدستوري التونسي . و ساند بكل وفاء و إخلاص و إعجاب و إكبار .
سياسة الزعيم الحبيب بورقيبة سياسة المراحل الثابة و الدقيقة
و كان الزعيم الطيب المهيري في سن الثلاثين من عمره عام 1954. و في مؤتمر صفاقس 1955 برز كمناضل و قيادي و انتخب عضوا بالديوان السياسي للحزب و في أول حكومة وطنية يوم 14 أفريل 1956 اختاره الحزب و زعيمه المجاهد الحبيب بورقيبة في أول حكومة كوزير للداخلية و الوزير الوحيد الذي بقي في منصبه من 14 أفريل 1956 إلى 29 جوان1965تاريخ وفاته رحمه الله.  هذا الزعيم النظيف الحازم الملتزم كان على غاية من التواضع و التقدير و الاحترام و الرئيس الحبيب بورقيبة يحترمه و يحبه و قال في شأنه يوم وفاته في موكب  التأبين الذي أبى الزعيم بورقيبة إلا أن يلقي كلمة التأبين و الوداع بنفسه قال شاءت الأقدار الإلهية أن يأبن الأب ابنه . و تلك مشيئة الله و حكمه . قلت أن الزعيم الطيب المهيري عاش متواضعا و مات نظيفا و عندما نكتب على ذكرى تونسة الإدارة الجهوية لسلك الولاة و المعتمدين لا بد أن نذكر هذا الرجل العظيم و من باب الوفاء لروحه الطاهرة و لأرواح السادة وزراء الداخلية الذين تحملوا أمانة وزارة الداخلية بعده سواء في عهد الاستقلال  و بناء الدولة العصرية و السيادة الكاملة أو عهد التغيير المحطة الثانية .و الوفاء لكل من ضحى من أجل الوطن واجب وطني، الوفاء يفرض إحياء الذكرى الوطنية لتونسة الإدارة الجهوية يوم 23 جوان 1956 و.يندرج ضمن هذا المفهوم الوفاء مفهوم الوفاء . و إني أشعر بمرارة كبيرة عندما أكتب على هذه المحطة التاريخية الرائعة  بكل صدق و لم أجد أذان صاغية و اهتمام وردود فعل ايجابية . و أشعر بعدم رضاء لعدم الاكتراث وعدم التجاوب مع ذكريات خالدة لها مدلولها و مغزاها التاريخي . و هي تخدم الوطن و تدعم النظام و تعزز الجانب الأخلاقي والوطني و لكن أشعر من جهة أخرى براحة ضمير و سعادة و هناء ورضاء تام على النفس الوفية و مسك الختام و تعميما للفائدة خدمة للرأي العام التونسي و العربي أورد المقال الذي نشرته في الذكرى الخمسين للذكرى الخالدة و نتمنى هذه السنة أن تحضى بكل عناية و رعاية من طرف أعلى هرم السلطة شريطة أن يطلع عليها سيادة الرئيس إذا بلغنا الأمانة و لم نخفي الرسالة الوطنية التي تتطلب الجرأة و الوفاء. و بهذه المناسبة أبتهل إلى الله العلي القدير أن يتغمد برحمته و غفرانه إخواننا الطيب المهيري ،محمد الهادي خفشة ، عبدالله فرحات ،المنجي سليم والدكتور الضاوي حنابلية وعبد الحميد بالشيخ  الذين غادروا هذه الدار و كانوا في مستوى المسؤولية في وزارة الداخلية و ندعوا الله العلي القدير أن يسدد خطى الأحياء و يمتعهم بالصحة والعافية وخاصة السادة أحمد المستيري و عثمان كشريد و الباجي قائد السبسي وادريس قيقة و محمد مزالي و محمد جغام و سيادة الرئيس الذي تولى وزارة الداخلية  و الله والي التوفيق
 

حرب على القضية في فلسطين
اختلط فيها الحق و الباطل...
 

الحبيب أبو وليد المكني

تمر القضية الفلسطينية منذ أسابيع بمرحلة عصيبة لكنها ليست بعيدة عن التوقعات و التحاليل التي  اهتمت بنتائج الانتخابات الفلسطينية منذ خمسة عشر شهرا ،الكل كان يدرك أن المرحلة التي ستليها ستشهد صراعا فلسطينيا داخليا و لكن كان المؤمل  أن لا يتجاوز هذا الصراع حدود التنافس السياسي المفهوم  ليصل إلى الاقتتال المحموم ، ولكن ليست التصورات كالوقائع و ليست التخوفات كالفواجع ...
 فاليوم نشهد أحداثا  خطيرة و نتابع قرارات عسيرة ستلقي بظلالها على القضية الفلسطينية على كل المستويات في مستقيل الأيام بصرف النظر عن المنتصر فيها و المنهزم ...
و رغم أن هذه ليست أول مرة يقتتل فيها الفلسطينيون فإن الاقتتال هذه المرة قد بلغ درجة لم يبلغها من قبل و حصل داخل الأراضي الفلسطينية و بعد إبرام  عهود على أطراف الكعبة المشرفة شهد عليها جميع المسلمين ...
و المطلوب اليوم أن يترك  التعبير عن الغضب العارم و المشاعر الفياضة و الأحاسيس الحزينة للشعراء و المبدعين من كل مجال ليستوحوا من ذلك القصائد الملهمة و اللوحات المعبرة و الأغاني الملتزمة وينتجوا الثقافة التي تستلهم من الواقع المتردي عوامل النهوض و أسباب المقاومة . و في المقابل ينكب المفكرون و السياسيون على فهم الأسباب الحقيقية لما حدث و العمل من أجل استجماع عوامل القوة الكامنة في المجتمع الفلسطيني و المجتمعات العربية و الإسلامية حتى يتوقف مسلسل الانهيار و تسترجع الأمة زمام المبادرة و في كل الأحوال ستمضي سنن الله في الأرض كما شاء لها أن تمضي ..
 1 ـ من المسئول عما جرى ؟
أ ـ تمكن ثقافة الاستبداد..
 لا بد أن نستمر في التأكيد على أن تفكيك منظومة الاستبداد  هو المقدمة الضرورية  لإرساء ديمقراطية حقيقية في أي  قطر من الأقطار و لا يتم ذلك إلا بحمل الكافة على الاعتراف بحقيقة التوازن السياسي في البلد و القضاء على التوازن المغشوش الذي يجعل فئة قليلة تستولي على القرار و تنتهج كافة السبل المشروعة و غير المشروعة لتأبيد سيطرتها على الأوضاع بما في ذلك وضع نفسها في خدمة الأجنبي ,,,
ولا شك أن القضاء على التوازن المغشوش الذي  يضع على نفسه كافة أنواع المساحيق و يتخفى برفع شعارات الوطنية و الشرعية و الحداثة ،عمل يحتاج منا إلى مزيد الوقت و الجهد . و أن المناسبات الانتخابية التي تشارك فيها المعارضة الإسلامية و الوطنية من حين إلى آخر ليست إلا شكلا من أشكال النضال الذي  تخوضه تلك القوى من أجل الكشف عن حقيقة ذلك التوازن المغشوش و خطوة مهمة على طريق تفكيك منظومة الاستبداد ، رأينا  شيئا من ذلك في مصر منذ أيام وتابعنا الأمر في قطاع غزة و مدن الضفة الغربية  على امتداد خمسة عشر شهرا ...
و  لا يعني هذا التحليل أن المعارضة الإسلامية و الوطنية التي تخوض هذا النضال قد تطهرت من ثقافة الاستبداد و لكن  موقعها خارج دوائر القرار يحمل المسؤولية الأكبر فيما يحدث للأنظمة القائمة  . و قد كشفت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في مصر أن التوازن المغشوش الذي يمكن الحزب الوطني هناك من رقاب الناس لا يستند إلا على قوات الأمن المركزي أما الانتخابات التي جرت في الضفة و القطاع فقد أكدت أن سلطة فتح تستند بالأساس على أفراد القوة الأمنية التي يتجاوز عددها كما تقول المصادر الفلسطينية 60000 لم تقدر على التحكم في الفلتان الأمني طيلة سنوات، ولكنها أثبتت قدرتها إلى حين في حماية التوازن المغشوش ...  ولم تغير ظروف الاحتلال من المشهد كثيرا و سوف تشهد بذلك الانتخابات القادمة في مدن الضفة الغربية ،وجود السلاح فقط في أيدي الطرف المقابل و الاحتلال هو الذي  غير قليلا من المشهد الفلسطيني . و الأكيد أن "السلطة" في مدن الضفة الغربية ستضع من أولوياتها نزع سلاح  أنصار المقاومة من وجال حماس و غيرها ليكون المشهد بعد ذلك عربيا أصيلا !! ، كما يعتقد أن "السلطة" في القطاع ستعمد إلى ذلك مع أنصار فتح و لن تعوزها المبررات لتفعل ذلك ...
ب ـ ضعف الدور العربي و في المقابل خلو الساحة لإسرائيل و حلفاؤها
يتفق المراقبون على أن الدور العربي  في فلسطين فد ضعف إلى الدرجة التي عجز معها عن القيام بالحد الأدنى من الواجب تجاه سكان الأراضي المحتلة وهو تقديم الدعم المالي و الغذائي  متجاوزا بذلك القرارات الدولية التي ندرك جيدا من يتخذها وما هي آليات تنفيذها . وهو ما جعل القرار الفلسطيني يرتهن إلى إسرائيل و الولايات المتحدة و بدرجة أقل للاتحاد الأوروبي ,  و هكذا تخلى أصحاب القضية الحقيقيون عن مسؤولياتهم و فتحوا المجال  على مصراعيه لتنفيذ السياسيات الإسرائيلية و الأمريكية التي لم تعد في حاجة إلى التآمر و السرية في تنفيذ مخططاتها و لكنها تعلن عنها جهارا نهارا و من ذلك الإعلان عن أنها تدعم  محمود عباس و الجناح الملتف حوله بالمال والسلاح و تدرب آلاف الأشخاص في مصر و الأردن لتغليب كفته في الصراع مع حماس  ولا يهمها أن تتناقض أقوالها مع أفعالها  ، فبناء فوات الأمن المركزي على شاكلة ما هو قائم في مصر و تونس لقمع الشعوب هو المطلوب في هذه المرحلة لنزع سلاح الفصائل و تأمين المواطن الإسرائيلي و بعد ذلك يمكن أن بقع تدمير هذه القوات المتمركزة في مواقع معلومة و الواقعة تحت السيطرة الاستخباراتية كما حصل أكثر من مرة في عهد المرحوم أبي عمار  , أما إسرائيل فيمكنها مواصلة بناء الجدار العازل و تقطيع أوصال الضفة الغربية و تهويد القدس و تطويق قطاع غزة و فرض الأمر الواقع وتنفيذ سياستها عن طريق استغلال الخلافات الفلسطينية ... و لا يشك أحد اليوم أن ما يجري في  الساحة الفلسطينية  يتطابق مع السياسة الإسرائيلية المعلنة ,
ج ـالتناقض بين البرنامج السياسي لحماس و إطار "أوسلو"
 إن مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة على أساس برنامج سياسي متناقض مع الإطار القانوني لاتفاقيات أوسلو يعتبر أحد الأسباب الجوهرية للمشكل الذي نحن بصدد الحديث عنه ، فلم يكن صحيحا بالمرة أن تلك الاتفاقيات قد ماتت كما صرح بذلك عدد من قيادات حماس في ذلك الوقت . فالسلطة الفلسطينية قد تأسست طبقا لتلك المعاهدة و الانتخابات نفسها لا تجري إلا بمقتضاها و بالتالي كان على الحركة الإسلامية حماس أن لا تشارك فيها على أساس برنامج للمقاومة لن يكون مقبولا من جهات تتحكم إلى حد بعيد في صنع القرار الفلسطيني .
 بيد أننا نفهم أنها لم تعد قادرة على عدم المشاركة بسبب أن حجمها الكبير لن  يسمح لها بالبقاء خارج دائرة القرار الفلسطيني , و بالتالي كان عليها أن تدخل الانتخابات  بتشكيلة سياسية و ببرنامج سياسي بملك من المرونة ما يسمح له بالتعامل مع إكراهات المرحلة و متطلبات " الشرعية الدولية"و إملاءات أوسلو لأن ذلك من مفردات الواقع الذي لا يستطيع السياسيون عدم التعامل معه بينما يستطيع المثقفون أن يرفضوه و يعلنوا تمسكهم بالمبادئ و الحقوق كاملة غير منقوصة في انتظار تغيير موازن القوى التي ستسمح بتحقيق تلك المطالب و نيل تلك الحقوق .
 تلك هي  الأسباب الجوهرية للاقتتال بين فتح وحماس  و يبدو أنه لم بكن من الممكن تجنبه بعد أن تصادمت الإرادات و تناقضت المصالح و تعارضت البرامج السياسية و تداخلت الأهواء و تعددت الرؤوس ...
د ـ الأسباب المباشرة
  لن يمنعنا تحليل الأسباب الموضوعية التي أشرنا إليها من إعلان الحقائق المجردة التي تشير إليها بصراحة المصادر المطلعة الأجنبية و العربية و التي لخص بعضها الأستاذ فهمي الهويدي في مقال له نشر في عدد يوم 19 جوان 07     من جريدة الشرق القطرية( 1 ) و بين فيها بما لا يترك مجالا للشك  أن انقلابا كانت تخطط له فتح على حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية بالتعاون مع الدوائر الأمريكية و الإسرائيلية و أنه كان يمكن أن يكون أكثر دموية و يقطع الطريق للأبد أمام أي حوار بين الطرفين المتصارعين و من هنا ندرك لماذا يحق لمقاتلي حماس الاحتفال بانتصارهم على القوى الأمنية التي كانت تستعد لتصفيتهم بمباركة دولية و نفهم لمادا تتجاوز فتح كل الحدود في التعاون مع أعداء القضية الفلسطينية هذه الأيام لأنها استسلمت لإرادة الثأر لهزيمتها في غزة وقد كانت تمني نفسها بانتصار بالضربة القاضية  , وسوف يمضي الكثير من الوقت حتى تلتئم الجروح و تتوفر الظروف لبدء حوار لا مفر منه إذا كنا نريد أن نتحدث عن مستقبل للقضية المركزية للأمتين العربية و الإسلامية ...
 و على هذا الأساس يحق لنا التضامن مع مقاتلي حماس الذين دافعوا عن وجودهم و قاتلوا من أجل الدفاع عن الشرعية و لو من وجهة نظرهم  بعد أن تبين بشكل  قطعي  أن مجزرة كانت تستهدفهم  و نأسف لتلك التجاوزات التي  تعرضت لها وكالات الأنباء و لم تكن ضرورية  لتحقيق  ذلك الانتصار ...
2 ــ الديمقراطية المفترى عليها
يأبى البعض إلا أن يقرأ الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية بما يتماشى مع رؤيته الأيديولوجية  حتى و إن وضع نفسه في خدمة الاستبداد وهو في كامل وعيه و إدراكه و من ذلك ما جاء في مقال لبرهان بسيس (2) في تعليق له على ما أسماء بنشأة الدولتين الفتحاوية و الحمساوية :" لمّا كنا ندعو بعض الديموقراطيين العرب الى التريث قبل الاقبال العفوي على الاحتفاء والتهليل لتجارب الديموقراطيات الناشئة عربيا ومنها الديموقراطية الفلسطينية، ولما كنا نلفت الانتباه الى ضرورة الاخذ بعين الاعتبار بأن صندوق الاقتراع لا يمكن ان يكون مهما بلغت به درجة الشفافية الشكلية محرارا للديموقراطية الحقيقية خاصة اذا انتصب في بيئة اقطاعية مختلة توازناتها لفائدة الفقر والجهل والاحتلال والمرض والعشائرية، ولما كنا نقول ان عملية الانتقال الديموقراطي ليست مهرجانا انتخابيا او استعراضا فولكلوريا بل هي استراتيجيا لتغيير مجتمع قبل تغيير شكل الدولة.
لما كنا نقول كل ذلك كان الكثيرون يتهموننا بالتحالف مع الاستبداد والتنظير لإطالة أمده وتأجيل الانتقال الديموقراطي المطلوب "
 وقبل التعليق على هذا المقال ننبه إلى أن الأسلوب الساخر الذي اُنتهج فيه لا يقبل بأي وجه من الوجوه لأن الأمر يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية فضلا عن دماء عزيزة قد سالت  و لو كان ذلك قد تم في غير موضعه المناسب ولكن للسياسة إكراهاتها ,,
بعد ذلك يأتي الحديث عن الديمقراطية المفترى عليها  فالكاتب يريد أن بوهمنا أن ما جرى في الأراضي الفلسطينية قبل خمسة عشر شهرا لم يكن انتخابات ديمقراطية إلا من ناحية احترام الشفافية الشكلية و لا يسعنا إلا أن نهنئ  الكاتب عن اختراع هذا المصطلح الجديد الذي يراد به الدفاع كما تبين في مقال آخر (3) على الديمقراطية التونسية التي يتجسم فيها ـ كما يدعي ـ احترام الشفافية الحقيقية!! و بالتالي فليس غريبا أن يصطف أدعياء الديمقراطية العرب ممن وضعوا أنفسهم في خدمة الأنظمة الحداثوية ليحللوا لها كل السياسات التي تنتهجها في حق مواطنيها تارة باسم أنها وحدها صاحبة مشروع تحديثي دون أن بين لنا لماذا لم تستكمل هذه الأنظمة تنفيذ مشروعها خلال نصف قرن وقد فعلت ذلك أنظمة في الهند و ماليزيا و كوريا و ...دون أن تضحي "بالشفافيةالشكلية" ، وتارة باسم مواجهة القوى "الظلامية" و من أبرزها حركة حماس و حزب الله باعتبارها لا يمكن بأي حال من الأحوال التأقلم مع الديمقراطية بسبب مرجعيتها الإسلامية ,,,
ويبدو أنهم يعنون "الديمقراطية" التي تطبقها على أحسن وجه الأنظمة في تونس ومصر و سوريا و إن كان ذلك كذلك فهم على حق لا جدال فيه ,,. و يحق لنا بعد ذلك الكفر بمثل هذه الديمقراطية و مواصلة النضال من أجل إسقاطها 
و حتى يبين هؤلاء لنا الأدلة التي تؤيد فكرة التزام الأجهزة الأمنية لفتح بالديمقراطية بمفهومها الغربي المتعارف عليه منذ انتصار حماس في الانتخابات التشريعية و الأدلة التي تبين انتهاك كتائب القسام التابعة  لحماس للمبادئ الديمقراطية لتصدق المقارنة "البليدة" بينها وبين  ما فعله الحزب النازي الألماني بديمقراطية بلده في الثلاثينيات من القرن الماضي  ... حتى يحدث ذلك بحق لنا أن نرفه على أنفسنا بين الحين والآخر بمثل تلك المقالات و الحكايات و الروايات الهزلية , و إن كان يؤلمنا تواصل انشطار القوى الوطنية و الإسلامية العربية التي من المفروض أن تتوحد لمواجهة التحديات الكبرى التي تمر لها الأمة و التي تهدد بتصفية القضية المركزية كما يحب العدو و يشتهي "و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
هوامش
(1)ــ أعادت يومية تونس نيوز نشر المقال في عدد 19 جوان 07
(2)ــ البعد الأخر ـ جريدة الصباح التونسية 18 جوان 2007
(3) ــ مقال لبرهان بسيس بعنوان الامتياز التونسي أعادت نشره "تونس نيوز هن جريدة الصباح في هدد 19 جوان 07
 انقلاب حماس على فتح : فزع رسمي عربي و انهيار للثوابت الوطنية الفلسطينية ...
 

مرسل الكسيبي*-صحف عربية وشبكات اخبارية:
واكب التلفزيون التونسي قبيل أيام ممثلا في قناته الفضائية تونس 7 موضوع سيطرة حركة حماس على السلطة الفلسطينية في حالة من التشنج والقلق الرسمي غير الطبيعي , حيث بدت الاستجوابات لبعض العينات المنتقاة من الشارع التونسي متوجسة خيفة من تبعات الزلزال الثاني الذي قامت عليه حماس بعد زلزالها الأول عبر الانتصار الواسع على حركة فتح في الانتخابات التشريعية .

كانت السهرة التونسية المشار اليها موجهة بشكل مرتب يوحي للجميع بانخراط بعض الرسميات العربية في الدفاع المستميت عن مشروع سياسي رسمي تربط بينه الكثير من الخيوط والقواسم الأمنية والتسلطية التي تخشى من المتحفز القادم ولاسيما اذا ماكان الداعمون له أو الواقفون وراءه من أنصار "الاسلام الاحتجاجي" ...

حضر في البرنامج التلفزيوني المذكور ضيفان بالأستوديو , أولهما من كوادر فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وثانيهما من كوادر الاعلام المكتوب في تونس الرسمية والمحروسة ,أما عبر الأقمار الصناعية فقد سجل التلفزيون التونسي وقد يكون لأول مرة حضور وزير الاتصال والاعلام الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي .

كان الحوار في مجمله ومن خلال ماتم ارفاقه من استجوابات أخذت من الشارع التونسي انتصارا بالضربة القاضية لحركة فتح "المسكينة" التي مورس عليها الظلم والانقلاب و"الجريمة" بطرائق غير انسانية ...

كان الهلع الرسمي والتونسي ليلتها على الشاشة صادما الى الدرجة التي ضحكت وقهقهت فيها مرات من فرط ماأصاب الساسة وأبواقهم الاعلامية من حالة فزع وارتباك ...

تزامن الحدث التلفزيوني التونسي بخصوص مستجدات قطاع غزة مع زيارة استعجالية ومعبرة عن الفزع من قبل السيد ياسر عبد ربه أحد القيادات البارزة في منظمة التحرير , أداها في توقيت حرج  وفي زيارة رسمية لافتة لتونس ...

العديد من الاستفهامات جالت بخاطري وأنا أتابع حجم الارتباك الرسمي في تونس على ضوء اسقاط جمهورية "ائتلافستان"  الغزاوية واستبدالها بجمهورية محاصرة ومجوعة حملت اسم جمهورية "انقسامستان" الحمساوية ...

لم أقف كثيرا على تفحص مدى مشروعية هذا الانقلاب الحمساوي من عدمها , ولم ألتفت كثيرا الى الهزيمة الساحقة والسريعة والغرائبية لجمهورية الأمن الوقائي للجنرال دحلان , ولم ألتفت كثيرا الى منطق الأرقام البشرية والمادية في المقارنة بين امكانيات كتائب الأقصى والشرطة الفتحاوية وجهاز الأمن الوقائي وماواجههما من تحالف حزبي حمساوي عماده الشرطة التنفيذية وكتائب القسام   , بل انني رحت متأملا في مايمكن أن يترتب عن هذا الانقلاب المسلح على مصير القضية الفلسطينية بدرجة أولى ثم الوضع الأمني والسياسي لدول الطوق والجوار : -مصر , لبنان , الأردن , سوريا , اسرائيل- ,  يليها بعد ذلك النظم الرسمية العربية التي كثيرا مااعتدت بقدرتها على اجهاض القوى المعارضة ولاسيما الاسلامية منها ...

فكرت بلاشك في ردة فعل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية وجمهورية مصر والمملكة الأردنية والدولة العبرية وتأملت في دواعي الموقف التونسي المتسم بشديد الارتباك والقلق العميق ..., وتابعت في الأثناء وفي شغف غير معهود أخبار ومصير رئيس مجلس الأمن القومي الفلسطيني العقيد دحلان ...

وبين هذا وذاك كنت أتساءل عن موقف الشارع الفلسطيني من الحكام الجدد للقطاع , فيما تأملت وبالتزامن في دلالات الدعم الأمريكي والاسرائيلي المباشر للرئيس محمود عباس , في وقت كان ينظر فيه والى زمن غير بعيد لحركة فتح وقادتها نظرة الوطني الشريف الذي يناضل من أجل استرجاع الأرض واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ...

انقلاب حماس على فتح في قطاع غزة حول أوربا وأمريكا واسرائيل والعديد من الأنظمة العربية المنغلقة أصدقاء غير طبيعيين لفتح في الضفة , وكان القرار برفع الحصار الاقتصادي والمالي وحتى العسكري على أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية !

الانقلاب الذي قامت به حماس في غزة وان كان في تقديري من حيث الظاهر خطرا حقيقيا على التقاليد السياسية الطبيعية في التداول السلمي على السلطة , الا انه كشف القاسم الجامع بين الشرق والغرب وبين الرجعيين والتقدميين وبين الحداثيين الصناعيين والحداثيين المتصنعين وبين العرب والعجم في نظرتهم الى قضية الشرق الأوسط وقضية الأقصى وفلسطين , حيث يجتمع كل هؤلاء على ترسيخ المصالح السياسية والاستراتيجية القائمة وان كانت مستبدة وجائرة على حساب حق الشعوب في الاستقلال وتقرير المصير ...

لم يعد غريبا أن يتحدث العقيد دحلان مبررا الهزيمة العسكرية الفتحاوية بتـأخر الامداد الاسرائيلي بالسلاح أو ايقاف الدعم الأمريكي بالمال , أو غير ذلك من مسوغات كانت تمثل خطا أحمرا فلسطينيا بين كل الفصائل والتيارات ...

ولم يعد غريبا أن تصبح الشرطة الفتحاوية "المنهزمة" تتلقى العلاج في مستشفيات الدولة العبرية , أو أن يتم انقاذ بعض قادتها على المعابر الاسرائيلية تحت اشراف رسمي ممن يسميه الفلسطينيون والعرب بدولة الاحتلال...

الانقلاب الحمساوي أسقط شرعيتين سياسيتين في بضعة أيام , أولاهما شرعية الحكم بالتداول السلمي على السلطة وثانيتهما شرعية سياسية عربية رسمية كثيرا ماتغنت بتحرير المقدسات من المحتل , ليصبح بذلك الانقلاب مبررا للتنسيق المشترك بين قوس نعته البعض ب"قوس الاعتدال"  وبين نظام عالمي جديد تقوم فيه السياسات ليس على احترام حقوق الانسان وارادة الشعوب وسيادة الدول وانما على فرض الأمر الواقع وتكريسه ولو من منطلق يدوس على كرامة الشعوب وحقها في الاختيار الحر أو حقها في اعلان سيادتها واستقلالها على أرضها وترابها .

أخيرا لا أريد مطلقا في نهاية هذا التحليل  تبرير أو تشريع ماقامت به حماس في قطاع غزة , بل انني لاأعزل ماحدث في القطاع عن أجندة الصراع الاقليمي والدولي بين المحور السوري والايراني والمحور الأمريكي الاسرائيلي , غير أنني أؤكد على أن القضية الفلسطينية تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها ,فاما تصحيح وتعديل للمسارات على أرضية الفصل بين المصالح الانية الفاسدة والمصالح الاستراتيجية الثابتة أو ادخال للبيت الفلسطيني في دوامة ثقب أسود يضيع سلم الأولويات الهامة ويئد المشروع الوطني في خندق التناحر الداخلي الذي كان سببا تاريخيا رئيسا في اسقاط ملوك الطوائف وممالك غرناطة وقرطبة وطليطلة... وضياع ريح أمة ذات تاريخ عريق ومصير حضاري وانساني مشترك .

حرر بتاريخ 20 جوان 2007

*كاتب واعلامي تونسي- رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de   
(المصدر: صحيفة "الوسط التونسية" (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 20 جوان 2007)
 

العاصفة تحمل  الامريكان الى حيث لا عودة
على الامريكان ان يعدوا انفسهم للخروج من ديارنا
 
الامجد الباجي

ارتكب الامريكان  شناعة الدخول الى العراق.
دخلوا العراق فخيم على المنطقة شبح الموت والاعدامات  والتصفيات  بالجملة .
نثروا الدم في كل مكان فتبزع القتل على الاحياء   . اسود المستقبل.
ذهب الغرب   الى حيث لا عودة .
تجمعت الاموات . في كل مكان  على وجه المنطقة العربية .
ملايين الاموات    بموتة عنيفة لا تريد مبارحة الارض  تضل هناك تصرخ .
انفصل العقل  عن الذات وبات الجنون  يهدد كياننا .
كم سنتحمل كل هذا الحزن الذي  نجرعه   من مخازن سلاح لم يتوقف  عن الطلق.
الحزن سيقتلنا  ان لم تقتلنا  المداهمات  والنار .
مليون  قتيل في العراق حسب احصائيات طبية.
مليون  رجل وامراة وشيخ وطفل  التحقوا بالتراب .
مليون من البشر فجروا في اكبر حرب فجر  وقحب ودعارة في تاريخ الانسانية.
مليون اسم حذفوا من الحياة بعنف  وقسوة .
مليون  وجه  غيبوا عن الوجود بارادة مجموعة من القتلة  يمتطون صهوة الديمقراطية
ويلتحفون بلحاف التقدم  والاضاءة الشنيعة والوان الليزر  وصور ناطحات السحاب .
مليون  روح اعدمت  وبوش لا يزال حيا . وكونداليزا رايس  لا تزال حية تحمل دون حياء   جلدة  باتريس لوممبا ومانديللا .
مليون شخص اعدموا واوروبا الدعارة تحتفل  براس السنة الميلادية  تحت وقع فتح قوارير الشمبانيا والموسيقى الصاخبة.
اندثر البشر تحت وقع اللهو بارواح البشر.
لا شئ  سيكون كما كما كان بعد اليوم.
لا بوب ديلان  ولا  جون لينون ولن يتمرد الجيش.لن يخرج صوتا من حنجرة لانقاذ  هذه الدولة  من ماخورها الاخلاقي الذي اوقعها فيه اليهود.لن نسمع موسيقى  ولن يكون هناك من الروك  الذي حولوه منذ زمن الى الة
نهب اموال  الشعب مقابل  بيع سلعة  التخنيث والخصي  الكوني.لم يبق من عظماء الروك الا مجموعة من المومسين المسنين الذين دمرتهم سنوات  الهيروين  ومضاجع القصور الفخمة الملقاة على اضرحة  شطئان التعب. 
فقدت اوروبا روحها . وانتصرت دولة  المهاجرين  الامريكية على الروح الانسانية. دولة مهاجرين  محاصرين بالرعب ينفثون الرعب والقتل والصحراء.
يهود يهود يهود يهود . في كل مكان انتصب العبيد القدامى يواصلون بناء  الاضرحة   ويحفرون الارض لدك الاموات بالجملة تحت تراب صحراء ماتت فيها كل  قيم الروح  ليلقى البورنو وقطع اللحم الحي على وجوه
من بقي حيا.
يهود يهود يهود في كل مكان  يحملون الاعلام  الملقات على اجنحة الطائرات تطل من على شرفة  مطار جربة
متجهين الى تلك  القاعة  الموحشة التي  يقرا فيها التلمود  الذي يتوعد ويتوعد ويتوعد ويزمجر ويسلح اليهود
بهالة القتل.
يهود وموتى . يهود وموتى. يهود   وانهارت من تحتهم البناءات  ومن تحتهم   القيم ومن تحتهم  حتى الرمل.

يهود وعجل . وعجل  منتفخ  يقف على رؤوس الخلق ليعلن القتل قانونا  باسم الحرية وباسم الديمقراطية .
عجل امريكي متسخ الى حد النخاع الشوكي .يلقي خطب عن فاشية الاسلام ولم يفهم كم هو بعيد   كم هو منغرس في عمق الظلام  بعيدا عن رسالة  الاسلام. اما هو فهو عجل   انكسر الذهب فيه   وسقطت منه كل المعادن ولم يبق منه الا جيفة  الكفر بالانسان.
يهود مولوا حملة  لاهانة الاسلام والمسلمين ولكنهم لا يعلمون كم ستاتيهم الاهانة  وعجلهم الذي  سيسحق  ويذهب اسمه.
يهود مولوا حملات لاهانة السيد المسيح.سيدهم .مولاهم.هم العبيد وهو السيد .كان يبغي لهم ان يتحولوا الى اسياد مثله.ولكن لا تشتري العبد الا والعصا معه.هم يصنعون له في الخفاء  شخصية جديدة يلفقون فيها الحقائق ويكذبون ويزورون حتى لن يبق على الارض الا بهتانهم  وكذبهم وتلفيقهم.يريدون المسارعة باستعادة كتابة التاريخ  لحسابهم علهم في ذلك  يظهرون بمظهر الذي انتصر وفسخ الاخرين من الذاكرة.

يهود وعجلهم وضعوه لاهانة العراق وتدمير العراق  ولكن العراق اليوم تهينهم وتفجعهم وتلقي بقمامة اجسادهم
الى حيث لا عودة.

يهود وعجل ومومس . ومن قلب التاريخ تعود  الاسطورة . كل هذا الجمع يحمل في جلدته  اسس اللعنة.
هذا هو التاريخ . انه تعاقب  للسطور.سطور على سطور على سطور .لوح محفور. كتاب قديم يتجدد حفره. فيه
العبرة. فيه الاسماء . فيه  تلاحق الاسماء .فيه الولادة والموت. وفيه اللعنة.
اللعنة  على هؤلاء.اسم لا يمحى . عبارة . عبرة.  دمع ام فقدت ابنها. فقدت  كبدها . فقدت روحها.
اللعنة هو ذاك الانتقام المتجدد  . زمجرة في الروح.
امريكيا المسيحية  لم تتعض بكلام المسيح.قطعت من صورته ما  اختفى من جمع  اليهود على الربوة  وهم يعودون الى عجلهم  لممارسة الرذيلة .امريكيا تمردت على المسيح عندما عادت الى جمع قطاع العهود.الى اليهود.
ولهذا 
لهذا . لن يحمي الرب امريكيا هذه المرة.
امريكيا ستذهب مع الريح. لان الانسان يقوم . يقوم للتحرير. يقوم دائما   حتى وان سقط في مكان ما . فالارض تبقى دائما واسعة. انه يقوم في مكان اخر .هذا هو قدره ان يقوم دائما ليمشي.واقفا. بهاماته.  لان ذلك انتصاره
على الجاذبية. انه اكبر انتصار حققه على قانون الجاذبية.  ان يبقى دائما واقفا.

وحتى ان جيش  العالم مليارات من  حفارة القبور   من عبيد اسست ثقافتهم على الموت  وحافظوا في سرية تامة على اسرار  الدفن   الفرعونية فان الانسان يقوم دائما ليقاوم التراب ليقاوم الانجراف  الى الرمل.  سواء كان فياتناميا او فنزويليا او عربيا هذه المرة.
تلك هي   الرسالة.  ذلك ما اودعه الانبياء بين ايادي الاحياء. ان حافظوا على الروح.
فلا خيرفي من  يقيم كل  اعماله على اهانة الانسان.
ان ذلك اهانة للروح. اهانة   للكون .  

فكان ان سقطت  كرامة الدولة الامريكية في الوحل
الولايات المتحدة الامريكية  تهزم اليوم في العراق

دولة مجروحة تنزف وسيبقى نزيفها الى ان تلفظ الروح. ستحاصر  من كل جهات  العالم. ستحاصرها كل تلك الاموات .وستعصر كالدملة  . ستعصر هناك في الجزيرة العربية .بين الشرق والغرب.ستعصر حتى يفقا قلبها
من النفط ومن السرقة ومن الاهانة التي ارادت ان تلحقها بنا نحن العرب. ستعصر  ويطول عناءها  طالما انها ستتكمش على ما تسميه مصالحها.هناك ستموت  ككل الحيوانات المفترسة بعد ان ينهكها الجري .
دولة للقئ. وشعب للزبالة.
خلاصة من الهمجية.جاءت هنا للصحراء منجرة بقدر من اقدار اجدادها الذين جففت جيفتهم   الشمس لتجف  ينابيع الكره الصليبي اليهودي.

عليهم ان يعلموا انهم بخروجهم من العراق سيخرجون من كل المنطقة.
هذا ليس تهديدا لهم .  هذا هو قضاء الاشياء.ان خرجوا من العراق وهم خارجون منه.فلن يجدوا ارضا يقفون عليها  في المنطقة. سيكون خروجا مثل فعل الحجر في الماء.حلقة تتبعها اخرى . بعد ان ارتكبوا حماقة القاء ثقلهم  في العراق. منجرين  باطماع بلهاء وبدفع يهودي عنصري .
كانوا بيننا لانهم فتحوا اممهم المتحدة لاحتضان حركات تحررنا. ولكنهم اليوم التحقوا بالفرنسيس والانقليز
وصاروا دولة استعمارية قذرة استوجب مقاومتها وتدميرها.
منذ اليوم سيتعلم الامريكان الاهانة. سيهانون ويهانون. وسيخرج لهم الدود من تحت الارض لاهانتهم.
وسيخفت كل ذلك اللمعان الذي  عرفته مدنهم منذ انتصارهم على النازية. وستتحول فنونهم ومومساتهم  الى
مواخير سوداء مظلمة.

لن ينتجوا منذ اليوم الا  اناشيد لجنائزهم القادمة .
لن يخرج من ابواقهم الا نعيق  احتضارهم .
فكل هذا الانهيار الاخلاقي. كل هذا القتل  كل هذه الارواح التي استباحوها  لن تسلم اجاسدهم الى راحة .
لن تكون لهم راحة بال بعد اليوم.بالهم  سيكون وبالهم .ستبصقهم الانسانية.  وسيعودون للتاكل مثلما كانوا يتاكلون في السابق  بعد ان اكلوا لحم الهنود الحمر .ستصطك ولاياتهم المتحدة على بعضها بعد ان يخرج على سطح الارض  عارهم  وفسادهم وتفضحهم الشمس  ليعودوا الى حمل السلاح ضد بعضهم فهم  لا يعيشون الا بمضاجعة الموت.هناك في تلك القارة البعيدة  سيذهبون ذات يوم في حرب هي عصارة اللعنة.
لعنة القتلى   الذين خلفوهم  وراءهم.

لن ينقذ الرب امريكا هذه المرة.

 لقد صارت العراق اكبر كمين لاكبر قوة غازية في تاريخ الانسانية  وهناك  بين براثن ذلك الكمين لا يوجد الا الموت
هذه المرة لن يحمي الله امريكيا  
على الامريكان ان يحزموا امتعتهم ويرحلوا  من ديارنا . ان يبيعوا كل تلك البناءات  على هكتارات السفارات
وان يردموا  الدواميس  التي بنوها تحت اراضينا . عليهم ان يعدوا انفسهم  للتحول الى دولة  لها ممثل ديبلوماسي  ووكيل تجاري وانتهى.عهدهم عهد العاهرة انتهى  لياخذوا  جثث قتلاهم ويهودهم ويرحلوا فلا مكان لهم  بعد اليوم  بيننا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أَأَبو دُجَانَةَ قدوتكم أمْ رَامْبُو...؟
 

بقلم: خالد إبراهيم العمراوي

لا يمكن لأحد أن ينكر ما تتركه الكلمة أو الصورة من أثر في النفس والشعور. بغض النظر عن نوعية هذا الأثر، وعن تعامل العقل معه سلبا أو إيجابا. لا يهمنا ذلك الآن. المهم هو ما تلتقطه حاستا السمع والبصر، أي هاتان الحاستان التي تكلم عنهما الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية في كتابه العزيز فقال " أَفَلَا تَسْمَعُونَ. أَفَلَا تُبْصِرُونَ ". ولهذا وددت أن أبدأ هذا الموضوع باختبار بسيط نجريه على أنفسنا لنرى عمليا كيف أن الكلمة أو الصورة تترك لمستها وبصمتها فينا. ولإجراء هذا الاختبار أخي السامع أو القارئ اخترت لك هذا العنوان المميز لتنظر فيه بنفسك إن كان ملفتا لانتباهك أو مسترعيا لاهتمامك. وبالطبع لا أسألك هنا عن رأيك فيه أو عن انطباعك نحوه، وإنما عن شعورك الأول لحظة سماعك أو قرأتك له قبل غوصك في الموضوع. فإن كنت قد وجدت في نفسك شيئا ما نحوه وبقيت تنظر فيه، فسؤالي إليك : ماذا فيه ليلفت انتباهك. وأي شيء يحويه حتى يثير فيك، إما التساؤل أو الاستفهام أو الاستغراب أو التعجب، حسب ما دار في بالك عنه؟. ألأنه أشتمل على هذين الاسمين الأجنبيين عن بعضهما، أم هو الاستفسار عن القدوة وعلاقتها بـ" رامبو"، أم ماذا؟ على كل، مهما كان تساؤلك أخي؛ فإنني شبه متأكد أن الذي شد انتباهك، أو أثار تساؤلك أو استغرابك، هو حضور اسم " رامبوا " فيه وليس " أبو دجانة ". فإن صدق حدسي وكان هذا صحيحا، وخالجك هذا الشعور، وسكنك هذا التساؤل، وقلت في نفسك ماذا يعني هذا العنوان، وإلى ماذا يرمي، وما المراد به، وما المناسبة التي جمعت بين هذين الاسمين، وما علاقة " رامبو" بموضوع القدوة، وما المقصود من ربط الحقيقة بالخيال؟. فتأكد أخي أن ما قلناه سابقا عن مخلفات وأثر الكلمة والصورة هي حقيقة حسية وليست مسألة افتراضية. ولك أن تدرك هنا أن الإعلام الذي يستعمل الكلمة والصورة له القدرة على اختراقك واختراقي واختراق باقي الأمة. لأن هذا الإعلام له حجم وثقل وتأثير كبير على الناس، لا يمكن أن تستهين به أو تتجاهله. سواء أكنت تبالي بهذا الأمر أم لا. وسواء أكنت مكترثا به أم لا. فإن هذا الإعلام المؤثر موجود وحاضر معنا. فهو داخل غرف نومنا، وفي محلاتنا وأسواقنا، وفي مواطن عيشنا. وهو يصاحبنا حيث ما كنا، راجلين أم راكبين، ماشين أم جالسين. فهو يعمل فينا بمؤثراته صباحا ومساءا، ويخرب عقولنا ويفسد أذواقنا، ويملأنا بالأكاذيب والأوهام، ويخفي عنا الحقائق، ويزيف لنا الأباطيل في كل لحظة. والدليل على ذلك ما حصل لك مع هذا العنوان؛ فإن كان فعلا قد استوقفك لبعض الثواني كما كنت أتوقع، وبقيت تحوم حوله وتتجول بفكرك فيه، وتغوص في أعماقه بحثا عن مغزى له، أو عن الرسالة التي أريد توجيهها إليك عبر هذه الوسيلة الإعلامية الجادة. فيمكنني هنا أن أقول، إن محاولتي معك في هذا الاختبار قد نجحت، وأني وصلت بك إلى المقصود، ومسكت بالخيط الذي سأسحبك به وبلطف نحو ما أريد. لأنك أخي السامع أو القارئ، من حيث كنت تشعر أم لا، فإنك بمجرد التقاطك لاسم " رامبو" قد استحضرت في ذهنك صورة ذاك الجندي الأمريكي الخيالي. وهذا يحدث معك عفويا بالرغم عنك، حتى وإن كنت تقر بسخافة هذه الأمور، ولا تهتم بها وتترفع عنها. إلا أن السؤال هنا: من الذي طبع في أذهاننا صورة هذا البطل الوهمي حتى نستحضره بمجرد سماعنا لاسمه. وما الذي دفعنا إلى الحديث عنه مع أنه ضرب من ضروب الخيال الإعلامي. ومن هو هذا " رامبو" حتى نذكره في مثل هذا المقام؟. على كل لا أريد وضع المزيد من نقاط الاستفهام. ولا أريد الآن فتح ملف الإعلام والتوسع فيه، وإن كان له علاقة مباشرة بموضوعنا، وإنما الذي قصدته وأردت أن أصل إليه من خلال هذه الكلمات، هو لفت انتباهك أخي إلى هذه المسألة المتعلقة بالإعلام ومؤثراته. ولذا فإني أطالبك بالاحتفاظ بهذه النقطة حتى نعود إليها بعد حين.

ولنقف الآن مع بطلنا الوهمي. أو بالأحرى مع هذا البطل الذي صنعته شاشات " هيوليود" السينمائية، وصورته لنا بصورة ذاك الجندي الأمريكي الذي لا يقهر، وأنه إذا ما غضب اعتصب بعصابة سوداء وزحف بمفرده على العدو ليدمر جيشا بأكمله. فهذه الصورة البطولية لهذا الجندي الوهمي، الذي صنعته السينما الأمريكية، أو لنقل الإعلام الأمريكي، هو في الحقيقة ترجمة إعلامية صادقة تعبر عن جملة من الأمراض النفسية التي يعاني منها المجتمع الأمريكي.

فهذا المجتمع يعاني من مرض الكبرياء والاستعلاء، ومصاب بجنون العظمة. غير أنه مني بالخيبة والفشل، وأحبطت مشاريعه الاستعمارية في أكثر من مناسبة. فجاء هذا الإنتاج الإعلامي الأكثر انتشارا في العالم، كمحاولة لجبر الكسور من ناحية، ولاستبقاء صورة هذه العظمة عالقة بالأذهان من الناحية الأخرى. أي ينجز بإعلامه الخيالي ما عجز عن إنجازه على أرض الحقيقة. ويعالج بإعلامه أثار الصعقات المؤلمة والركلات المخزية. فلا تنسوا إخوتي أن هذا الشعب مهووس بحب الهيمنة والاستعلاء على بقية الشعوب. ولا تنسوا كذلك مروره على أراضي الشوك، وحصاده لثمارها المرة. فهذا الشعب مَكْلومٌ ولازال كَلَمَهُ ينزف. فعنجهيته وغطرسته خلفت له أخاديد في ذاكرته لم تردم بعد. كمخلفات حربه لفيتنام، التي خرج منها مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً، ومخلفات فاجعة لبنان التي وَلَّى مُدْبِراً منها وَلَمْ يُعَقِّب، ومخلفات الصومال التي غادرها وهو يجر ذيول الخيبة. وهاهو اليوم بين أيدي المجاهدين الأبطال في العراق وأفغانستان، يتقلب على الجمر ويتطاير مع شظايا الألغام.

 فأمريكا التي تتخيل نفسها سيدة الدنيا وزعيمة الأمم. ها أننا نراها على أرض الواقع على خلاف ذلك. وجنودها على عكس ما يصوره لنا إعلامها الهوليودي. إذ الجندي الأمريكي، كما تصوره الحقيقة وليس الخيال، إذا كان يحلق في السماء أعانته آلاته الحربية على حرق الأخضر واليابس. ولكنه إذا ما نزل على سطح الأرض، ودخل ساحة المعركة، فإنه لا يقوى على الصمود في وجه الأشاوس. بل لا تفيده أسلحته المتطورة وتكنولوجياته المتقدمة في تحقيق الغلبة المطلقة على هذه الشعوب المستضعفة. لأن السلاح مهما كان، متطورا أو كلاسيكيا، فإنه لا يقاتل بنفسه، ولا يحمي من يختبئ وراءه، وإنما يحتاج إلى الرجال الأفذاذ الذين يحسنون استعماله. ولكن من أين لأمريكا بمثل هؤلاء الأبطال الأشاوس، حتى تأتي بهم إلى ساحات القتال. اللهم إلا على شاشات التلفزيون والسينما.

فشخصية الجندي الأمريكي شخصية خربة. قد نخرتها حضارتهم المنحلة، بما فيها من الشهوات والملذات والتسيب والتفسخ الخلقي. وقد كشفوا لنا بأنفسهم عن هذه الحقيقة. ولكم أن تعودوا إلى تحقيقاتهم وإحصائياتهم واستطلاعاتهم، لتنظروا ما يقولون عن النسب المرتفعة في جيوشهم من المخنثين واللواطيين والشاذين جنسيا، والمدمنين على المخدرات والكحول، ومجانين الموسيقى الصاخبة، وأصحاب الديانات والمذاهب الغريبة، وأتباع الجماعات والفرق السخيفة. فهل من الحنكة العسكرية أن يكون مثل هؤلاء الشواذ في الجيش المقاتل؟ وهل مثل هؤلاء يصلحون لحمل السلاح وخوض المعارك؟ بالقطع لا، غير أن  أمريكا ليس لها أي خيار في ذلك. إذ لا تجد ساعة التعبئة والتجنيد في مجتمعها المنحل، إلا تلك الأصناف، فيتم جمعهم وضمهم إلى الجيش المقاتل. 

وحتى الأيديولوجية التي تربت عليها الشعوب الرأسمالية، هي كذلك لها النصيب الأوفر في تخريب شخصية هذا الجندي، لأنها لا تحمل في جوفها أي قوة عقائدية روحية، حتى توفر له التربية الصحيحة، ليفهم بها جوهر ومعنى هذه الحياة. أو لتبعث فيه حب الآخرة والتعلق بما بعد الحياة. بل هذه الأيديولوجية الوضعية هي من صنع أيديهم، ولا تزيدهم إلا تشبثا وتعلقا بالحياة الدنيا وإخلادا إلى الأرض.لأنها تصور لهم الحياة بالصورة التي أرادوها هم. أي تصورها لهم تصويرا ماديا نفعيا. فصارت الدنيا في نظرهم هي قطب الحياة وهي المبتغى. ومن هنا كان من الطبيعي أن تكون الصورة الحاضرة في ذهن الجندي وهو يقاتل؛ هي صورة هذه الدنيا والبقاء فيها على قيد الحياة، وليس الموت في سبيل سعادة الآخرين. لأنه لا يطمع في شيء من الآخرة ولما بعد الحياة. بل كل همه وهو يحارب، أن يعود إلى وطنه وأهله سالما لينغمس من جديد في ملذات الدنيا التي حرم منها في أشهر القتال التعيسة. فكيف إذا لهذا الجندي الذي تربى على هذه الأيديولوجية، ودُفِعَ إلى القتال دفعا، أن يصبر ويستميت عليه وعقليته لا تفهم معاني الصبر. وكيف له أن يقوى على الصمود أمام خصمه ونفسيته خاوية من الحوافز التي تُفعّل فيه هذه الطاقة القتالية والاستماتة على القتال. وكيف له أن لا يجثو على ركبتيه مهزوما مدحورا وهو يحمل في أحشاءه ما يكفي لتدميره. وهذا لعمري خلاف ما عليه المجاهد المسلم.

فالمجاهد المسلم يندفع بنفسه إلى مقاتلة العدو. وحتى وإن خذلته الأنظمة العميلة، وحرمته من الأسلحة، وسدت عليه المنافذ، فهو يلتحق بميدان القتال، ويدخل المعركة، وعقليته خصبة بمفاهيم الجهاد. ويقاتل عدوه ونفسيته مشبعة بمعاني الشهادة في سبيل الله.   وذلك بفضل العقيدة الإسلامية التي تُفعّل فيه هذه المفاهيم وهذه المعاني. فلا تجد في ذهنه ساعة القتال إلا تصورا واحدا ليس غير، إما النصر وإما الشهادة. وهذه العقلية والنفسية التي تربى عليها المجاهد المسلم عجزت الدراسات والتحليلات النفسية عن فهم أسرارها. أو لنقل تحاول أن تتجاهلها، وتلغيها من حساباتها، وتعتم عليها وتشوهها، حتى لا يتفطن الناس إلى مفعولها وأثرها على المجاهدين المسلمين. ولذلك تأبى أمريكا أن تسمي الجهاد بالجهاد وترضى بتسميته بالمقاومة. وتأبى أن تسمي المجاهدين بالمجاهدين وتسميهم بالإرهابيين. ولكن هل يفيدها هذا المكر وهذا التزوير وهذا الخداع في شيء، وهل يخفف عنها هذا التوصيف الخبيث الحِمْل الذي أرهق عاتقها. أوَ لا ترون أن بعد تورطها في الحرب مع المجاهدين الأبطال؛ وما لاقت على أيديهم، سواء في العراق أو أفغانستان، قد دفع بها إلى التراجع عن فكرة توسيع رقعة الحرب والزحف على البلاد الإسلامية الأخرى. أوَ لا ترون أنها صارت تستنجد بمن أعرضت عنهم بالأمس وتناشدهم الوقوف إلى جنبها وانتشالها من المستنقع الذي تتخبط فيه، ليحفظوا لها ما تبقى من ماء الوجه.

فالعالم اليوم يرى رأي العين أن " رامبو" أمريكا لا أثر له على أرض المعارك. وأن حقيقة الجندي الأمريكي ليس كما تصوره لنا عدسات هوليود. والأعجب من ذلك ما يشيعه حكام البلاد العربية عن ذاك الجندي الإسرائيلي، الأقل شأنا وأكثر وهْنًا من الجندي الهوليودي. فدولنا العميلة تصور لنا الجندي الإسرائيلي على أنه "رامبو" الشرق، وأنه جندي لا يقهر، وجيش لا يهزم. إلا أن فضيحته الأخيرة في معركته مع حزب الله، كشفت للأمة عن حقيقة هذا الجيش الجبان.

فها إنكم يا أبناء خير أمة أخرجت للناس ترون على أرض الواقع وليس على شاشات الإعلام السينمائي والتلفزي، كيف أن هذه الأمة ولادة للأبطال، وأن قدرتها على القتال أذهلت الأعداء. وها هي فئة قليلة هنا وهناك ليس معها من العتاد والأسلحة إلا ما يشبه الأسلحة البيضاء، قد استطاعت دحر العدو. وأعادت إلى هذه الأمة كرامتها وثقتها بنفسها. وبعثت فيها الحياة من جديد بعدما قاربت على الهلاك. ولولا خيانة الخائنين، وعمالة الحكام المأجورين، واستنكاف المستنكفين، لعادت هذه الأمة إلى مكانها الطبيعي، ولتربعت ثانية على رؤوس الأمم، لتحميهم من ظلم أنفسهم واستكبار بعضهم على بعض.

فنحن يا مسلمون لسنا أحفاد قوم موسى عليه السلام الذين قالو له ] يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ [ وقالوا له ] يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [  ولسنا كذلك من أحفاد جند طالوت الذين قالوا له ] لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ [. وإنما نحن أحفاد خالد ابن الوليد والقعقاع والمثنى وصلاح الدين الأيوبي وقطز وبيبرس ومحمد الفاتح والكثير من أمثالهم. نحن أحفاد الأبطال المغوارين، وعقيدتنا هي عقيدتهم، ونظرتنا للحياة ولما بعدها هي نظرتهم، وأملنا وتوكلنا على الله في تحصيل النصر والتمكين في الأرض هو نفس أملهم وتوكلهم عليه سبحانه وتعالى. فنحن يا أبناء الإسلام أحفاد أبي " دجانة " صاحب العصابة الحمراء، ولسنا أحفاد " رامبو" الخيالي، صاحب العصابة السوداء.

فقد جاء في الروض الأنف وغيره من كتب الحديث والسِيَّرْ والمغازي. أن رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ َقَالَ يوم أُحُدْ مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السّيْفَ بِحَقّهِ ؟ فَقَامَ إلَيْهِ رِجَالٌ فَأَمْسَكَهُ عَنْهُمْ حَتّى قَامَ إلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ، أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالَ وَمَا حَقّهُ يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ قَالَ أَنْ تَشْرَبَ بِهِ الْعَدُوّ حَتّى يَنْحَنِي؛ قَالَ أَنَا آخُذُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ بِحَقّهِ فَأَعْطَاهُ إيّاهُ. وَكَانَ أَبُو دُجَانَةَ رَجُلًا شُجَاعًا يَخْتَالُ عِنْدَ الْحَرْبِ، وَكَانَ إذَا أراد الحرب َاعْتَصَبَ بِعِصَابَةِ لَهُ حَمْرَاءَ ، فيعلم النّاسِ أَنّهُ سَيُقَاتِلُ؛ فَلَمّا أَخَذَ السّيْفَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخَرَجَ عِصَابَتَهُ تِلْكَ فَعَصَبَ بِهَا رَأْسَهُ وَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ الصّفّيْنِ. فلما فعل ذلك قَالَ الرَسُولُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ رَأَى أَبَا دُجَانَةَ يَتَبَخْتَرُ : إنّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغُضُهَا اللّهُ إلّا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ. وزاد صاحب المغازي فقال:  إن أبا دجانة َصَدَقَ فيما وعد حِينَ لَقِيَ الْعَدُوّ وَأَعْطَى السّيْفَ حَقّهُ. وَقَالَ عنه من رآه يومها- إمّا عُمَرُ وَإِمّا الزّبَيْرُ-: فَوَاَللّهِ مَا رَأَيْت أَحَدًا قَاتَلَ أَفْضَلَ مِنْ قِتَالِهِ؛ لَقَدْ رَأَيْته يَضْرِبُ بِهِ حَتّى إذَا كَلّ عَلَيْهِ وَخَافَ أَلّا يَحِيكَ عَمَدَ بِهِ إلَى الْحِجَارَةِ فَشَحَذَهُ ثُمّ يَضْرِبُ بِهِ فِي الْعَدُوّ حَتّى رَدّهُ كَأَنّهُ مِنْجل. وأضاف صاحب المغازي: أنه  َكَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُعْلِمُونَ عند الزحف على العدو، أَحَدُهُمْ أَبُو دُجَانَةَ، كَانَ يُعَصّبُ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ حَمْرَاءَ، وَكَانَ قَوْمُهُ يَعْلَمُونَ أَنّهُ إذَا اعْتَصَبَ بِهَا أَحْسَنَ الْقِتَالَ، وَكَانَ عَلِيّ ابن أبي طالب يُعْلِمُ بِصُوفَةٍ بَيْضَاءَ، وَكَانَ الزّبَيْرُ يُعْلِمُ بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ، وَكَانَ حَمْزَةُ يُعْلِمُ بِرَيْشِ نَعَامَةٍ. رضي الله عنهم جميعهم.

هؤلاء هم أجدادكم. وذلك هو " أبو دجانة" البطل المغوار، الذي إذا هم بالزحف على العدو اعتصب بعصابته الحمراء، وتبختر في مشيته بين الصفوف، وإذا قاتل أثخن. غير أنه رضي الله عنه لم يجد اليوم إعلاما صادقا يربي أحفاده على مثل شكيمته وشجاعته في القتال. واسألوا إن شئتم شبابكم إن كانوا يعرفون بعض الشيء عنه، وحاولوا أن تفتشوا بين معلوماتهم إن كانوا قد سمعوا عن بطولته؟ فسترون أن الجواب يكسر الخاطر. لأن الإعلام الذي تربوا عليه غيّب عنهم شخصيته وسيرته. ولكن في المقابل حاولوا أن تسألوهم وتستطلعوا آراؤهم عن " رامبو" الخيالي، صاحب العصابة السوداء. فسترون كيف أنهم يعرفونه بشكل دقيق. وأن صورته محفوظة في ذاكرتهم. وستتحسسون منهم كيف أنهم يتلذذون بالفرجة عليه. فلا تندهشوا لهذه النتيجة، لأن الإعلام التجاري الكاذب الذي تربوا عليه، هو الذي شكل عقليتهم. وهو الذي أعطى لمثل هذه الشخصية الوهمية حظ الشهرة في العالم. فهذا الإعلام يصطاد عصفورين بحجر واحد. إذ بإعلامهم التجاري يمتصون من جيوبنا ثمن بضاعتهم الهابطة، وبه أيضا يرسّخون في أذهاننا الصورة الخيالية التي يصنعونها لنا. وهذا هو السبب الذي دفعني إلى عقد الجسر بين الحقيقة والخيال، ومحاولة الربط بين العصابة الحمراء والعصابة السوداء في هذا الموضوع، لأضع إصبعكم على مخلفات الإعلام وأثاره علينا.

ولعل البعض لا يتجاوب معي في هذه المحاولة ولا يرى فيها فائدة، ويستهجن الربط بين العصابة الحمراء والعصابة السوداء. فأقول نعم إن كانت نظرتنا لهذه المحاولة مجرد نظرة عابرة فإننا بالتأكيد لا نستفيد منها بشيء. ولكن إذا وقعنا في فخ الإعلام، ورأيتنا تائهين في نفقه المظلم، ولا ندري إلى أين يتجه بنا. هنالك ستنكشف لنا هذه الفائدة. وندرك حينها أن ما نستهجنه نحن ونستخف به ولا نوليه بالا ولا اهتماما. غيرنا لا يستحقره، ولا يستخف به، ويعطيه وزنه، ولا يدخر جهدا ولا مالا في نشره بين الناس، لأنه يدرك ما للكلمة والصورة من تأثير على العقول. فعَلامَ إذا يعزّ علينا أن نتكلم نحن فيما هو حق. وعلامَ نستثقل ذكر بعض الأشياء ونستحي من الحديث عنها، مع أننا لا نقول إلا صدقا ولا نتكلم إلا حقا ولا نزوّر ولا نخدع ولا نبتكر الأوهام ولا الأساطير. وعلامَ نتلكأ في مصارعة هذا النوع من الغزو، خاصة وأننا ندرك خطورته علينا. وعلام نتهاون في سد المسالك أمامه لكي لا يصل بكذبه وأوهامه إلى عقول أبناءنا. فيا ليت شِعري تتفطن أمتي لهذا الأمر وتنظر له بجد، وتنبري لمقاومته بحزم. وعليه فإن حديثنا عن عصابة أبي دجانة الحمراء ليس حديثا عن خرقة لا قيمة لها ولا معنى. وكذلك حديثنا عن " أبي دجانة" ليس حديثا عن شخصية خيالية أو وهمية. بل عن شخصية إسلامية حقيقية. فهو صحابي مشهور من الأنصار. وقد حضر أكثر من غزوة مع رسول الله. وهو الذي قال عن نفسه لما تخيّره الرسول -صلى الله عليه وسلم - من بين أصحابه يوم أحد وسلّمه بيده الشريفة السيف الذي أثخن به العدو: " أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل == ألاّ أقوم الدهر في الكَيُّولِ أضرب بسيف الله والرسول ". وهو الذي ترس الرسول في تلك الغزوة وبقي منحن عليه ليحميه من سهام العدو حتى كثر النبل في ظهره. وهو الذي شارك في قتل مسيلمة الكذّاب. وهو الذي كان يُعْلِمُ عند القتال بعصابة له حمراء. فشخصية " أبي دجانة " لها مكانتها في قلوبنا وعقولنا. ولذا فإن حديثنا عن العصابة الحمراء هو في الحقيقة حديث عن " أبي دجانة " لأننا نعلم ماذا تعني عنده وإلى أي شيء يرمز بها. ونعلم كذلك متى ولماذا يعتصب بها. وعليه فإنه كلما ذكر اسم "أبي دجانة" استحضرنا في أذهاننا عصابته الحمراء، التي كان يُعْلِمُ بها ساعة الزحف على العدو. وكلما ذكرت العصابة الحمراء استحضرنا في أذهاننا الصحابي الهُمامُ "أبي دجانة". لكن في الخيال الأمريكي ماذا تعني هذه العصابة السوداء التي يعتصب بها الجندي الهوليودي، وإلى أي شيء يرمزون بها. وحينما يتجول إعلامهم بهذه الصورة عبر العالم ما الذي يريدون طبعه وترسيخه في عقول المستهلكين لبضاعتهم. نريد أن نفهم ما في هذه الصورة من خديعة إعلامية. وما الذي تخفيه وراءها من مغالطات. وأي بذرة فاسدة يسعون لزرعها في النفوس من خلال هذه الصورة. وما هو الشيء الذي يريدون أن نستحضره ويقفز إلى أذهاننا لحظة رؤيتنا الجندي الأمريكي؟. أيريدون من خلالها الإيحاء إلينا بأن جندهم أولوا قوة وبأس شديد. أم يريدون ترهيبنا وتخويفنا حتى نواليهم ولا نكون ضدهم. أم يريدون إبراز تفوق جيشهم وإظهاره للعالم بمظهر الجيش الجبّار؟ على كل مهما كانت رسالتهم الإعلامية من وراء هذه الصورة. ومهما كان الذي يراد ترسيخه في الأذهان من خلالها. فإن الخيال يبقى خيالا ولا يتحول إلى حقيقة. وأن الأبطال الفعليين لا تصنعهم الأوهام ولا الأساطير ولا الأدب الروائي، ولا تلدهم عدسات الكاميرا، وإنما تنجبهم أرحام الحرائر الطاهرة من التعفن الجنسي.

هكذا هو الإعلام الكاذب، يحاول أن يقلب الخيال إلى حقيقة، والجبن إلى شجاعة، والدناءة والخيانة إلى مروءة وشهامة، ويصنع من الأوهام أساطير، من مثل أسطورة هذا الجندي الأمريكي. ولكن إذا نظرنا للواقع بعين الصدق وليس بعين الإعلام الكاذب، فماذا نرى فيه؟ أنرى أبطالا حقيقيين أم أبطالا وهميين؟ أنرى مجاهدين أشاوس يبيعون الدنيا بما فيها ليشتروا بها الآخرة، أم نرى جنودا يبكون على الدنيا ويخافون الموت؟  فيا أبناء الإسلام، أنتم أحفاد من؟ أأحفاد المجاهدين الأبطال كأبي دجانة وأترابه، أم أحفاد أبطال هوليود الوهميين؟ وبمن تقتدون؟ أتقتدون " بأبي دجانة" أم تقتدون " برمبو"؟ نريد أن نسمع الإجابة منكم يا من تدربتم على الجندية وحملتم السلاح، ولكننا لم نراكم في ساحات القتال، ولم نراكم تتبخترون بأسلحتكم أمام العدو. نريد أن نسمع الإجابة منكم يا من سكتم عن الطواغيت الذين احتفظوا بكم في الثكنات العسكرية المغلقة، لكأنكم عساكر من خشب صنعتم لتوضعوا في المتاحف. نريد أن نسمع الإجابة منكم يا من تحمون عروش الظلمة المتجبرين. نريد أن نسمع الإجابة منكم يا من ساندتم الأنظمة العميلة والدويلات الهزيلة وأنتم أبناء أضخم وأكبر أمة على وجه الأرض. فبالله عليكم أجيبونا برد حكيم، ورأي حصيف، ولا تردوا علينا بزمجرة الغاضبين ورصاص المنتقمين. ردوا علينا ولا تبالوا بعباراتي إن كانت جارحة لكرامتكم، فهي أهون عليكم من غضب الله ونقمته، ومن لعنة التاريخ وسخطه. ردوا علينا فأنتم جزء منا ونحن جزء منكم ولا نرضى لكم من الخير إلا ما نرتضيه لأنفسنا. ردوا علينا وقولوا لنا؛ ألهذا وجدتم؟ أأوجدتم للديكور والاستعراضات السنوية؟ أم وجدتم لتحموا بيضتنا وتذودوا عن أعراضنا، وتردوا لنا ما اغتصب منا، وترفعوا من قدرنا، وتزيلوا عنا هذه الغمة وهذه المذلة، وترفعوا هامتنا بين الأمم التي تداعت علينا وطمعت فينا؟ أما إذا كنتم تجندتم لغير هذه المهمة العظيمة، ولا يهمكم أمرنا، ولا تشعرون بما نشعر به، فماذا عسانا أن نقول لكم. وما حيلتنا معكم في زمن صار فيه للظالم أعوان يعينونه على ظلمه وأما المظلوم فله السوط يمزق جسده. في زمن ضاعت فيه حقوقنا وخذلنا القاعدون، في زمن افتقدنا فيه القائد الصالح الذي يقودنا بكتاب الله وسنة رسوله، ويرعى شؤوننا بإخلاص وأمانة. ويجمع شملنا ويوحد كلمتنا. ويرفع من قيمتنا وشرفنا. ويعزنا بما أعزنا الله به. فأين هذا الخليفة الذي تخشاه الأمم ويهابه الحكام والملوك، ويحسبون له ألف حساب من قبل أن تحدثهم أنفسهم الخبيثة بأي حديث. أين الخليفة الذي ينسي الأعداء وساوس الشيطان.

أيها المسلمون إن حكامكم اليوم لا يفكرون بهذا المنطق الذي تفكرون به، ولا يراهنون على رجولتكم وبطولتكم، وإنما يفكرون بمنطق أعداءكم، ويراهنون على وهم قوة أسيادهم، ويراهنون على حضارة " رامبو". فاصرخوا في وجوههم وفي وجه كل من غلبت عليه شقوته وسار على دربهم، حتى استوى عنده الحق بالباطل، والعزة بالذل، والسيادة بالاستعباد، والأمانة بالخيانة، والشرف بالعار؛ اصرخوا في وجوههم وقولوا لهم، راهنوا على من تشاءون. راهنوا على أبطال الوهم والخيال، فها نحن عاملون وجادون لنحيي الخلافة، ولنربي بأيدينا أحفاد الأمجاد، قولوا لهم
غَدًا سَيَنْقَشِعُ الغُبَارُ ... وسَتَعْلَمُ أَفَرَسٌ تَحْتَ رِجْلَيكَ أَمْ حِمَارُ .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خالد إبراهيم العمراوي
5 جوان 2007 م
الموافق : 20 جمادى الأولى 1428 هـ

 http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/inde...at/single/2015
 

فضيحة جديدة في العراق:
أيتام عراة وجوعى ثيابهم وأغذيتهم تباع في الأسواق
 

واشنطن، بغداد - جويس كرم    

لم يكن ينقص العراق سوى هذه الفضيحة الجديدة لتكتمل صورة المشهد: معاقون أيتام جوعى، مقيدون إلى أسرتهم. عظامهم النافرة ينهشها الذباب. عثر عليهم جنود أميركيون بالصدفة وسط بغداد.
وفيما كانت محطة «سي بي اس» التلفزيونية تبث صور هؤلاء الأطفال، كان العراقيون، سياسيون ومواطنون، مشغولين عن هذه الحالة الإنسانية بالتفجيرات التي حصدت أمس أكثر من 150 شخصاً، بينهم 75 في تفجير جامع الخلاني، وبمطاردة عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة ديالى التي يشارك فيها عشرة آلاف جندي أميركي وعراقي، وبالاشتباكات بين «جيش المهدي» من جهة وقوات بريطانية وعراقية من جهة أخرى في مدن الجنوب.

اثار انتباه دورية أميركية ميتم وسط بغداد فاقتحمته لتجد 20 طفلاً يحتضرون وايديهم مكبلة إلى الأسرة، وهم مرميون أرضاً مثل دمى، غارقون في أوساخهم، ويحوم حولهم الذباب. ويقول الأميركيون إن إدارة الميتم تجاهلت الأطفال وراحت تتاجر بالمساعدات التي تحصل عليها. 
بعض الايتام كما بدوا في صورة وزعتها شبكة «سي بي اس» على موقعها الالكتروني. 

ونقلت «سي بي اس» عن الدورية الأميركية التي دخلت الميتم، أن السكون كان يخيم على المكان، فارتأى أحد الجنود قذف كرة في الهواء لمعرفة إذا كان الأطفال على قيد الحياة، وبعدما التفت أحدهم في اتجاه الكرة، تأكد الجنود أن ما يشاهدونه ميتم أهمله المشرفون عليه وليس «مقبرة جماعية» لأطفال معاقين تراوح أعمارهم بين السبع والعشر سنوات.

ويقول أحد الجنود إن مدير الميتم، وهو عراقي في العقد الرابع، بدت عليه الصدمة بعد دخول الدورية إلى المكان. ويبدو في الشريط مخزن لألبسة جديدة مخصصة للأطفال ومأكولات معلبة لم تستعمل، بل كان المدير يبيعها في السوق.
أحرجت الفضيحة التي تناقلتها وسائل الإعلام الأميركي حكومة نوري المالكي، وأجبرتها على التحرك وفتح تحقيق في الحادث، والتعهد بالكشف على الميتم ومراكز الأطفال الأخرى في بغداد.

(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)


"تباعد كبير" في مفاوضات الصحراء ...
المغرب لا يعرض سوى الحكم الذاتي و«بوليساريو» لا تقبل سوى الاستفتاء
 

نيويورك - راغدة درغام    

دخلت المفاوضات بين المغرب وجبهة «بوليساريو» في مانهاست قرب مدينة نيويورك يومها الثاني أمس في ظل تباعد كبير في مواقف الطرفين. إذ أكد رئيس الوفد المغربي وزير الداخلية شكيب بن موسى أن مبادرة منح الصحراء حكماً ذاتياً تحت السيادة المغربية هي «قاعدة المفاوضات» التي تنعقد تحت اشراف الأمم المتحدة، في حين تمسك رئيس وفد «بوليساريو» في الجولة الأولى من المفاوضات محفوظ علي بيبة باقتراح الجبهة القائم على اجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء ورؤية «علاقات استراتيجية» مع المغرب في حال اختار الشعب الصحراوي الاستقلال.   

وتحدث الوفدان في اليوم الأول عن إرادة صادقة ونيات حسنة، وإنما مع استمرار الاختلاف الجذري بينهما على أسس الحل. وانعقدت الجلسة الأولى من المفاوضات الاثنين، ثم اجتمع الوفدان مجدداً أمس في جولة ثانية أخيرة تعمقت في بحث الخلافات ووسائل الخروج من الحلقة المفرغة التي خلفتها الاقتراحات المتضاربة. وتولى مبعوث الأمين العام للصحراء الغربية بيتر فان فالسوم دور المسهل للمفاوضات.

وكان مجلس الأمن دعا في نيسان (ابريل) الماضي الطرفين الى مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة من دون شروط مسبقة للبحث في تقرير مصير الصحراء الغربية. وسيقدم الأمين العام بان كي مون تقريره الى مجلس الامن نهاية الشهر الجاري حول ما أسفرت عنه مفاوضات مانهاست.

ونقلت مصادر شاركت في الاجتماعات أن اليوم الأول تميز بتباعد المواقف تباعداً كبيراً، إذ اعتبر ممثلو «بوليساريو» ان الاقتراح المغربي غير مقبول كأساس وقاعدة للمفاوضات، فيما أكد وفد المغرب تمسكه الكامل باقتراح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. وفي خطابه أثناء جلسة الافتتاح أكد شكيب بن موسى أن اقتراح الحكم الذاتي ليس جامداً غير قابل للنقاش، ولكن شرط أن يدور النقاش حصراً في الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب. أما خطاب «بوليساريو» فشدد على حق الصحراويين في أن يختاروا، إن أرادوا، الاستقلال أو الانتماء إلى المغرب، و «يجب علينا احترام خيارهم» الناتج عن استفتاء حر.

وأبدت مصادر «بوليساريو» خيبة أمل من أجواء اليوم الأول من المفاوضات. وقال مندوب «بوليساريو» لدى الأمم المتحدة أحمد بوخاري: «لا جديد في موقف المغرب. العرقلة نفسها والاستفزاز والتعنت». واستبعدت أوساط مطلعة انهيار المحادثات انهياراً كاملاً، إذ أن الطرفين عبّرا عن استعدادهما للحوار والاستمرار في المحادثات، إنما شرط ألا تؤدي المحادثات الى فرض أمر واقع مرفوض عند أي من المغرب أو «بوليساريو».

(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)


جولة ثانية من المفاوضات حول الصحراء وسط تباعد في مواقف الطرفين...
المغرب يعتبر الحكم الذاتي أفضل حل وبوليساريو تتمسك بتقرير المصير
 

نيويورك، الرباط    

استؤنفت صباح أمس برعاية الأمم المتحدة المفاوضات بين المغرب وجبهة «بوليساريو» حول مستقبل الصحراء الغربية في مانهاست بضواحي نيويورك، بعد جولتين قبل ظهر الإثنين وبعده. وفي وقت شدد الوفد المغربي على ان اقتراح الحكم الذاتي يشكّل قاعدة المفاوضات لتسوية قضية الصحراء، رد وفد «بوليساريو» بأن المطلوب العودة الى خيار الاستفتاء.

ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى قوله، في افتتاح المفاوضات أول من أمس، إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي «تشكل القاعدة الأكثر ملاءمة لحل سياسي نهائي» للنزاع الصحراوي. وأشار إلى أن المبادرة «ليست اقتراحاً جامداً غير قابل للنقاش»، وإلى أن الرباط تدخل المفاوضات بـ «حسن نية» وتريد أن تجعل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي «شهوداً على التزامها العلني، بالانخراط في مفاوضات جادة، بفكر منفتح، وصدر رحب، وباقتناع وإرادة راسخين، لإيجاد حل سياسي توافقي ونهائي، على أساس المقترح المغربي، يتطابق مع الشرعية الدولية ومبدأ تقرير المصير». وأكد ان اقتراح الحكم الذاتي «ينسجم كلياً مع المشروع المجتمعي للمغرب الجديد، وروابطه مع الصحراء باعتبارها، قبائل وتراباً، مكوناً أساسياً من مكونات الهوية المغربية الموحدة، التي لم ينفصل فيها المغرب عن صحرائه عبر العصور».

ونقلت الوكالة المغربية أيضاً عن بنموسى أن هذا النزاع يعد «إرثا للحرب الباردة»، محذّراً من «أن استفحال المأساة الإنسانية، التي يعيشها إخواننا الصحراويون في المخيمات (تندوف الجزائرية)، سيعمل على تأجيج التوترات في المنطقة، وبالتالي فتح الطريق أمام البلقنة». وأكد «ضرورة احترام سيادة المملكة (المغربية) ووحدتها الوطنية والترابية غير القابلة للمساومة». ودعا إلى أن «تسخّر الجزائر الشقيقة كل إمكاناتها للإسهام الإيجابي في الجهود المبذولة لحل هذا النزاع المفتعل». وختم بأن هذه المفاوضات تعد فرصة تاريخية يتعين اغتنامها.

أما خلي هنا ولد الرشيد، رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، فقال في كلمته أن موضوع الصحراء «يتطلب كثيراً من الموضوعية والواقعية». وتحدث عن «فرصة تاريخية ثمينة» من خلال هذا اللقاء، مشيراً إلى أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي - التي شارك أعضاء المجلس الاستشاري الصحراوي في بلورتها - «تُشكّل الحل الأنسب والوحيد الواقعي من أجل حل هذا النزاع». وأضاف أن المبادرة «تنص على الجهاز الحكومي الصحراوي، وبرلمان الصحراء المنتخب ديموقراطياً، والجهاز القضائي، وكذلك الأجهزة والوسائل اللازمة لحسن سير المؤسسات». وتابع أن «أهلنا يريدون حلاً، ويعلمون علم اليقين، في المخيمات وأينما وجدوا، بأن الحل الوحيد الممكن هو هذه المبادرة»، معتبراً أنه «لا يجوز لإخواننا في جبهة بوليساريو أن يعتبروا أنها هزيمة أو تنازل، وإنما يجب أن يعتبروها انتصاراً لما ناضلوا من أجله منذ 32 سنة».

ويتكون الوفد المغربي إلى المفاوضات من بنموسى والطيب الفاسي الفهري، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية، وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب في الداخلية، وخلي هنا ولد الرشيد، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات (الاستخبارات الخارجية)، والمصطفى ساهل ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة.

أما وفد «بوليساريو» الذي يرأسه محفوظ علي بيبة، رئيس البرلمان الصحراوي، فأشار في مداخلته إلى دخول الجبهة المفاوضات بنية حسنة من أجل تحقيق «حل سياسي مقبول يوفر للصحراويين الحق في تقرير المصير». وقال إنه لا يمكن فرض حل آحادي يحرم الشعوب من حقها في تقرير مصيرها. وقال إن القيام بمثل ذلك يعد «جريمة دولية».

وتحدث عن مسعى الصحراويين من أجل الاستقلال وما سماه «غزواً دموياً وقمعياً» من المغرب للصحراء بعد انسحاب إسبانيا منها في منتصف السبعينات. وقال إن قبول المغرب «خطة التسوية» للأمم المتحدة عامي 1990 - 1991، كان يعني قبوله حق الصحراويين في الاستقلال إذا قرروا ذلك في استفتاء كان يُزمع تنظيمه في 1992. وأكد أن المغرب كرر هذا القبول بحق تقرير المصير من خلال استفتاء في مواقفه اللاحقة في اتفاقات هيوستن في 1997 (برعاية وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر). ونقل عن وزير الداخلية المغربي السابق إدريس البصري قوله في مفاوضات هيوستن إن المغرب سيقبل خيار الصحراويين في الاستفتاء حتى ولو قرروا الاستقلال.

وأشار الى الخلاف مع المغرب في شأن من يحق له المشاركة في الاستفتاء، والجهود التي بُذلت للوصول الى صيغة متفق عليها من الطرفين في شأن من يحق له الاقتراع بوصفه صحراوياً. وقال إن المشكلة الحالية تتمحور حول اصرار المغرب على منح الصحراويين حكماً ذاتياً بدل تقرير المصير.

وأثار الاقتراح الذي قدمته «بوليساريو» إلى مجلس الأمن في ربيع هذا العام والذي يقوم على عنصرين: التمسك باستفتاء تقرير المصير، وتقديم تصور لعلاقات أخوة وتعاون ذات «طبيعة استراتيجية في كل الميادين تأخذ في الاعتبار مصادر قلق المغرب، جارنا الشمالي الكبير».

وتحضر الجزائر وموريتانيا المفاوضات بصفتهما بلدين جارين ومراقبين. ويرأس الوفد الجزائري الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية السفير رمضان لعمامرة، في حين يرأس الوفد الموريتاني سيدي محمد ولد بوبكر رئيس الوزراء خلال المرحلة الانتقالية.

(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)


معرض الكتاب المغاربي تعويض لإخفاقات السياسيين  
 
تسعديت محمد-الجزائر

تختتم اليوم النسخة الرابعة لمعرض الكتاب المغاربي الذي احتضنته الجزائر على مدار ستة أيام. واقتصرت المعروضات على الأدب بفروعه المختلفة فيما غاب الكتاب العلمي.
لكن ما ميز هذه النسخة أن المعرض كان مهنيا أكثر منه لعرض الكتب، وشهد مشاركة ليبيا والمغرب وتونس ولأول مرة موريتانيا.
وتعتبر هذه التظاهرة فرصة للعمل المغاربي المشترك والبحث عن سوق ثقافية مغاربية.
كما تخلل المعرض عدد من اللقاءات جمعت بين الناشرين المغاربيين لمناقشة واقع الكتاب في المغرب العربي من حيث النشر والطبع  وحركة التوزيع والتبادل الثقافي المغاربي.

مراحل صعبة
وجاء هذا الصالون (المعرض) بعد غياب دام 12 عاما، وفي هذا السياق قال رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب بالجزائر محمد الطاهر قرفي للجزيرة نت إنه منذ إنشاء الاتحاد المغاربي عقد أربع نسخ فقط من معرض الكتاب المغاربي.
ويعزو قرفي السبب إلى أن الاتحاد منذ نشأته عاش مراحل صعبة ارتبطت بالوضع السياسي لكل بلد.
ومع ذلك يرى قرفي –وهو نائب رئيس الاتحاد المغاربي للناشرين- أن المشاركة في المعارض الإقليمية والدولية أحدثت التواصل بين الناشرين المغاربيين حيث اجتمع هؤلاء الناشرون على هامش المعرض الدولي للكتاب في تونس عام 2005 واتفقوا على استعادة أنشطة الاتحاد المغاربي للناشرين.
وجاء إدراج هذا المعرض ضمن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عقب تولي الجزائر رئاسة الاتحاد العام 2006.
وأوضح قرفي أن اجتماعا مصغرا عقد على هامش المعرض لتجسيد بعض المشاريع منها النشر المشترك لإبراز التلاحم الثقافي بين دول الاتحاد المغاربي.
وأضاف قرفي قائلا "نحن في أمس الحاجة إلى كل الهيئات التي تخدم الكتاب والفكر الثقافي ومن المنتظر الإعلان عن تأسيس اتحاد للكتاب المغاربيين يجمع كل المؤلفين والكتاب في المغرب العربي".
وأكد أن الدول المغاربية تعيش واقعا مرا من حيث الإنتاج وحقوق المؤلف، مشيرا إلى أنه في ظل توتر العلاقات السياسية بين بعض الدول المغاربية سيعمل الأدباء على توحيد ما عجز عنه السياسيون.

واقع النشر

وفي إطار اليوم الدراسي الذي جمع بين الناشرين والموزعين المغاربيين، عرض بعض ممثلي دور النشر تجربة بلدانهم.

وذكر الهادي المغيربي من ليبيا أن واقع النشر في بلاده جزء من واقع المغرب العربي إجمالا ويعتبر في طوره الأول رغم تشجيع الدولة حيث أن الكتاب في ليبيا معفى من الرسوم ويخضع لتسهيلات عدة، الأمر الذي لقي إعجاب المشاركين.

أما شاذلي بن زويتي -ممثل الوفد التونسي- فكشف أن تونس تكفلت بعد الاستقلال بالنشر والتوزيع وشجعت القطاع الخاص بشراء مجموعة من الكتب بعد الطبع إضافة إلى تخفيض الرسوم على الورق ومع ذلك تعاني من ارتفاع ثمن الكتاب لقلة السحب.

كما تعاني تونس من مشكلة التسويق لعدم وجود مؤسسات متخصصة في هذا المجال فضلاً عن قلة اهتمام النقاد بالإصدارات.

ومن موريتانيا أوضح أحمد المالكي سلامي أن النشر مازال يعيش إرهاصاته الأولى في بلاده التي تعاني من غياب البنى التحتية لصناعة الكتاب.

ونوه سلامي إلى أن بلاده تمتلك 85 ألف مخطوط ناهيك عن ما هو موجود في القرى، ما يعني أن الإنتاج متوفر ولكن النشر وسوق الكتاب غائبان. وهذا ما يجعل المؤلفين -كما يقول سلامي- ينشرون مؤلفاتهم أحيانا في بلدان مجاورة.

ومن جهته تحدث محمد قرفي رئيس النقابة الوطنية للناشرين عن واقع النشر في الجزائر بقوله إنه لا يختلف عن غيره من الدول.

وأثار في هذا السياق إلى إشكالية فرض الرسوم على الكتاب المنشور في الجزائر في حين أن الكتاب المستورد معفى من الرسوم مما دفع  ببعض الناشرين إلى الاستيراد والتخلي عن النشر.

وخلص المشاركون إلى أن الكتاب يخضع لنفس المعوقات داخل الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي لذلك طالب الناشرون بتوحيد الجهود للقضاء على هذه العراقيل. ودعوا في هذه المناسبة إلى تحقيق النشر المشترك لضمان انسياب الكتاب بين دول المغرب العربي.


(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 جوان 2007)

ساركوزي وحنين الإمبراطور
 

إلياس تملالي- باريس

أن يكون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من أصل هنغاري لا يمنعه من أن ينظر بحنين إلى ماض إمبراطوري لفرنسا شهد في مرحلة معينة إعلان نابوليون بونابرت الحرب على مسقط رأسه (ساركوزي).

كثير من رؤساء فرنسا دافعوا عن الماضي الاستعماري لبلادهم, وبينهم جاك شيراك الذي سن في عهده قانونا –ألغي فيما بعد- يمجد الاستعمار، لكنهم قلما تقمصوا صراحة هذا الماضي كما فعل ساركوزي عندما أعلن في حملته الانتخابية أن الوجود الفرنسي في المغرب والجزائر ومصر كان حلما حضاريا.

ويندرج خطاب ساركوزي -الذي بات يستعير أطروحات ظلت حكرا على أقصى اليمين- في سياق تطور مواقف الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية) وفي سياق أكبر وأقدم تندرج ضمنه مواقف مماثلة منذ سنوات وبينها قانون 23 فبراير/شباط 2005, كما يقول المؤرخ الفرنسي أوليفييه لو كور غران ميزون.

ويضيف ميزون أن خطاب ساركوزي سواء كان إيمانا شخصيا أو مناورة انتخابية له آثار مهمة جدا على الوضع السياسي بفرنسا، وعلى علاقاتها بدول كانت تستعمرها في السابق.

التاريخ والهوية

ويرى المؤرخ في حديث للجزيرة نت إنشاء وزارة للهجرة والهوية امتدادا مؤسساتيا لرغبة ساركوزي في تحويل مسألة الهوية الوطنية الفرنسية إلى مسألة مهمة جدا, ضمن مسعى لتأهيل وتفعيل خطاب يقود الفرنسيين إلى أن يكونوا فخورين بماضيهم وبلادهم.

وكما يفعل مع العديد من القضايا, يستعير ساركوزي عندما يتحدث عن الماضي الاستعماري جزئيات يوظفها حسب السياق دون أن يتبنى أي خطاب كلية. فهو مثلا في حديثه عن "فرنسا المجيدة" يحب كثيرا الإشارة إلى الجنرال شارل ديغول, حتى وإن كان الأخير هو من فهم أن فرنسا الإمبراطورية يجب أن تنتهي.

ويقول المؤرخ بنجامين ستورا –الذي يركز أغلب كتاباته على تاريخ الجزائر- إن استعارة ساركوزي للخطاب الديغولي هو مجرد كلمات, فهو يدعو إلى تأهيل منظمة الجيش السري –غلاة المستوطنين الفرنسيين بالجزائر ممن رفضوا فكرة التفاوض مع جبهة التحرير وحاولوا حتى اغتيال ديغول– ويغفل أن الجنرال كان من مؤيدي إنهاء استعمار الجزائر.

خطاب ساركوزي –يضيف ستورا في حديثه للجزيرة نت- يلقى رواجا بدليل حصده أصوات الجبهة الوطنية, وفي حشد التأييد له قامت جمعيات الحركى (الجزائريون الذين حاربوا مع الجيش الفرنسي وهربوا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر) بنشاط كبير, طمعا في وعد منه بأن تعترف فرنسا بدورها فيما يعرف هنا بـ "مأساة الحركى" بعد وقف إطلاق النار يوم 19 مارس/آذار 1962.

وقد تميز ذلك الخطاب في التعامل مع المسألة الاستعمارية بصراحة شديدة لم تعهد في الرؤساء الفرنسيين الذين ظل أكثرهم يدعون إلى أن يترك هذا الماضي للمؤرخين.

لا لكتابة التاريخ

هذا التاريخ -كما يقول ساركوزي عندما يتعلق الأمر بالجزائر مثلا- ليس بحاجة إلى إعادة كتابة "ومن غير المعقول أن يعتذر الآبناء عن أخطاء آبائهم".

وإذا كان هذا الخطاب متناسقا مع بقية مواقف ساركوزي ومواقف اليمين الفرنسي عموما -في جناحيه الجمهوري واليميني المتطرف- فإن موقف الجزائر ظل يتأرجح بين التشدد والمرونة.

فالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي ظل منذ سنوات يذكر فرنسا كل مرة بواجب الاعتذار, خلت رسالته السنوية قبل نحو ستة أسابيع في الذكرى الـ67 لأحداث الثامن مايو/أيار والتي تزامنت مع انتخاب ساركوزي رئيسا, من طلب الاعتذار التقليدي وإن ذكّرت بهذا الماضي.

طلب الاعتذار بات تقليدا لدى السياسيين الجزائريين في كل مناسبة تاريخية, لكن هناك حرصا على تفادي الإشارة إلى مسألة التعويضات حتى لو كان ذلك لفتة رمزية من باب الضغط المعنوي كما تفعل ليبيا مع إيطاليا.

ويقول ميزون إن السلطات الجزائرية تحرك مسألة الماضي الاستعماري بشكل محسوب وحسب السياقات، وهي لا تتجاوز بعض الحدود حتى لا تحدث أزمة خطيرة بين بلدين تربطهما اعتبارات اقتصادية ودبلوماسية ومالية مهمة.

ويضيف المؤرخ أن التصريحات المتطرفة لسياسيين فرنسيين تستعمل لأغراض مشرعة داخلية في الجزائر، مما يفسر اختلاف مواقف السلطات الجزائرية حسب المراحل والسياقات.

(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 18 جوان 2007)

 
الغرب والحوار مع الحركات الإسلامية
 
يحيي أبو زكريا (*)

دأبت المراكز ومعاهد الدراسات الغربية علي جمع كل شاردة وواردة عن الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، وقد أصبحت هذه الحركات مدار تشريح وتحليل ومتابعة معلوماتية دقيقة حتي من قبل الأجهزة الأمنية الغربية التي كانت وما زالت متخوفة من أن يكون الوجود الإسلامي في جغرافيتها هو امتداد لفسيفساء الحركة الإسلامية بكل تفاصيلها في البلاد العربية والإسلامية.
وكانت هذه الأجهزة تري أنه لا يمكن فهم الكثير من الحركية الإسلامية في الغرب دون قراءة مسلكية هذه الحركة وتلك في واقعها الإسلامي والعربي، والدافع إلي هذه المتابعة والقراءة كان من باب الهاجس الأمني خصوصا بعد أن تبنت بعض التيارات المحسوبة علي الإسلام السياسي العديد من أعمال العنف هنا وهناك، وكان الغرب وأجهزته متخوفين من أن تنتقل قناعات ومسلكيات هذه الحركات إلي المسلمين في الغرب وما قد ينتج ذلك من تعقيدات وإرباكات للغرب الحريص إلي أبعد الحدود علي أمنه السياسي والإقتصادي وحتي الإجتماعي والثقافي.
وقد زاد في هذه المنطلقات المرتبكة والمتوجسة من هذه التيارات التقارير والدراسات والوشايات التي فاقت حدود التصور والمعقول والتي كانت ترد من العواصم العربية إلي الإدارات الغربية والتي كانت تقدم صورة سوداوية عن هذه الحركات الإسلامية التي وحسب هذه التقارير تستهدف الديموقراطية في الصميم، والقيم الغربية في النخاع، والأمن السياسي في القلب. وكانت العواصم العربية التي توفد هذه التقارير عبر القنوات الأمنية والديبلوماسية تهدف أيضا إلي الحصول علي الشرعية المطلوبة لتكريس خط الإستئصال وما يرافقه من تجاوزات دستورية وسياسية خطيرة جدا تستدعي الحصول علي الرضا الغربي حتي لا يكون هناك أي عائق للإستمرار في خط المواجهة، كما أن النظم اياها كانت تريد وبحجة مقاومة الإرهاب والتيارات الإرهابية الحصول علي دعم مالي وعسكري واستخباراتي كبير.
وقد انساقت الإدارات الغربية وراء هذه التصورات وبات العديد من المواطنين الغربيين من أصول إسلامية الذين وردت بشأنهم إشارات من دولهم تحت دائرة الضوء، غير أن أمورا طرأت جعلت الدراسات الغربية والتقارير الغربية تعرف انقلابا في التعاطي مع الأمور، وبداية الإستقلالية عن التصورات العربية الإستئصالية لظاهرة سياسية متجذرة في الواقع السياسي العربي والإسلامي، وقد اكتشفت العديد من الدوائر الغربية أن بعض العواصم العربية تريد أن تجر الإدارات الغربية إلي سياساتها الإستئصالية بحجة الإرهاب والظلامية وما إلي ذلك من العناوين.
والواقع أن الذي أدي إلي بداية التوازن الغربي في تعاطيه مع الظاهرة الإسلامية إلي درجة أن الإتحاد الأوروبي وفي وثيقة خاصة أوصي بضرورة فتح قنوات حوار مع الحركات الإسلامية، هو مجموعة أمور كبيرة للغاية نحاول الإحاطة بمجملها.
مبدئيا بدأ الغرب ومن خلال أجهزته الأمنية يكتشف أن العديد من الأعمال الأمنية التي نسبت لإسلاميين في أكثر من قطر عربي وإسلامي هي في الواقع أعمال نفذتها الأجهزة الأمنية الرسمية والغرض منها خلط الأوراق وإدامة حالة الطوارئ والحصول علي الشفقة الغربية المتبوعة بالدعم المالي واللوجستي والسياسي.
ومن جهة أخري إكتشفت هذه الأجهزة الأمنية الغربية عدم صدقية العديد من الملفات والمعلومات التي وردت في حق أشخاص إسلاميين يقيمون في الغرب أرادت نظمهم توريطهم في قضايا الإرهاب، وبعد تحليل المعطيات والمعلومات تبين أن هؤلاء الأشخاص لا علاقة لهم بتاتا بهذه القضايا، وعلي سبيل المثال لا الحصر فقد ورد ملف أمني إلي جهة غربية عن شخص يحمل جنسية غربية ومحسوب علي جهة إسلامية معينة في العالم العربي، واتهم من قبل الأجهزة الأمنية في بلاده بأنه حاول في تاريخ معين ومحدد إطلاق صاروخ علي قصر الرئاسة في بلاده لاغتيال رئيس الدولة وبعد التأكد الغربي من هذه الملعومات والتي لا يرقي إليها الشك تبين أن هذا الشخص في هذا التاريخ لم يكن موجودا مطلقا في بلده وقدم الدليل الغربي علي ذلك وبهذا الدليل إسترجعت الدولة الغربية مواطنها بالجنسية والذي كان بحوزة الإنتربول، وهناك آلاف الملفات التي دفعت الأجهزة الغربية إلي بداية التشكيك في صدقية الأجهزة الأمنية العربية.
من جهة أخري فقد ساهمت تقارير الديبلوماسيين الغربيين الواردة إلي عواصمهم في تسليط الضوء علي الكثير من المنحنيات السياسية في البلاد العربية والإسلامية، وتشير الكثير من هذه التقاريرالي أن الحركات الإسلامية تتمتع بوزن جماهيري كبير وهي في بلاد إسلامية وعربية عديدة تشكل الرقم الصعب في المعادلة السياسية، وتخرج منتصرة عقب كل انتخابات نيابية أو نقابية وما شابههما، ومعني ذلك أن هذه التيارات لها جذور في الشارع وأنصار، فلا يمكن حسب هذه التقارير أن تكون هذه الشعوب علي خطأ، ومن الخطأ بمكان الإصطدام بهذه الشعوب لأن ذلك مخالف لأساس الديمقراطية ومفهومها القائم علي حكم الشعب لنفسه عبر منتخبيه الممثلين بطريقة إنتخابية وشرعية.
وبالإضافة إلي كل ما جئنا علي ذكره فقد بدأت الإنتليجانسيا الغربية التي تعد التقارير والبحوث التي تستند عليها الدولة الغربية في رسم توجهاتها يكتبون عن خطأ السياسات الإستئصالية التي نهجتها العديد من النظم السياسية العربية بل بدأوا يكتبون عن خطأ النهج الإستئصالي الأمريكي في التعاطي مع الحركات اسلامية عقب أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر).
وقد لاحظ هؤلاء ان واشنطن نفسها بدأت تترك هذه السياسة الإستئصالية بعد أن تأكدت من عدم جدواها وراحت تفتح العديد من القنوات مع بعض الحركات الإسلامية في أكثر من عاصمة عربية وغربية.
وبدأ جزء كبير من هؤلاء يكتبون عن الإستيعاب والحوار بدل المواجهة والإستئصال اللتين أدتا وتؤديان إلي طريق مسدود، ويمكن الإشارة هنا إلي عدد من الدراسات والتقارير التي أعدتها مراكز بحوث ودراسات أمريكية لحساب الإدارة في واشنطن بهدف البحث عن أفضل السُـبل لاحتواء الحركات الإسلامية ذات المنطلقات والرؤي الجهادية والتي ترفض الغرب والأمركة علي وجه التحديد.
والدراسة التي أعدتها مؤسسة راند عن العالم الإسلامي والتي نشرت قبل فترة وجيزة تمثل حالة فكرية لهذه التوجهات الغربية الجديدة. وبعد صدور دراسة مؤسسة راند، صدر تقرير أوروبي موسع يشير بصراحة إلي ضرورة التحاور مع الحركات الإسلامية، وتمت مناقشة هذا التقرير من قبل المجموعة الأوروبية وبدأت العواصم الغربية تنتقل إلي الفعل السياسي الذي يقوم علي المنطلقات التي وردت في التقرير.
وحسب الإستراتيجيين الغربيين فإن نهج الحوار مع هذه التيارات الإسلامية يهدف إلي مجموعة أمور لها صلة بالواقع الأوروبي الغربي، ولها صلة أيضا بالعالم العربي والإسلامي.
فعلي الصعيد الغربي والأوروبي فإن هذا الحوار من شأنه أن يريح المسلمين الغربيين الذين وبالتأكيد ستكون لديهم ردات فعل سلبية لو نهجت العواصم الغربية نهجا إستئصاليا مع هذه الحركات، ومن شأن هذا الحوار أن يحافظ علي الأمن السياسي والأمن الأمني في الغرب، وعلي صعيد العالم العربي والإسلامي فإن العقل الغربي والذي يهمه كثيرا المستقبل futurlogie، لا يريد أن يصطدم بالعالم العربي والإسلامي خصوصا مع احتمال أن تكون التيارات الإسلامية قوي سياسية حقيقية في الجغرافيا العربية والإسلامية علي المدي المتوسط والبعيد، خصوصا وأن العالم الإسلامي ما زال يعتبر الزبون الأول للغرب، كما لا يزال أهم مورد للطاقة والتي عليها تدور راح التقنية الغربية وإلي أجل غير مسمي.
هذه الإعتبارات وغيرها تفسر إلي حد كبير المسلكية الجديدة للإتحاد الأوروبي في الإقتراب من التيارات الإسلامية ومحاولة فهمها، ناهيك عن أن هذه المسلكية تؤمن للتيارات السياسية الغربية الحاكمة الصوت المهاجر العربي والمسلم أثناء الإنتخابات والتي تعول عليها القوي السياسية الغربية والتي يكثر رجالها ورموزها زيارة المساجد والمعاهد الإسلامية كلما دنت ساعة الإنتخابات النيابية!!

(*) كاتب من الجزائر يقيم في السويد

(المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)
 

المكوَّن المفقود في الشرق الأوسط
 

محمد الرميحي (*)

هل ثمة مشترك يجمع ما بين سقوط الشهداء في بيروت وإخراج المنتمين لحركة «فتح» في غزة من مقراتهم وهم نصف عراة رافعين أيديهم أسرى بين أيدي معتقليهم، وحرب المساجد في العراق بين السنة والشيعة، وسقوط مئات آلاف الضحايا في دارفور والحرب الضروس في الصومال والمناوشات في جبال اليمن، فقط لتسمية بعض المظاهر العربية المحيطة، وإذا كان ثمة مشترك ما فما هو؟

باختصار هو غياب الديموقراطية بمعناها المؤسسي الحديث، وهو مكون لم يغب اليوم عن الساحة السياسية العربية ولا بالأمس. انه غياب تاريخي، فشلت النخب العربية ما بعد الاستعمار في استحضاره وتفعيله في الفضاء العربي السياسي من اجل الشروع في إقامة أجندة وطنية تنموية حديثة.

لم يعتر التجربة الناصرية الكثير من السلبيات فقد كانت بشكل عام وطنية تريد تحقيق الأفضل لشعبها وجواره. كانت هناك أخطاء ضخمة ارتكبتها، ولكن أعظم ما ارتكب من أخطاء هو غياب تفعيل شيء من العمل المؤسسي الديموقراطي.

وكذلك لم يشب التجربة البورقيبية في تونس الكثير من الشوائب، فقد كانت حريصة على تقدم ونهضة تونس، إلا أن المكون الديموقراطي المؤسسي هو الذي أقعدها في النهاية عن الوصول إلى ما كانت تبتغي، وهو بناء دولة حديثة.

أردت أن اضرب مثالين لأقدم، من مشرق العرب ومن غربهم، دليلا على غياب هذا المكون المهم في التجربة العربية ما بعد الاستعمار. أما إذا مددنا النظر في تجارب عربية كثيرة من الجزائر إلى الخليج، فإننا سوف نواجه بعقبة الغياب القسري للحريات المقننة وذاك يفسر الفشل الذي نخوض فيه اليوم.

ولا اقصد هنا الديموقراطية الشكلية بمعنى صناديق انتخاب ذات طريق واحد يكتفي بنعم أو لا من الجمهور الكريم، أو تجربة الحزب الواحد، أو حتى التعددية المحصورة في بضع نخب تتداول السلطة. اقصد الديموقراطية بمعناها الأوسع القائمة على قوانين محترمة ذات مرجعيات دستورية، وحريات في القول تضمن أن يسمع كل صاحب رأي رأيه، مع الاعتراف بحقوق الآخر المخالف دون تخوين أو تكفير، وهي في جوهرها تؤمن بأن لا احد من البشر معصوم، وان من يعمل يخطئ، ولا يعرف الخطأ إلا بضده. تلك هي الفلسفة الأعمق التي تحرم تأليه البشر.

لم يتم تفعيل التجربة الديموقراطية على وجه الدقة واليقين في أي بقعة من بقاع العرب. التجربة اللبنانية وهي الأقرب إلى الفحص تقول لنا أن ما يحدث في لبنان هو غياب التعامل الديموقراطي بتوصيفه السابق. نعم تمت انتخابات وحصل فرز بين أقلية وأغلبية في مجلس نيابي. إنما بعد أن تغلبت المشاعر والمصالح والأهواء، ضُرب بعرض الحائط بكل ذلك التشدق بالديموقراطية، فالمجلس النيابي مقفل والحكومة وان كانت ذات أغلبية نيابية «حكومة فاقدة للشرعية».

«حماس» في فلسطين ومن خلال انتخابات حرة تصل إلى الأغلبية النيابية، تنتهي بـ «تطهير» غزة من «العملاء والخونة والكفار» المناوئين لها، في الوقت نفسه الذي تضع السلطة الفلسطينية العصي في دولاب «حماس» (المنتخبة) من اليوم الأول. هنا فكرة القبول بالآخر التي تقوم عليها أسس الديموقراطية غير واردة أو مُفعلة. الديموقراطية التي نفهمها هي التفرد.

هذا التفرد الذي أودى بتجربة واعدة هي الناصرية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي في مصر. لقد كانت النقاشات وقتها، خاصة بعد الانفصال السوري عن الجمهورية العربية المتحدة، تدور حول: هل تسمح الناصرية بالمعارضة؟ وبعد نقاش قيل، تفلسفا، إن هناك بالفعل معارضة غير مرئية في المجتمع المصري، مكونة من الطبقات القديمة والباشاوات وأصحاب الحيازات الزراعية الكبيرة التي حرمت من التعاطي السياسي فلماذا إذاً السماح لمعارضة؟ هذا كان السبب القاتل في انهيار التجربة بعد ذلك. فقد تراكمت الأخطاء من قبل المنفذين، وسهر القائمون على المؤسسة العسكرية سكارى في ملذاتهم من دون رقيب أو حسيب، ودخل الالاف السجون بتهم أو من دونها وبناء على وشايات، وهكذا جاءت هزيمة حزيران (يونيو) قبل أربعين عاما والناس غافلون في محاربة طواحين الهواء والأفواه مكممة، ومن أراد أن يتكلم وينتقد أو حتى يتظلم فهو عميل فاسد!

الشعار نفسه تطبقه اليوم «حماس» في غزة والسلطة في الضفة، فلا صوت يعلو أو ينتقد، «حماس» تدخل المساجد شكراً لله لان غزة أصابت «التحرر الثاني» من «الخونة والعملاء والكفرة أصحاب الدولارات الأميركية»!

والمشهد إن اختلف في التفاصيل لا يخرج عن الجوهر في العراق، فالوضع الذي وصل إليه العراق بعد أربعين عاما أو يزيد من الحكم الديكتاتوري البغيض كمم الأفواه وجعل من الرجال أرانب تعدو من اجل لقمة العيش أو التزلف حتى مسخ كل من يتوقع أن يرفع صوته معترضا حتى على (صورة السيد الرئيس المقدسة) وهكذا خلق جو إرهابي من الدولة وما أن سقطت حتى تحول الجميع ضد الجميع، وتحت الشعارات المخوَنة المكفَرة ذاتها. وفي مقابل حرب الخنادق في غزة ظهرت حرب المساجد. أهدم جامعا سنيا اهدم لك جامعا شيعيا.

ولكن المأساة في غياب المكون الديموقراطي لم تقف هناك، فهناك بلدان عربية ما زالت تسير على المنحى نفسه من دون أن تتعلم الدرس، وهو درس لا يخرج عن تدريب طويل المدى تشترك فيه كل المؤسسات الأهلية والحكومية لقبول الآخر، ووضع القانون فوق الجميع وإتاحة حرية الرأي والنقاش والشفافية. حقيقة الأمر أن المكون الغائب الذي أودى بتجارب عربية بعد الحرب العالمية الثانية والدخول إلى مرحلة (تصفية الاستعمار) ما زال غائبا. وهو إما غائب بمعنى أنه غير موجود، بدليل انه ما زالت نتائج بعض الانتخابات الصورية تكرر نسبة التسعة والتسعين في المائة، وهي نتائج انتخابات صدام حسين المكررة، أو هي تتحول من غياب القانون إلى تغييب القانون عنوة وقسرا. كما في لبنان وليس وحده في ممارسة ديموقراطية عرجاء، تسعى لمصالح ضيقة فئوية ومصلحية تؤدي بالتجربة إلى الاضمحلال في عيون الجمهور أولا ومن ثم الفشل في الانجاز.

غياب المكون الديموقراطي الصحيح يدفع الى تغييب الأخطاء التي تكنس تحت سجادة المصالح أو تفسر على أنها خيانات من نوع ما حتى تتراكم كل الأخطاء وتنتفخ السجادة فيتزحلق عليها النظام برمته، ويذهب حسنو النية فيه قبل سيئي النية.

لقد ثبت من التجربة العراقية بعد دراستها أن صدام حسين قتل في الجمهور العراقي العام أولا رغبة النقد، ثم قتل تلك الرغبة في خاصته، حتى صاروا يعتبرون أن كل ما يقوله أو يفعله هو الحق ومن دونه الباطل. وفي النهاية يقف العراق اليوم على شفا التفكك. وهذا يحدث مع ما بقي من فلسطين. فتستطيع «حماس» أن تأخذ غزة وتقيم فيها «دولة غزة الإسلامية المستقلة»، وتستطيع المنظمة أن تحصل على الضفة وتقيم فيها «دولة الضفة الديموقراطية الشعبية». إلا موعد الجميع مع دولة فلسطين يتأخر مع كل ساعة من الشقاق سنة من الاستحقاق!

خيبة الأمل التي تغطي السماء في فضائنا العربي السياسي والتنموي هي نتيجة فشل النخبة الحاكمة العربية في استطلاع المستقبل والتحوط لما هو آت، وهكذا تسقط التجربة العربية في الحفر العميقة يوما بعد يوم.

على الصعيد الإقليمي لا نتوقع أن يحدث تغيير، فلو قدر أن فهمت مبادرة الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله في الطلب من اجتماع الجامعة العربية في شرم الشيخ عشية الحرب في العراق أن يتنحى صدام حسين عن السلطة ويترك العراق قويا موحدا تحت إدارة أخرى مختلفة، لو قدر لذلك الاقتراح أن ينجح لما عانى الشعب العراقي بكل مكوناته ما يعانيه اليوم من بشاعة الاقتتال. وبالمثل لو تحلت الجامعة العربية بشيء من الشجاعة تجاه لبنان أو فلسطين لاستطعنا أن نتجنب الكارثة القادمة. إلا أن ذلك أضغاث أحلام، لان فاقد الشيء لا يعطيه، فغياب العنصر الديموقراطي هو غياب تاريخي، وما زال حتى الساعة في غرفة الإنعاش، وافراد المجتمع الذين لا يتمتعون بالحرية لا يمكن أن يكونوا مصدرا للتخيل أو للحكمة.

(*) كاتب كويتي

(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)


سقوط حل الدولتين في فلسطين وقيام الدول الثلاث!
 

خالد الحروب (*)

في النقاشات النظرية والسياسية والأكاديمية إزاء مستقبل الصراع على فلسطين كان السجال الدائم محتدماً بين فكرة إقامة دولتين، فلسطينية وإسرائيلية بحسب قرارات الأمم المتحدة، وفكرة إقامة دولة واحدة تقوم على أسس المساواة والديموقراطية والمواطنة العلمانية بين كل من يعيش على أرض فلسطين التاريخية، من مسلمين ومسيحيين ويهود. بيد أن الأمر شبه البديهي الذي يقبع في قلب التطورات التي تشهدها هذه المنطقة بتقلباتها الحادة هو ذلك المنطق الغريب والمفاجئ للواقع على الأرض والذي يفاجئ الجميع بسيناريوهات قد لا تخطر على بال أحد بشكل جدي. فعوضاً عن الحلين المذكورين صار الواقع يقول إن هناك حلاً ثالثاً: دولة إسرائيلية قوية، ودويلتان فلسطينيتان ضعيفتان.

ما لم تحدث شبه معجزة في الاسابيع القليلة المقبلة فإننا أمام سيناريو كئيب للفلسطينيين: شبه دولتين تتقاسمان الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب، أو تحت رحمة الدولة الإسرائيلية المسيطرة تماماً على سيادة ومصير الدويلتين معاً. لا يملك أي طرف من الأطراف سواء كان فلسطينياً أم عربياً أم دولياً حلاً أو معالجة للإنقسام السياسي والجغرافي والديموغرافي الذي وقع كالصاعقة على الفلسطينيين. ربما جاز وصف الوضع الفلسطيني الراهن بأنه الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، لأن الإنقسام الحزبي والإختلاف السياسي انعكسا على الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية كما لم يحدث في تاريخ الفلسطينيين. اختلف الفلسطينيون كثيراً في القرن العشرين ومنذ تاريخ الإنتداب البريطاني، لكن كل اختلافاتهم كانت فوق الجغرافيا الوطنية، وبقيت على مستوى القيادات والأحزاب السياسية والطروحات. حتى في أوج الأزمات التي تحولت فيها الخلافات إلى صدامات مسلحة لم يحدث أن انعكست على جغرافيا الوطن الفلسطيني، كما هو حادث الآن.

ومرة أخرى، ما لم تحدث معجزة سياسية تعيد خلق نوع من التوافق «الإجباري» بين «فتح» و «حماس» يكون أساسه جمع «الاخوة الأعداء» على قاعدة التوقف عن سياسة التدمير الذاتي، فإن حل الدول الثلاث هو الذي يلوح في الافق. هذا طبعاً مع التحفظ على إستخدام تعبير «دولة» لوصف كياني الضفة الغربية وقطاع غزة المنفصلين، فهو توصيف غير دقيق وفيه تجاوز واضح. وما لم تُسترد القناعات لدى طرفي الصراع الفلسطيني بأن فكرة إقصاء أي طرف للطرف الثاني من «الجغرافيا» التي يسيطر عليها الطرف الأول هي بإختصار مستحيلة، فإن الإنفصال الجغرافي سيتكرس. ليس في مقدور أحد تقدير المآلات النهائية لمثل هذا الانفصال وسيرورته والاتجاهات التي سيأخذها، لكن بالإمكان القول إن هذا الانفصال سيتكرس مع مرور كل يوم. كل أسبوع يمر على الفلسطينيين وهم على وضعية الاستقطاب بين غزة والضفة يعزز من الوضع الراهن، ويجعل من ظرفيته وسمته التي يتمنى الجميع أن تكون موقتة وضعاً يصعب الرجوع عنه. ولتأمل السيناريو المظلم علينا قراءة الجوانب التالية:

أولاً: من مصلحة إسرائيل العليا ترسيخ التقطيع الجغرافي الفلسطيني وتكريسه بكل الأشكال. ومن شبه المؤكد أن تركز إستراتيجية إسرائيل في المرحلة الحالية والمقبلة، سواء على الصعيد السياسي أم العسكري، على تثبيت وضع الإنفصال. فهذا الإنفصال يخلق هدفاً جديدا للفلسطينيين سيحاولون الوصول إليه، بعيداً كل البعد عن أهدافهم الوطنية التقليدية المضادة لإسرائيل. ففجأة يصبح «الهدف الوطني» هو إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة موحدة. ويصبح هذا التوحيد هو «سقف الجهود الفلسطينية» وبسببه ستتراجع الأهداف الكبرى المتعلقة بمواجهة الإحتلال الإسرائيلي والنضال من أجل الحقوق الفلسطينية الاساسية والمعروفة. ومثل هذا التطور سوف يفرح إسرائيل من كل الجوانب.

ثانياً: كل الصراخ الإسرائيلي الراهن من وجود دولة «حماستان» إلى جوارها والخطر الأمني الذي قد تسببه لها، وانها صارت «محاصرة» من قبل «حماس» في الجنوب و «حزب الله» في الشمال ليس سوى مبالغات تهدف إلى حشد التأييد الدولي لا أكثر ولا أقل. إسرائيل تعلم أن آخر ما تفكر به «حماس» الآن هو إطلاق الصواريخ تجاه المدن الإسرائيلية، أو إستفزاز إسرائيل بأي شكل من الأشكال. بكلمة أخرى، سوف يتحقق عملياً مقدار أمن لإسرائيل أكثر بكثير من السابق، فقطاع غزة كله مكشوف للجيش الإسرائيلي سواء برا أم بحرا أم جوا. وإذا كانت إسرائيل تتردد قليلاً في السابق في ضرب هذا الهدف أو ذاك مستثنية بعض منشآت ومراكز الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني فهي الآن ستكون في حل من إستثناء أي هدف. وهذا الإنكشاف تدركه «حماس» ومن شبه المؤكد أنها ستركز على «الجبهة الداخلية الغزاوية» ولن تتحرش بإسرائيل في المرحلة المقبلة. وهذا كله يعني أن إسرائيل مستفيدة أمنياً من التطور الذي حصل وستحصد نتائجه، وسوف يعنيها أن يدوم هذا الإنفصال وما يترتب عليه من إضعاف لموقف «حماس» العسكري.

ثالثاً: سوف تعمل «حماس» كل ما تستطيع حتى تثبت أنها قادرة على حفظ الأمن في قطاع غزة وتوفير الاستقرار، وأولى الخطوات التي تعمل على إنجازها كما يبدو هي العمل الحثيث على إطلاق الصحافي البريطاني آلان جونستون، ثم التسريع بصفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير شاليت. الهدف من ذلك توصيل رسالة إلى الخارج والرأي العام أنها قادرة على ضبط الأمور وحل أصعب الإشكالات عندما تكون ممسكة بزمام الأمور من النواحي الأمنية. مقابل ذلك سوف تحصل «حماس» ضمناً على عدم التحرش بها إسرائيلياً، ومن المستبعد أن تقوم إسرائيل بإجتياح قطاع غزة عسكرياً لأن في ذلك مخاطر كبيرة جداً، وليست هناك ضمانات للنتائج، كما ليس هناك أي تصور «لليوم التالي» للإجتياح وما هي الصورة النهائية التي سيؤول إليها وفي ما إذا كانت ستؤدي الى عودة الإحتلال العسكري للقطاع كما في السابق. ما يعقد هذا الإحتمال في وجه إسرائيل هو الخسائر الكبيرة المتوقعة في صفوف جيشها بسبب قوة «حماس» العسكرية التي لم تكن كذلك في أي فترة سابقة.

رابعاً: يتكرس إنفصال الضفة الغربية وقطاع غزة مع تواصل سياسة اللاحوار بين «فتح» و»حماس» وتبادل الإتهامات بفقدان الشرعية. هناك خطاب إستئصالي وعنيف عند الطرفين يحتاج إلى قوى إعتدال جبارة كي تحيَده بعض الشيء والشروع في حوار يعيد لحم ما تم فصله. وهذا لن يتم بين يوم وليلة، بل سيحتاج إلى وقت طويل تكون فيه وقائع صلبة جديدة قد تكرست على أرض الواقع. والمفارقة المريرة هنا هي أن الحوار مع إسرائيل سيكون مفتوحاً على مصراعيه بينما الحوار الفلسطيني - الفلسطيني سيكون مغلقاً. فمن ناحية أولى سيكون هناك إنفتاح كلي بين حكومة الطوارئ التي أعلنها محمود عباس وإسرائيل، ومن ناحية ثانية ليس من المستبعد أن يكون هناك حوار غير مباشر بين «حماس» وإسرائيل للوصول إلى توافقات معينة بخاصة في مجال التهدئة وإيقاف الصواريخ مقابل عدم اجتياح القطاع ومواصلة تزويده بالماء والكهرباء.

خامساً: ستعمل الأطراف العربية والدولية على تعزيز ودعم حكومة الطوارئ لمواجهة حكومة غزة، وهذا سيقود إلى تكريس الإنفصال وليس إلى الدفع باتجاه التوحيد. و «حماس» التي يستفزها هذا الدعم ستحاول أن تثبت أنها لن تتراجع ولن تغير الوضع إلا وفق إتفاق يشمل الضفة والقطاع ويمنحها الموقع الذي تطالب به في أي حكومة جديدة. بموازاة ذلك ستعمل «حماس» على تأمين دعم مادي ومساعدات بطرقها الخاصة. وربما ستفسح اسرائيل المجال لمثل هذه المساعدات كي تصل إلى القطاع تحت شعار أنها لن تعيق المساعدات الإنسانية، لكن سيكون جوهر الموقف الإسرائيلي هو الإبقاء على الواقع الإنفصالي ومده بسبل الحياة، وتقوية غزة مقابل الضفة وجعلها تشعر بإمكانية البقاء والحياة من دون الإعتماد على حكومة رام الله. ولن يعمل الوضع الإقليمي المتردي هو الآخر إلا على تعزيز الإنقسام. فالإستقطاب المحوري بين دول معتدلة وأخرى راديكالية في المنطقة العربية يمتد إلى الساحة الفلسطينية بحيث ينضوي كل من الطرفين الفلسطينيين في واحد من هذين المحورين.

خلاصة ذلك كله هو أن فكرة وحلم الدولة الفلسطينية المستقلة الواحدة سيصبحان أبعد منالاً، وأن فكرة الدولتين أو فكرة الدولة الواحدة لحل الصراع على فلسطين سوف تنسحب إلى الخلف لصالح فكرة الدويلات الثلاث. وفي زحمة هذه التصدعات المتوالية سيضعف حضور الحقوق الفلسطينية الكبرى، وتتردى القضية الفلسطينية من موقعها كقضية تحرر وطني وتلتحق بقضايا الصراعات الداخلية والإنشقاقات والعنف الطائفي والسياسي وسوى ذلك. وتفادي ذلك كله يحتاج إلى قدر ضخم، غير متوفر حالياً، من الشعور بالمسؤولية الوطنية وتقديمها على الأنانيات الحزبية. وهناك شرطان ابتدائيان لمحاولة بث الحياة في تلك المسؤولية الوطنية التي صارت الآن جثة هامدة: الشرط الأول هو أن تجيب «حماس» على السؤال التالي: ما هو الافضل للقضية الفلسطينية، بقاء قطاع غزة موحدا مع الضفة الغربية ولو تحت قيادة تراها «حماس» فاسدة، أم فصم قطاع غزة وتخليصه من تلك القيادة؟ وأن تجيب «فتح» والرئاسة الفلسطينية على السؤال التالي: ما هو الأفضل للقضية الفلسطينية، بقاء قطاع غزة موحداً مع الضفة الغربية ولو كان تحت سيطرة «حماس» كلياً أو جزئياً، أم إنفصاله عنها إن تمترست كل من «فتح» و «حماس» وراء مواقفهما الراهنة؟ أما الشرط الثاني فهو أن يتم قلب شكل التعامل بين الطرفين بحيث يتعامل السياسيون مع السياسيين، وأن لا يترك الأمر للأجنحة والأجهزة العسكرية كي ترسم السياسة وتقودها. فالغريب في أسلوب ولغة التعامل الفتحاوي - الحمساوي هو أن العسكريين من هذا الطرف أو ذاك يردون على السياسيين في الطرف الآخر، وينخرط الجميع في سلسلة من التصريحات والخطابات بين سياسيين وعسكريين بحيث تضيع عناوين القيادات الحقيقية. أما في الميدان فإن السياسيين ينسحبون ويتركون للميليشيات حرية التصرف. فمثلاً أين كانت قيادات «حماس» السياسية العاقلة امام التدمير والتخريب والبطش الذي قامت به بعض العناصر العسكرية في الحركة في قطاع غزة بحق عناصر من «فتح» ورآها الجميع على شاشات التلفزيون؟ وأين كانت وما زالت قيادات «فتح» والرئاسة العاقلة من التدمير والتخريب والبطش الذي قامت به بعض عناصرها العسكرية في الضفة الغربية بحق عناصر «حماس»؟

(*) كاتب فلسطيني - اردني – كامبردج

(المصدر: صحيفة الحياة (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جوان 2007)

 

للاشتراك في أحد قائمتي المراسلة لتونس نيوز، يرجى إرسال رسالة فارغة إلى:

 tunisnews_arabic-subscribe@googlegroups.com القائمة العربية:  

 

القائمة الفرنسية (وبقية اللغات الأوروبية):  tunisnews_french-subscribe@googlegroups.com

Nuk ka komente: