أهلا وسهلا بكم في ملتقى الغرباء يشرفنا انضمامكم الينا..

e shtunë, 16 qershor 2007

القاعدة....النشأة و الحقيقة -الحلقة الرابعة و الأخيرة

تمكن بن لادن من إقناع الظواهري بالهجرة للسودان على إعتبار أن السودان الاّن دولة إسلامية بعد تمكن جبهة الإنقاذ الإسلامية من الوصول إلى الحكم عبر إنقلاب ناجح عام 1989. حيث ظن بن لادن أنه يمكن للمجاهدين العرب أن يجدوا فيها مأوى اّمناًَ و ان يكون لهم دور في بناء الدولة الجديدة و التي فشلوا في إقامتها في أفغانسان. غير أن الظواهري أضطر للقبول على مضض لعلمه أن أفغنستان لم تعد مكاناًَ اّمنا للعرب حيث أدى التناحر بين الحزب الإسلامي و الجمعية إلى خلق حالة من الفوضى العارمة في البلاد و إلى إنعدام كلي للأمن. كذلك أدى توقف الدعم الباكستاني-الأمريكي-الغربي للمجاهدين من الأفغان عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي إلى هبوط حاد في أعداد المقاتليين المنتسبين للحزب أو للجمعية و لذلك إنصرف معظمهم لممارسة أعمال أخرى و بعضهم تحول إلى قطاع طرق و أفراد عصابات. و قد كان ينظر للعرب دوماًَ أنهم غرباء أغنياء لقدوم معظمهم من بلدان نفطية و لذلك كانت بيوتهم و أعمالهم دائمة التعرض للنهب و حتى قوافل تنقلهم الجماعية من منطقة لأخرى لم تسلم من هجمات اللصوص.مع ذلك لم يكن الظواهري بتفائل بن لادن لعلمه ان إنتقاله الى السودان يعني أنه سيرجع للعمل تحت سلطة الإخوان المسلمين المهيمنين على جبهة الإنقاذ الحاكمة, الأمر الذي سيحد كثيراًَ من هامش حركته و حركة تنظيمه. لكن كما ذكرت لم يكن مما لابد منه بد فالبقاء في أفغانستان لم يكن يعني غير الموت البطيء. لكن هذا الهاجس لم يكن ليشغل بال بن لادن, فكل ما أراده في حينها هو الإنتقال و مجوعة المقاتلين العرب الذين يشعر تجاههم بإلتزام أخلاقي إلى مكان اّمن يحفظ لهم مكانتهم و إحترامهم كمجاهدين سابقيين. و هكذا إنتقل بن لادن و الظواهري و بضعة مئات من أنصارهم إلى السودان على أمل أن يلحق بهم الباقون على دفعات ريثما يتم تحضير ما يلزم لإستيعابهم من مرافق و مساكن و فرص عمل الخ.مكث بن لادن و الظواهري و من تبعهم في السودان بين عامي 1993- 1996حيث أنفق بن لادن في تلك الفترة كل ثروته و التي كانت تقدر ب 70-250 مليون دولار من أجل إقامة مشاريع إستثمارية تعود بالنفع عليه و على إخوانه المجاهدين. الأمر الذي يشير إلى إتجاه نية الرجل للإستقرار فعلاًَ, فقد إشترى عدة منازل في حي الرياض بالخرطوم وشركة أنشائات نفذت غالبية أجزاء الشارع السريع الذي يربط بين الخرطوم وبورتسودان (الميناء السوداني على البحر الاحمر)، و مصنع الشفاء للأدوية, ومدبغة للجلود، ومساحات واسعة من المزارع بسوبا جنوب الخرطوم. غير ان إستثمارات الظواهري إتخذت و جهةًَ أخرى, فقد نجح في تأسيس العديد من الخلايا للجهاد الإسلامي في مصر و السودان و كينيا و أرتيريا و الصومال. في العام 1995 بدأت مصر تشعر بالقلق حيال و جود الظواهري في السودان حيث توصلت مخابراتها إلى أن الظواهري هو من يحرك تمرد الجماعة الإسلامية المسلح على الحكومة المصرية. و الجماعة الإسلامية هي الإسم الذي أطلقه المنشقون على عبود الزمر في مصر ليميزوا انفسهم عن الباقيين تحت إمرة الزمر و الذين إحتفظوا بإسم التنظيم الأصلي(الجهاد الإسلامي). كذلك في العام 1994 رتب الظواهري و تنظيمة محاولة لإغتيال حسني مبارك في أثناء زيارته لكينيا و كادت هذه المحاولة ان تنجح فعلاًَ لولا الصدفة التي كشفت منفذيها . و لهذا كله فقد قامت مصر ببذل مجهودات كبيرة في سبيل الضغط على الحكومة السودانية لطرد هؤلاء " الأفغان العرب" من أرضها. كذلك فقد كان لكل من الولايات المتحدة و السعودية مخاوفهم الخاصة بشان نشاط تنظيم الجهاد و القادمين من أفغانستان. و لذلك قامت حكومتي البلدين بالضغط على السودان لأجل نفس الغرض . و قد أعلنت السعودية سحب جنسية بن لادن عام 1994 و صار الظواهري هو المطلوب الاول في مصر. و اخيراًَ اّتت الضغوط الدولية على الحكومة السودانية أكلها في ربيع عام 1996 حيث تم توجيه إنذار جدي لبن لادن و من معه بضرورة مغادرة البلاد خلال عشرة ايام. كذلك قامت الحكومة السودانية بوضع يدها على كل ممتلكات بن لادن و أمواله المنقولة و غير المقولة و لم يسمح له و لكل من معه إخراج أي شيئ معهم عدا ملابسهم الداخلية و قد تم طردهم بطريقه مهينة جداًَ. أما في افغانستان و في فترة إقامة بن لادن و الظواهري في السودان فقد حدث ما لا يخطر على بال أحدففي ربيع 1994، رجع رجل في الأربعينات من عمره يدعى الملا (يعني رجل دين أو شيخ) محمد عمر و هو طالب علم شرعي إلى قريته "سانج هيسار" قرب مدينة قندهار في إجازة قصيرة ليمضي بعض الوقت مع أسرته قبل العودة مجدداًَ إلى صفوف الدراسة في معهده الديني في بيشاور الباكستانية. في تلك الأثناء شاع خبر إختطاف و إغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانيّة المتناحرة ونما إلى علم الملا محمد عمر خبر إختطاف الفتاتين فألّف قوة من 30 فلاحاًَ و هاجم المختطفين لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والإغتصاب على المشنقة. عاد الملا محمد عمر إلى باكستان لكن ليرجع بعد أشهر بقوة مؤلفة من 1500 من زملائه في الدراسة ليؤسسوا فرقة لحماية القرويين حول قندهار من اللصوص و قطاع الطرق. و قد نجحت هذه الفرقة في إستتباب الأمن و نشر الطمأنينه بين الفلاحين و الذين اطلقوا عليها إسم طالبان (اي الطلبة). و بعض مضي أشهر قليلة و بفضل إنضمام الكثير من الفلاحين و المجاهدين السابقين أضحت الحركة قوة عسكرية يحسب لها الحساب و خصوصاًَ عندما تمكنت من السيطرة على مدينة قندهار نفسها. كذلك و صل نفوذ الحركة إلى معسكر الفاروق المجاور لقندهار و مقر إقامة المجاهدين العرب ( و غالبيتهم من الجهاد الإسلامي) كما ذكرنا سابقاًَ. و قد إجتمع و فد من الطالبان مع ممثلي الجهاد (ممن بقوا في المعسكر) في صيف 1995. و في هذا الإجتماع أعطى الطالبان للعرب الأمان وو عدوا بحمايتهم تقديراًَ لجهادهم ضد الروس (الكفار). تنبهت باكستان لما يحصل و راق لها أن توجد حركة قوية كطالبان لتسيطر و بحزم على أفغانستان و ذلك لأن المخابرات الباكستانية لم تكن تثق بحكمتيار المتقلب جداًَ في تحالفاته مما يجعله غير جدير بثقتها, كذلك كانت باكستان قلقة جداًَ من التقارب الحاصل بين الجمعية الإسلامية بقيادة رباني-مسعود و الحكومة الهندية حيث أن الهند كانت تدعم الطاجيك (إثنية الجمعية) ضد البشتون اصحاب الأصول الباكستانية في إطار صراعها الإقليمي مع باكستان. لكل ذلك بدأت باكستان بدعم طالبان بالمال و السلاح.و مع إنتهاء العام 1995 كنت الحركة قد تمكنت من السيطرة على معظم شرق و جنوب ووسط أفغانستان مجبرة حكمتيار و رجاله إلى التقهقر شمالاًَ حيث لم يجدوا بداًَ من التحالف مع رباني و مسعود ضد الحركة الوليدة.في العام 1995 ايضاًَ تم إعتقال الشيح عمر عبد الرحمن الأمير العام لحركة الجهاد الإسلامي في نيوجيرسي في الولايات المتحدة بتهمة التخطيط للقيام بتفجير مبان رئيسية بمدينة نيويورك. حتى يوم إعتقال عبد الرحمن كان هناك نزاع تنظيمي سببه إختلاف على شرعية رئاسة التنظيم بين عبود الزمر (الأسير) و عبد الرحمن (الضرير) كما فصلت في الحلقة الأولى. و لهذا فقد حسم الإعتقال هذا أمر قيادة التنظيم للظواهري كما أسلفت ايضاًَ. نعود للمطرودين من السودان و الذين إختاروا الرجوع لإفغانستان حيث يمكن أن يعيشوا بإمان في ظل حلفائهم الجدد من الطالبان. لكن بن لادن لم يرجع لافغانستان عام 1996 بنفس الحال التي أتاها بها عام 1980فهو الاّن بن لادن المفلس تماماًَ بفضل حكومة السودان الإسلامية الإخوانية و الفاقد لجنسيته السعودية و المطارد من قبل معظم الدول العربية. غير أن الأمر لم يكن بهذا السوء بالنسبة للظواهري و الذي أصبح الأمير العام بدون منازع لحركة الجهاد الإسلامي العالمية و الذي إستطاع خلال إقامته في السودان أن يوسع نفوذها في إفريقيا, كذلك أضحى الامير الأوحد لكل المتواجدين في معسكر الفاروق بإستثناء بن لادن و نفر قليل جداًَ ممن معه.برجوع الظواهري إلى أفغانستان في ظل طالبان رجع حلم الدولة الإسلامية ليراوده فتحالف مع الملا عمر (قليل الخبرة السياسية) و انشأ بموافقته قوة ضاربة من المجاهدين العرب لتحارب إلى جانب طالبان. لكن كانت هناك مشكلة التمويل. فالمعسكر يحتاج إلى تمويل و الظواهري و رث تنظيماًَ كبيراًَ و ممتداًَ في أنحاء العالم لكنه مفلس في نفس الوقت خاصة بعض أن قامت الحكومة الامريكية بحملة دولية لتجميد أرصدة منظمة الجهاد و روافد تمويلها حول العالم بعد إدانة عبد الرحمن بالتحطيط لتفجير مبنى التجارة العالمي في نيويورك. و بن لادن المليونير لم يعد مليونيراًَ فقد خسر كل ثورته في السودان كما اسلفت. و لهذا كان يتحتم تدبير تمويل و بطريقة ما.بعد تفكير مضني و مباحثات مكثفة داخل حركة الجهاد تم الإتفاق على أنه و بما أن العمل و تحصيل دعم مادي تحت إسم حركة الجهاد بات مستحيلاًَ بحكم الظروف المستجده فلا بد من إحداث تغير جذري في الحركة يتمثل في تغير إسمها و هرمها القيادي بحيث يمكن تسويقها عربياًَ و إسلامياًَ على الأقل, كذلك تم الإتفاق على ربط أخبار الحركة الجديدة إعلامياًَ, بظهور حركة طالبان و تفوقها على الأرض و نجاحها بجلب الإستقرار أفغانستان للإستفادة من التجاوب العالمي معها و كذلك من تسهيلات الحكومة الباكستانية لها. كذلك إتفق الحاضرون على أن لا يكون الرئيس الجديد (الواجهة الإعلامية) من قيادات الحركة المعروفين حتى لا تنكشف الخطة.كان الإسم الذي طرح وحظي بإجماع الجميع هو أسامة بن لادن, فهو اشهر شخص في معسكر الفاروق من غير أعضاء حركة الجهاد الإسلامي. كذلك و إن كان مفلساًَ إلا أنه لا يزال يحتفظ بعلاقات ممتازة مع الكثير من الأثرياء الخليجيين و خاصة السعوديين ممن دعموا المجاهديين ضد الروس في السابق, كذلك لما يحظاه الرجل من دعم بعض امراء العائلة الحاكمة في السعودية المناوئين للجناح الحاكم في إطار الصراعات الداخلية للعائلة الحاكمة و الذين يمكن جلب بعض الدعم منهم.و هكذا تم الإجتماع ببن لادن و عرض الأمر عليه و اخذ موافقته, ثم تم الإتفاق معه على تغير الإسم من الجهاد إلى قاعدة – الجهاد على إعتبار أن معسكر الفاروق كان يشار أليه تاريخياًَ بأنه قاعدة جهاد المقاتليين العرب ضد الروس. ثم تمت مبايعة بن لادن اميراًَ للتنظيم الجديد في حفل حاشد حضره كل المقيمين في معسكر الفاروق.الملاحظ في بنية التنظيم الجديد أن قيادات الجهاد الإسلامي التاريخيين قد إحتفظوا بجميع مقاعد القيادة العامة عدا منصبي الرئيس و الذي ذهب لبن لادن و منصب الناطق الإعلامي الذي شغله بوغيث و هو مواطن كويتي الجنسية و عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين- فرع الكويت قبل أن ينشق عنهم و يسافر إلى أفغانستان بعد حرب الخليج الاولى و ذلك إحتجاجاًَ عذلى تأييد إخوان الكويت للإستعانة بقوات أجنبية و إقامة قواعد لها في جزيرة العرب.و هكذا و لدت القاعدة بإنضمام بن لادن لحركة الجهاد الإسلامي و ليس العكس كما هو الشائع. و بدأ الدعم الخليجي يفد على التنظيم الحديث عن طريق شبكة معارف بن لادن. الأمر الذي مكن القاعدة من إعادة تنظيم صفوف المقاتليين العرب و مشاركة طالبان في كل معاركها التالية الفاصلة ضد الجمعية و الحزب الإسلامي ثم دخول كابل فاتحين كما حلم الظواهري و تأسيس دولتهم الإسلامية.و هكذا و بعد إستقرت الأمور للتنظيم في أفعانستان بدا إهتمام الظواهري ينصب على تنفيذ خطة أميره الأسيرعمر عبد الرحمن بضرب مصالح أمريكا في العالم بل وضرب أمريكا نفسها في عقر دارها عقاباًَ لها على إحتلال جزيرة العرب و دعم الحكومات التي لم تكف عن محاربة التنظيم لمنعه من إقامة (دولة الحاكمية) منذ أواسط ستينات القرن الماضي.تم بحمد الله.بعض المراجع:تقرير لجنة الكونجرس الأمريكي المكلفة بالتحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبرأوراق قضية رمزي يوسف سائق شاحنة المتفجرات في عملية ضرب مبنى التجارة العالمي عام 1993كتاب الحركة الإسلامية في السودان تاليف حسن الترابيكتاب الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية أوراق في النقد الذاتي تأليف عبد الله فهد النفيسي و طارق البشري محمد و محمد عمارة و غيرهمكتاب الجهاد أهم فروض الأعيان تاليف عبد الله عزامالجزيرة نت, المعرفةوحدة لأبحاث الأمنية في الاستخبارات الباكستانية تقارير منشورة من (PSRU)موسوعة ويكيبيديابعض الابحاث و المقالات التي نشرت في جريدة الشعب المصرية و غير ذلك من المقالات و الأبحاث المنشورة

http://portal.arabtime.com/article_display.cfm?ArticleID=1445

Nuk ka komente: