أهلا وسهلا بكم في ملتقى الغرباء يشرفنا انضمامكم الينا..

e hënë, 30 korrik 2007

لماذا سفارة منظمة "فرسان مالطا" في الأردن؟!


لماذا سفارة منظمة "فرسان مالطا" في الأردن؟!
د. إبراهيم علوش

على موقع وزارة الخارجية الأردنية، ضمن قائمة البعثات الدبلوماسية، يجد
المتصفح للموقع على البطاقة التعريفية لسفارة "منظمة فرسان مالطا" عنوانها
في شارع المدينة
المنورة في عمان وساعات عملها، تماماً كما على البطاقة
التعريفية لأية سفارة أخرى في عمان.
ولكن "فرسان مالطا" ليسوا دولة،
بل منظمة دولية تعود جذورها للقرن
الحادي عشر، ثم بقايا دولة كانوا يحكمونها
في مالطا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر،
وأخيراً عصعوصاً تاريخياً من بقايا غزوات
الفرنجة التي زعموا بأنها كانت "حملات صليبية"!
ويحمل سفير "منظمة فرسان
مالطة" في الأردن صفة "مستشار عسكري"، وهو أمر
غريب بالنظر إلى أن "دولة الفرسان"
كما تعرف نفسها، أو "مسلك مالطا العسكري المستقل"،

تقدم نفسها رسمياً كجمعية خيرية تعمل في المجال الطبي وتبرر إصرارها على إقامة علاقات
دبلوماسية بالدول بهذا الغرض، حيث يوجد لها مثلاً مستشفىً قديمٌ للولادة في مدينة بيت لحم.

ويذكر أن لفرسان مالطا تمثيلاً دبلوماسياً
في مصر منذ العام 1980، وفي لبنان وموريتانيا وإرتريا والمغرب والسودان وتشاد وغيرها..
ويقول وليد الخازن اللبناني الأصل سفير "الفرسان" في الأردن "إن لـ«فرسان مالطا» دستورها
الخاص، وجوازات سفر خاصة بها تصدرها لأعضائها، وطوابع، كما ترتبط بعلاقات دبلوماسية
مع 94 دولة .وأن هناك 16 دولة إسلامية وثماني دول عربية لها علاقات مع فرسان مالطا."


وقد تشكلت الجماعة في البداية كجمعية
خيرية لإغاثة المرضى من الحجاج المسيحيين القادمين إلى القدس في القرن الحادي عشر قبيل
غزوات الفرنجة، ولكن بسرعة بعد الاحتلال، تحولت الجماعة بقدرة قادر إلى قوة عسكرية مقاتلة،
ومن ثم إلى جماعة أصولية مشعوطة منشقة عن منظمة "فرسان المعبد" التي كانوا جزءاً منها.

وبعد تحرير فلسطين وبقية بلاد الشام من الفرنجة في
القرن الثالث عشر (عام 1291) انطلقت الجماعة إلى قبرص ثم إلى جزيرة رودس وواظبت على
ممارسة القرصنة ضد سفن وسواحل العرب والمسلمين. وبقيت الجماعة هكذا حتى القرن السادس
عشر عندما تولت جزيرة مالطا عام 1530، وهو الأمر الذي يفسر اكتسابها اسم "فرسان مالطة"
المشتهرين بالإغارة على سواحل ليبيا وتونس. وقد اعُترف بهم رسمياً من قبل الفاتيكان وبعض
الدول الأوروبية لتكون نهايتهم على يد نابليون، زعيم فرنسا العلماني، في نهاية القرن الثامن
عشر. وعندما هُزم نابليون، لم يتمكنوا من العودة إلى حكم مالطة، وانتقل مقرهم رسمياً، بصفتهم
الخيرية، إلى الفاتيكان في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، فترة الحركات الثورية في أوروبا.

وقد أثار الصحافي المعروف محمد حسنين هيكل
الاهتمام بهذه الجماعة في إشارته إلى مقاطع في كتاب الأمريكي جيريمي سيكل يقول أنها تدل على
علاقة وثيقة بين جماعة "فرسان مالطا" وشركة بلاك ووتر للمرتزقة التي توظف عشرات الآلاف
من حول العالم لدعم قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وقوات حلف الناتو في أفغانستان.

وعلى الرغم من أن وليد الخازن ينفي
ذلك بشدة، تقول مواقع إنترنت عدة أن "فرسان مالطة" تزود شركة بلاك ووتر، وغيرها من شركات
المرتزقة الدولية، بمقاتلين تحركهم الحمية الأصولية المسيحية ليستخدموا في الأماكن الخطرة التي
يتردد باقي المرتزقة في دخولها، وتذكر بعض هذه المواقع أن هذه العناصر استخدمت في معركة
الفلوجة في العراق عام 2004، وأنهم مسؤولون عن الكثير من الفظائع والانتهاكات التي جرت فيها.

ومن الواضح أن السجل التاريخي
لهذه الجماعة على الأقل، ولو أخذنا تصريحات "سفيرها" في الأردن على محمل الجد، يدل بأنها:
1) مارست العمل العسكري على مدى قرون،
2) كانت قادرة على التحول الكامل من العمل الخيري إلى العمل العسكري وبالعكس
حسب الظرف السياسي،
3) تمتعت بدعم واعتراف أوروبي للقيام بدورها في منطقة البحر المتوسط كموقع متقدم لمواجهة
الدول الإسلامية،
4) تستبطن في داخلها آلية عقائدية وتنظيمية ما للاستمرار عبر عشرة قرون لا أقل! 5) يأتي تواجدها
الحالي في السودان وتيمور الشرقية، بصفتها الخيرية، في سياق دعم الحركات الانفصالية هناك.

وتقول مصادر أخرى أن جد جورج بوش، بريسكوت بوش، والرئيس الأمريكي الأسب
ق رونالد ريغان، كانا عضوين فاعلين في المنظمة، وليس من المستبعد أن يكون ضغطاً أمريكي
اً قد أسهم بتحقيق الاعتراف الدبلوماسي بها، ضمن رؤية "صراع الحضارات" للمحافظين الجدد!
وسوف تبقى مثل هذه السفارات ضمن إرثهم الذي يخلفونه في المنطقة على شكل "خلايا نائمة".
وإذا كانت الجماعة جمعية خيرية، فلمَ التمثيل الدبلوماسي الذي يعطي من يكتسبه الحصانة؟! وإذا
كانت ذريعة منح الجماعة التمثيل الدبلوماسي أنها منظمة دولية، فهل يعني ذلك مثلاً أن باستطاعة
تنظيم القاعدة الآن أن يقدم بدوره طلباً للحصول على سفارات تتمتع بالحصانة الدبلوماسية أيضاً؟!

أخيراً وليس أخراً، ألا يثير تاريخ
مثل هذه المنظمات وسجلها أسئلة كثيرة عن ارتباطاتها وأجندتها الحقيقية وسر قوتها واستمراريتها؟!
وهل تبحث هذه "السفارة بلا دولة" في بلادنا عن دولٍ تحت الرماد ما برحت حتى الآن بلا سفارة؟!




Should the prisoners liberated critisize the governement this hard now?



الشيخ الصحبي عتيق السجين السياسي المفرج
عنه بمناسبة عيد الجمهورية في تونس في حوار خاص مع الحوار.نت.

حاوره: الهادي بريك ـ ألمانيا ـ الحوار.نت.

من هوالشيخ الصحبي عتيق ؟
- من مواليد : 14 أغسطس آب 1959 بتونس.
- متزوج وأب لرباب ومالك ( 18 و 16 سنة ).
- أستاذ شريعة إسلامية بتونس.
- كان بصدد الإعداد لنيل شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية قبيل اعتقاله عام 1991.
- كاتب ومؤلف لعدد من الكتب الإسلامية : التفسير والمقاصد عند الإمام ابن عاشور ـ وهو

البحث الذي تحصل به على شهادة الكفاءة الجامعية. ــ مقدمات في التربية الإسلامية ـ مفاهيم تربوية ـ .
اعتقل مرات منها عام 1987 ثم اعتقل مجددا عام 1991 وقضى في السجن 16 عاما أكثرها في عزلة إنفرادية.

نص الحوار :

الحوار.نت : شيخ صحبي

ـ تتقدم إليك أسرة الحوار.نت بأحر التهاني بمناسبة إطلاق سراحك راجين لك الله سبحانه أن يتقبل
منك صبرك ويسقي به شجرة الإسلام في تونس.

الشيخ الصحبي: شكرا لكم على تهنئتكم الكريمة.

الحوار.نت : شيخ صحبي ـ ماهو شعورك وأنت تغادر السجن بعد 16 عاما كاملة؟
الشيخ الصحبي: خروج أيّ سجين مكسب دون ريب لنا وللنّضال وللوطن ولكن الفرحة منقوصة ومنغصة

لأنّ المساجين السياسيين مازالوا وراء القضبان وكنت مع بعضهم في نفس الغرفة.
وهذا أمر مقلق لوضع الحريات

بسبب الاحتقان في تونس بينما يشهد العالم بأسره مزيدا من الانفتاح على الحريات والمعارضات
أمّا هنا فإنّ العوائق مازالت كثيرة. وعلى كل حال هي خطوة إيجابية رغم أنّها منقوصة ومنغصة.

الحوار.نت: شيخ صحبي ـ كيف ترى الإفراج على بعضكم إذن؟

الشيخ الصحبي: المحنة التي لا لزوم لها أبدا طالت أكثر من اللزوم رغم ما يبلغنا من

زيارات لمسؤولين غربيين يناقشون مع رأس السلطة موضوع المساجين والحريات وفي بلدنا مازال
ملف الانفراج الحقيقي يتراوح بين الإفراج الجزئي وبين التضييق في مجالات أخرى كثيرة.

الحوار.نت: شيخ صحبي ـ كيف خلفت المساجين وراءك؟

الشيخ الصحبي: المعنويات مرتفعة جدّا

وعازمون جميعا على مواصلة النّضال على درب التحرّر مهما كانت العراقيل وكما قال الشاعر:

إذا كانت النفوس كبارا ــ تعبت في مرادها الأجسام.

المساجين يشرئبون إلى التحرر.

كيف لا والكواكبي يقول : الحرية أثمن من الحياة. وفي ديننا فإنّ الحرية ليست مجرد أمر أو حكم
جزئي صغير بل هي متمم لعقيدة التوحيد الخالص. في ديننا الإسلامي العظيم لا تنفصل العبادة عن الحرية.

الحوار.نت: شيخ صحبي ـ كيف قضيت هذه المدة الطويلة في السجن؟ من كان يمدك بالقوة على الصبر؟

الشيخ الصحبي : لولا رحمة الله سبحانه وفضله وتأييده واستمداد العون منه وحده سبحانه ماكان

لي ذلك فله الحمد والمنّة.
أغلب مدة سجني كانت عبارة عن عزلة إمّّا فردية أو ضمن فريق صغير من المساجين لذلك عكفت على إتمام

حفظ القرآن الكريم فتم ذلك بحمد الله سبحانه عام 1993 وقلت في نفسي: لئن حرمني الطاغوت من
إتمام أطروحة الدكتوراه التي كنت أستعدّ لها فقد أكرمني سبحانه بحفظ كتابه وفي ذلك خير كثير.
في المدة الأولى منعنا من الأقلام

والكراسات والكتب ولم نتحصل على شيء من ذلك إلا بعد نضالات مريرة.
قضيت مدة سجني إذًا في ظلال القرآن الكريم

أتفيأ ظلاله في العبادة والمناجاة والسياحة متخلصا ممّا يعيق غير السجين من أهل ودنيا وغير ذلك.
كنت أقول للإخوة: إذا كان الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام

يقول : " لو توكّلتم على الله حقّ توكّله لرزقكم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا "، فها نحن
نرزق بخير ممّا ترزق الطير فلا نغدو خماصا ولكن نروح بطانا. أليس في ذلك آية من آيات الله سبحانه؟ ".

واصلت اهتمامي في حدود ما تيسر لي في السجن

بالعلوم الشرعية التي هي تخصّصي ولكن بعد إضرابات من أجلها، ووطدت الاهتمام أكثر بتفسير الإمام
ابن عاشور عليه رحمة الله سبحانه وبالأصول والمقاصد بصفة عامة وكذلك ببعض الدراسات الفلسفية.
تيسر لي في البداية أن أكتب بعض البحوث ولكن

حملات التفتيش العشوائية التي تقوم بها إدارات السجون المختلفة لم تترك لي شيئا كتبته فكل ما
أكتبه يقع حجزه خاصة أنّي تنقلت بين سجون كثيرة منها المهدية وبرج العامري والناظور وغير ذلك.
كنت دائم الاهتمام بقضية المنهج ظنا مني أنه عندما

يستقيم المنهج فإنّه يناسب مادته العلمية وتناسبه فكتبت " نظرة جديدة للدعاء " و " نظرات في مسألة
العبادات " على أساس نقد العقلية التقليدية التي تركز على فروض العين وتهمل فروض الكفاية وهو
الأمر المسؤول عن ضمور الاجتهاد المعاصر في قضايا ملحة من مثل الاقتصاد والسياسة وغير ذلك.
كما قمت بعملين مهمين هما : تلخيص كتاب المحصول في

أصول الفقه وموافقات الإمام الشاطبي وكانت لي محاولة قبل دخول السجن بعنوان " تهذيب الموافقات
" ومحاولة أخرى في قضية التعليل ومحاولات أخرى كثيرة حول رؤى جديدة لمقاصد الشريعة.
ثم أحجمت عن الكتابة بعد تعرض كل ما كتبته للإتلاف من إدارة السجن.

الحوار.نت : شيخ صحبي ـ كيف وجدت الدنيا من حولك بعد غياب طويل؟

الشيخ الصحبي: لم أفاجأ كثيرا بسبب أن زوجتي كانت

تروي لي بمناسبة زيارات السجن شيئا عن الجديد في الحياة وتقول لي بأنّكم عند خروجكم
يصدق عليكم ما يتداوله الناس حول أصحاب الكهف وعلى كلّ حال مازلت أتلبس بتلابيب الواقع
المحيط وأتعرف على الفضائيات التي لم يكن لها وجود قبل دخولنا السجن وكذلك النقّال وغير ذلك.
وبموازاة ذلك فإنّ تفاعلي مع ابني الذي ولد بعدي وعمره الآن 16 عاما يأخذ حيّزا من تفكيري وإهتمامي. ابني

هذا لا يعرفني إلا من خلال أمرين: أولهما أن أمه تضع في البيت صورة شمسية لي وثانيهما أنه عندما
تأتي به أمّه لزيارتي لا يرى مني إلا الجزء الأعلى أي الجزء نفسه الذي يراه في الصورة الشمسية
في البيت. كان يقول لأمّه في كل مرّة بعد زيارتي في طريق العودة إلى البيت: أبي بدون ساقين. تقول
له كيف ؟ يقول: هذه صورته في البيت بدون ساقين وتأكد ذلك عندي اليوم عندما رأيته معك بدون ساقين.
كثيرا ما كان العون الذي يحرسني عند الزيارة يتأثر بهذا المشهد حين يكون ابني يطلّ

بعينيه إلى الأسفل محاولا اختراق الحواجز الحديدية ليكتشف هل أنّ أباه يحمل ساقين ككلّ الناس أم لا.
لا شك في أنّ ذلك يترك آثارا عميقة في كل نفس.
من المسؤول على هذا يا ترى؟

الحوار.نت: الشيخ الصحبي ـ ماذا استفدت من مدرسة يوسف عليه السلام؟ هل من دروس نافعة؟

الشيخ الصحبي: كانت فترة تأمّل

هادئة متأنية على مسافة معقولة من حقل العمل الذي كنّا نزاوله ضمن مشروعنا الإصلاحي. هي فترة
تأمل طويلة ومفيدة جدا. هناك كثير من المراجعات وأحسست أني استفدت فعلا من خلال المطالعات
ومن خلال تلك المراجعات فضلا عن السياحات الروحانية التي تملأ عليّ خلوتي وتزهر سجني.

تعلمت أنّ التغيير بكلّ قضاياه الكثيرة المتشابكة هو علم وليس هواية. كما تعلمت أن تكون النظرات في المستقبل

أشمل وأوسع وأشدّ واقعية. كما تعلمت بأنّه لا مناص من العمل على استكمال كل الشروط الممكنة
لقيام المشروع الإسلامي بكل أبعاده الجغرافية وغيرها. كما تعلمت أنّ ذلك المشروع ليس مشروع
حزب ولا حركة بل هو أشمل وأوسع بما يجب انفتاحه على كل الناس في عمل تجميعي لا تفريق فيه.
كما تعلمت أنّ التخلّي عن المبادئ لا يؤدي إلى النجاح أبدا وأنّ الانخراط في مشاريع معينة ما ينبغي أن

يمسّ من ثابت الهوية الإسلامية العظمى وفي أحيان كثيرة يتحول ما نسميه تكتيك إلى إستراتيجيا.
إنّه يجب الاستفادة هنا من المنهج الديكارتي (نسبة إلى ديكارت الفيلسوف المعروف).

الحوار.نت: شيخ صحبي ـ أيّ المشاهد أشدّ علوقا بالذاكرة على امتداد 16 عاما من الإحتجاز؟

الشيخ الصحبي:

مشهد أول: تحصلت على قلم خاص بي بعد 5

سنوات في السجن. قبل ذلك كان يأتينا العون المكلف بحراستنا مرة في الشهر ليسلمنا قلما واحدا
نكتب به رسائلنا إلى أهلنا ثم نعيده إليه في مساء اليوم ذاته. وعندما زارنا رشيد إدريس مسؤول
حقوق الإنسان في تونس
كان طلبُنا الأول هو تمتيعنا بحق ملكيّة قلم، فعوملنا لأول مرة بعد 5 سنوات على أننا كائنات متعلمة.

مشهد ثان:
تمكّنت من تقبيل ابني بعدما بلغ سنه 11 سنة. أعلنّا عددا من الإضرابات عن

الطعام مطالبين بالتخفيف من الحواجز الحديدية التي تفصل بيننا وبين أبنائنا عند الزيارة ولم يُستجب لنا
إلاّ عام 2002 أي بعدما أصبح عمر ابني الذي تركته في بطن أمه 11 عاما، وعندها قبلته لأول مرة.

مشهد ثالث: (في رواية هذا المشهد بكى الشيخ الصحبي عتيق):
قال: مما أثّر فيّ كثيرا

موت أخي الأكبر ثمّ موت أبي ثمّ موت أمي ثمّ موت أختي الكبرى ولم أتمكّن من حضور جنازة أي منهم.

الحوار.نت: شيخ صحبي ـ هل يزورك النّاس بمناسبة خروجك من السجن في بيتك لتهنئتك؟

وهل يعرف عنك الجيل الجديد بعد هذا الغياب الطويل في
السجن شيئا وهل يعرفون لم سجنت وما هي قضيتك؟

الشيخ الصحبي : يزورني الناس

كلّهم دون خوف سيما أنّي في حيّ شعبي معروف في تونس وهو حيّ التضامن، وبالأمس أقام
الاخوة في سويسرا احتفالا بهذه المناسبة في أحد المساجد هناك، وشاركت معهم بالهاتف.
الجيل الجديد تعرف بسرعة عن سبب سجننا وقضيتنا.
ذهبت إلى المسجد فراعني منظر الشباب الذي يعمر المساجد

في الصلوات وتحدثت مع بعضهم وسألت بعضهم فتبيّن لي أنّ الظاهرة الإسلامية التي تعيشها
تونس في هذه السنوات حقيقة كبيرة ولا يمنع ذلك من أن جزءًا منها غير مؤطر ويحتاج إلى
عمل كبير وفي ذلك مصلحة للبلاد كلها. منهم شباب يفقه تديّنه ومنهم المغترب عن واقعه.
كانت طموحاتنا نحن في ظلّ الصحوة الإسلامية الأولى في أواخر الستينيات وأوائل

السبعينيات وما بعد ذلك .. طموحات كبيرة وكنا نطلع على كلّ الأفكار ونستفيد من كلّ التجارب،
فلا يغيب عنّا المناضل اليساري جيفارا ولا السجين المسيحي مانديلا وهو يقاوم الميز العنصري.
اليوم يسير عليك أن تسجل من أول حديث بأنّ مشكلة الصحوة الجديدة

هي نقص الاطلاع وتدنّي المستوى الثقافي العام بما يجعلها أقرب إلى السطحية. إذا تلازم ذلك مع
ما يشكو منه قطاع التعليم في البلاد من أمراض من العائلة ذاتها فإنّ ذلك كفيل برفع صفارة الإنذار.

الحوار.نت: شيخ صحبي ـ بعد دخولكم السجن أطلقت الدولة أيدي أعوانها في

كلّ مؤسساتها لتنفيذ خطة تجفيف منابع التدين. هل وجدت منابع الإسلام مجففة بعد خروجك من السجن؟

الشيخ صحبي: أحيلك

على عملين لباحث اجتماعي معروف هو الدكتور الهرماسي. عمل هو بمثابة مقال كتبه عام 1969 وكان
يومها لا يشغل خطة سياسية حكومية وملخص المقال هو: من المتعذر قيام صحوة دينية في تونس بعدما
بلغته العلمانية والحداثة من استيلاء على كل شيء تقريبا. العمل الثاني هو دراسة قام بها
الرجل نفسه عام 1983 بعنوان "الإسلام الإحتجاجي في تونس" يرصد فيها أسباب سرعة انتشار
الصحوة الإسلامية ويقدم فيها معطيات إحصائية دقيقة ومصنفة تصنيفا علميا يكشف لكل
باحث جاد منابت الصحوة وأسئلتها الحضارية. وكان يومها كذلك لا يتحمّل مسؤولية حكومية.
ليس لي من تعليق على ذلك سوى استرجاع ما قاله الله سبحانه: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
أرباب تلك الخطة الماكرة الخبيثة يجب أن

يعلموا قبل فوات الأوان بأنّ الفكر لا يحارب إلاّ بفكر مثله وأنّ سجن الفكر لا يزيده إلاّ ترسّخا عند أهله.
أبلغ ردّ فعل شعبي على خطة تجفيف منابع التدين في تونس

هو تجدد الصحوة الإسلامية وهي تملأ المساجد والشوارع بحثا عن التقوى والالتزام من لدن الذكور والإناث.
لما كانت ابنتي تزورني في السجن تقول

لي: الشيخ نصر الله قال كذا وكذا وعمرو خالد قال كذا وكذا. فقلت في نفسي: سبحان الله ها قد
سجنونا من أجل محاصرة المدّ الإسلامي فإذا به يخترق حصونهم المشيدة ويأتيهم من حيث لا يحتسبون.
أما آن لهؤلاء أن يعلموا أن هذا الدين ألم بكل أطراف العظمة حتى أنّ التتار والمغول لما احتلوا عاصمة

الخلافة العباسية بغداد حدثت المعجزة التي لم تحدث من قبل أبدا وهي: اعتناق الغالب لدين المغلوب.
كل ما يجري في مواطن الصراع

في العالم اليوم يجعل المسلم يفيء إلى دينه ويفر إلى هويته يعتصم بها من غزو العولمة المتوحشة وسياسة
الانجراف الثقافي ولكن كثيرا من المثقفين العرب يقومون بالترويض الثقافي لأمّة الإسلام لولا أنّ الوعي
قد تجذّر في كثير من أبناء الأمة بما يجعلهم يتجاوزون هذه الانتكاسة كما تجاوزت الأمة انتكاسات سالفة.
إنك لتلفي بأنّه بقدر تطويق

الحرية واحتقار الرأي المخالف وتكميم الأفواه وتعميم الخوف يتجدد الوعي الصحيح المطلوب في الأمة.


الحوار.نت:
شيخ صحبي ـ ماهي طلباتك بعد خروجك من السجن؟

الشيخ الصحبي: أن نعيش جميعا في ظلّ القانون متمتّعين بحقوقنا الكاملة. كنا ولا زلنا

حركة معتدلة كثيرا ولكن لم نجد من يتفهّم اعتدالنا وبقدر ما كنّا معتدلين كان الطرف الآخر حِيالنا متطرّفا كثيرا.
لا بدّ من حوار وطني شامل ومصالحة وطنية شاملة ومعارضة حقيقية،

فالبلاد مازالت محتقنة والناس ممنوعون من حقوقهم ومراقبون ولا حقّ لهم في التجمّع، وهو وضع لا يخدم البلاد
والمدخل المناسب هو الإصلاح السياسي والحريات العامة والاعتراف بالجمعيات والأحزاب دون إقصاء أو انتقاء.


الحوار.نت: شيخ صحبي : كتبت منذ سنوات مقالا ذكرت فيه الحادثة التي رويتها لنا

بعد خروجك من السجن عام 1988 بإلحاح منّا عجيب ومفادها أنّ البوليس المكلف بك في الاعتقال عام 1987
في وزارة الداخلية قيّد يديك بالسلاسل الحديدية إلى السرير الذي تنام عليه فلمّا خرج من الغرفة قرأت بعض ما
تيسّر لك من القرآن الكريم على ذلك القيد المكبل فانحلت عقدُه واحدة بعد الأخرى وأنت تنظر بأم عينيك
إلى ذلك. علقت على ذلك علمانيّة تونسية معروفة بعدائها الشديد للإسلام في ثوابته العظمى وقواطعه الكبرى
المعلومة من الدين بالضرورة في مقال لها بعد ذلك بأسبوع واحد بأنّ ّهؤلاء الرهط من القوم يعملون على
إعادة ربط تونس التقدمية الحديثة بعصور الانحطاط والجهل والكذب والدجل باسم الدّين. فهل لك من تعليق؟

الشيخ صحبي: لا حاجة لي إلى التعليق

على ذلك إلا بكلمة واحدة هي: ذلك الضرب من التفكير المادي عفا عنه الزمن وتجاوزه الواقع ولم يعد له
رصيد حتى نوليه اهتماما كبيرا. إنّما مشكلتنا اليوم هي: بين التقليد وبين التغريب. أين الطريق الثالث بينهما؟

الحوار.نت: شيخ صحبي: هل من كلمة أخيرة بهذه المناسبة؟

الشيخ صحبي: يجب أن نشتغل في رأيي على الأمور التالية:

1 ــ
الجانب الفكري

أي استئناف المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي وتقديم الإسلام بصياغات معاصرة في ثوب جديد محافظ على
ثوابته الكلية العظمى ومرتبط بالواقع بما يجعل الدعوة الإسلامية المعاصرة تخترق حصون الثقافة المعاصرة.

2 ــ الجانب السياسي أي تبني الحريات والديمقراطية بشكل مبدئي وجادّ دون

أدنى لبس على قاعدة أن تونس لكل أبنائها يسعهم الحوار دوما وأن الطرف الإسلامي لم يعد تجاهله مفيدا أبدا.

3 ــ
مازالت فرصة إقامة علاقة راقية بين الحركة وبين المعارضة من جانب

وبين المعارضة والحركة جزء منها وبين السلطة من جانب آخر .. ممكنة. فإذا تمّ ذلك بتحرر كل طرف
من تلك الأطراف بما فيها الحركة من الإملاءات الخارجية فإنّ بلادنا تكون على شطآن تجربة ديمقراطية.
4 ــ لا بدّ لمشروعنا أن يكون مشروعا وطنيا شاملا.
5 ــ دفعنا الثمن غاليا وفي المقابل لم نحصل عل

ى شيء ولكنّ ذلك يهون عندما نكون بعذاباتنا الطويلة قد غرسنا لبنة حية من لبنات البناء الديمقراطي في البلاد.

6 ــ
أؤكد مرة أخرى لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بأنّ الفكر لا يسجن.

7 ــ
عندما تيسّرت

لنا إقامة بعض الحوارات داخل السجن وجدنا انسجاما كبيرا بيننا فلمّا تناهت إلينا بعض أخبار الحوارات
من خارج البلاد ازددنا ثقة في مفعول ذلك الانسجام واطمئنانا على وحدة الحركة وتلك نقطة قوة كبيرة جدا.
8 ــ
يندر جدا أن تتعرض حركة لما تعرضت له حركتنا على مدى ثلاثة عقود كاملة من محاولات

الاستئصال الرهيبة ثم يخرج قياداتها وأبناؤها ضمن حركة واحدة محكومين بزوجية الوحدة والتنوع. كل من جرت
عليهم مثل ذلك تقريبا إمّا تمزقوا شظايا أو توجهوا إلى ممارسة العنف الأعمى. وتلك نقطة قوة أخرى كبيرة جدا.
9 ــ حركتنا تحمل بذور الاعتدال

منذ نشأتها، والمحنة كان يمكن تجنبها من الطرفين السلطة والحركة ولكن دخل ذلك الآن في قدر الله سبحانه.
الحوار.نت: شكرا جزيلا للشيخ الصحبي عتيق الذي أولانا

بهذا الحوار مجددين له التهاني بمناسبة إطلاق سراحه سائلين
المولى الكريم ولي النعمة الأكبر سبحانه أن يجعل صبره وثباته في ميزان حسناته وأن يجعل من وسطيته
واعتداله الإسلاميَين دوحة ظليلة يفيء إلى بردها الذين يهديهم سبحانه لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه..
.







e diel, 22 korrik 2007

Lapierre qui roulent - La Tunisie

Lue a ce site mais il y a un probleme, la derniere fois que j'ai prix cette route me rappelle des souvenir amere avec un boulis haras watani jahil .... longue histoire
Douz

Après Tozeur, redevenus voyageurs, nous avons traversé le grand lac salé – le Chott El Djerid – pour rejoindre Douz. Le paysage est irréel. Une sorte de désert miroitant, changeant, dont on ne sait jamais très bien ce qu’il nous donne à voir. Soudain, un brouillard, du sable plutôt, qui voile l’horizon et traverse la route en petites vaguelettes rapides poussées par le vent. Puis un autocar, perdu dans le sable à une centaine de mètres de la route, fantôme abandonné. Un peu plus loin, une pancarte annonce un café. Nous ne nous y arrêtons pas mais peut-être aurions-nous dû. Une drôle de baraque au milieu de nulle part. Et puis ça y est, nous entrons dans une petite ville, nous avons traversé, nous avons vu le grand Chott El Djerid. Nous traversons Kebili puis nous arrivons à Douz et là, la route s’arrête net : le désert commence, le vrai, le Sahara. Tout là-bas, droit devant, c’est l’Afrique. On rêve, on imagine ... Puis nous rebroussons chemin, et nous trouvons le petit camping que nous cherchions, au bord de la palmeraie et tout près des petits commerces. Nous nous y installons et nous en faisons un petit tour – rapide car il est vraiment petit. On y découvre alors un univers étonnant, celui des "bikers"… Les bikers sont des gens très différents de nous et de ceux que nous avons croisés jusqu’ici, qu’ils soient tunisiens ou comme nous, étrangers. Les bikers, italiens ou allemands, prennent le ferry de Gênes à Tunis puis descendent rapidement dans le sud pour aller faire de la moto dans le désert. Ils voyagent à plusieurs. Les motos sont parfois transportées dans des camions ou sur des remorques. Parfois, il y a aussi une voiture, un camping-car (!), une caravane … Ils sont déjà venus, l’année dernière, à la même période. Leurs machines sont extrêmement bruyantes et ils semblent ne pas s’en rendre compte : il leur arrive de laisser leurs moteurs tourner le temps d’aller se changer, de discuter avec un voisin … Sympathiques au demeurant, mais vraiment différents … Qu’à cela ne tienne, le premier janvier passé, les congés finissant, ils repartent et le camping est à nouveau vide. Restent encore avec nous un couple d’anglais, voyageant sac au dos et que nous retrouverons par hasard à Ksar Hadada, et … nos grands amis depuis : Tonja et Willem, hollandais, voyageurs d’un an en caravane avec leurs deux petits garçons, Suryan et Engel.
Je garde des souvenirs merveilleux de Douz, nous y avons vécu des moments très simples et très paisibles. Il faisait froid une fois la nuit tombée mais les journées étaient magnifiques. J’ai vraiment adoré les quelques jours que nous avons passés dans ce petit camping et aurais voulu y rester encore. J’adorais aller chercher le pain le matin. Je saluais d’un « aslama ! » courtois les deux vieux enveloppés dans leurs achabias, allongés devant leur porte, près d’un petit brasero qui gardait le thé au chaud. Ils me renvoyaient ma salutation. Un peu plus loin, la dame de la laverie me faisait un grand bonjour depuis que je lui avais donné notre linge à laver. J’arrivais près de la petite « rue » commerçante et j’allais chercher deux baguettes dans la petite armoire vitrée sur le trottoir, devant l’épicerie. Je reprenais deux ou trois bricoles à l’autre magasin, où le marchand était devenu une connaissance. En rentrant, je regardais les petits stands de légumes et cherchais de quoi le déjeuner ou le dîner serait fait. J’achetais des carottes, des tomates, des oignons verts ou même, un potiron. Je revenais heureuse et triomphale et nous prenions un petit déjeuner de rois au soleil. Ensuite, la matinée passait à rien puis on déjeunait. L’après-midi, une balade dans la palmeraie ou au petit zoo. Le soir, un trou creusé dans le sable et c’était le feu, notre grand luxe et notre grand plaisir. C’était Tonja et Willem qui avait lancé l’idée, l’ayant reprise d’autres hôtes du camping. Les cinq enfants s’agglutinaient au chaud devant un DVD dans le camping-car tandis que nous passions une magnifique veillée à causer sous les étoiles. Comment ne pas être heureux ? Comment ne pas vouloir rester ? Et pourtant, nous sommes partis, Willem et Tonja aussi. C’est la logique du voyage, du nôtre du moins. Nous sommes partis pour Tataouine, et ses maisons troglodytes, pour les Ksars (les Ksour devrais-je dire), pour d’autres horizons et finalement, d’autres bonheurs
Lapierre qui roulent - La Tunisie