أهلا وسهلا بكم في ملتقى الغرباء يشرفنا انضمامكم الينا..

e enjte, 21 qershor 2007

Tunisnews_Arabic 21/06/2007

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie
Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

السنة الثامنة، العدد 2585 بتاريخ 21 جوان 2007


الموقع: www.tunisnews.net

للمراسلة: redaction@tunisnews.net


أنت مشترك بقائمة المراسلة لتونس نيوز باللغة العربية بواسطة هذا العنوان: infotunis1.newsar@blogger.com


لإيقاف اشتراكك يرجى إرسال رسالة فارغة إلى: unsubscribe_tunisnews_arabic@tunisnews.net


"الموت البطيء": شريط يوثق مأساة المساجين السياسيين بتونس


بمناسبة اليوم التضامنى مع السجين السياسى بتونس أصدرت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين شريط تحت عنوان "الموت البطيء".
للمشاهدة اضغط على الرابط التالي:
http://www.nahdha.info/mcgallerypro/show.php?start=0&id=12&video=1
(المصدر: موقع نهضة إنفو – مارس 2007)
رويترز: تونس تتسلم مواطنين اثنين لها في جوانتانامو وتحقق مع أحدهما
القدس العربي:غوانتانامو: الولايات المتحدة تسلم سجينين الي تونس واربعة الي اليمن
رويترز:تونس: الأمن في المتوسط يجب ألا ينطلق من مبادرات فردية
كلمة: حرمان من الشغل ومنع الاحتجاج
البديـل عاجل: احتجاجات للمعلّمين يوم 13 جوان و يوم إصلاح الرّابعة أساسي
رويترز:نمو الاستثمارات الاجنبية في تونس 38 في المئة في خمسة أشهر
د. المنصف المرزوقي: والآن ماذا نفعل وقد وقفت الزنقة على تونس ؟
مصطفى عبدالله الونيسي:إليك و إلى أمثالك يا د. سليم أوجه هذا النداء
سلوى الشرفي: أخ الهاشمي الحامدي كيف الحال ؟
د. محمد الهاشمي الحامدي: موقف عجيب ومحزن منك يا دكتورة سلوى الشرفي
محمد العروسي الهاني :رسالة مفتوحة لأسرة تحرير تونس نيوز تتضمن في محتواها:أفكار سامية وإعجاب بدور الموقع وإشعاعه و ملاحظات هامة
صابر التونسي: سواك حار (35)
عبد الباسط بن حسن: مشهدة الموت في الفضائيّات: حرب كمقابلة كرة القدم
 القدس العربي: الشاعر والكاتب التونسي محمد علي اليوسفي: ولمَ لا تكون الكتابة مجرد لعب؟
رويترز:غزة تقدم دروسا قاسية في الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط
رويترز:عباس يستبعد الحوار مع "القتلة" في حماس
موقع كتائب القسام :أبو عبيدة : كتائب القسام ستأخذ دورها الرائد كقوة شرعية
موقع كتائب القسام :القسام يسيطر علي أجهزة تنصت ووثائق خطيرة بمقري المخابرات والوقائي بغزة
المركز الفلسطيني للإعلام:أكدوا مسؤوليته أيضاً عن استهداف الوفد الأمني المصري:قياديون يؤكدون: وثائق تثبت تورط دحلان في اغتيال عرفات ومحاولة اغتيال هنية
المركز الفلسطيني للإعلام:قال إن خطابه اشتمل على قصص "كاذبة ومفبركة":حمدان: إغلاق عباس لباب الحوار مع "حماس" خضوع لضغوط أمريكية وصهيونية
منير شفيق: فلسطين.. التخلي عن نهج الحسم السياسي والعسكري
أكرم البني: ما الذي فعلته حماس؟
 عبدالإله بلقزيز: الطريق إلى التقسيم: أسئلة إلى "حماس"
 جـواد الحـمد : قراءة هادئة في عملية إنهاء الفلتان الأمني في غزة
محمود درويش: أنت منذ الآن غيرك

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows  (


قناة الحوار التونسي

الكلمة الحرة قوام الوطن الحر

 

حصة الاحد24جوان 2007

 

تغية خاصة و حصرية لانتخابات هياكل المحامين- الحملة الانتخابية للمترشحين لمنصب العمادة

- تقديم المترشحين لعضوية مجلس الهيئة

- حوار شيق مع العميد الحالي الاستاد عبد الستار بن موسى

حوار مع رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بالقيروان السيد مسعود الرمضاني

تغطية للاجتماع التحضيري الثاني لنقابة الصحفيين التونسيين

 

عن اسرة القناة

مشاهدة طيبة 

 


تونس تتسلم مواطنين اثنين لها في جوانتانامو وتحقق مع أحدهما

 تونس (رويترز) - قال مصدر قضائي يوم الاربعاء ان السلطات التونسية تسلمت من واشنطن اثنين من مواطنيها أُفرج عنهما من معتقل جوانتانامو وانها تحقق مع أحدهما.

 وأضاف المصدر "سلمت السلطات الأمريكية بتاريخ 18 جوان (يونيو حزيران) الجاري الى السلطات القضائية التونسية كلا من لطفي الاغا وعبد الله الحاجي المطلوبين من القضاء التونسي لأجل تتبعات جزائية ضدهما."

 وقال المصدر ان الأغا موضع تحقيق لدى المحكمة الابتدائية بسبب ما نُسب اليه من انخراط في تنظيم له علاقة بجرائم ارهابية.

وتابع"أُحيل المتهم لطفي الاغا تبعا لذلك على قاضي التحقيق لدى هذه المحكمة لاستكمال الابحاث معه وتقرير ما اذا كان متورطا في الافعال الواقع تتبعه من اجلها."

 ويقول محامون ونشطاء حقوق الانسان ان عبد الله الحاجي صدرت في حقه أحكام غيابية بتهم الانتماء لحركة النهضة الاسلامية المحظورة.

 واعتقل الحاجي عام 2003 بباكستان.

 لكن المصدر القضائي قال ان بامكان الحاجي ان يسجل اعتراضه على هذه الاحكام وهو ما يترتب عنه قانونا اعادة مقاضاتة من اجل مانسب اليه من افعال في محاكمة علنية تكفل له فيها جميع الضمانات القانونية.

 ولم يُشر المصدر القضائي الى فترة الحكم الغيابي الصادرة بحق الحاجي عام 1990 لكن مصادر حقوقية قالت انه حكم عليه بالسجن لمدة 23 عاما .

 وسافر الحاجي منذ 1990 الى باكستان مع عائلته حيث عمل كتاجر للاقمشة قبل ان يعتقل في 2003 على يد القوات الباكستانية التي سلمته الى واشنطن.

 وبعد اعتقاله عادت زوجة الحاجي وابناؤها الثمانية الى تونس حيث يقيمون حتى الان.

 وقال محامون امريكيون ومدافعون عن حقوق الانسان انه لايزال على قائمة التونسيين المعتقلين في سجن جوانتانامو في خليج كوبا عشرة مواطنين آخرين.

 (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 جوان 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


غوانتانامو: الولايات المتحدة تسلم سجينين الي تونس واربعة الي اليمن

 واشنطن ـ ا ف ب: سلمت الولايات المتحدة سجينين من معتقل غوانتانامو في كوبا الي تونس كما سلمت اربعة سجناء الي اليمن، حسب ما اعلنت وزارة الدفاع الامريكية الثلاثاء. وندد المجلس من اجل الحقوق الدستورية وهو منظمة امريكية تضم محامين يمثلون معظم سجناء غوانتانامو، بتسليم احد هؤلاء السجناء الي تونس.

وجاء في بيان ان المجلس ندد بتسليم السجين في غوانتانامو عبد الله بن عمر الي تونس يوم الاحد في 17 حزيران (يونيو) حيث يخشي ان يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة .

واوضح ان حكما غيابيا بالسجن لمدة 23 عاما صدر بحق عبد الله بن عمر مطلع التسيعينيات في تونس بتهمة الانتماء الي حزب النهضة الاسلامي المعتدل .

واشار الي انه غادر تونس في العام 1989 الي السعودية ومنها الي باكستان لانه تعرض للاضطهاد الديني. ثم اعتقله عملاء باكستانيون عام 2001 في منزله وارسلوه الي غوانتانامو. ولا تزال زوجته واولاده الثمانية يعيشون في باكستان.

وبعد تسليم هؤلاء الستة انخفض عدد السجناء في قاعدة غوانتانامو البحرية الي حوالي 375 سجينا ، حسب ما اوضح بيان للبنتاغون.

وينتظر حوالي 80 سجينا ايضا تسليمهم بلدانهم الاصلية اما ليطلق سراحهم واما ليقضوا عقوبة بالسجن.

 (المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جوان 2007)


تونس: الأمن في المتوسط يجب ألا ينطلق من مبادرات فردية

 تونس (رويترز) - قالت تونس يوم الاثنين 18 جوان 2007 ان تحقيق الامن والاستقرار في منطقة حوض البحر المتوسط يجب الا ينطلق من مبادرات فردية ويجب ان يراعي خصوصيات كل بلد.

وقال كمال مرجان وزير الدفاع التونسي الذي كان يتحدث في مؤتمر للتعاون مع حلف شمال الاطلسي "مفروض علينا خيار واحد وهو خيار التعاون المتكافئ الذي يأخذ في الحساب خصوصيات كل طرف من اجل بلوغ ما نرجوه من خير لمنطقة البحر الابيض المتوسط".

وتواجه دول شمال وجنوب المتوسط تحديات أمنية أبرزها التصدي للتهديدات الارهابية التي باتت تؤرقها بعد تصاعد عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي في الجزائر والمغرب في الاونة الاخيرة.

وتسعى هذه الدول الى تدعيم تعاونها في المجالين الامني والعسكري لمواجهة هذا الخطر. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان من بين اولوياته انشاء اتحاد متوسطي لمواجهة كل التحديات المشتركة.

وقال مرجان "ان تأسيس شراكة مع منظمة حلف شمال الاطلسي في كافة المجالات وخاصة في المجال الامني بما فيها مقاومة الارهاب والهجرة غير الشرعية يستدعي بالضرورة التشاور بين جميع الاطراف حول كافة المشاغل القائمة بغية بلورة رؤية مشتركة لواقعنا بمختلف ابعاده الامنية والاقتصادية والاجتماعية".

واعتبر انه من الواجب الا تقتصر المبادرات على البعد الفردي وان تأخذ هذه المبادرات بخصوصيات الجهات المقصودة دون ان تتجاوز اغراضها منطقة بلدان الحوار المتوسطي لان لكل منطقة خصوصياتها وظروفها وقدراتها.

 وقال ان بلاده حريصة على الانخراط في منظومة تبادل المعلومات عبر الانترنت ومنظومة التعرف الالي على البواخر.

 من جهته قال السندر ريزو الامين العام المساعد للحلف في تصريح للصحفيين "ما أود ان اشير اليه ان مبادرات الحلف مع اي بلد عربي لاتتم الا بعد التشاور المكثف معه حتى لا تكون مبادراتنا دون جدوى."

 (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 18 جوان 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 


 

المقابل

 البلديات كانت صارمة هذه السنة في استخلاص الزّبلة والخرّوبة.. وقد امتثل جل المواطنين ولم تجد البلديات معهم أية صعوبة.

 دفع المواطنون ما عليهم رغم مشاكلهم الماليّة.. وتحسّنت بذلك طبعا ميزانية البلدية.

 فهل سنلقى مقابل دفع الأداء الجزاء الملموس؟... بعبارة أخرى هل ستقاوم البلديّات بنفس الصّرامة الضّجيج والذّباب والنّاموس؟

 محمد قلبي

 (المصدر: جريدة "الصباح" (يومية – تونس) الصادرة يوم 21 جوان 2007)


نمو الاستثمارات الاجنبية في تونس 38 في المئة في خمسة أشهر

 تونس (رويترز) - قالت وكالة النهوض بالاستثمارات الحكومية يوم الخميس ان الاستثمارات الاجنبية في تونس زادت خلال الاشهر الخمسة الاولى من هذا العام بنسبة 38 بالمئة الى 577 مليون دينار (450 مليون دولار).

واضاف تقرير للوكالة نشر يوم الخميس ان الاستثمارات الاجنبية بلغت في نفس هذه الفترة من العام الماضي 327 مليون دولار.

وعزا التقرير هذا الارتفاع الى نمو الاستثمارات في قطاع الطاقة بنسبة 22 بالمئة.

وبقيت الاستثمارات في قطاع الصناعة مستقرة حيث بلغت قيمتها 86 مليون دولار.

وبلغ الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات 84 مليون دولار.

ووفرت الاستثمارات الاجنبية ما يزيد عن 260 الف فرصة عمل خلال العقد الاخير في بلد يصل فيه معدل البطالة الى نحو 14.3 بالمئة.

وتسعى تونس الى جذب مزيد من الاستثمارات لايجاد فرص عمل اضافية لخريجي التعليم العالمي الذين يتجاوز عددهم 80 الف كل عام والذين تصل البطالة بين صفوفهم الى نحو 60 بالمئة.

 (الدولار يساوي 1.281 دينار تونسي)

 (المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 21 جوان 2007)


 

حرمان من الشغل ومنع الاحتجاج
 

سامي نصر
دعا "اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل" إلى اعتصام أمام مقر ولاية تونس يوم الخميس 21 جوان للتعبير عن مطالب المعطلين المشروعة. وقد استعدّ نشطاء الاتحاد لهذا التحرك نوعيّا بارتداء كل واحد منهم تبّانا يحمل شعارات المعطّلين ومطالبهم (حق الشغل قبل كل الحقوق، الحق في التعويض عن البطالة، الحق في تغطية صحّية للمعطلين). وقد قسّموا أنفسهم صبيحة الخميس ثلاث مجموعات، تحركت مجموعتان باتجاه الولاية وأخرى قامت بحملة تحسيسيّة بين المواطنين داخل عربات المترو الخفيف وهي مفاجأة لم تتوقعها وزارة الداخلية.
وقد تدخّلت عناصر البوليس السياسي بأعداد كبيرة لمنع المشاركين من الوصول وتفريق الذين تمكنوا من الوصول. وتم إيقاف كل من بلقاسم بن عبد الله (علوم) وشريف الخرايجي (تاريخ) وحسن الرحيمي (تقني سامي) ووليد عزوزي (تقني مهني).
وتعرّض وسام الصغير (تنشيط شبابي) وأنور عمدوني وبلقاسم عبد الله وعادل حاج حسن (تاريخ) للتعنيف الشديد في الطريق العام.
أمّا الناشطة البارزة في صفوف المعطّلين فلة الرياحي فقد اقتيدت بالعنف إلى سيارة الشرطة وتم نقلها بعيدا عن مكان التحرك.
وكان الصيف الماضي قد شهد تحركات مشابهة لأصحاب الشهائد الذين تم إقصاؤهم من قائمات الناجحين في امتحان الكفاءة في الأستاذية. وقد لجأت الحكومة التونسية إزاء تلك التحركات إلى تشغيل بعضهم في حين حكمت على اثنين منهم بالسجن النافذ.
(المصدر: مجلة "كلمة" (اليكترونية شهرية – تونس)، العدد 54 لشهر جوان 2007)

 

 


 

احتجاجات للمعلّمين يوم 13 جوان و يوم إصلاح الرّابعة أساسي

بقلم: معلّم نقابي قاعدي

تونس في 16 جوان 2007.

قرّر لقاء الجهات الّذي انعقد عوضا عن الهيئة الإداريّة ليومي 8 و 9 جوان 2007 جعل يوم السّبت 13 جوان 2007 يوما وطنيّا للاحتجاج أمام الإدارات الجهويّة للتّعليم بمختلف أنحاء بلادنا على بدء إجراء الوزارة لحركة المعلّمين من جانب واحد دون تشريك الطّرف النّقابي والضّرب بمقترحاته عرض الحائط، وكذلك تعطيل إصلاح امتحان الرّابعة والسّادسة أساسي.

وتنفيذا لهذه التّوصيات اعتصم المعلّمون بقيادة هياكلهم النّقابيّة الجهويّة أمام الإدارات الجهويّة للتّعليم.

وقد حاولت الإدارة منع النّقابات الجهويّة من مقابلة المديرين الجهويّين بكامل أعضائها وفرض دخول عنصر أو عنصرين فقط من الهيكل الجهوي هذا على الأقلّ في تونس الكبرى : تونس – أريانة – بنعروس – منّوبة

أمّا في جهة تونس فقد رفض النّقابيّون الّذين حضروا بعدد محترم ومعهم نقابتهم الجهويّة هذا المقترح في تدخّلاتهم ، رافعين شعارات : "شادّين، شادّين في حركة المربّين" – "اتّحاد مستقلّ والنّقابة هي الكلّ".

حاول البوليس السّياسي المتواجد بكثافة على عين المكان منع النّقابيّين من التّدخّل ورفع الشّعارات، لكنّه لم يستعمل العنف مثلما حصل في القصرين: حيث وقع الاعتداء على النّقابيّين بطريقة تدلّ على جبن فظيع، لقد استدرج البوليس النّقابيّين بدعوى التّفاوض أثناء التّجمّع الاحتجاجي ثمّ انهال عليهم بالحجارة ( الإتّحاد الجهوي هناك فيه حضيرة بناء) والمتراك وبأخشاب البناء، لقد انتهكوا حرمة الإتّحاد وبعثروا الوثائق داخل المقرّ واعتدوا بالعنف البربري على أعضاء الإتّحاد الجهوي...

نتمنّى للأخ خالد الدّلهومي كلّ الشّفاء (كسر رهيب في الجمجمة كان يمكن أن يميته) وكذلك لبقيّة النّقابيّين المصابين، ونحيّي فيهم شجاعتهم وصمودهم أمام هؤلاء المارقين عن القانون والفالتين من العقاب في ظلّ دولة الغاب. امتثلت الإدارة الجهويّة للتّعليم بتونس، وقبلت النّقابة الجهويّة بمن حضر من أعضائها يتقدّمهم الكاتب العامّ الأخ الحبيب الطّريفي 

انسحب الجميع بعد تقديم لائحة للمدير الجهوي المساعد تنديدا بالحركة المهزلة عازمين على مواصلة النّضال من أجل استرجاع الحركة كما عهدناها.

انعقد مجلس إطارات نقابيّة على مستوى جهة تونس يوم الجمعة 15/06/2007 على السّاعة الخامسة مساء تحدّث فيه الحاضرون عن العراقيل الّتي يواجهها النّقابيّون:

سلطة الإشراف بإصرارها على إنجاز الحركة المهزلة كما تريد.

الجزء المتنفّذ في المكتب التّنفيذي بقيادة المسؤول عن النّظام الدّاخلي تخلّى عن مطالب المعلّمين وبالأخصّ الحركة الّتي هي مكسب تاريخي علما بأنّ منخرطي الإتّحاد حوالي 375 ألفا (حسب مؤتمر المنستير2006) يمثّل التّعليم الأساسي لوحده 45 ألفا منها أي بنسبة 12 في المائة منها.

لم ينس الحاضرون أن ينوّهوا بموقف الهيئة الإداريّة الوطنيّة الأخيرة الّتي ساندت المعلّمين بكلّ قوّة لكنّ المتنفّذين لايريدون ذلك.

وقع الإتّفاق على تنظيم تحرّكات احتجاجيّة يوم السّبت 16 جوان 2007 في مراكز إصلاح الرّابعة أساسي كلّ هيكل نقابي حسب قدراته والظّروف المحيطة به.

الاحتجاج في مراكز الإصلاح في جهة تونس:

1 – مركز "باردو" لم يتمكّن النّقابيّون من فعل شيء سوى التّحسيس.

2 – مركز"الصّادقيّة" لم يتّجه أحد إلى هناك سوى نقابي أو اثنين.

3 – مركز "نهج روسيا" تمّت عمليّة التّعطيل بنجاح من الثّامنة على التّاسعة.

4 – كذلك مركز الكبّاريّة.

5 – مركز"الزّهروني" كانت العمليّة ناجحة جدّا، دامت ساعة حتّى أنّ المدير المساعد قدم إلى هناك.

6 – مركز "خير الدّين بحلق الوادي" دامت العمليّة حوالي 20 دقيقة.

7 – مركز "صلامبو بلوتارك" دامت حوالي 45 دقيقة.

8 – مركز "المرسى" دامت العمليّة حوالي السّاعة.

 هذه إجمالا وتقريبيّا مختلف التّحرّكات الّتي وقعت في جهة تونس العاصمة، ونعتذر مسبقا لمن نكون قد سهونا عن ذكره.

 ملاحظة: حسب المعلومات الأوّليّة الواردة إلينا من جهة " أريانة " فإنّه وقع غلق 6 مراكز إصلاح بهذه الولاية وتجميعها في مركز واحد وهو "سكّرة" الّذي تنقّلت إليه النّقابة الجهويّة والنّقابة العامّة للتّعليم الأساسي وكان التّحرّك ناجحا

 (المصدر: البديـل عاجل، قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 19 جوان 2007)

 


 

 


 
أسئلة منصف المرزوقي للتونسيين
والآن ماذا نفعل وقد وقفت الزنقة على تونس ؟
وضع الانغلاق وأخطاره

د. المنصف المرزوقي
 
هل ما نعرف من جمود كل نشاط سياسي الهدوء الذي يسبق عاصفة مدمرة أم المرحلة الأخيرة للتفكك ؟ وفي كل الحالات ماذا يجب أن يكون موقفنا
ماذا نفعل وقد اكتشفت الأحزاب القانونية عبث اللعب في المساحة البالغة الضيق التي تسمح بها الدكتاتورية وعبث الامتثال لقواعد هي دوما لصالح الخصم ؟ ماذا نفعل وقد قررت النهضة أن تتمسك بمواقف لا تقدم ولا تؤخر. ماذا نفعل وقد تبين أن دعوة المؤتمر من أجل الجمهورية للمقاومة المدنية كانت صرخة في آدان طرشاء وأنه لا المعارضات ولا الشارع يريد سماع هذه الاسطوانة ؟ ماذا نفعل وقد واجهت السلطة الطلبات الدنيا لمجموعة 18 أكتوبر بالصد وبمزيد من التحجر والقمع ؟ ماذا نفعل وقد تم سحق وتدجين الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أصبح مكسبا وطنيا ....من مكاسب الماضي ؟ ماذا نفعل وقد تبين أن حركة حقوق الإنسان تدور في نفس الحلقة المفرغة منذ عشرين السنة من بيانات وتقارير ومؤتمرات وندوات ، لكن التعذيب لم يتوقف لحظة بل يتفاقم يوما بعد يوم والحريات تتضايق رقعتها من يوم لآخر لدرجة الاختناق الكلي؟ ماذا نفعل وقد انسحب المثقفون من الشهادة والنقد والتقييم والإقتراح ليهتموا بشؤونهم الخاصة وقد جاءهم القرف والغثيان من السياسة والسياسيين وجعلوا من الاستقالة المجتمعية فنا راقيا ؟ ماذا نفعل بعد أن وصل الصخب المصطنع حول إشكالية مصطنعة - المصالحة- ذروته دون أن نتقدم في شيء ؟ ماذا نفعل وكل مطالب الإصلاح تواجه بمزيد من الإفساد وكل طلبات الصلح تواجه بمزيد من القمع ؟ ماذا نفعل وقد اكتشف عامة الناس أنه لا خلاص فردي ولا حل خاص لمشاكلهم، لكنهم أعجز من الانخراط في حركة بناء جماعية لأنه لا توجد حركة بناء جماعية ؟ ماذا نفعل وكل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية- طلاق ، انتحار، جريمة - في الأحمر ومرشحة للتفاقم ؟ ماذا نفعل وقد أتضح أن الجامعات لا تفرخ إلا أغلبية من شباب مستقيل أو انتهازي أو يروم الفرار ؟ ماذا نفعل أمام موجة تدين هي موضة وهروب من مواجهة السلطة الغاشمة وردة سحرية واحتجاج سلبي وطوباوي وفيها من المتعبدين لله دون خوف أو طمع والقائمين بواجبهم تجاه الناس ما يوجد في التراب من تبر ؟ ماذا نفعل بعد أن جربنا كل محاولات الوصاية وأقصاء الآخر، ففشلت دوما الوصاية، وفشل الإقصاء لكن المحاولة متواصلة بإصرار غريب ؟ ماذا نفعل وكل الفاعلين السياسيين والحقوقيين ذوات مجروحة، مكلومة ،مخدوشة، موجوعة من بعضها البعض، وفيها من انسحب من الساحة مرحليا أو نهائيا يجتر مرارته وبغضه لنفسه وللآخرين، بل حتى لهذا الوطن الذي منحه كل شيء ولم يأخذ منه أبسط اعتراف ؟ ماذا نفعل وقد بدأ بعض التونسيون يؤمنون بأنه لا خروج من هذا الانهيار التام إلا بالسلاح ؟ ماذا نفعل وأروربا بصدد إحكام أبوابها في وجه الشباب الهارب، والمنطقة العربية من غربها إلى شرقها بؤر صراع انفجرت أو بؤر صراع ستنفجر؟ والآن نفس السؤال للمتسببن في هذه الكارثة . ماذا ستفعلون بعد أن فرقعتم كل التنظيمات وأسكتم كل الأصوات وشللتم كل الأحزاب ووصلتم إلى أعلى مستويات السلب والنهب والإذلال والترويع والتزييف والتسلط والتجبر والكذب وأصبحتم محلّ كره دفين واحتقار شديد وضغينة كبرى من قبل ملايين من مواطنيكم الذين قطعتم معهم كل صلة إنسانية غير مغشوشة، غير مكذوبة، غير مزيفة، غير مدفوعة الثمن، من تراحم وتعاون وتفاهم وحوار؟ نفس السؤال لكوادر المجتمع من رجال اقتصاد وإدارة وقضاء وأمن ؟ ماذا ستفعلون بعد أن تهدمت أركان الدولة وفقدت كل هيبة وكل مصداقية وكل شرعية وضعتم مع الضائعين وفقدتم كل شيء وخاصة الشرف ؟ هناك خياران ''السهل'' وهو أن يواصل كل طرف نفس الطريق لا يهمه أن يرتطم بالحائط مفتعلا أنه ليس هناك حائط. الخيار الأصعب هو أن .... العادة في المرض الذي أصابنا جميعا أنه يكفي أن يتقدم أحد بمشروع لكي يصبح المشروع مشبوها بل ومرفوضا من الأساس.لذلك لن أتقدم بأي مشروع ، خاصة وإنه إحقاقا للحق ، لم أعد أرى الطريق الذي يجب أن تتخذه تونس، حتى وإن كانت الأهداف التي يجب أن نصل إليها واضحة....والأدهى والأمر أنها معروفة للجميع ومتفق عليها. قد يكون هذا الاقتراح هو الوحيد الذي ساسمح لنفسي بتقديمه لعلمي أنه يجرح حساسية أحد ويمكن لأي مواطن أو سياسي أن يتبناه . نعم الاقتراح أن نجد طريقنا لبعضنا البعض ، أن نتغلب على نرجسياتنا ، أن نصبر على الأوجاع التي تسببنا فيها لبعضنا البعض ، أن نفكر جميعا في أسباب المأزق الحالي والباب المسدود أمام الجميع ، أن نبحث خارج الطرق المألوفة عن مخرج لوطننا ولمنظماتنا ولأشخاصنا ... ثم بعدها نغربل ونفعّل. وفي الحالة المعاكسة، فإن الطريق إلى جهنم الذي قطعنا فيه شوطا كبيرا سيتسارع، ولكم في ما يحدث في العراق وفلسطين ولبنان والجزائر ألف درس بليغ. في تلك الأقطار العربية أيضا ما كان بوسع أحد أن يصدق المستقبل الذي كانت تخبئه له أحداث لم تحسن قرائتها وفهم ما فيها من إشارات حمراء. فاعتبروا يا أولى الألباب.

د المنصف المرزوقي
الاحد 17 حزيران (يونيو) 2007.
موقع
(المصدر: موقع  "تونس أون لاين" بتاريخ  18  جوان 2007)

 

إليك و إلى أمثالك يا د. سليم أوجه هذا النداء

بقلم: مصطفى عبدالله الونيسي - باريس - فرنسا

 في هذا اليوم السعيد ، اطلعت على مقال مهم للدكتور سليم بن حميدان : (لمن يهمه مستقبل تونس)، على صفحات الحوار نت الإلكترونية ،فانشرح له صدري، و ما أسعدني أكثر هو أن أعثر على مقال يطفح اعتدالا و جدية و مسؤولية ووطنية في خضم هذا الركام الهائل من الضجيج و السفاهة السياسية و دعوات الركوع المتكررة هنا، تقابلها دعوات للمغالبة و التصعيد هناك .

إن ما وجدته من معاني إيجابية بناءة في هذا المقال زحزح موقفي الراهن الرافض للمشاركة في هذا الغثيان و دفعني لأول مرة منذ شهور لأكتب هذه السطور على الأقل لتشجيع مثل هذه الأقلام الواعدة لتتحمل المسؤولية و تدرك أن من الصامتين من هو مستعد لدعمها و تشجيعها، و ذلك حتى يعلم الجميع أن العمل على تأسيس مثل هذا التيار الإصلاحي المعتدل داخل الحركة الإسلامية و المعارضة التونسية بصفة عامة ، او على الأقل دعمه هو مسؤولية وواجب ديني ووطني في نفس الوقت .

والمسألة في الحقيقة تتجاوز شخص د.سليم لتطال التوجه الإصلاحي برمته الذي يستحق منّا كل تشجيع و تأيد بلا منّ و لا وصاية. هذا و لا يخفى على أحد أنّ الحديث قد تكثف في الأيام الفارطة حول المصالحة و حق العودة من عدمها ، و لكنه لم يكن حديثا بناء و بريئا، و لا حوارا جادّا و مسؤولا، والمسؤولية في ذلك تتحملها الأطراف التى ساهمت أو حتى تلك التي انجرت عن غير وعي منها في إدارة هذا الحوار بهذا الشكل الذي أفرغ المصالحة من محتواها ونزع عنها هيبتها و قدسيتها و أساء إليها أيما إساءة .  

الكل في هذا الزمان يدّعي وصلا بالإصلاح والمصلحين و الإصلاح منهم براء إلا من رحم ربك. فلا أحد طرح الإصلاح طرحا استراتيجيا و مبدئيا يسمو على الحاجات اليومية وضغوطات الأجندات الظرفية الضيقة، و إنما كل الذين أصموا أذاننا بالحديث عن المصالحة ، ما عدا بعض الإستثناءات من أمثال د. خالد الطراولي والأخ محمد النوري ولزهر مقداد ود. عمر النمري والقيادي السابق في حركة النهضة الأخ الفاضل البلدي....، إنّما كانت تحركهم مصالح حزبية ضيقة وضغوطات ظرفية، أو كانت تحركهم طموحات شخصية وهمية وغير موزونة في أحسن الحالات ، ونسي الجميع أن مصلحة بلادنا تونس هي أكبر من أحزابهم و طموحاتهم وأحلامهم. 

أمّا عن تيار المغالبة و التصعيد ،فهو تيار في أغلبه محافظ يخاف التغيير و التداول على السلطة حتى و لو كان ذلك في مستوى جمعية خيرية،لا يؤمن بالمصالحة إلا إذا كانت مصالحة سياسية و شاملة وهو على رأسها وكما يشتهي، و هو تيار يراهن على الصبر والإستعصاء والتحركات الشعبية المفاجئة التي طال انتظارها،إي بلغة أخرى حتى نسمي الأشياء بمسمياتها، يراهن على الأوهام وأحلام اليقظة .

أمّا التيار الآخر المحسوب على الإصلاح ،فمن سوء حظه أن الذين حملوا لواءه في الساحة الإعلامية هم أفراد أساؤوا للمصالحة وأفرغوها من محتواها الوطني و الحضاري و الإنساني ،بل و حتى الديني، فهي إذا ما قسناها بما يطرحون لا تعدو أن تكون أكثر من جلد للذات و هرولة لصاحب السلطان نستجديه و نسترضيه دون أن ندري لماذا نسترضيه و نستجديه ،وإذا ما فعلنا لا ندري هل سيرضى عنّا و نرضيه؟

إنّ ما يدعو إليه هؤلاء القوم ،الذين نصبوا أنفسهم أوصياء علينا وعلى شعبنا ،هي مصالحة مغشوشة ومقلوبة رأسا على عقب،فهم يطالبون الضحية أن تدين نفسها وإن شاءت أن تزكي الجلاد ،فذلك أفضل لها وأنجى . إنّها مصالحة لاحظ فيها للمواطن المسكين ولا للمساجين الشرفاء،بل هي مصالحة صنعت لتمزيقنا و إدانتنا و لا مستفيد منها في أحسن الأحوال إلا من دعا إليها و طبل، وهذا سلوك لا يرضاه الأحرار من أبناء شعبنا، لا من الإسلاميين، معارضين وغير معارضين، ولا من العلمانيين، معارضين و غير معارضين ، ولا حتى من كثير من أعضاء التجمع الدستوري الديمقراطي الذي نصحوننا بالدخول إليه .

وللتذكير فقط، فإني كنت قد كتبت في موضوع المصالحة منذ سنة 2003 تحت عنوان (المصالحة، المساجين والداخل)، فأزعج ذلك بعض العناصر النافذة داخل حركة النهضة. كما أني حررت رسالة مفتوحة لأعضاء حركة النهضة بالمهجر في أواخر شهر ماي2006 نقدت فيها بكل موضوعية سلوك الأخ د.محمد الهاشمي الحامدي في التعامل مع التيار الإسلامي والمعارضة الوطنية بصفة عامة،كما أني نقدت فيها بعض العناصر وخاصة منها القيادية داخل حركة النهضة الماسكة للعصا من الوسط. 

إن دعوة المناضل د.سليم هي في جوهرها دعوة تفيض غيرة،وحبا و غضبا في نفس الوقت. فهي غيرة على تونس و أهلها حكاما ومحكومين لو كان القوم يفهمون. وهي حب لشعب تونس لا حدود له. وهي دعوة تتفجر غضبا ضد الإستبداد والإنتهازية والتطرف سواء منه العلماني أو الإسلامي، أينما كان و كيفما كان.  

وفي ختام هذه المصافحة أدعوك، و كل النخب الوطنية، أن تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية و أن تتجاوزوا الشعارات إلى الأفعال .. أرجوكم توحدوا، وتنظموا واجتهدوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. أرجوكم لا تتركوا اليأس يدب إلى قلوبنا وعقولنا، ولا تتركوا مجالا لهؤلاء الوصوليين الذين لا يرون فينا إلا أدوات لتحقيق مآربهم ،و جسورا يمرون عليها للوصول إلى أهدافهم، فيفتكون بنا .

دمتم في حفظ الله ورعايته

21 جوان 2007


أخ الهاشمي الحامدي كيف الحال ؟

سلوى الشرفي

 كيف الحال منذ تلك الحصة التلفزيونية الصيفية و ذاك الظرف الحزين؟

يبدو أن الأمر ازداد سوءا. ها قد أصبح لدينا لبنانين و فلسطينيين، و إنا لنحمده على هذه السعة.

 قبل أن أبدأ ردي هذا، فتحت تاريخ الطبري لأستشهد بفقرة أو اثنتين على الطريقة التي تمت بها الفتوحات و على الدوافع الدنيوية لبعض المشاركين في الغزوات. لكنني خشيت أن أجرح تواضعك العلمي لأنني لا أتصور أنك لم تتطلع عليها.

 وسأعود لأفرد لها مقالا حال انتهائي من واجبات إصلاح الامتحانات، ليطلع عليها من لم يسعفهم السن و الوقت للقيام بذلك.

 أخي الهاشمي

 تحدثت في ردك الموجه إلى عن مصر و سورية و الجزائر.

ففي مصر يتحدث اليوم البعض عن الأصل الفرعوني و القبطي و يكتب آخرون رسائل علمية بلغة أقرب منها إلى العامية من الفصحى. و في سورية تتقطع أفئدة العديد عندما يتحدثون عن الزمن الجميل يوم كان السوري يتحدث بلسانين.

و مر اليوم 45 عاما على استقلال الجزائر التي بدأت الجهاد في سبيل التعريب قبلنا. و من أسبوعين كنت هناك أستجدي اللغة العربية و لا من مجيب. فالفرنسية و الفرنسية فالقبائلية.

 كما كان الشغل الشاغل لبعض المثقفين هناك يتمثل في التنديد بقانون جديد يهدف إلى الحد من موجة التنصير التي بدأ رذاذها يظهر على صدور الشبان في شكل صليب.

و الحقيقة أنني لا أجد مبررا لسطوة اللغة الفرنسية في الجزائر سوى تشبث الناس بها عن قناعة.

 يقول محمود درويش في قصيده الأخير:"أنا منذ الآن غيرك" حين يذكر الهوية:" الهوية هي ما نورث لا ما نرث. ما نخترع لا ما نتذكر"

 و أقول أن من يريد يستطيع، لأنني شخصيا تعلمت اللغة العربية على كبر خلال إعداد رسالة الدكتوراه. و لم يثنيني عن ذلك سخرية بعض الأصدقاء من الأخطاء التي كنت و ما زلت أرتكبها.

عزمت على تعلم اللغة العربية ليس فقط لأنها لغة جميلة و لكن لأنها أيضا لغة أبناء بلدي و لأنني عربية و لا طالما دخلت في جدال كان أحيانا عنيفا مع المعارضين لهذا الرأي.

أقول هذا من منطلق الواقع و الأمر الواقع و ليس من منطلق إيديولوجي أو عقائدي مثلما لمحت أنت إلى ذلك في ردك.

 فلقد تحررت من زمان من قيود الإيديولوجية، و أحمد الله يوميا على ذلك، لأنني لم أعد في حاجة إلى نظارات عقائدية محنطة لتقييم الأشياء. فالعقل، على حدوده، يكفيني مؤونة النظر.

و لقد كتبت ما أزعجك حول المعادلة المفاهيمية التي أقمتها بين الغزوين العربي و الفرنسي من منطلق منطقي بحت، ما يعني أنني لا أرغب في عودة الفرنسيين و لا عرب الجزيرة اللذين يلقبون أنفسهم بالخليجيين، تاركين لنا العروبة بمرها أكثر من حلوها.

 

أنا اليوم أعيش على واقع "الآن و هنا" وهو واقع يطغى فيه عنصر العروبة و الإسلام على الهوية التونسية. و هذا الواقع هو الذي جعلني أتعلم اللغة العربية على كبر و أنهل من التاريخ الإسلامي قدر المستطاع و أناقش و أشاكس في التراث و السلف و أراهن على قراءة معينة.

 أخي الهاشمي

 أنا لا أحترف أسلوب التقية مثلما اتهمني أحدهم في تعليق على النشرة الإلكترونية "الأوان" و لا أعتقد في جدوى حكمة انصر أخاك ظالما أو مظلوما.

 فعندما دافع الكثير من العلمانيين على موقف الباب بينيديكت من الإسلام، وقفت على الضفة المعاكسة. كما عارضت الأسلوب الأمني في مقاربة قضية الخمار رغم عدم اعتقادي بوجوبه شرعا و توجسي من دلالاته و انعكاساته على النساء.

 أخي الهاشمي

 إن همي الوحيد هو المحافظة على حريتي الفكرية التي انتزعتها من مخالب الإيديولوجية و لست مستعدة للتفريط فيها لأرضي هذا الطرف أو ذاك، لأنني ببساطة ليس لدي طموح سياسي.

بقى أن ما أعبر عنه لا يعدو أن يكون سوى رأيا أي أنه بالنهاية لا يتجاوز مجال الاحتمال و المؤقت. فأرجو ألا يذهب بك الظن بعيدا.

 و بقى أنني لم أفهم حكمة حشرك للرئيس بن على في هذا الجدل. فهلا نورتنا ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

                              

موقف عجيب ومحزن منك يا دكتورة سلوى الشرفي

 

د. محمد الهاشمي الحامدي

 

 

دكتورة سلوى الشرفي المحترمة

 

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

 

أرجو أن يتسع صدرك لبعض الملاحظات على مقالتك التي صدرت في نشرة "تونس نيوز" الغراء بتاريخ  7 جوان 2007 وبعنوان "دفاعا عن حرية الرأي والتعبير والحق في المعتقد والخصوصية الثقافية وحوار الحضارات...الخ".

 

الحقيقة أن مقالتك أحزنتني عند صدورها، وفكرت في الرد عليها في وقت مبكر، لكنني كنت منشغلا بسجال عاصف حول المصالحة بين السلطة والإسلاميين، فأجلت الأمر لبعض الوقت.

 

ما فهمته من مقالتك، باختصار شديد، وأرجو ألف مرة أن أكون مخطئا، هو أنك أردت أن تقدمي بأسلوب ساخر شهادة امرأة مسلمة ضد التصور الإسلامي للعلاقة بين الزوجين ولبعض الأمور الإستثنائية في الحياة العائلية.

 

من يقرأ مقالك يفهم منه أن الرجال المسلمين متخصصون في ضرب زوجاتهم، وأنهم ربما يفعلون ذلك تنفيذا لأوامر قرآنية.

 لاحظي النبرة الساخرة التي تكتبون بها:

 

"فما بالكم يا أهل كندا، تريدون تعطيل حكم لم يتمكن رسول الإسلام نفسه من تعطيله ؟ والأدهى أنكم تنسفون، بفعلتكم الشنيعة هذه، حكما من أحكامكم الدينية المتعلق بالحق في إقامة الشعائر الدينية. فطاعة المرأة لزوجها تعتبر عندنا واجبا دينيا، وإذا عطلنا حكم ضرب المرأة الناشز ستتطاول النساء على أزواجهن ويتعطل بذلك واجب ديني. فالضرب وسيلة لتحقيق واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".

 

الحقيقة ان النبرة التي تكتبين بها محزنة جدا. وشهادة غير حقيقية وغير صادقة.

 

النبرة نبرة كاتبة كارهة لتراثها وثقافة مجتمعها، هذا على أقل تقدير، والحقيقة أشد من ذلك قليلا، لكن يكفي ما ذكرت. لا ضير.

 

والشهادة غير صادقة. لأن القرآن الكريم لم ينزل من السماء بهدف إقناع الرجال بضرب زوجاتهم.

 

القرآن الكريم نزل من عند الله هدى ورحمة للعالمين، ليبين للبشر في كل زمان ومكان، أن كرامة الرجال والنساء جميعا، مقررة من عند الله عز وجل. وأن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. وأن الحياة الزوجية تقوم على المودة والرحمة. أي على الحب الصادق والإحترام العميق.

 

وأن أقرب الناس للرجل، وأولاهم بعنايته ووحبه، أمه، ثم أمه، ثم أمه، ثم أبوه.

 

وأن الإنسان النبيل العظيم، الذي كان خلقه القرآن، خاتم النبيين، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، لم يضرب امرأة قط. ولم يضرب زوجة من زوجاته قط. وأنه أولاهن ما هن له أهل من الحب والعطف والرعاية. وأنه عاش مع زوجته الأولى السيدة خديجة عقدين من الزمان، لم يؤذها قط، ولم يتزوج عليها، وأنه سمى عام وفاتها عام الحزن. (بالمناسبة، لاحظت أنك تذكرين اسم الرسول، صلى الله عليه وسلم، مرات كثيرة، لكنك لا تصلين عليه أبدا في مقالاتك، مع أن عادة الكتاب المسلمين جميعا هي الصلاة والسلام عليه عند ذكره)

 

كان بوسعك أن تقولي للعالم بأسره أن الإسلام حرر المرأة. ولأن المرأة العربية أدركت هذه الحقيقة، فإن التاريخ يثبت أن أول من دخل في دين الإسلام امرأة عظيمة شريفة نبيلة، اسمها خديجة بنت خويلد، أم المؤمنين، رضي الله عنها وأرضاها.

 

كان بوسعك أن تقولي للعالم بأسره إن الإسلام أكرم المرأة، وأن المرأة العربية أدركت هذه الحقيقة، ولذلك سجل التاريخ بأحرف من نور أن أول من قدم حياته فداء للإيمان الخالص، ولحرية الإعتقاد والعبادة، ولحق المرأة في اختيار عقيدتها دون ضغط أو إكراه، أول من نال هذا الشرف العظيم امرأة،  سمية، أم عمار بن ياسر، رضي الله عنها وعن ابنها وزجها.

 

كان بوسعك أن تقولي للعالم أن 99 بالمائة من العائلات المسلمة قائمة على الحب والتفاهم بين الزوج وزوجته الوحيدة. الحب والتفاهم والتعاون من أجل كسب الرزق الحلال، وتربية الأطفال أفضل تربية، والمساهمة في تقدم المجتمع بشكل عام.

 

في مجتمعاتنا مشاكل اجتماعية، لكنها ليست أكثر من مشاكل أي مجتمع في شمال الكرة الأرضية أو جنوبها، وفي شرقها أو غربها.

 

وقد يعتدي بعض الأزواج على زوجاتهم، ويكون ذلك في الغالب لسوء خلقهم، ولعدم احترامهم تعاليم دينهم. الذين يضربون زوجاتهم أكثرهم من مدمني الخمر والمتعاطين للمخدرات، فكيف تستشهدين بهم على دين مليار ونصف مليار بشر؟ وحتى في المجتمعات الغربية، أكثر الأزواج الذين يضربون زوجاتهم هم من مدمني الخمر والمتعاطين للمخدرات.

 

أترين يا دكتورة سلوى، أن المسلمين كانوا سيلبون نداء الإسلام للحياة الكريمة لو كانوا مقتنعين أنه دين ضرب النساء؟

 

نصف المسلمين في العالم، بل أكثر من نصفهم نساء. أترين أنهم كانوا سيدينون بدين يبرر العدوان عليهم؟

 

لو كنت منصفة، لقلت للعالم إن ملايين النساء آمنّ بالإسلام لأنهن وجدن فيه دستور الكرامة والحرية.

 

لو كنت منصفة، لقلت للعالم إن ملايين السود آمنوا بالإسلام، لأنهم وجدوا فيه دستور الكرامة والحرية وبرهانهم الأقوى في وجه العنصرية.

 

لو كنت منصفة، لقلت للعالم إن ملايين اليهود والمسيحيين عاشوا بأمان في البلدان الإسلامية، لمئات السنين، لأن الإسلام يحرم على أهله إجبار الناس على الدخول في الإسلام، ويعلن بصريح القرآن الكريم: "لا إكراه في الدين"، ويأمر: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، ويحتفي بموسى وعيسى، وبسائر الأنبياء والمرسلين، عليهم جميعا أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ويجعل ذلك من شروط قبول الإسلام.

 

لو  كنت منصفة، لقلت للعالم إن الدول الإسلامية كلها كانت مقاطعة لنظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا لأن الإسلام عدو العنصرية الأول، ولأن من أعلام الإسلام ورجاله العظام بلال الحبشي الأسود.

 

لو كنت منصفة، لقلت للعالم إن أبشع جرائم القرن العشرين، جريمة الهولوكوست، لم تحصل أبدا في تاريخ الإسلام، لأنه الدين الذي خاطب الناس كافة: "يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمنكم عند الله أتقاكم"، وأوجب على أهله احترام اليهود والنصارى ومعاملتهم بالبر والقسط باعتبارهم "أهل الكتاب".

 

لو كنت منصفة لكتبت هذا وأكثر. لكن مقالاتك عن الإسلام تخلو من هذا الإنصاف. وأخبرك، أن لي اصدقاء مسيحيين ويهود، لديهم نظرة فيها الكثير من العدل والإنصاف إزاء الإسلام. وليس في حديثهم عنه أية نبرة عداوة أو سخرية أو تشهير. ويؤكدون أن نبي الإسلام نبي من أنبياء الله، وطريقه طريق من الطرق المؤدية لمرضاة الله عز وجل.

 

مقالك آلمني. لكنني أعرف أن الإختلاف في الرأي سنة كونية ماضية إلى يوم القيامة. وأنا أحترم حقك في تبني الرأي الذي يروق لك والإعلان عنه والدفاع عنه.

 

وهذه المقالة ليست أكثر من وجهة نظر، وممارسة لحق الرد، ولحق الإختلاف.

 

مع التقدير والإحترام، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.


 

 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين    

الرسالة رقم 253

رسالة مفتوحة لأسرة تحرير تونس نيوز تتضمن في محتواها

أفكار سامية وإعجاب بدور الموقع وإشعاعه و ملاحظات هامة

  بقلم محمد العروسي الهاني

 تونس في 21/06/2007 

في مثل هذا اليوم 21 جوان2005 كانت أول مصحافة مع هذا الموقع حيث أخبرنا طالب بفرنسا وطني وإعلامي بان لموقع تونس نيوز يشجع الأقلام الحرة و الأفكار النيرة و يدعم أقلام القراء و المناضلين و أصحاب حرية الرأي و التعبير الحر فكان أول خبر على موقع تونس نيوز نشر يوم 23 جوان 2005 يتعلق بخبر تكوين جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة و رموز الحركة الوطنية التونسية وهذا شيء إيجابي هام يشكر عليه   و فعلا سارعت أسرة التحرير بنشر الخبر و أسماء أعضاء الجمعية و البيان الـتأسيسي للجمعية . و هذا الخبر نزل بردا و سلاما على مسامع و على قلوب كل الأوفياء للزعيم العملاق الحبيب بورقيبة .

و تزامن نشر الخبر مع توجيه الرسالة الثانية يوم 21 جوان 2005 إلى رمز الجمهورية و البلاد سيادة رئيس الجمهورية .تأكيدا للرسالة الأولى المؤرخة يوم 13 جوان 2005 و تتعلق بإعلام سيادته بتكوين الجمعية على غرار الجمعية التي أسست بباريس في مارس 2005 وحصلت على التأشيرة و طالبنا سيادة الرئيس بالحصول على التأشيرة القانونية طبقا لقانون الجمعيات المؤرخ في 7 نوفمبر 1959 و المنقح عام 1988 في 2 اوت 1988 و القانون عدد 25 لعام 1992 المؤرخ في 2 افريل 1992 الذي يحدد قانون الجمعيات و تم بعد ذالك نشر أكثر من 5 أنشطة للجمعية لكن أبواب الولاية أغلقت و منذ يوم غرة جوان 2005 الساعة الحادية عشر و نصف صباحا بمركز الولاية و بمكتب السيد عامر الشؤون السياسية الذي تسلم مني الملفا لذي يحتوي على عدد هام من  الوثائق المتعلقة بتكوين الجمعية و اعرفها جيدا لاني عملت معتمد بمركز الولاية و أعرف قانون الجمعيات المشار إليه منذ 7 نوفمبر 1959 و بعد أن تسلم الملف طلب مني الانتظار قليلا حتى يسلم الملف إلى السيد المعتمد الأول الذي بدوره يسلم الوصل الوقتي .لكن بعد نصف ساعة عاد السيد عامر و معه الملف و طلب مني أن اعطيه رقم الهاتف كي يتصل بي السيد المعتمد الأول في الحصة المسائية على أقصى تقدير . و من يوم غرة جوان 2005 إلى يوم 21/06/2007 انتظر المكالمة و بدون تعليق .

و الله هذا حرام  مع زعيمنا المحبوب و لا يليق هذا التصرف و ربح الوقت و هذه الفعلة لن أنساها مدى الحياة . كان من المفروض أن أحظى بمقابلة ودية من طرف المسؤول السيد الوالي أو المعتمد الأول . و من باب الكرم أحتسي فنجان قهوة . ثم يقع الحديث حول الملف خاصة و صاحب الملف كان معتمد ومناضل يجب  أن تكون معاملته طيبة و بكرم و شرف و لو كان ملف الجمعية يخص الزعيم العملاق الكبير الحبيب بورقيبة رحمه الله ، و لو كان الملف يتعلق بتكوين جمعية أخرى تخص الرفق بالقطط مثلا لوجد عناية اكثر. والغريب ان الرسالة التي وجهناها مضمونة الوصول يوم غرة جوان 2005  للتوضيح و التصحيح عادت بعد

 أسبوعين و لكن المسؤول لم يتفطن لإعادة الورقة الحمراء بطابع الولاية تؤكد وصول الرسالة و بدون تعليق. بعدها وجهنا رسالتنا إلى رمز البلاد يوم 13 جوان 2005.

ومن21/07/2005 تعمقت في معرفة الموقع وحرية المقالات و التشجيع على الكتابة بحرية و ديمقراطية فتوكلت على الله و شرعت في اخذ القلم والقرطاس وهي هوايتي المفضلة الكتابة بحرية و بفضل الله وجدت المكان المناسب والموقع المناسب للرأي الحر و التعبير الهادف و الحمد لله . كتبت لحد الساعة 253 مقالا في شتى المجالات السياسية و الإعلامية و التاريخية والدينية و الوطنية و الحزبية و الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و الدولية و العربية و الإقليمية و كانت كلها مقالات هادفة و صريحة يشهد بها القريب و البعيد و المناضل و المحنك و المتعلم و المتدين  . ولم أشعر يوما بمقال حذفت منه كلمة واحدة أو المقص الحاد لعب دوره كما هو موجود في صحافتنا الوطنية   دور المقص هو النصيب الأوفر و الأكبر بعد قرأة الكتاب مرارا ، على المقال والقرأة حتى بين السطور و كل جملة يسطر تحتها ما يقصد صاحبها ...، و الحمد لله تعالى جنبنا الله أوجاع الدماغ و أوجا القلب . و بالتالي جنبنا الله الأمراض من القهر الإعلامي الذي لازمنا و هو كشبح الخوف الملازم للإنسان في حياته . و اليوم نشعر بالراحة و السعادة و الهناء و كلمتنا مسموعة و هادفة و هذا من فضل الله الذي منح الإنسان العلوم العصرية و الإعلام الالكتروني المعاصر . قال الله تعالى و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها صدق الله العظيم .كلمة لأسرة التحرير إن دوركم الفاعل و اشعاعكم الإعلامي يزداد يوما بعد يوم و المصداقية هي سر النجاح و كسبكم للأقلام و الطاقات هو مفتاح النجاح  الإعلامي و سر التألق العالمي هو احترام الإنسان  .

 وبالمناسبة أشكركم على هذه الجهود الجبارة و الإعلام الحر النزيه- عكس ما يقولون و لو ان كلامهم فيه 1 بالمائة من المصداقية لكان لبعض المقالات الحجز و الحبس و لو المؤقت ... ، لكن كل المقالات تنشر بحرية أكتب ما تشاء حتى ان بعضهم كان يعتقد إن الموقع لأقلام خاصة و مواقف خاصة : لكن تأكد عكس ذالك كل المقالات تنشر بحرية و لو كانت تبرز الشكر الايجابي و ذكر المحاسن و فعلا ذكرت في مقالاتي مواضيع تبرز مجهودات رئيس الدولة و تأكد حقائق تحققت لمادا لم نذكرها بصدق و فعلا نشرت بموقع تونس نيوز لأن هذا الموقع يؤمن بالحرية و يؤمن بحرية الإعلام و ليس موقع للملاكمة أو المهاجمة أو المشاكسة نعم إذا وجب الحديث بصراحة و شفافية فالموقع مفتوح للجميع و أصحاب الأقلام مسؤولون على ما يقولون ...

و قد قال أحدهم من الذين لا يحلوا لهم إلا المنظار الأسود و الهجوم قال معلقا على بعض مقالاتي التي نشرت قال سامحه الله لصديقي سي الهاني أحيانا يجامل و يذكر الايجابي و المحاسن قلت لصاحبي قل لهذا المهاجم صاحب الكتاب غريب الأطوار أنت كنت في سوريا و لك تصور خاص و منهجية ربما تختلف على أسلوبنا التونسي الدستوري الأخلاقي و الوطني الذي كان المحور الأساسي في المدرسة البورقيبية و أنا عشت في قلب الوطن و أتكلم بحرية أكثر و بوضوح و الدستوريون يعرفون مواقفي في منابر الحوار و إذ شاتم اسئلوا   أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون أسئلوا الأخ الطاهر بلخوجة وزير الداخلية و السيد إدريس وزير الداخلية والسادة لسعد بن عصمان وزير التجهيز و الإسكان و محمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية و محمد الصياح مدير الحزب زو غيرهم من المسؤولين القدامى تجدون الجواب الشافي لتدخلاتي الصريحة في منابر الحوار و قد عشت بكرامة و حرية  و بدون طمع أو تمسيح أو إذلال أو تدبير رأس أو منافع مادية حتى أن السيد محمد الصياح قال سنة 2006 كثير من المناضلين طلبوا مني مساعدتهم إلا الأخ الهاني لم يطلب مني يوما مساعدة او ترقية أو قضاء حاجة خاصة به و كل يوم يقابلني و يطلب مساعدة الاخرين تلك هي الروح التي تغلغلت فينا بفضل مدرسة حزبنا و بدون تعليق .

وأعود للحديث حول نصيحتي لأسرة التحرير العاملة بصدق و موضوعية في ميدان الإعلام نصيحتي أن لا تأخروا مقال اليوم إلى الغد و تعليق اليوم إلى الأسبوع القادم لأن بعض المقالات مقرونة بأحداث وطنية مثل انعقاد دورة اللجنة المركزية للتجمع يومي 15 و 16 جوان 2007 و الخواطر من المفروض ان تنشر يوم 14 جوان 2007 حتى يطلع عليها رئيس الدولة و التجمع الدستوري الديمقراطي و ربما ياخذ القرار في الوقت المناسب، أما نشرها يوم 17 جوان 2007 فهو متأخر للغاية .

أما الملاحظة الثانية فلست أدري لماذا بعض المقالات لم تصل في وقتها كالعادة مثل الحلقات المتوالية أيام 14،16 و 18 جوان 2007 لم نطلع على فحوى المقالات هذه الأيام هل الموقع في عطلة أم هناك أشياء اخرى...؟

و هذا حصل من يوم 8 ماي إلى 16 ماي 2007 و كذالك من 19 إلى 23 ماي 2007 الأسباب نجهلها هل في الأمر سر أم ماذا .نرجوا توضيحا إعلاميا صريحا و لطيفا عبر الموقع و اني لا أشك لحظة واحدة في نزاهتكم و صدقكم و لكن التوضيح يزيدنا ثقة بكم و بهذا الموقع الإعلامي الراسخ و إذا الأمر من أيادي أخرى يجب أن نعرفها و هل من دواء وعلاج إعلامي سريع و جرعة دواء ناجعة لوضع حد للطمس الإعلامي و لكبت الأقلام و ضد حرية الرأي .

و إذا أحرجت المقالات أحدهم فالرد و التعقيب هو الأسلم و الحوار هو الأنفع و الأجدر.

و الحجة لا تقارع إلا بالحجة و لغة الحوار ...

إخوتي بموقع تونس نيوز إذا تطرقت لهذا الموضوع بهذا الأسلوب اللطيف و بالأخلاق السامية و العالية فاني أقدر رسالتكم النبيلة السامية قال الله تعالى و جادلهم بالتي هي أحسن صدق الله العظيم

 

 


 

 

سواك حار (35)

صابر التونسي

 عمد أحد الأولياء من مدينة سيدي بوزيد (وسط البلاد) بمعية شقيقه وابنه إلى الاعتداء على أستاذ في مقهى على مرأى ومسمع من الناس لأن الأستاذ كان منع ابنه من الغش ("تنقيل") في إحدى حصص امتحان البكالوريا. وما أن أعلمه ابنه بذلك حتى ثارت ثائرته وهب لتعنيف الأستاذ مستغلا صفته كأحد قياديي الحزب الحاكم* (البديل)
نأمل مستقبلا أن يضع أبناء التجمع بطاقاتهم الحزبية على طاولات الإمتحان حتى يسمح لهم بالغش (التنقيل) ويأمن المراقبون العواقب... ومن غش إرادة الشعب لا يضيره غش الإمتحان!!

ونشرت صحيفة الصباح نتائج الدراسة يوم الثلاثاء وتتناول موقف وسلوكيات الشباب وقالت ان اربعة من بين كل عشرة ذكور وواحدة من كل عشر اناث لايعارضون ان تكون للشبان والشابات علاقة جنسية قبل الزواج. تونس نيوز نقلا عن  (موقع إيلاف بتاريخ 19 جوان 2007)
هذا يعني أن 25 % من شبابنا مستعدون لممارسة الجنس في الحرام (وإن سموه جنس قبل الزواج) هذا والحزب الحاكم راعيا للدين ورئيسه حاميا له ... ماذا لو كانا محاربان له؟؟!!

المرغوب اتخاذ التدابير اللازمة للحد من الاستهلاك المفرط للماء و الكهرباء في المعالم الدينية و ذلك بالعمل خصوصا على:- عدم ترك المآذن مضاءة بين صلاتي العشاء و الصبح ( ما عدا ما يظهر الشعيرة)....- دعوة أئمة الخمس شاغلي المساكن الملحقة بالمعالم الدينية إلى الإسراع بتركيز عدادات الكهرباء و الماء الصالح للشراب يتولون مستقبلا خلاصه.. - منع استعمال الأدواش عند وجودها ببعض المعالم من قبل العموم و عدم استعمال أجهزة التسخين الكهربائي... (الحوار نت: من منشور صادر عن معتمد جرجيس)
هناك "مناشير" إسلامية قديمة (نصوص) تأمر المسلم بعدم الإسراف في الماء وإن كان على نهر جار وأما هذا المنشور فهو لا يستند إلى تلك "المناشير" وإنما ينبع من حقد أصحابه ... قل موتوا بغيظكم!!

وعقب اجتماع عقده اليوم في البيت الأبيض مع أولمرت، حمل الرئيس بوش حركة حماس مسئولية الأحداث الدامية التي تعيشها فلسطين، وقال: "نتطلع إلى أن يتعزز وضع الرئيس عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني (سلام فياض) إلى الحد الذي يمكنهما من قيادة الفلسطينيين في اتجاه مختلف".(إسلام أون لاين)
اتجاه مختلف يزين لأصحابه الهلاك ودخول البطن اللعين ... علهم يصبحون جزئا من قوة صاحب البطن فيزيدونه توهجا في ناظره وحدة في نابه ليلتهم ما تبقى!!

ومن جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي دعمه لعباس، مشيرًا إلى أن الرئيس الفلسطيني ملتزم بمحاربة الإرهاب ويعلم أن ذلك شرط مسبق لأي تطور في المستقبل. (إسلام أون لاين)
إذا أشاد بك ناقص ومدح حسن سيرتك فاعلم أن "الكمال" لخصمك ... لا غرابة قالها جدّ له من قبل بأن دين قريش أهدى من دين محمد (صلى الله عليه وسلم) !

وتعهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الإثنين 18-6-2007 برفع الحظر الاقتصادي والدبلوماسي الذي فرض على الفلسطينيين بعد فوز حماس بالانتخابات في العام الماضي ورفضها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف. (إسلام أون لاين)
من تاه عن الديمقراطية الحقة، لا يدله عليها مثل خبير .... من الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوربي!!

هل يمكن " لصحيفة" الحرية والصحف المشابهة لها المحسوبة على التجمع الدستوري الديمقراطي أن تستضيف على أعمدتها مقالات ومداخلات تدعو إلى الإنقلاب على قيادته وتتناول رئيسه بن علي بأندى العبارات وتدعو أصلا لحل التجمع واندماج عناصره في الهياكل التنظيمية لحركة النهضة (كما فعلت الحوار نت) (الحوار نت: نصر الدين)
ألا ترى معي يا صاحبي أن السيف يزرى بقدره إن قارنته بعصا وأن العصا مهما علا قدرها لا تقارن بسيف وإن كان صدئا في غمده!!

ومن حسن الطالع أن ورثة هذا التاريخ النضال الوطني العروبي الإسلامي العريق في قيادة هذا الحزب، وعلى رأسهم الرئيس زين العابدين بن علي، واعون تماما بدورهم التاريخي في الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية لتونس، ولم ينساقوا أبدا، رغم المواجهات الشديدة التي جرت بينهم وبين الحركات السياسية الإسلامية، لم ينساقوا وراء دعوات غلاة اليسراويين المتطرفين المسكونين بملايين العقد تجاه الإسلام والتاريخ الإسلامي. (الهاشمي الحامدي: الحوار نت)
المدح في غير موضعه يسيء لصاحبه ولا يحصل منه مقصده!! ... يبدو أن الشمال المغناطيسي لبوصلة الأخ الحامدي متجه دائما إلى التجمّع و"السيد الرئيس"!! ... فالحديث عن الربيع وعن زيت الزيتون ومجادلة الخصوم كلها مواضيع يجد صاحبها قدرة على أن يمررها بالقصر ليؤدي الولاء والبيعة وينال البركة !!


(المصدر: المنتدى الكتابي لموقع الحوار.نت بتاريخ 21 جوان 2007)


 

مشهدة الموت في الفضائيّات: حرب كمقابلة كرة القدم

عبد الباسط بن حسن (*) 

هل يمكن أن يحسّ بالحياة ويحترم حرمتها من فقد القدرة على الوعي بالموت في كامل رعبه المأساوي وعلى احترام حرمته؟

 لقد كان النّاس في الماضي ينتظرون يد ملاك الموت "عزرائيل" الثّقيلة التي تقبض وردة الأرواح وتجفّفها، فيستسلمون لراحة مصيرهم أو يطلقون العنان للغة نواح هي آخر وسائل احتجاج على هزيمتهم أمام قوانين القدر. في لحظتي الانتظار والاحتجاج هاتين كانت المجموعات تمسرح الموت على نحو ما وتستدعى لحظات حياة من الذّاكرة في كامل عنفوانها لتخاطب عدميّة النّهاية وتسدّ ثغرتها.

 كان الموت سرّا قائما على الدّوام ومتجلّيا في بكائيّات أدبنا ورقصات صوفييّنا و مجلّدات "علمائنا" المطمئنة والتي صنعت كلّها لغة قربنا للحياة أو في حقيقة الأمر إعراضنا عن الحياة.

 ورغم انهيار التّمثّلات الدّينيّة التي تحيط بسرّ الموت، وتملأ فراغات العجز البشريّ عن تعقّله، فإنّ هالة الرّعب والسّرّ لم تسقط عن الموت، رغم كلّ الحروب، ورغم الهول الذي شهد عليه النّاجون من المذابح. لم تسقط عن الموت سقوطها اليوم بمشهدة الموت اليوميّة وابتذاله في مملكة السّمعيّ البصريّ.

 أين هي كرامة الحياة وحرمة الموت لدى أناس يقبعون أمام شاشات الفضائيّات العربيّة يستهلكون الأخبار العاجلة للقتل والتّمثيل و لجثث بدون ملامح ولا أسماء؟ رؤوس تقطع تحت هالات التّكبير وأجساد متفحّمة تلقى على قارعة الطّريق وتدفن على عجل في المقابر الجماعيّة وصور لرعب الرّهائن في لحظاتهم الأخيرة قبل أن تقبض أرواحهم. لقد استبدل المشهد الإعلاميّ صورة ملاك الموت في الخيال الجماعيّ بملائكة موت جدد مقنّعين يختطفون ويعذّبون ويقبضون الأرواح وهم في ذات الوقت ملائكة الحساب يصدرون قرارتهم ببرودة ويرسلون ضحاياهم إلى الجحيم.

 إنّها العدالة التي حرمت منها مجتمعاتنا تتحوّل من قاعدة قانونيّة يشارك الجميع في صياغتها وتسهر مؤسّسات على مراقبة مدى احترامها إلى رغبة هلاميّة لأفراد ومجموعات يقيمون لغة الثّأر والدّمار الأعمى ويحوّلونها في الذّاكرة الفرديّة إلى معنى وحيد للعدالة.

 إنّنا أمام مسرحة جديدة لمعاني الموت والحياة تقوم فيها بعض وسائل الإعلام بدور أساسيّ ضاربة عرض الحائط بكلّ أخلاق المهنة الإعلاميّة ومبادئ حقوق الإنسان. فجنون الإثارة والسّبق الصّحفيّ دفعت بمراسل احدى الفضائيّات العربيّة إلى أن يلحّ على مصوّر القناة بتركيز الكاميرا على أشلاء الضّحايا الذين سقطوا إثر اغتيال النّائب اللّبناني وليد عيدو.

 لقد انتقلنا من مسرحة الموت الجماعيّة أو الفرديّة إلى مشهدته في سلسلة صور تستعمل في الظّاهرأكثر التّقنيات الإعلاميّة حداثة وموضوعيّة ولكنّها في حقيقة الأمر تؤسّس لنوع جديد من الاستهلاك هو استهلاك الموت كبضاعة تضاف إلى بضائع الحياة المستلبة التي تقترحها علينا الفضائيّات عن طريق كليبات البرنوغرافيا المقنّعة والإعلانات الإشهاريّة والسّحر والشّعوذة والفتاوى إلخ...

 "نحن حريصون على أن تتابعوا الاقتتال الدّائر في مخيّم نهر البارد لحظة بلحظة.. نحن حريصون على أن لا يفوتكم أيّ مشهد.." بهذه الكلمات المغرية يتسمّر المشاهدون أمام إحدى الفضائيّات ساعات طوالا يتلصّصون فيها على وقائع الموت. إنّهم يعيشون حربا تمّ انتزاع الوعي بفظاعتها. حرب تتلخّص في مشاهد أبنية تقصف من بعيد وتنهار كورق كرتون، وأصوات طلقات رتيبة تعاد على مدار السّاعة وكأنّها موسيقى خلفيّة لفلم، وثرثرة مراسلين يكرّرون نفس الكلام الذي ينطبق على كلّ حروب التّاريخ، وتحليلات خبراء عسكرييّن لم يعيشوا في حياتهم حربا واحدة. إنّها حرب افتراضيّة تقطعها من حين لآخر الإعلانات الإشهاريّة ونشرات أحوال الطّقس والأخبار. أمّا سكّان المخيّم من المدنييّن فقد انتزع الإخراج التّلفزيّ ومنطق الصّورة إنسانيّتهم فلا نرى لهم وجوها ولا ملامح، ولا نكاد نسمع شهاداتهم حول معاناة الحصار والموت. أمّا من نجح منهم في الإفلات من الحصار، فقد استعملت كلماته القليلة والمرعوبة لخدمة قراءات القنوات الفضائيّة المختلفة باختلاف الإيديولوجيّات والمصالح.

 إنّ المشهدة الإعلاميّة لحرب مخيّم نهر البارد هي حلقة في سلسلة تدلّ على تناول جديد لمأساة الحرب. فلم تعد الحرب اللّحظة القصوى التي تختبر فيها مفاهيم الاجتماع البشريّ ومحطّة العنف المطلق التي تربك مصادرة الخير المتأصّل في الإنسان، بل أصبحت جزءا من المشهد الاستهلاكيّ العام الذي يعيشه النّاس من خلال شاشات منفصلة عن وعيهم. فالحرب المدمّرة التي تأتي على الأخضر واليابس تحوّلت إلى حدث يجري في أحياء معيّنة من المدينة مثل مقابلة كرة قدم لا تعني سوى اللأّعبين والجمهور. أمّا الذين لم يقتطعوا تذاكر للفرجة من عند القدر فلهم إمكانيّة مشاهدة وقائع المقابلة من خلال وسائط المشهد أو مواصلة حياتهم وكأنّ شيئا لم يحدث.

 لقد كان للحروب على مرّ التّاريخ مراسلوها ومؤرّخوها الذين برعوا في نقل مآسيها وقدّموا شهادات كبرى عن صراع الحياة والموت في معيش الإنسان وضميره. وسواء انتمى المراسل أو الشّاهد إلى الغالب أوإلى المغلوب، فإنّ حضوره في لحظات عنف التّاريخ وإطلالته على مطلق الألم البشريّ مكّنه من بلورة أسئلة ايطيقيّة عن معاني الموت والحياة. هذه الأسئلة قادت هنري دونان إلى تعميق التّفكير في وضع أسرى وجرحى الحروب وساهمت في بلورة أسس القانون الدّوليّ الإنسانيّ. كما أنّ الكتّاب ومراسلي الحرب الذين شهدوا الحربين العالميّتين الأولى والثّانية وجنون عنفها كانوا أحد مصادر إلهام واضعي أسس منظومة حقوق الإنسان الدّوليّة .

 أمّا في الحروب الأخيرة التي تحصّلت الفضائيّات على الحقّ الحصريّ لتغطيتها بما تمتلكه من إمكانيّات و سلطة على الأرواح، فقد تحوّل الشّاهد الأخلاقيّ فيها إلى وظيفة مراسل الأستوديو الذي يجري وراء السّبق الإعلاميّ، ووراء مجده الشّخصيّ الفاني كما هي أمجاد كلّ الوظائف في عصرنا الذي فقد حكمة رؤية الموت والحياة.

 (*) ناشط حقوقي تونسي

 (المصدر: موقع "الأوان" بتاريخ 21 جوان 2007)

الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=827&Item


الشاعر والكاتب التونسي محمد علي اليوسفي:

ولمَ لا تكون الكتابة مجرد لعب؟

منيرة رزقي (*)

 تونس ـ القدس العربي: محمد علي اليوسفي شاعر وروائي ومترجم تونسي له اعمال متعددة في الحقول الثلاثة المشار اليها. اقام في أكثر من بلد عربي قبل ان يعود الي بلده تونس.

أخيرا صدرت له رواية بعنوان عتبات الجنة هنا حوار معه:

 

** في روايته الجديدة عتبات الجنة لم يتخل اليوسفي عن الإرث الذي صنعه لنفسه، لكنه ولج عتبة جديدة حاول من خلالها مقاربة أسئلة الموت والحياة والوجود بشكل ساخر؛ هل هي مغامرة مختلفة أم هو أثر مدرسة كونديرا عليك؟

لا أدري إن كانت مقاربة أسئلة الموت والحياة والوجود بشكل ساخر ، تأتي في رواية عتبات الجنة وحدها، وليس في سائر الروايات الأخري باعتبارها لازمة أو تيمة مصاحبة كما في رواياتي السابقة توقيت البنكا و دانتيلا مثلا، وكما في عدد كبير من قصائد ليل الأجداد و امرأة سادسة للحواس . ما أستطيع تأكيده، وموافقتك الرأي عليه، هو أن الرحلة الآن تتم بطريقة أكثر تشديدا وإبرازا للمفارقة الناجمة عن رؤي مختلفة لمسألة الموت: ثمة جد يواجه الموت وأب يتعالي علي كل شيء، وطفلة، هي الحفيدة، تحاول التدخل في عملية إنقاذ تبدو للوهلة الأولي مقارعة بريئة للموت لكنها مولّدة للمفارقات المضحكة، وسوف لا تتخلي عن محاولاتها تلك حتي بعد موته، إذ أنها، في زيارة إلي المقبرة، تجلس علي قبر الجد، وتقول: هذه طاولة! ثم تقول إن الجد، وكلّ الموتي الذين حوله، ينامون.

بعد ذلك تؤكد أنهم، مَرْضي، وأن الكؤوس الصغيرة التي تُحفر علي القبور، وتأتي الطيور لتشرب منها، فيها دواء. لتتقمص بعد ذلك دور طبيب. وتنهي محاولتها معالجة الموتي متسائلة: لماذا لا يجعلون للقبر مفتاحًا يتم ذلك مع تواطؤ واضح من الأب. ولعل السخرية تتأتي من تلاقي وتناقض الرؤي الثلاث. وتجري الأحداث ضمن ارتكاز خفي علي معضلة جبروت الزمن، واستحالة اختراقه في الاتجاه المعاكس؛ أي بعكس مجراه المحتوم... إلا بحيلة الكتابة. وهذا ما حاولته هذه الرواية. أما أن يكون ذلك متأتيا من كونديرا أو غيره، فليس دوري أن أجده حتي وإن بحثت عنه. فأين يذهب أبو العلاء المعري مثلا؟

** المكان في رواياتك زئبقي؛ فرغم هيمنته إلا أنه يتخفي خلف ستار متين من الغرائبية؛ هل هو البحث عن مكان متخيل أم أنك تريد أن تُقنّع أماكنك الحميمة؟

كلها أماكن حقيقية معروفة وموجودة في خارطة الشمال الغربي؛ لكن اللغة التي يُكتب بها المكان هي التي تفعل فعلها عند المتلقي. حتي أسماء الأماكن المذكورة هي أسماء حقيقية لقري صغيرة، ذات تراب، شمالي، أسود، شديد الخصوبة. وليست من زئبق، ولا يعرفها الجميع بالضرورة. ثمة فرق بين وصف المكان بطريقة مسطحة ومحاولة استنطاقه ومحاورة مكوناته والتوصل إلي مكنوناته. فلكل مكان لغة خاصة؛ يرسلها إلينا، أو يثيرها فينا...

** يؤكد النقاد اليوم أن الرواية تختصر كل الفنون وتستنبطها، هل ينطبق هذا المعطي علي المدونة الروائية في تونس، وما هي حالها اليوم خاصة بعد التراكم الكمي الذي حصل في السنوات الأخيرة؟

ربما من شأنها ذلك. لكنها لا تفعل إلا ضمن منافسة، ليست لصالحها، مع الفنون السمعية والبصرية الأخري. ولا شك أن الرواية في تونس قد قطعت شوطا مهما في التراكم الكمي والنوعي، ولم تعد تخلو من المفاجآت. ومن المؤكد أنها تتفوق كثيرا، وبمالا يقاس، علي الفنون السمعية البصرية الرديئة المنتشرة في تونس.

** أنت من الأدباء الذين حصلوا علي العديد من الجوائز المهمة، هل لك أن تقيم أثر هذه الحوافز علي المشهد الثقافي، وما مدي مصداقيتها في ظل تصاعد الجدل الذي بات يرافقها؟

لقد أدت الجوائز، وهي لا تزال قليلة في رأيي، إلي ما نلحظه من ازدياد نسبي في فتح شراهة الكتاب ولا سيما أصحاب الأعمال الأولي، وربما كانت تعاني، عندنا، من تقادم لجانها ومسؤوليها، وخاصة المثبتين الثابتين الدائمين الذين يبرهنون مرة أخري علي أن المثقف هو أيضا ابن بنية راسخة في التشبث بالرسوخ.

** الترجمة هي تجسير الفجوة بيننا وبين الآخر الغربي، أين أنت منها الآن؟

لا أتعامل مع الترجمة إلا ضمن مزاج خاص؛ فلست محترفا في هذا المجال، علي الرغم من عدد الكتب التي ترجمتها حتي الآن، ولكنني أحاول، عادة، التوفيق بين ما أختار وما يُطلب مني و... الريع. آخر ما ترجمت رواية بلزاك والخياطة الصينية الصغيرة ، للكاتب الصيني الذي يكتب بالفرنسية، داي سيجي، وقد صدرت عن المركز الثقافي العربي، بيروت ـ الدار البيضاء، وبعدها ترجمت رحلة الكاتب الفرنسي غي دي موباسان من تونس إلي القيروان وصدرت عن دار المدي في دمشق، وأخيرا كتاب قرن من السينما الفرنسية ، وصدر عن المؤسسة العامة للسينما في دمشق. وأنا الآن بصدد ترجمة كتاب، لصالح المجلس الأعلي للترجمة في مصر، عن أدب الأقليات في إفريقيا من بربر وطوارق وغيرهم...

** هل تصدق اليوم أن الكتابة يمكن أن تكون قادرة علي التغيير أو التأثير أو حتي التسلية؟

قد لا أصدق لكنني أتوهم ذلك قليلا من أجل البقاء، أو بالأحري لأنني أعجز من أن أتدبّر مهنة أخري. وكل المهن الأخري باتت الآن أبعد ما تكون عما تضيق به الروح. لكن مهلا، لماذا نسرع دائما إلي طلب وظيفة للكتابة، ومهمة للكاتب، ورسالة للمثقف؟ لماذا لا نقول، بكل بساطة، أن الكتابة اختيار وهواية و... لعبة؟ أنا شخصيا أتسلي بالكتابة ويعجبني فيها جانبها اللعبي: أكتب عندما أشتاق إلي اللعب؛ ولتذهب الرسائل إلي النار...

سيرة:

ـ محمد علي اليوسفي من مواليد مدينة باجة بالجمهورية التونسية 3 مارس 1950 * درس المرحلتين الابتدائية والثانوية بتونس ثم سافر إلي الشرق العربي حيث أتم دراسته الجامعية في جامعة دمشق وتخرج في قسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية. * تابع الدراسات العليا في الاختصاص ذاته بالجامعة اللبنانية خلال الحرب الأهلية. * وفي الأثناء مارس الترجمة والكتابة والصحافة الثقافية في أبرز الصحف والمجلات السورية واللبنانية والفلسطينية. * عاد إلي تونس ليستقر بها بعد عشرين عاما أمضي ثمانية منها في جزيرة قبرص. * أعماله المؤلفة: أ- في الشعر: * حافة الأرض، دار الكلمة، بيروت 1988. * امرأة سادسة للحواس، دار الطليعة الجديدة، دمشق 1998. * ليل الأجداد، وزارة الثقافة السورية، دمشق 1998. ب ـ في الرواية: * توقيت البِنْكَا (جائزة الناقد للرواية) رياض الريس للكتب والنشر، لندن 1992. * شمس القراميد، (جائزة كومار: الريشة الذهبية) دار الجنوب، تونس 1997. * مملكة الأخيْضَر، دار الطليعة الجديدة، دمشق، سورية 2001. * بيروت ونهر الخيانات، دار الفارابي، بيروت 2002 ہدانتيلا، دار الفارابي بيروت، 2005 ہعتبات الجنة، دار الفارابي، بيروت، 2007 ج ـ في النقد: * أبجدية الحجارة، بيسان برس، نيقوسيا، قبرص، 1988 . ہ أعماله المترجمة: أ ـ شعر: ہ حرية مشروطة، أوكتافيو باث، الدار العالمية، بيروت 1983. ہ مدائح النور، مختارات من الشعر اليوناني، دار الملتقي، ليماسول، قبرص 1994. ب ـ رواية: ہ حكاية بحار غريق، غابرييل غارسيا ماركيز، دار ابن رشد، بيروت 1980 . ہ خريف البطريرك، غابرييل غارسيا ماركيز، دار الكلمة بيروت1981 . ہ البابا الأخضر، ميغيل أنخل استورياس، دار التنوير، بيروت1981 . ہ ناراياما، شيتشيرو فوكازاوا، دار التنوير، بيروت 1982 . ہ مملكة هذا العالم، أليخو كاربنتييه، دار الحقائق، بيروت 1982 .ہ البيت الكبير، ألفارو سيبيدا ساموديو، دار منارات، عمان 1986 . ہ ليلة طويلة جدا، كريستين بروويه، دار الجنوب، تونس1994 . ہ بلزاك والخياطة الصينية الصغيرة، داي سيجي، المركز الثقافي العربي، بيروت ـ الدار البيضاء، 2004 ج ـ سيرة: ہ المنشق، سيرة نيكوس كازنتزاكي بقلم زوجته، دار الآداب، بيروت 1994 . د ـ دراسات : * بدايات فلسفة التاريخ البورجوازية، ماكس هوركهايمر، دار التنوير، بيروت 1981 . * بلزاك والواقعية الفرنسية، جورج لوكاش، المؤسسة العربية للناشرين المتحدين، تونس 1985. هـ سينما: * الثورة الفرنسية في السينما، المؤسسة العامة للسينما، دمشق، 2003. * قرن من السينما الفرنسية، المؤسسة العامة للسينما، دمشق، 2005. و ـ رحلات * من تونس إلي القيروان، غي دي موباسان، دار المدي، دمشق، 2004.

(المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جوان 2007)


 

غزة تقدم دروسا قاسية في الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط

 القدس (رويترز) - كانت قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتمتع بتفوق عددي مريح على منافسيها الاسلاميين المعزولين كما حصلت على تعهدات بتلقي أموال غربية فضلا عن التدريب العسكري ونالت تأييد القوى العربية.

غير أنها هزمت في قطاع غزة على يد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وهي هزيمة هزت المنطقة وألقت بشكوك على المبدأ الغربي الذي يقوم على التنمية المحلية في مواجهة ما يعتبر انتشارا ملحوظا لنفوذ القوى المناهضة للغرب.

وساق المسؤولون الذين أصابتهم الصدمة من حركة فتح التي يتزعمها عباس الى جانب مستشاريهم الاجانب مبررات تكتيكية عديدة للهزيمة في الاقتتال الذي استمر ستة ايام بشوارع غزة من بينها الامتناع عن تسليم العتاد وغياب القادة وتجاهل المعلومات.

 غير أن كثيرا من الخبراء يعتقدون أن الحملة المؤيدة لفتح شابها أيضا تضخيم للتوقعات الخاصة بالحركة التي كانت يوما ما حركة وطنية مهيمنة وتواجه حاليا عدم يقين سياسي كما أنها فقدت بعد سنوات من محادثات السلام الفاشلة الوضوح الفكري الكامل الذي تتمتع به حماس.

 وقال محمد دحلان مستشار عباس للامن القومي "لا يمكنك محاربة قوة دينية بسلطة عسكرية... حماس لها هدف. الاجهزة الامنية لم تدافع حتى عن نفسها."

 وفي الوقت الذي استفادت فيه حماس من الاموال الايرانية والتهريب المكثف للاسلحة وشبكة لتصنيع الاسلحة كانت فتح تعتمد على المساعدات الامريكية التي عادة ما تصل ببطء شديد للغاية.

 ومنعت اسرائيل وجماعات الضغط الامريكية المؤيدة عدة شحنات من الاسلحة وتحويلات مالية حيث أشار هؤلاء الى مخاوف من أن الاسلحة والتقنية قد تستخدم ضد اسرائيليين.

 كما شكا قادة عسكريون من فتح من أن الكثيرين من أفضل رجال الحركة كان يتم اعدادهم كحراس شخصيين للشخصيات المهمة في الوقت الذي كانت فيه حماس تهيأ جنودا من أجل المعركة.

 وربما كانت هناك أيضا رسائل مختلطة من عباس الذي حاول منع وقوع المعركة مع حماس من خلال اشراكها في الحكومة الائتلافية مع فتح في مارس اذار في خطوة أغضبت اسرائيل وواشنطن.

وقال مساعد لعباس يتولى مهام أمنية "أبلغناهم (دائرة عباس) بأن حماس تعد لانقلاب.. لكن فتح لم تتوقعه. كانت تؤمن بحسن نوايا حماس."

 وعاب بريت ستيفنس الصحفي بجريدة وول ستريت جورنال والذي يكتب بانتظام عن الشرق الاوسط على ادارة الرئيس جورج بوش عدم اصرارها على أن ينزع عباس بشكل استباقي سلاح حماس.

وقال "ارتكبت الولايات المتحدة خطأ فادحا بتصديقها عباس عندما قال ان بامكانه تهدئة حماس من خلال المفاوضات."

 واضاف "لو كانت الولايات المتحدة قدمت الطلب (باتخاذ اجراءات ضد حماس) بينما كانت تستعد.. لكان عباس أحسن صنعا."

 ورغم أن حماس نفت السعي للسيطرة على قطاع غزة وقالت انها كانت فقط ترد على تهديد من جانب فتح الا أن الصدام ربما كان حتميا بالنظر الى وجهات نظرهم المتباعدة. ففتح تتحدث عن السلام مع اسرائيل بينما تقول حماس انها لن تقبل مطلقا بالتعايش مع اسرائيل.

وقال المحلل المتقاعد بالمخابرات الاسرائيلية ماتي شتاينبرج ان الروح المعنوية لفتح ضعفت بسبب فقدان "الافق السياسي" مع اسرائيل التي انسحبت من قطاع غزة في عام 2005 بينما تعهدت بالاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية المحتلة بموجب اي اتفاق للسلام.

واضاف شتاينبرج "لا تملك فتح منطقا استراتيجيا.. لا تملك شيئا تقاتل من أجله." واضاف أن اسرائيل وبالتبعية الولايات المتحدة "ينبغي أن تعلما أن تأييد المعسكرات الفلسطينية المعتدلة ليس مثل الشراكة".

غير أن معين رباني الخبير بالمجموعة الدولية لمعالجة الازمات حذر من النظر الى غزة بوصفها ساحة للافكار العالمية المتصارعة.

وقال رباني ان الاقتتال في غزة يمكن أن ينظر اليه على السواء على أنه مسألة تسوية دموية للخصومات بين "لاعبين محليين" وكحملة منسقة للسيطرة على الارض.

واعتبر أن الامر لم يكن بخصوص ما اذا كان ينبغي للفلسطينيين السعي لحل مع اسرائيل يقوم على دولتين أو نبذ هذا النموذج والبحث عن اخر مختلف. واضاف أنه لا يوجد فرق يذكر بين فتح وحماس بالنظر الى مواقفهم.

ومهما تكن الحقيقة الا أن غزة ينظر اليها في الشرق الاوسط على أنها المكان الذي توج فيه النهج الاسلامي نجاحا غير مسبوق في انتخابات حرة بالتفوق العسكري.

ورغم أن من المرجح أن تزداد عزلة قطاع غزة الفقير والصغير الا أن ذلك ليس كافيا للسياسيين الغربيين.

وقال روبرت باير وهو ضابط سابق بالمخابرات المركزية الامريكية كان على صلة بتمرد كردي لم يدم طويلا دعمته الولايات المتحدة في العراق خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين "انه درس تحذيري."

 واضاف "سيكون لسقوط غزة عواقب تنتشر في عمان والقاهرة وبيروت."

 من دان وليامز

 (شارك في التغطية ألستير مكدونالد وهيثم تميمي وادم انتوس وديفيد مورجان)

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 جوان 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


عباس يستبعد الحوار مع "القتلة" في حماس

 رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء اجراء محادثات مع حماس التي اتهمها بمحاولة اغتياله وتنفيذ انقلاب في قطاع غزة.

وقال عباس لزعماء فتح في الضفة الغربية المحتلة انه لا حوار مع "هؤلاء القتلة الانقلابيين". واتهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في المنفى بالضلوع في مؤامرة لاغتياله.

لكن عباس الذي حل الائتلاف الحكومي بين حماس وفتح وشكل بدلا منه حكومة طواريء سلطتها مقصورة من الناحية العملية على الضفة الغربية المحتلة قال "اليوم أتوجه نحو شعبنا العظيم في غزة لاقول لهم ان مشروع الانقلابيين قصير العمر ولا مستقبل له .. لكننا سنعمل معكم يا ابناء شعبنا في غزة."

وأثارت الازمة تكهنات بامكانية تحول غزة والضفة الغربية الى دويلتين صغيرتين على نحو قد يرضي اسرائيل وهي تسعى لاحياء محادثات السلام بشروطها.

واستبعد عباس حدوث هذا الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة على الرغم من وجود 45 كيلومترا تفصل بينهما. ويريد الفلسطينيون اقامة دولة موحدة عليهما.

وقال "اؤكد رفضنا التام لاية محاولة اسرائيلية تستهدف استغلال هذا الاستهتار الذي سار عليه الانقلابيون" لتمهيد الطريق أمام الفصل بين غزة والضفة الغربية.

ورفضت حماس الحكومة الجديدة التي شكلها عباس وتعتبر نفسها رئيسا للحكومة الائتلافية التي تشكلت في مارس اذار.

واتهم سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس عباس بانه جزء من "مؤامرة اسرائيلية-امريكية-اقليمية لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية."

وفي غزة خرج الوف من الفلسطينيين الي الشوارع غزة بعد انتهاء عباس من كلمته وحرقوا دمية على هيئة الرئيس الفلسطيني وهم يرددون هتافات تتهمه بأنه تابع لامريكا.

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 جوان 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


أبو عبيدة : كتائب القسام ستأخذ دورها الرائد كقوة شرعية 

تقريرـ خاص:

 ردت كتائب الشهيد عز الدين القسام على وصف الرئيس الفلسطيني لها بـ"عصابات القتلة التكفيرية" واصفة إياه بقائد عصابات ومافيا وأنه ألقى خطاباً عنصرياً وغبياً"، مشيرةً إلى احتضانه لمن تتهمه حماس بقتل عشرات المواطنين في غزة.

 وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام خلال مسيرة جماهيرية حاشدة شمال قطاع غزة، مساء الأربعاء 20-6-2007 :" عباس يدعي أنه يتحدث باسم الشعب الفلسطيني في حين أنه يصف أبناء شعبنا ومجاهدي القسام بالقتلة !".

 وتساءل "أين كنت يا عباس حينما كانت عصاباتك تعيث فساداً في غزة وتقتل القائد الكبير د. حسين أبو عجوة و الداعية محمد الرفاتي وأحمد أبو حرب؟؟" أين أنت من حرق المؤسسات وأنت تدعي الشرعية والحفاظ على المؤسسات؟ أين كنت عندما أغلق المجلس التشريعي وحرق منزل رئيسه د.عزيز دويك".

 وأضاف مخاطباً عباس" أين كنت حينما كانت الجرائم ترتكب في وضح النهار في غزة؟ واليوم تتحدث عن إعدام؟ فهل هناك مساواة بين إعدام العملاء والعلماء!".

 عين الغباء

 وكان عباس قد ألقى خطاباً تاريخياً أمام المجلس المركزي الفلسطيني برام الله هاجم فيه بشدة حماس واصفاً إياها "بعصابات القتلة والمجرمين الخارجين عن القانون"، وأنها خططت لاغتياله .

وعقب أبو عبيدة على خطاب عباس قائلاً:"إن ما تحدث به عباس هو عين الغباء.. فهو ينقلب على الشرعية الفلسطينية التي تغنى بها طويلا وينقلب على الدستور الذي حرفه بنصه هو والذين يحيطون به الآن وحرفه من قبل للانقلاب على ياسر عرفات واليوم يتنكر لهذا الدستور".

وتساءل الناطق باسم القسام عن شرعية حكومة سلام فياض، مستغرباً أنه بمجرد الإعلان عنها أفرج "اولمرت" عن أموال الضرائب الذي شد رحاله إلى واشنطن لدعمها؟.

وقال أبو عبيدة عن حكومة فياض:"هذه الحكومة أشبه بحكومة كرازاي في أفعانستان.. ونحذر كل من شارك في الحكومة المسؤولية لأنه سيلعنهم التاريخ والشعب الفلسطيني على هذه الجريمة".

 محاولة اغتيال عباس مسرحية

  وحول ما قاله الرئيس بأن حركة حماس خططت لاغتياله في قطاع غزة من خلال نفق على شارع صلاح الدين، رد أبو عبيدة :"هذه مسرحية لأن كتائب القسام العظيمة التي خاضت حرب الأنفاق في وجه العدو الصهيوني، قدمت قادتها شهداء في حين أن محمود عباس كان يصف العمليات الاستشهادية بالحقيرة والمقاومة بالعبثية وكانت القسام تقدم خيرت قادتها على مذبح الحرية ومحمود عباس يتجول بين أمريكا وأوروبا". 

وأضاف :"هذا الأسلوب طفولي والحديث عن محاولة اغتياله مسرحية لن تنطوي على أحد وكتائب القسام لن تحفر الأنفاق لشرذمة خائنة إنما من أجل العدو الصهيوني وأكبر دليل على هذه الكذبة أنه في المرة الأولى قال عنها ما يسمى بتلفزيون فلسطين إن هذا النفق يسير تحت منزل محمود عباس ثم لم ظهرت الكذبة مرة أخرى وقالوا تحت شارع صلاح الدين".

وأكد أبو عبيدة أن كتائب القسام لن تحفر الأنفاق إلا من أجل الإيقاع بالاحتلال  وقال "إن الخونة والعملاء هم أقل من حفر الأنفاق لهم".

العفو لمرة واحدة

 وأوضح أن حركته بينت بعد ما وصفه "تطهير القطاع" من وجود اتصالات تجرى من أجل العبث بالساحة الفلسطينية من قبل "أذناب دحلان الهارب بحثاً عن خلق الفتن هنا وهناك"

ووجه رسالة قال فيها :" نحن من هنا نوجه رسالة إلى كل أذناب التيار العميل أننا أعلنا العفو والتسامح للتيار العميل لمرة واحدة وأي عميل أو متمرد يحاول توتير قطاع غزة سنجعله عبرة لمن يعتبر".

ووصفه الجرائم والاعتداء بحق أبناء حركة حماس في الضفة الغربية بالقول :"هذه الجرائم التي يرتكبها الآن زعران عباس في الضفة هي أشبه بما كان يقوم به العملاء هنا ويختبئون  في المنتدى".

في هذا السياق، حذر الناطق باسم كتائب القسام ما أسماهم بـ"فلول التيار الخياني" أن الكتائب أعلنت العفو والتسامح العام لمرة واحدة، وأنها لن تكرر ذلك إذا ثبت أن أي "متمرد أو عميل" يحاول إثارة الساحة في قطاع غزة من جديد "فإنها ستجعله عبرة لمن لا يعتبر".

واعتبر أن الجرائم التي يرتكبها الآن ما أسماهم "زعران عباس" في الضفة الغربية هي أشبه بما كان يرتكبه العملاء في غزة ويأوون إلى منتدى عباس، مضيفاً أن الأوكار التي يأوي إليها "العملاء والمرتزقة" ليست أماكن مقدسة ولو كان بيت عباس".

ما عثر عليه القسام اكبر مما كنا نتوقع

وأكد أبو عبيدة أن ما عثرت عليه كتائب القسام في مقرات الأجهزة الأمنية هو "أمر مهول واكبر مما كنا نتوقع"، مشيرا أنها عثرت في منزل أحد قادة الأجهزة الأمنية الذي يوصف بـ"المناضل" زجاجات الخمر، كما وجدت في بعض مقرات الأجهزة الخرائط التي تحدد منازل قيادات حماس من اجل قصفها من قبل الاحتلال. 

وكما تم العثور على تقارير تتابع حركات وسكنات مجاهدي القسام وقادتهم وقادت القوة التنفيذية ومرافقيهم، مخاطباً عباس بالقول:" فأين أنت يا عباس من كل هذا؟ فبعدها تصف حماس الذي اختارها الشعب الفلسطيني بالشرذمة ومجموعة من الخونة والانقلابيين وشذاذ الآفاق".

وشدد أبو عبيدة على أن كتائب القسام ستأخذ دورها الرائد كقوة شرعية ، فهي القوة الشرعية الأولى على أرض فلسطين، وأن الكتائب لن تقبل بهذه المؤامرات التي تمرر على عجل من اجل فرض حكومة من قبل أمريكيا والاحتلال على شعبنا

(المصدر: موقع كتائب القسام بتاريخ 21 جوان 2007)

الرابط: http://www.alqassam.ps/arabic/?action=detail&&sid=3545


القسام يسيطر علي أجهزة تنصت ووثائق خطيرة بمقري المخابرات والوقائي بغزة

تقريرـ خاص:

 تمكنت كتائب القسام من سيطرتها  على جميع الملفات والوثائق والأجهزة الحساسة التي كانت في مقر جهاز الأمن الوقائي في منطقة تل الهوا بقطاع غزة إضافة إلي الوثائق والملفات والأجهزة التي كانت في مقر جهاز المخابرات والتي يتم فحصها من جانب كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

 وأكد أبو عبيدة الناطق الإعلامي لكتائب القسام في تصريح خاص لموقع القسام أن مجاهدي كتائب القسام تمكنوا من ضبط ملفات وأجهزة تصنت داخل مقرات الأجهزة الأمنية وخاصة  ما يسمى بالسفينة وجهاز المخابرات والوقائي وانه لا زال هناك تدقيق وتمحيص لهذه الملفات التي تم ضبطها في مقرات الأمن والأجهزة الأمنية خاصة الوقائي والمخابرات وهي ملفات خطيرة تثبت قدرات غير فلسطينية في التصنت على المجاهدين وعلى مكالماتهم وكذلك ملاحقتهم وملاحقة القيادات من رجال المقاومة الفلسطينية وتتبع سياراتهم وكذلك تحديد منازلهم لطائرات الاحتلال الصهيوني .

 وأضاف أبو عبيدة أن هناك أمور أولية تثبت خطورة هذه الأجهزة الأمنية على أمن الشعب الفلسطيني وأنها أجهزة كانت مسيرة فقط لخدمة الاحتلال الصهيوني ولخدمة الأمن الصهيوني كما هو متفق عليه في اتفاقات أوسلو حتى الآن يوجد لدينا ملفات لا نرغب بالكشف عنها حالياً ويوجد ملفات أخرى تحت التدقيق علماً بأنه كذلك تم الحصول على كمية كبيرة جداً من ملفات متلفة داخل مقرات الأمن الوقائي والمخابرات تم إتلافها في ساعات حصار هذه المقرات كونها  وثائق خطيرة جداً تم إتلافها فوراً بمجرد شعورهم بالضغط وتمكن كتائب القسام من السيطرة من الخارج قاموا بإتلاف هذه الملفات .

و أشار الناطق الإعلامي أن هناك أجهزة داخل الحركة متخصصة في هذا الأمر تقوم بسرد هذه الملفات وتصنيفها حسب درجة خطورتها بعض هذه الملفات سنحتاجه ونحتفظ به والبعض الآخر ربما لا نحتاجه فهذا الأمر لأجهزة الحركة المعنية بذلك لكي تقوم بهذا الدور وهذه المهمة .

وحول عرض هذه الملفات قال أبو عبيدة "أن هذا الأمر يتم تحديده لاحقاً بعض هذه الملفات سيتم عرضها والبعض الآخر سيتم عرضها إلى جهات معنية نحن لسنا معنيين بعرض كل الملفات عبر وسائل الإعلام هناك ملفات نحتاج إلى عدم عرضها وهناك ملفات ربما يتم عرضها إلى وسائل الإعلام" .

كنزاً استخباراتياً بيد حماس

 وكانت مصادر صهيونية قالت أن أجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية تبدي قلقاً بالغاً من سقوط ما سمته كنزا استخباراتيا بيد حركة حماس"السفينة والمخابرات والوقائي" ، بعد بسط سيطرتها علي قطاع غزة ومؤسسات السلطة الفلسطينية.

وكان موقع ملف دبكا الصهيوني المختص بالشؤون الاستخباراتية قد أشار في تقرير خاص عقب حوالي 48 ساعة من سيطرة حماس علي قطاع غزة إلي أن أجهزة المخابرات الأمريكية سي.آي.إيه والبريطانية إم.آي 6 والصهيونية الموساد والشاباك تعتبر أن سلاحاً ثقيلا وأكثر حدة وتهديداً من الناحيتين الأمنية والسياسية سقط بيد حماس بعد سيطرتها علي القطاع. 

واستولت حركة حماس إضافة لذلك علي نظم أجهزة استخباراتية أمريكية وبريطانية متطورة كانت لدي المخابرات الفلسطينية، إضافة لملايين الوثائق التي كانت في مقر الأمن الوقائي.

واعتبرت مصادر إستخباراتية صهيونية أن سقوط مقار المخابرات الفلسطينية في غزة بيد حركة حماس يشكل أكبر كارثة استخباراتية في القرن الأخير لم يحصل ما يشبهها في تاريخ أجهزة الاستخبارات العالمية، بما في ذلك سقوط النازية عقب الحرب العالمية الثانية، وانهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية في التسعينات . 

وعبرت المصادر عن خشيتها من ان الوثائق التي باتت في يد حماس ستكشف لها ولسورية وإيران قريبا عمليات الموساد والشاباك، ووكالات استخباراتية للبلدان الغربية، بما يشمل قوائم الوكلاء المزدوجين وأسماء شخصيات صهيونية تعاونت مع الفلسطينيين في مجالات مختلفة لقاء أموال .

وكان موقع ملف دبكا الصهيوني المتخصص في شؤون الاستخبارات نقل عن مصدر استخباراتي صهيوني قوله إن الأرشيفات التي خلفها نظام صدام حسين في العراق عام 2003 تعتبر لعبة صبية مقارنة مع ما خلفته أجهزة المخابرات التابعة للرئيس محمود عباس ومساعده المدعو محمد دحلان .

وحسب الموقع فان الحديث يجري عن قنبلة موقوتة حقيقية كانت موجودة في مقر الأمن الوقائي في تل الهوي ومقر المخابرات الفلسطينية القائم بجوار ميناء غزة، ستستخدمها حماس

هذا ويدور الحديث عن سيطرة حماس علي وثائق حول عمليات سرية لمنظمات استخباراتية غربية جرت في الشرق الأوسط ، علاوة علي معلومات تلقي الضوء علي اتصالات تمت بين الفلسطينيين وجهات مخابراتية منذ أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات، إضافة الي عمليات تنسيق امني مع دول خليجية وأماكن ووسائل تدريب القوي الأمنية الفلسطينية.

الوضع الأمني في غزة

  وحول الوضع الأمني في قطاع غزة قال الناطق الإعلامي بأن الوضع أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً  حيث لا يسمع أي طلقة رصاص في جميع أنحاء قطاع غزة بفضل الله تبارك وتعالى الوضع الأمني هو ممتاز ويحلم به الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يستمر على ما هو عليه ونعتقد أنه سيستمر إن شاء الله وما حدث في قطاع غزة كان أكبر نكسة للعملاء وتجار المخدرات وللمنفلتين والمنتفعين وتجار الدم الفلسطيني لأنه الأمر تم ضبطه بالقوة بفضل الله تعالى وهذا الأمر أثر بانطباع إيجابي على جميع أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يشعرون الآن بالفرق بين الأيام الماضية وبين هذا الأيام .

صبر القسام لن يطول على جرائم الانقلابين في الضفة

 وأشار أبو عبيدة أن كتائب القسام في الضفة الغربية لن تصبر طويلاً على هذه الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء شعبنا في الضفة الغربية فالذي يستهدف في الضفة ليس كتائب القسام فالذي يستهدف في الضفة هو كل مؤسسات وجمعيات وحتى رياض الأطفال الإسلامية من قبل ثلة حاقدة مارقة وتتخذ غطاء للأسف الشديد من مؤسسة الرئاسة ومن بعض قادة التيار الخياني والتيار المتصهين الذي ينفذ الأجندة الصهيونية

وأكد ابو عبيدة  أن كتائب القسام في الضفة لن تصبر طويلاً إذا ما استمرت هذه الاعتداءات بالرغم من الخطورة الكبيرة التي يعيش فيها الإخوة هناك المجاهدون بسبب الاعتقالات والاغتيالات وغير ذلك لكن إذا ما استمرت هذه الجرائم الداخلية التي تهدف إلى تفكيك وحدة الشعب الفلسطيني وانتهاك الأعراض والحرمات فلا أعتقد كتائب القسام ستصبر بل سترد بكل قوة ونحن نحذر من الوصول إلى هذه المرحلة لأن الأوضاع كلها ستنفجر.

(المصدر: موقع كتائب القسام بتاريخ 21 جوان 2007)


أكدوا مسؤوليته أيضاً عن استهداف الوفد الأمني المصري

قياديون يؤكدون: وثائق تثبت تورط دحلان في اغتيال عرفات ومحاولة اغتيال هنية

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

اتهم قادة برلمانيون فلسطينيون، قائد التيار الانقلابي في حركة فتح محمد دحلان بالتورّط في اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات، وإطلاق النار على موكب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وكذلك الوفد الأمني المصري في غزة. 

فقد وجّه رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي الفلسطيني، فرج الغول، اتهاماً محدداً إلى دحلان بهذا الشأن، وقال لصحيفة "الخليج" الشارقية، "إنّ حركة حماس حصلت على وثائق خطيرة تؤكد بالدليل القاطع تورّط دحلان وفريقه في اغتيال الزعيم الراحل أبو عمار". 

وأضاف الغول قوله "إنّ الوثائق تدين دحلان بالفساد، وإنشاء فرق الموت"، وشدّد على أنّ اتهام دحلان بالتورّط في اغتيال عرفات ليس "كلاماً مرسلاً" وأكد بالقول "لدينا وثائق حالية وسابقة، واعترافات لقادة الأمن الوقائي الذين تم توقيفهم في غزة مؤخراً، ومع ذلك نحن مع تشكيل محاكمة عادلة لدحلان ورفاقه، والتحقيق النزيه والمجرد في هذه الأدلة والمستندات". ورفض الغول أي تدخل خارجي في هذه المحاكمات.

من جهته؛ قال المتحدث باسم كتلة التغيير والإصلاح بالمجلس التشريعي الفلسطيني التابعة لحركة "حماس"، مشير المصري، لصحيفة "الخليج" أيضاً، إنّ دحلان وفريقه وراء واقعة إطلاق النار على الوفد الأمني المصري في غزة حيث أصيب "العميد شريف" أحد أعضاء الوفد في ذلك الاعتداء. 

وأوضح مشير المصري أنّ دحلان مسؤول أيضاً عن حادثة إطلاق النار على موكب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عند معبر رفح عقب عودته من أول جولة خارجية له في شباط (فبراير) الماضي. وشدّد المصري على أنّ "حماس" رحبت بتشكيل الجامعة العربية "لجنة تقصي حقائق" لأنها تريد للحقيقة أن تنكشف.

ولفت المصري الانتباه إلى أنّ الذين يعارضون لجنة تقصي الحقائق هم الذين يخشون من انكشاف الحقائق، مؤكداً أنّ "حماس" التي وضعت الجامعة وأطرافاً عربية في صورة ما يحدث على الأرض الفلسطينية حالياً؛ سبق أن حذرت رئيس السلطة محمود عباس، وسلفه الراحل ياسر عرفات من أعمال دحلان. وقال القيادي البرلماني الفلسطيني إن الوفد الأمني المصري في غزة "ملم بالكامل بتفاصيل ما حدث ويحدث" في قطاع غزة.

(المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 21 جوان 2007)

الرابط: http://www.palestine-info.info/ar/default.aspx


قال إن خطابه اشتمل على قصص "كاذبة ومفبركة"

حمدان: إغلاق عباس لباب الحوار مع "حماس" خضوع لضغوط أمريكية وصهيونية

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام

 استهجن أسامة حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، الخطاب المطوّل الذي ألقاه رئيس السلطة محمود عباس مساء الأربعاء، وشن فيه هجوماً عنيفاً ضد الحركة، مؤكداً أنه اشتمل على "قصص كاذبة ومفبركة، ومنطق لا يمت لمنطق القادة".

وقال حمدان: "لا يليق برئيس شعب ورئيس منظمة التحرير أن يغلق باب الحوار مع فصيل هو يعرف كم وزنه في الشارع الفلسطيني، وكل ذلك من أجل لقاء رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت أو المسؤولين الصهاينة".

وأضاف يقول، في تصريح صحفي له: "إن الحديث عن إغلاق باب الحوار نهائياً (كما أعلن ذلك عباس) دلالة على الخوف والعجز من الشروط الأمريكية، بل إن هناك خوف من عباس للجنة تقصي الحقائق، التي قررت جامعة الدول العربية تشكيلها"، مؤكداً في الوقت ذاته أن "قطع الحوار مع حماس هو خضوع للضغوط الأمريكية والصهيونية".

وقارن القيادي في "حماس" بين خطاب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي دعا فيه إلى حوار صريح، وبين خطاب رئيس السلطة محمود عباس الذي شدد فيه قطع أي حوار مع حركة "حماس" مهما كان الثمن، حسب تعبيره، وأكد حمدان موقف الحركة المتمسك بالحوار الفلسطيني – الفلسطيني 

وأوضح حمدان بأن حركة "حماس" ما ستقدمه للجنة تقصي الحقائق "سيكشف كثيراً من التفاصيل التي لم نكن نريد أن نكشفها"، مؤكداً بأن الحركة لا تقبل أن يفرض عليها شروط لتحاور الشعب، "نحن جزء غالب من هذا الشعب، ولا يستطيع أحد أن يشطبنا سواء بقراره الذاتي أو الخارجي أو حتى بقرار صهيوني وأمريكي"

وشكك ممثل حركة "حماس" في لبنان بدوافع رئيس السلطة محمود عباس بشأن عزمه تعديل قانون الانتخابات الفلسطينية، وقال: "إن عزمه تغيير قانون الانتخابات، يعني أن علة الأزمة أن الانتخابات جاءت بمن لا تريده أمريكا وهي حركة "حماس"، التي تريد تحرير كل فلسطين، وهو (عباس) يسعى إلى سن قانون يضمن فوز من ترضى عنه أمريكا والصهاينة".

وتابع يقول: "إن عباس يحاول أن يسلخ غزة عن الضفة، حيث طلب من الصهاينة بقطع الغاز والماء والكهرباء عن القطاع، لكننا نحن متمسكون بوحدة الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر، لن نقبل هذه المحاولات المريضة في اتهامنا أننا وراء ذلك، لأن الذين وقعوا اتفاقات التنازل عن القدس والذين قسموا الأرض الفلسطينية إلى 67 ومناطق، هم الذين يضحون في الحق الفلسطيني وليس حماس".

وتابع يقول: "أكدنا أن ما جرى ليس معركة ضد فتح، بدليل أن قادة فتح يصرحون في غزة بكل حرية، لم يتم الاعتداء على أي مقر أو بيت لحركة "فتح" في غزة، نحن قلنا أن المسألة موجهة ضد فريق أمني حمل خطة دايتون، وهي خطة تريد بناء جهاز أمني له ولاء كامل لمن يبنيه ويقوم بدوره بإخضاع الشعب الفلسطيني".

أما بشأن اتهام عباس لحركة "حماس" بالتخطيط لاغتياله والزعم عن وجود شريط يثبت ذلك؛ قال حمدان: "قصة الشريط بدأن بأن قام عباس بالاتصال بالأخ خالد مشعل وأبلغه عن الشريط، وفي البداية قال مشعل بأن هذا الشريط قد يكون مفبركاً، وطلب مشعل من عباس بأن يرسل له نسخة من الشريط وإلى اليوم لم يصل الشريط"، متسائلاً "لماذا لم يرسله حتى الآن، وهل فعلا هناك شريط".

وقال: "إن قضية الشريط هي محاولة لتبرير إنهاء اتفاق مكة المكرمة بين حركتي حماس وفتح، لا سيما وأنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعدما ظن البعض أنه لن يكون هناك اتفاق"، متسائلاً في الوقت ذاته عن معنى الدعم الأمريكي الفوري لعباس بمجرد أن انقلب على حكومة منتخبة؟".

وذكّر حمدان رئيس السلطة بأن حركة "حماس" فازت في الانتخابات وشكلت الحكومة ومن بعدها حكومة الوحدة الوطنية، "وعلى مدار عام ونصف العام حُمل السلاح من قبل أجهزة الأمن التي حماها ورعاها ضد الحكومة، ثم يكذب ويقول إن هذه الحكومة هي التي حملت السلاح ضد الشرعية".

وبشأن حدود الدولة المؤقتة، حيث استشهد عباس بالقيادي في حركة حماس أحمد يوسف؛ قال حمدان: " لقد قلنا من البداية أن الورقة التي وزعت من دولة أوروبية نحن كحركة أعلنا رفضنا لفكرة حدود الدولة المؤقتة، وأصدرنا بيانا في ذات اللحظة أن دولة بحدود مؤقتة مرفوضة تماماً"، وقال: "لماذا يحاول عباس استعارة قصص مفبركة؟، لأنه لا يملك أن يقول الحقيقة كما هي"، حسب تأكيده.

أما فيما يتعلق بقول عباس أنه لن ينقل الفتنة إلى الضفة؛ قال القيادي في "حماس": "إن حديثه عن ذلك هو جزء من الكذب الذي مارسه، فاختطاف عصابات الأمن لكوادر حركة "حماس" في الضفة متواصلة"، مشيراً إلى أن أمن السلطة اختطف حتى الآن 120 فلسطينياً من أعضاء وأنصار الحركة، هي من أصل 450 اعتداء ارتكبت ضد "حماس" في الضفة.

(المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام بتاريخ 20 جوان 2007)


 

فلسطين.. التخلي عن نهج الحسم السياسي والعسكري

منير شفيق (*)

 ثمة مجموعة من الأبعاد تفرض نفسها عند تناول ما حدث ويحدث في قطاع غزة والضفة الغربية وامتداداته المتشعبة. ففي لحظة واحدة تداخل التاريخ الحديث لتطور ألوان الصراعات الفلسطينية ليفسر ما الذي حدث، لأنه في كل الأحوال جاء تتويجا لتلك الصراعات ولم يهبط فجأة هكذا.

وفي اللحظة نفسها تداخلت إشكالات الوضع العربي والصراعات العربية وسياسات كل دولة في ذلك الذي حدث، وهو ما عبّر عن نفسه بداية في اجتماع وزراء الخارجية العرب (الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الجامعة العربية)، ثم في ما تلاه من مواقف لهذه الدولة أو تلك، أو عدم إعلان موقف.

وفي اللحظة نفسها تدّخلت فورا وقبل الجميع الإدارة الأميركية ومعها ومن بعدها أوروبا والرباعية وبالطبع الدولة العبرية، فحددت مواقف وأطلقت تصريحات واتخذت قرارات، بما فيها الإعلان عن فك الحصار وتقديم المساعدات لـ"حكومة إنفاذ حالة الطوارئ".

وأخيرا وليس آخرا كان التدخل الشعبي الفلسطيني العربي الإسلامي ليطلق ألوانا من المشاعر والتعبير. وقد اختلطت فيه الدموع بالقلق والأسى مما حدث والخوف من الآتي.

أما النخب عموما والقوى الشعبية السياسية خصوصا، فقد اشتبكت مواقفها امتدادا بمواقفها وانحيازاتها السابقة مع نقد هنا وهناك لتفاصيل يصعب الدفاع عنها. وهذا ما ينطبق أيضاً على وسائل الإعلام ومراسليها ومن استدعتهم للتعليق على الأحداث.

ما حدث من انفجار للصراع الفلسطيني جاء تتويجاً لحدثين حكما الوضع الفلسطيني الداخلي خلال السنوات الثلاث الماضية. فالبداية كانت مع محاصرة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في مقره برام الله من قبل الجيش الإسرائيلي وبدعم أميركي مباشر، وبمواقف أوروبية وعربية لم تبدأ متطابقة مع الموقف الأميركي الإسرائيلي، ولكنها لم تقف إلى جانبه لفك الحصار عنه، بل أسهمت في الضغط عليه.

والأهم هو ما وقع من انقسام في المواقف "الفتحاوية" إزاء تقليص صلاحياته ودوره وتحويله إلى مجرد "رمز" للتوقيع على الاتفاقيات (تغطيتها) بينما نقلت إلى رئيس الوزراء آنذاك محمود عباس تلك الصلاحيات وذلك الدور.

ياسر عرفات قاوم بكل ما أوتي من قوة هذا التوجه الدولي العربي الفتحاوي. والكل يذكر ما حدث من نزول قوات الأمن الوقائي في قطاع غزة للتظاهر بالسلاح ضده، كما يذكر ما حدث من تجاذبات داخلية وصلت إلى استخدام السلاح ولو على مستوى فردي وضيق.

هذا الصراع انتهى إلى تعديل النظام الأساسي بانتزاع عدد من الصلاحيات السابقة التي كان يعطيها للرئيس، وقد عزز صلاحيات رئيس الوزراء والمجلس التشريعي. والأهم من ذلك أنه انتهى برفع الغطاء عن عرفات مما سمح لشارون باغتياله وسقوطه شهيدا.

ومن هنا لا يمكن قراءة الوضع الراهن في قطاع غزة والضفة من دون الرجوع إلى ذلك الصراع ونتائجه لا سيما داخليا على فتح، وعلى الانتخابات التشريعية التي فازت بها حماس. وأدت إلى تشكيل وزارة برئاسة إسماعيل هنية. وهذا هو الحدث الثاني.

لقد نجم عن تقاسم الصلاحيات بين رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء كما تقرر في النظام الأساسي المعدّل صراع بين شرعيتين مثلت فتح أولاهما عبر الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس، والثانية حماس عبر أغلبيتها الكبيرة في المجلس التشريعي والحكومة.

والمدهش أن الشرعية الأولى استندت دستوريا إلى كل ما رفض الشهيد ياسر عرفات تسليمه لرئيس الوزراء بينما استند المجلس التشريعي والحكومة دستوريا إلى كل ما انتزع من صلاحيات عرفات في النظام الأساسي المعدّل.

وهذا التنازع بين شرعيتين (فتح وحماس) هو الذي تطور من حيث الشكل إلى ما حدث الآن من انقسام حول إقالة حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة إنفاذ حالة الطوارئ.

لكن جوهر الخلاف/الانقسام في الموقف نبع من اختلاف سياسي متعدد الأوجه, وكان الأمر كذلك في الخلاف الذي وقع داخل فتح إزاء صلاحيات عرفات وإن كان البعد السياسي لم يظهر إلى العلن كما ظهر بين حماس وفتح. لكنه وراء حصار عرفات الذي تدخل بصورة مباشرة وغير مباشرة (سراً) في الانتفاضة والمقاومة بينما الطرف الآخر كان ضد ما أسماه "عسكرة الانتفاضة".

وهذا يفسّر لماذا تحسنت العلاقات وتواصلت الاتصالات في الأشهر الأخيرة قبل اغتيال عرفات بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وكان قد سبق ذلك تعزيز العلاقات بينه وبين زعيم حركة حماس ومؤسسها الشهيد أحمد ياسين.

الصراع بين الشرعيتين بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة دار في أساسه حول الأجهزة الأمنية. وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الاشتباكات المسلحة الأمر الذي أثار مشكلة كبرى في وجه الديمقراطية الفلسطينية التي أجرت انتخابات حرة ونزيهة.

 ويرجع الفضل الأول في ذلك إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكنه امتنع عن تدوير الصلاحيات الأمنية أو توجيه الأجهزة الأمنية إلى وزارة الداخلية.

هذا الصراع بين الشرعيتين مع عدم إغفال البعد السياسي والتدخلات العربية والدولية والحصار المالي التجويعي الذي ضرب على الشعب الفلسطيني لإسقاط حكومة حماس وإلغاء نتائج الانتخابات التشريعية، هو العامل الذي راح يفعل فعله في ما حدث من اقتتال فلسطيني كسر نبذ الاقتتال وتحريم الدم الفلسطيني.

والأخطر أنه راح يراكم طوال أشهر الأحقاد والجراح في الجانبين مع كل قطرة دم تسفك وكل اعتداء يحدث.

وأخطر من ذلك أن كل محاولات العودة عن هذا المسار عبر التوافقات لوقف إطلاق النار وعدم اللجوء إلى السلاح لم تمنع من تكرار الاقتتال، فقد كان هنالك إصرار على إسقاط حكومة حماس وإصرار من جانب حكومة حماس على التمسك بالشرعية الانتخابية التي منحها إياها المجلس التشريعي.

فهذا المسار -اقتتال ثم اتفاق لوقفه ثم اقتتال- وصل قمته مع اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لكي يوضع له حد. وقد تفاءل الكثيرون خيرا. ولكن إرادة الإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية وإلغاء اتفاق مكة أعادت الاقتتال في قطاع غزة من جديد.

وهنا تدخلت المحاولة المصرية لرعاية حوارات جديدة بين الفصائل للوصول إلى اتفاق جديد، لتصبح بدورها أمام تكرار معادلة "اقتتال فاتفاق فاقتتال". وهكذا حتى وصل الأمر إلى الحسم الذي كانت فيه الغلبة للقوة التنفيذية التابعة لحماس مما أوصل صراع الشرعيتين إلى نقطة الحسم التي ووجهت بعد الحسم العسكري في قطاع غزة بحسم سياسي عسكري عبر إقالة حكومة الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة إنفاذ حالة الطوارئ.

وهكذا وصل الوضع الداخلي إلى ما يشبه وضع اللارجعة. وقد راح يغذّي هذه المعادلة التي يجب ألا يسمح بتكريسها ما حدث من ارتكابات في ما دار من اقتتال بين كل من القوات العسكرية التابعة لحماس وفتح في قطاع غزة والضفة الغربية.

وهو ما تجاوز ضراوات المواجهات العسكرية الميدانية ليصيب الآمنين ويقتل بالدم البارد ويعتدي على البيوت والمكاتب.

الأمر الذي صاحبته استفزازات سياسية ومعنوية راحت الصورة المنقولة بالتلفزيونات والصحف والمجلات والإنترنت تعبئ بها في كل اتجاه، لتوظف سياسيا في خدمة الذين يريدون تكريس حالة اللارجعة بين فتح وحماس.

هنا دخلت الأبعاد الأخرى وأولها السياسات الأميركية الإسرائيلية وبعض السياسات الأوروبية لتذهب بالصراع الفلسطيني إلى منتهاه وللحيلولة دون عودة التعايش بين الشرعيتين والتفاهم بين الحركتين. وللأسف راحت تجد في الداخل الفلسطيني سمّاعين لها.

اجتماع مجلس الجامعة العربية جاء متوازنا إلى حد بعيد وكانت المفاجأة التجرؤ على رفضه من جانب ياسر عبد ربه واعتباره تدخلا في الشأن الداخلي الفلسطيني. وهذا الاتجاه يجب عزله تماما وعدم السماح له بالصيد في الماء العكر، وذلك لأن التدخل العربي بمختلف أشكاله يجب أن يتجه إلى رأب الصدع وإنقاذ الموقف وعدم السماح بتكريس سياسات اللاعودة عن الحسم النهائي.

إن موقف تجاوز الأزمة ولملمة الجراح والعودة إلى الحوار ورفض سياسات الحسم العسكري والسياسي سواء أكان في قطاع غزة أم في الضفة الغربية، وإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإغلاق الباب في وجه التدخلات الأميركية الإسرائيلية وعزل الأصوات التي تتجاوب معها، هو ما يلتقي مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني وفي المقدمة فتح وحماس والشرعيتين وكل الفصائل والغالبية الساحقة من المستقلين.

وفي هذا مصلحة عليا أيضا لكل الدول العربية لو حسب جيدا ما يمكن أن يحدث إذا بقيت النار الداخلية الفلسطينية مشتعلة لتسود الفوضى وكل ألوان الضربات الخبيثة تحت الحزام.

والأهم أن موقف لملمة الجراح والعودة إلى الحوار والتعايش والتفاهم يلتقي مع مقاومة الاحتلال وردع المشروع الإسرائيلي الأميركي الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية وإقامة شرق أوسطية تحت الهيمنة الإسرائيلية الأميركية. وفي هذا مصلحة عليا للشعوب العربية والإسلامية التي تتمزق ألما الآن وهي ترى ما يحدث من صراع دموي فلسطيني.

هذه السياسة هي التي يجب أن تسعى إليها حماس وفتح وكل القوى الشعبية فلسطينيا وعربيا وإسلاميا. فليس هنالك حالة في الظرف الفلسطيني اسمها اللارجعة أو عدم إمكان التجاوز.

وإلى جانب كون هذه السياسة هي الصحيحة يجب أن يقتنع الجميع بأن الحسم السياسي والعسكري غير ممكن مع وجود الاحتلال وما يفعله في فلسطين، وهو غير مقبول في كل الأحوال.

فلا حماس قادرة على إنهاء فتح ولا فتح بقادرة على إنهاء حماس. فالتعايش والتفاهم بينهما لا مفر من منه، وحتى الوحدة الوطنية والعمل المشترك لا بد منهما كذلك. وإلا كان الصراع اللامتناهي، والفوضى الدائمة، والجراح النازفة، والخسارة المحتمة لكليهما.

تبقى نقطتان، الأولى هي أن ما يحدث في فلسطين الآن يدخل بشكل أو بآخر في الإطار نفسه الذي يحدث في لبنان والعراق وفي ما يحدث من انقسامات داخلية على مستوى البلاد العربية.

الأمر الذي يوجب أن تتحول حماس وفتح إلى نموذج في حل الخلافات الداخلية والخروج من وهدة الانقسامات التي لا يفيد منها غير أعداء الأمة.

أما النقطة الثانية، فهي أن هناك من قال إن ما جرى من اقتتال فلسطيني "ضرب آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية". وقد نسي أصحاب هذا القول أن القضية الفلسطينية تبقى فوق أية صراعات داخلية، وهي عابرة للأجيال تحملها من جيل إلى جيل حتى التحرير الكامل.

 فالاقتتال والانقسامات الحادة عرفتهما كل مراحل القضية الفلسطينية كما عرفتهما تجارب الشعوب الأخرى، ومع ذلك بقيت القضية الفلسطينية كما بقيت القضايا العادلة.

 فما دام هنالك اغتصاب لفلسطين واحتلال وعدو صهيوني ستظل هنالك قضية فلسطينية حية مقاومة لا تخبو ولا تهزم، وإلا لما وصلت إلى فتح وحماس وستبقى بعدهما. فهي قضية الأجيال وقضية الأمة. فلماذا هذا التوظيف لما يحدث من اقتتال وانقسامات؟

(*) كاتب فلسطيني

 (المصدر: ركن "المعرفة" بموقع الجزيرة.نت (الدوحة - قطر) بتاريخ 21 جوان 2007)

 

 


 

ما الذي فعلته حماس؟

أكرم البني (*)

 المحظور وقع، والأمل أن لا تدفع الأمور الى مزالق أخطر، وأن تعطي المناشدات الأخلاقية والإنسانية أُكلها -وهي جل ما يملكه الإنسان العربي- وتثمر وقف الاقتتال والتنازع ضد ما يظهر أنه توغل في الطرائق الاقصائية والتدميرية. فللشعب الفلسطيني وقضيته موقع خاص في قلوب الناس ووجدانهم.

 ومع رفض مسلكيات بعض قادة فتح ومطامعهم الشخصية، ومسؤوليتهم عن مرحلة مزرية من الفساد والفوضى، لا نعرف ما إذا كانت حركة حماس قد تفحصت الأمور بدقة، وحسبتها جيداً قبل أن تقدم على الحسم العسكري في غزة، أم أن ما قامت به كان اندفاعة هوجاء لا تقوم على دراية أو دراسة متأنية؟!

 فما الذي فعلته حماس؟ وهل سألت نفسها بداية كيف يمكنها أن تفسر اليوم حديث قادتها بالأمس أن الاقتتال الأهلي خط أحمر، وأن الدم الفلسطيني حرام، حرام؟! وما هو الجديد النوعي الذي حصل واستدعى تجاوز الخطوط الحمر، واستسهال القتل وإراقة الدماء؟ وكيف يمكن للحركة أن تقنع الناس أن ما أقدمت عليه هو دفاع عن الوطن والروح الوطنية، وليس دفاعاً عن مواقع ومغانم كانت حماس في غنى عنها لو بقيت خارج السلطة؟

 لقد كشفت أحداث غزة، وبصرف النظر عن النوايا والخطاب المعلن والادعاءات المتبادلة حول الشرعية، عن أن ثمة صراعاً ضيقاً وبائساً للاستئثار بالسلطة، أو بجزء منها. وللأسف، ظهر "قادة حماس" كأشد المستشرسين حفاظاً على مكاسبهم وحماية لمناصبهم، وكأن بضعة شهور من تذوق طعم السلطة كانت كافية لكشف نوازع هذه الحركة، وما تضمره من نوايا، بخلاف ما حاولت إظهاره فيما مضى، كزاهدة عن الحكم وتزدري السلطة!

 وبالتالي، فإن ما حدث في غزة يشير في جوهره الى بدء تحول الوطنية الفلسطينية من مشروع للتحرير واسترداد الحقوق المغتصبة، وبناء الدولة الديمقراطية ومؤسساتها، الى صراع على المكاسب والمناصب، خاصة وأن الخلاف على الخطوط السياسية ليس بذي أهمية أو جدوى؛ فلا فرصة سانحة أمام دعاة السلام لإنجاز تسوية محددة، مثلما فشل دعاة العنف في أن يجعلوا الكفاح المسلح قوة ضاربة يحسب حسابها. فكيف، والحق يقال، أقنعت حركة حماس نفسها بأن المعركة مع العدو صارت قاب قوسين أو أدنى من الانتصار لتعيد ترتيب أولويات الصراع، وتتجه إلى حسم المعركة مع حليف الأمس؟ وماذا يمكن لها أن تضيف على ما كانت تكرره ليل نهار، بأن الحرب الأهلية هي خدمة مجانية للعدو الصهيوني، وأنها خير ما يساعده على التخلص من قوى كابد الأمرين من أجل تصفيتها، وإراحة صدره من هموم وأعباء استمرار المفاوضات.

 ربما لا يستطيع المرء أن يقدر شدة الحزن في عيون المواطنين الفلسطينيين والعرب وهم يراقبون إخوانهم وقادتهم يفتكون ببعضهم، لكنه يستطيع، بلا شك، رؤية الفرحة في عيون الإسرائيليين، ومسارعتهم إلى استثمار ما حصل لتعديل موقف الرأي العام العالمي، ولإظهار صورة سلبية للفلسطينيين بأنهم غير قادرين على إدارة شؤونهم، وأن من يتطلع العالم إلى منحه دولة هو مجتمع دموي، لا يقيم اعتباراً للقيم والقانون، ويقوم على تنازع قوى لا مبادئ لها، تتصارع وتتقاتل على الامتيازات الفئوية، ولا تتقن سوى أفعال الإقصاء!

 وأيضاً، لا نعرف ما إذا كانت حركة حماس قد قدّرت تماماً تأثير أحداث غزة على مصداقيتها السياسية، وكيف زادت التشكيك بادعاءاتها عن التشارك، وشعاراتها عن الحرية واحترام التعددية والآخر! ولا يغير من هذه الحقيقة ذرائعها بأن من تم إقصاؤهم أو إعدامهم هم عملاء وخونة، فأن تقرر هي عمالتهم، وأن تُنزل هي الأحكام بهم، فهذا يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان! ويبقى الواضح والجلي أن قادة حماس كانوا يبيّتون انقلاباً على الديمقراطية لصالح منطق القوة في السيادة والسيطرة، ورفض الاحتكام للدستور والمؤسسات وللرأي العام، بإصرارهم على بناء جيش خاص هو القوة التنفيذية، وإعطاء مشروعية لكتائب القسام كي تحسم المعركة ميدانياً، الأمر الذي يطرح من جديد السؤال الكبير عن مدى جدية تيارات الإسلام السياسي وصدقية التزام الديمقراطية، وعن حدود الشجاعة التي تملكها للتخلي عن إيمانها المطلق بما ترسمه وتدعيه، وعن روحها الاستئثارية والاقصائية؟

 ثم، هل تنبهت حركة حماس الى أن حسم الصراع في غزة في هذا التوقيت يترك أكثر من إشارة استفهام حول حقيقة ارتباطها بقوى خارجية لها مصلحة في إثارة هذه النزاعات في هذا الوقت بالذات، وتسخير الوضع الفلسطيني وما يكابده لصالح مطامع هذه القوى وسياساتها الإقليمية، وما يترتب على ذلك من اندفاعات تتجاوز مصالح الشعب الفلسطيني، وتجره إلى مواقف تغفل حقيقة الظروف الخاصة التي يعيشها؟

 وأيضاً، ألم تع حركة حماس أن حسم الصراع بالصورة التي شهدها العالم ساهم في إبراز وجهها الأيديولوجي على حساب وجهها السياسي الوطني، حتى بات البعض يتندر عن يوم قريب تعلن فيه غزة إمارة أشبه بإمارة طالبان! ولعل تشديد الحصار قد يشجع قوى التطرف والأصولية على تثبيت مشروعية استمرارها، ليس من خلال برنامج وطني أو عبر تلبية مستلزمات الناس وحاجاتهم، بل فيما تعتقد أنه تطبيق لقوانين الشريعة الإسلامية، كان فاتحتها تهديد ما سمي "جيش الإسلام" في غزة بقطع رؤوس المذيعات التلفزيونيات إذا لم يتحجّبن، ثم الخبر الطازج عن إحراق مدرسة ودير للراهبات!

 وما يزيد الطين بلة أن بعض المفكرين الإسلاميين يبالغ في الرهان على دور حركة حماس، ويحملها أكثر من طاقتها، باعتبارها طليعة أو رأس حربة المشروع الإسلامي في المنطقة، محذراً من تخليها عن الحكم، ومنذراً من أن هزيمتها تعني هزيمة هذا المشروع برمته!

 على ماذا يتقاتل المتقاتلون؟ ربما تعرف حركة حماس أكثر من غيرها أي مجتمع ترث، في ظل الواقع المتخلف، وما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة من ظروف معيشية وإنسانية قاسية. فأي نصر ذاك الذي يتغنى البعض به حين تحكم قوة سياسية قبضتها على مدينة محاصرة تكتظ بكثافة سكانية هي الأعلى في العالم، ويتآكلها الفقر والحرمان والغلو الصهيوني؟! وأي منزلق خطير يذهب إليه البعض في استثمار حال اليأس والإحباط والتردي التي تعم الشارع لنشر الأحقاد والكراهية والطعن بالآخر، بدل الاستقواء بها للجم الاندفاعات التصفوية، وتشجيع الجميع على المشاركة في الهموم والحلول!

 فمن الذي يتنكر لحقيقة أن الكل خاسرون في هذه المعركة، وأن ليس لأحد من أفق في تصفية الآخر مهما ملكت أيمانه من القوة والقدرة التدميرية؟ وتالياً هو قبض ريح من يبحث عن إمكانية الانتصار وتحويل الساحة الفلسطينية الى لون واحد، وفرض رأيه عليها لاغياً التنوع والتعددية؛ ليس فقط لأن أوهامه تتطلب إزالة أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من الوجود، أو قهره بلغة الحديد والنار في ظل التوازنات السياسية والاجتماعية القائمة على الأرض، وإنما أيضاً لأن التجربة تعلم والتاريخ يعلم أن القوة العسكرية العارية ليست قادرة على ضمان الشرعية والسيطرة طويلاً، ولا هي قادرة على إلغاء مصالح الآخرين وثقافة التعايش والتعددية.

 (*) كاتب سوري

 (المصدر: جريدة "الغد" (يومية – الأردن) الصادرة يوم 21 جوان 2007)


الطريق إلى التقسيم: أسئلة إلى "حماس"

عبدالإله بلقزيز (*)

لا أجد من نفسي وازعاً – سياسياً أو عاطفياً – كي أدافع عن موقف السيد محمود عباس من «نازلة» الاقتتال الإجرامي(الفتحاوي – الحمساوي) في غزة، ومن «مراسيمه» «الرئاسية» المتسرّعة حول الإقالة والطوارئ: التي لا يأتيها عاقل حذر متحسب للعقابيل! ولست شغوفاً بالدفاع عن«فتح» في «جميع الظروف والأحوال»، وخصوصاً حينما يكون قرارها السياسي بيد«قادة» من صنف مختلف عمّن عهدناهم قادة تاريخيين لها فاختلفنا معهم حيناً وانتصرنا لهم في أحايين. وقطعاً لست في جملة من أدمنوا على معاداة «حماس» اعتراضاً دائماً في كل وقت وحين لسبب أو من دون أسباب أو لمجرد أنها «حماس». لكنني أجد في نفسي ما يدعوني الى الاعتراف بصوت جهير بأنها المرة الأولى التي يتملكني فيها شعور حاد بأن حركة «حماس» تتصرف سياسياً بغير حساب للعواقب: مدفوعة بضغط الأعصاب ومشاعر الثأر ونزوات النصر الرمزي!

 كان في سيرتها السياسية، في ما مضى من شهور، ما يقوم به أكثر من دليل على هشاشة قدرتها على حساب عواقب اختيارات سياسية أتتها على غير حكمة وروية. كان قرارها بالمشاركة في انتخابات «المجلس التشريعي» ثم بقبول تشكيل «حكومة» واحداً من تلك الأدلة على إساءتها قراءة العواقب. ذلك أنه إذا كان على المرء أن يصدق «حماس» في موقفها السياسي المُعلن من «اتفاق أوسلو» كاتفاق إذعان تفريطي، ومن المؤسسات السياسية المنبثقة منه(ومنها «المجلس التشريعي» و«الحكومة») كمؤسسات غير شرعية، على ما أعلنت الحركة طويلاً، فإن على «حماس» أن تفسر له – وللناس عموماً – كيف أصبح «أوسلو» مقبولاً وكيف صارت مؤسساته شرعية على نحو مفاجئ و«من دون تقديم مقدمات وتمهيد أصول» على قول علماء أصول الفقه، لمجرد أنها(أي «حماس») أصبحت فيها! كان ذلك التفسير أقل الواجب الأخلاقي الذي كان على الحركة أن تقوم به حفظاً لشرفها السياسي أمام جمهورها والرأي العام، ومنعاً لإساءة فهم موقفها المفاجئ من الناس. لكنها ما فعلت شيئاً يبدد الانطباع عنها بأنها تأتي خيارات غير محسوبة.

 وعلى النحو نفسه كان موقفها من التهدئة مع إسرائيل مثالاً ثانياً لإساءتها تقدير عواقب خياراتها. كانت في المبتدأ، خلال سيطرة «فتح» على مؤسسات السلطة(رئاسة ومجلساً وحكومة)، ضد سياسة التهدئة، ولم تتوقف عن حسبانها تفريطاً بالحق الشرعي في مقاومة الاحتلال، أو – على الأقل – بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس ضد عدوانه المتعدد الأشكال(الاغتيالات، الاجتياحات، هدم المنازل، الاعتقالات...). ولم تقبل جزئياً بالتهدئة إلا بعد إحداث منصب رئيس الوزراء والمجيء بمحمود عباس الى هذا المنصب(= في سياق سعي أميركي لتحجيم نفوذ الشهيد ياسر عرفات)! ثم لم تلبث أن اعتمدت التهدئة سياسة رسمية منذ وصلت الى الحكومة قبل عام ونصف العام تقريباً، واحترمتها أشد الاحترام من دون أن تبرر لأحد من المتسائلين كيف يمكن هذه السياسة المخملية مع الاحتلال ألا تكون نقضاً لفكرة المقاومة، أي من دون أن تحسب – مرة أخرى – الثمن السياسي الذي يمكن دفعه من صورتها وصدقيتها كحركة مقاومة لقاء وقفها المعركة الوطنية للاحتلال كممر إجباري للتنعم بالسلطة!

 ... نعم، كان في سيرتها السياسية الكثير مما يقيم دليلاً على أنها لا تُحسن تقدير عواقب سياسات ومواقف تصدر عنها «على حين غرة» وتهدد بتغريمها سياسياً وأخلاقياً. لكنها المرة الأولى – في ما أحسب – التي تُسقط فيها «حماس» أي تحفظ منها على مستقبل صورتها لدى الناس، فتختار أن تقدم نفسها الى العالم من دون مساحيق ومن غير حاجة الى اكسسوارات أيديولوجية: كحركة سياسية شغوفة بالسلطة كائناً ما كان الثمن المدفوع من أجلها، حتى لو كان الدم، حتى لو كانت وحدة الوطن: الجغرافية والسياسية والبشرية!!! مَن يقول إن «حماس» في موقف دفاع عن النفس أمام تجاوزات «فتح» والرئاسة لا يفسر وإنما يبرر ويستذرع. ذلك أن «فتح» – المختطفة من «قيادات» خرقاء ورعناء وطفيلية أسقطها «اتفاق أوسلو» إسقاطاً مظلياً – لم ترتكب على عظيم أخطائها وهَول تلك الأخطاء خطيئة المساس بوحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات. ثم إن «فتح» إن فعلت ما فعلت – من خلال عصابات لها في أجهزة الأمن لا يرضى عنها جميع الفتحاويين – فقد فعلته في غزة(معقل «حماس»)، فكيف يجوز الرد عليه باختطاف غزة؟!

 هل تدرك «حماس» أي نفق تدخل فيه وهي تسيطر على غزة بالسلاح والدماء؟ دعك من أنها لم تُسفك من الدم غير الدم الفلسطيني في بطولات كتائبها «القسامية» ضد الأمن الوقائي والاستخبارات. ودعك من تصريحات بعض ألسنتها الرعناء المشؤومة عن «تحرير» غزة من العملاء ومما يرافق تلك التصريحات من أفعال ظفراوية لمقاتلين موتورين فقدوا القدرة على حفظ المعنى الفلسطيني، بل المعنى الإنساني، فيهم. دعك من ذلك كله ومن غيره وتأمل في مشهد هذا «النصر» الحمساوي «العظيم» وما إليه آيل: عمّ سيُسفر هذا «الظفر» العسكري؟ عن سلطة فرعية(حمساوية صافية) في غزة؟ بئس النصر هذا النصر إن كان سينتهي بحركة سياسية من مقاومة كافحت من أجل تحرير الوطن(من النهر الى البحر) الى جماعة مسلحة نسيت معركة الوطن الكبير، ثم معركة الدولة الصغيرة، ثم معركة السلطة الأصغر، لتتفرّع لبناء غيتو غزة الميكروسكوبي!

 ثم هل تعتقد «حماس» أن الوضع الداخلي الفلسطيني، والوضعين العربي والدولي، ستسمح لها بإقامة دويلة في غزة(علماً بأن الإرهابي عمير بيريتس سعيد بتصفية «فتح» في غزة، على ما صرح، وينصح دولته بالحديث مع «حماس!)؟ وحتى على فرض أن العالم كله سلّم لها بهذه الحصة لسبب أو لآخر، فما هي – يا ترى – هذه المساهمة العظيمة التي قدمتها «حماس» لحركة التحرر الوطني الفلسطيني وللشعب؟! أمِن أجل هذا استشهد أحمد ياسين ويحيى عياش وعبدالعزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب والآلاف من المجاهدين!!

 على «حماس» أن تسأل نفسها اليوم: ماذا تريد؟ إن كانت تريد حرية واستقلالاً ودولة، فهذه ليست طريقاً الى تلك الأهداف. وإن كانت تريد سلطة مَسخاً على أربعين كيلومتراً، فبئس ما تطلب وعلى القضية الوطنية السلام!

 (*) كاتب مغربي

(المصدر: صحيفة "الحياة" (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 جوان 2007)


 
 قراءة هادئة في عملية إنهاء الفلتان الأمني في غزة

جـواد الحـمد

شكلت العملية الحاسمة التي قامت بها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جدلية واسعة في الأوساط العربية والفلسطينية بشأن مشروعية العملية من عدمها، وبشأن التداعيات المتوقعة لهذه العملية على الداخل الفلسطيني وعلى عموم القضية الفلسطينية.
وقد تفاوت المجادلون فيها بين مشفق على القضية وبين ناصح لحماس وبين غاضب لنجاحها، وبين مكلوم لفشل المشروع الذي كان يراهن عليه، وقد شمل ذلك الساحتين الفلسطينية والعربية على حد سواء.
وبمراجعة إرهاصات الحدث وتفاصيله ونتائجه يكتشف المرء كم كانت عملية الحسم التي اتخذتها حماس قرارا جريئا وخطيرا ويتسم بالمغامرة، ولكنه كان محسوبا بدقة أذهلتنا جميعا نحن المراقبين، كما أذهلت خصوم حماس ومنافسيها وأعدائها داخليا وخارجيا. وتبين أن هذه العملية تمت لإحباط عملية استئصال كبيرة وواسعة لحماس وجهازها العسكري ولقياداتها وبالتالي لتصفية وجودها في الحكومة وإجراء انتخابات فلسطينية مبكرة يتم التحكم بها بحيث لا تحقق فيها حماس نجاحا مهما أن سمح لها أصلا بخوضها.
"كيث دايتون" وحماس
وتشير المعلومات والتقارير والتحليلات المنشورة باللغات العربية والعبرية والإنجليزية والفرنسية التي وقعت عليها أيدينا أن الولايات المتحدة كانت قد خططت لإنهاء "ظاهرة" حماس والمقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تسيطر عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك بالتعاون مع إسرائيل وميليشيات فلسطينية مسلحة مرتبطة ببرنامجهما، ومتغلغلة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية الرئيسية، وعلى الأخص الأمن الوقائي والحرس الرئاسي والمخابرات العامة، ويتمتع بعض رموزها بغطاء تنظيمي وطني، وغطاء رسمي شرعي باسم السلطة، وأن هذه الخطة قد حظيت بدعم إقليمي عربي محدود لكنه إستراتيجي، والتي أطلق عليها خطة دايتون نسبة إلى الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" الذي يقيم في تل أبيب لهذه الغاية منذ استلمت حركة حماس مقاليد الحكومة الفلسطينية في آذار/ مارس 2006.
وما يجدر ذكره أن مسألة الفلتان الأمني في قطاع غزة والضفة الغربية كانت هي الأزمة التي أطاحت بالحكومات الفلسطينية السابقة لحكومة حماس، وأنها أصبحت أداة للطرف الإسرائيلي لمنع بناء الدولة الفلسطينية أو تشكيل الوحدة الوطنية أو انشغال الأجنحة العسكرية المسلحة لفصائل المقاومة بمقاومة إسرائيل وصد عدوانها، وكانت تمارس هذه الخطة باسم الأجهزة الأمنية حتى بعد استلام حماس للحكومة لدرجة خروج آلاف من منتسبي هذه الأجهزة بمظاهرات واسعة وبالسلاح واللباس الرسمي لإسقاط الحكومة في شوارع غزة العام الماضي! الأمر الذي شكل أزمة أمنية دائمة بدأت بتجاوزات حقوق الإنسان واعتقال المعارضين وتعذيبهم ومرت بملاحقتهم واغتيالهم بالتعاون مع الاحتلال وانتهاءً بالقيام بعمليات أمنية وعسكرية مباشرة ضد رموز المقاومة وقيادات حركة حماس ووزرائها، وشملت الاعتداء على المؤسسات الحكومية والخاصة وحرقها وتدميرها والعبث فيها بما في ذلك رئاسة الوزراء والمجلس التشريعي الفلسطيني، وكذلك الاعتداء على بيوت المواطنين وبث الرعب في عائلاتهم، وخلقت كذلك ظاهرة خطف الوزراء والنواب والقيادات ونشر الحواجز غير الشرعية، وظاهرة خطف الأجانب.
وقد حاولت جهود كبيرة فلسطينية وعربية وقف هذا النزيف الداخلي مرارا وتكرارا وباتفاقات مباشرة تم توقيعها بين الطرفين، غير أن تشديد الخناق على الحكومة من قبل المجتمع الدولي والإقليمي العربي، وتصاعد الاستعداد لدى قيادات هذه الميليشيات بأخذ عطاء إنهاء حماس وحكومتها على طاولة الولايات المتحدة وإسرائيل، وضاق التيار الذي تمثله هذه الميليشيات ذرعا بحكم حماس، وتقاطعت مصالحه في ذلك مع سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل، الأمر الذي شجع على إنشاء غرفة عمليات أمنية مشتركة بين هذه الأطراف للإشراف على تطبيق خطة تلو الأخرى لتحقيق هذا الهدف.
ولكن السياسة التي اتبعتها حركة حماس بالصمود أولا، والمرونة السياسية ثانيا، وقبول جميع الوساطات العربية والفلسطينية ثالثا، وتزايد شعبيتها الداخلية رابعا، ووحدة أجهزتها السياسية والعسكرية وانضباطها، تسبب بفشل الخطط التي رسمت لإسقاط حكومة حماس أو إشعال حرب أهلية داخلية واسعة، واقتصر الأمر عادة على اشتباكات متقطعة محدودة لا تلبث أن يتم احتواؤها.
بيد أن الخطة الأخيرة التي وضع بنيتها الأساسية الجنرال كيث دايتون حددت الخريف القادم (أكتوبر 2007) موعدا نهائيا لإعادة الانتخابات الفلسطينية وحل النظام السياسي القائم وإقصاء حماس من أغلبية المؤسسة التشريعية ومن الحكومة حسبما ورد في خطة دايتون التي نشرت في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، حيث أن اعتقال نواب حماس ووزرائها في الضفة الغربية وبرغم ما تسبب به من إخلال بالنظام السياسي الفلسطيني، لكنه لم يحقق أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل بإنهاء سيطرة حماس على السلطة.
وما أن بدأت الميليشيات التي أوكل لها تنفيذ المهمة المدعومة بملايين الدولارات وبأسلحة متطورة ببرنامج عملي عبر تنفيذ عشرات عمليات الاغتيال وإطلاق النار ومهاجمة المباني الحكومية ورئاسة الوزراء خلال اجتماع المجلس، وشرعت تعيث فسادا بالأمن الوطني الفلسطيني، واستنفرت قوتها المباشرة من المليشيات تحت مسميات مختلفة، وعبر نفوذها القوي في بعض الأجهزة الأمنية، منذ أوائل آيار/مايو 2007، وتزايد ضغطها على الحكومة وعلى حركة حماس وعلى أمن المواطنين، حتى أخذت حركة حماس قرارا دقيقا وصعبا بحسم المواجهة مع هذه الظاهرة، وإبطال قدرتها على تنفيذ الخطة وإفشالها، وبالتالي حماية المشروع الوطني والديمقراطية الفلسطينية وحماية أمن المواطنين جميعا، والقضاء على ظاهرة الفلتان الأمني، وتحرير المخطوفين والمعتقلين الأبرياء من أيدي هذه المليشيات "العنفية".
عملية حسم نظيفة
وقد واجهت حركة حماس تحديات غاية في الصعوبة إزاء مثل هذا القرار، أهمها إنه يمثل حالة من الاقتتال الداخلي أمام كل المراقبين لأنه يختلط بين أجهزة أمنية وتنظيم فلسطيني شريك لها في الحكم وهو حركة فتح وبين عائلات كبيرة مسلحة ولها أبناؤها بينهم، وبين فصيل عسكري شقيق مقاوم هو كتائب الأقصى، وذلك بغض النظر عن مدى حقيقة هذه الانتماءات، ولكنها تستدعى جميعا في الذاكرة وعلى الأرض عند المواجهة المفتوحة، ما جعل عملية الحسم جراحة دقيقة لاستئصال سرطان استشرى في أحشاء ولد عزيز وتتسم بكثير من المخاطر، وهو ما كان ينذر بعواقب وخيمة على الوحدة الوطنية وعلى مشروع المقاومة وعلى المشروع الوطني وعلى حركة حماس ذاتها، خصوصا وأن ضبط إيقاع الاحتراب الداخلي عادة ما يكون من المسائل التي لا يستطيع أي طرف في العالم التحكم بها، وظاهرة العراق حاليا ولبنان سابقا مثال حي على ذلك.
هذه الحالة والحسابات والتقاطعات على الأرض جعلت حركة حماس وجهازها العسكري أمام قرار صعب وخطير ويتسم بالمغامرة، ناهيك عن التساؤل الطبيعي حول إمكانيات وفرص نجاح العملية في الاستئصال المقصود حسب المعلومات من طرف حركة حماس، وكلك حجم الضحايا المتوقع سواء من أفراد حماس أو من أي طرف آخر.
تشير المعلومات المتوافرة إلى أن الجهاز العسكري لحماس قدم تصورين لحسم المعركة: الأول خلال 24 ساعة والثاني خلال 72 ساعة لقيادته السياسية. ونظرا للخسائر المتوقعة من الجانبين في الحسم السريع، فقد وقع الاختيار على خطة الحسم الثانية، وبالفعل منذ صبيحة يوم الاثنين 11/6 شرعت قوة قوامها ربع قوة كتائب القسام فقط بتنفيذ خطة الحسم وتطهير القطاع من ظاهرة الفلتان الأمني والمليشيات التي تقف خلفها، ومع بواكير صبيحة الخميس 14/6 كانت العملية قد تكللت بالنجاح وبخسائر متواضعة جدا، ما يفرض تسجيل الإعجاب الكبير بهذه الكفاءة من جهة، وبهذا الانضباط من جهة ثانية، وكان أساس نجاح العملية إفقاد هذه الميليشيات كل الأغطية الشرعية والمقرات المحصنة التي تعمل فيها واللافتات التي تستخدمها. ولاحظنا عند التدقيق بمختلف مصادر المعلومات والصور أن كتائب القسام قد تمكنت من ضبط التداعيات في أضيق الحدود، وضبطت محاولات الانفلات الشعبي العامة أو السرقات أو محاولات العبث بالأمن العام والنظام وحرست الممتلكات العامة، كما أنها تجنبت الخسائر المدنية لأي سبب كان.
ومع انجلاء غبار هذه المواجهة الحاسمة مع هذه الميليشيات تبين أنها لا تشكل إلا ظاهرة عابرة في صفوف الأمن الفلسطيني تم تطويقها والقضاء عليها بسهولة، كما أن هذه الظاهرة لا تتمتع بدعم تنظيمي في داخل حركة فتح، وأن كتائب الأقصى الجناح المقاوم لا ينتمي لها إطلاقا، كما تبين أن قياداتها هربت إلى مصر مبكرا، واختفى بعضها في القنصلية المصرية، وفر بعضها الآخر إلى إسرائيل عبر البحر والمعابر، وأن الشعب الفلسطيني لم يبك على هذه المليشيات ولا على قياداتها.
وعلى صعيد عملية الحسم فقد نجحت حركة حماس وجناحها العسكري بإجرائها بكفاءة مهنية عالية وبمسئولية وطنية جنبت قطاع غزة ما كانت تحلم به إسرائيل من فوضى خلاقة (حرب أهلية، فلتان أمني، سرقات، حرق، اقتحام منازل...إلخ) تتساوق مع نظرية المحافظين الجدد في واشنطن. ومن أبرز الدلائل على ذلك:
1 ـ لم تشتبك كتائب القسام مع أي قطاع من تنظيم فتح في كل القطاع طوال العملية أو بعدها على الإطلاق.
2 ـ لم تشتبك الكتائب مع أي مجموعة مقاومة من كتائب الأقصى وإنما مع الذين يزعمون الاسم ولا يمثلونه، كما أكد القيادي الفتحاوي خالد أبو هلال مرارا.
3 ـ لم تعتد كتائب القسام على أي مقر من مقرات فتح التي تبلغ أكثر من 150 مقرا في قطاع غزة وبأي شكل كان.
4 ـ لم يتم مداهمة أي بيت لعضو في حركة فتح ولأي سبب كان.
5 ـ تمكنت كتائب القسام من حماية الممتلكات العامة والخاصة من العبث وأحبطت محاولات السرقة والعبث وفرضت الأمن والأمان على كل القطاع بما في ذلك مقر الرئيس الفلسطيني ومنزله ومبنى فضائية فلسطين التي تديرها حركة فتح.
6 ـ حيدت الكتائب جهاز الشرطة والأمن العام وجهاز قوات الأمن الوطني تماما من العملية، حيث لا يتمتع تيار هذه المليشيات بنفوذ كبير فيها.
7 ـ قبلت الكتائب مبدأ الاستسلام والعودة إلى البيت بسلام من الغالبية العظمى من منتسبي جهازي حرس الرئاسة والأمن الوقائي والمخابرات العامة، فيما لم تجر عمليات قتالية خلال دخولها مقرات هذه الأجهزة إلا بشكل محدود وهو السر في قلة عدد الضحايا خلال مراحل الحسم النهائية.
8 ـ سارعت قوات حماس العسكرية إلى محاصرة أوكار المخدرات ومداهمتها، والإفراج عن المعتقلين لدى العائلات أو لدى مجموعات مسلحة، ومنعت اللثام في الشوارع لمنع عمليات الاختراق الاجتماعي والأمني من العابثين.
هذه وغيرها من الدلائل والمؤشرات، ووفق هذا التحليل، تبين أن عملية الحسم التي اتخذتها حماس لوقف الفلتان الأمني والتمرد على تعليمات الحكومة في قطاع غزة كانت عملية نظيفة وجراحة ناجحة تستحق الاحترام والتقدير، وأن ما يجري من تركيز على جزئيات، أو تضخيم لبعض التداعيات لا يخدم المصلحة الوطنية ولا الأمن والاستقرار في فلسطين، ولا يوفر الجهود لمقاومة الاحتلال، ما يجعل النظر الموضوعي والدقيق والشامل إطارا ناظما للتفكير الوطني العملي.
من هنا يعتقد بأن الفوضى والاضطرابات وأعمال العنف التي تجري في الضفة الغربية ضد المؤسسات الحكومية وضد مؤسسات المجتمع المدني وضد المواطنين، علاوة على المراسيم التي اتخذها الرئيس الفلسطيني، إنما توغل في توسيع دائرة الأزمة ولا تحلها، ويبقى الانتظار لمبادرات العقلاء في كل الأطراف الفلسطينية للشروع بحوار شامل لاحتواء تداعيات أي انفلات أمني أو اجتماعي في الضفة والقطاع، ولبلورة مرحلة جديدة من التعايش وفق اتفاق مكة ووثيقة الوفاق الوطني مع إعادة تشكيل الحكومة والأجهزة الأمنية على قواعد عملية بعيدا عن الشكليات.

مدير مركز دراسات الشرق الأوسط - الأردن، ورئيس تحرير مجلة "دراسات شرق أوسطية".
 
(المصدر: موقع  "إسلام أون لاين " بتاريخ  18  جوان 2007)

أنت منذ الآن غيرك

محمود درويش

 

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!

أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك!

أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع!

أيها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك!

أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟

وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف. 

أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل!

الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة!

تَقَنَّع وتَشَجَّع، وقتل أمَّه.. لأنها هي ما تيسَّر له من الطرائد.. ولأنَّ جنديَّةً أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلة: هل لأمِّك، مثلهما ؟

لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد!

ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا!

أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى!

مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن تجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة!

قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً.

هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه: >الله أكبر< أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ بشريٍّ سويِّ التكوين ؟ 

أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن، ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح في كبح السعادة السائلة من عينيه.

رُبَّما لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل.

ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين.

وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير واحد ؟.

لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بالفلسطينيين العائدين من المعركة. الدخول مجاناً ! وخمرتنا... لا تُسْكِر!.

لا أستطيع الدفاع عن حقي في العمل، ماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة.

لأن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية ـ هكذا قال لي أستاذ جامعة!. 

أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ. هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام.

من يدخل الجنة أولا ً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ ؟

بعض الفقهاء يقول: رُبَّ عَدُوٍّ لك ولدته أمّك!.

لا يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة. ولكن، يغيظني أنصارهم العلمانيون، وأَنصارهم الملحدون الذين لا يؤمنون إلاّ بدين وحيد: صورهم في التلفزيون!.

سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ سافر صاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية.. لا فرق؟

قُلْتُ: لا يدافع!.

وسألني: هل أنا + أنا = اثنين ؟

قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد!.

لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون.

أنت، منذ الآن، غيرك

(المصدر: صحيفة الأيام (يومية – رام الله – قلسطين) الصادرة يوم 18 جوان 2007)

للاشتراك في أحد قائمتي المراسلة لتونس نيوز، يرجى إرسال رسالة فارغة إلى:

 tunisnews_arabic-subscribe@googlegroups.com القائمة العربية:  

 

القائمة الفرنسية (وبقية اللغات الأوروبية):  tunisnews_french-subscribe@googlegroups.com

Nuk ka komente: